ما هو ذنب الطفل الذي يولد من والدين مُخَالفين ، وينشأُ بعيدا عن التعاليم الإلهية ، فَتصلُه الحقائق مشوَّهة وغير واضحة .
بينما الطفل الآخر وُلِد في حضن أبوين مؤمنين ، ولا يتكلَّف العناء الكبير في اتِّباع الحق ؟
الجواب:
إن الأطفال ما داموا أطفالاً فَهُم غير مكلفين ، أما إذا بَلَغوا ، ففي كل أمة نبيٌّ أو وصيٌّ ، أو أتباع لذلك النبي والوصي .
فهو قد طَرَق سمعه وجود رسالات الله ، فلا بُدَّ له من البحث عن الحقيقة ، والوصول إلى الحق ، فإن بَحَث واستمرَّ في بَحثه ووصل إلى الحَقِّ فالحمد لله .
وإن بحثَ واستمرَّ على بحثه ولم يصل لوجود شبهة عنده مثلاً ، أو لم يُؤَالفه الحظَّ في الوصول إلى النتيجة ، فهو معذور غير معاقب .
فسواء كان هذا الطفل عند أبوَين صالحين أو فاسقين فهو ابن البيئة والمحيط ، وقد أرسل الله تعالى النبيَّ أو الرسول إلى تلك البيئة ، كما تقدّم إثبات ذلك .
فهو الذي يجب عليه بواسطة عقله أن يصل إلى الحقائق ويبحث عنها ، وهو مختارٌ في فعله هذا ، فإن خالَفَ عقله وَوُجدانه فهو معاقب ، وإن اتَّبَع عقله وَوُجدانه فلا يكون معاقباً .
فالطفل الذي يبلغ ، وعنده العقل ، وهو مختار في عمله ، كان هذا القرآن الذي هو معروف بأنه معجزة الإسلام موجوداً نَصْبَ عينيه .
فإما أن يصنَعَ مثله في هداية الناس ، واحتوائه على نتائج العلوم كلها ، مع بلاغته وفصاحته ، وعدم وجود تناقض واختلاف فيه ، وإمَّا أن يُقِرَّ أنه من صُنع الله ، فتتمُّ حجيِّة رسالة الإسلام عليه .
فالطفل إذن قد خوطب بالخطاب الديني ، ودُعي إلى الدين والرسالة الإسلامية بعد بلوغه ، فالحُجَّة قائمة عليه ، ولم يُظلَم بعدم خطابه بالخطاب الديني .
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة