اسمه وكنيته ونسبه(1)
أبو الفتح محمود بن محمّد بن الحسين الرملي المعروف بكشاجم، وإنّما لقّب نفسه بكشاجم، إشارة بكلّ حرف منها إلى علم، فبالكاف إلى أنّه كاتب، وبالشين إلى أنّه شاعر، وبالألف إلى أدبه أو إنشاده، وبالجيم إلى نبوغه في الجدل أو جوده، وبالميم إلى أنّه متكلّم أو منطقي أو منجّم.
ولادته
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته، إلّا أنّه ولد في القرن الثالث الهجري بقرية من قرى سجستان المعروفة اليوم بسيستان في شرق إيران.
من أقوال العلماء فيه
1ـ قال الشيخ ابن شهرآشوب المازندراني في معالم العلماء: «وكان شاعراً منجّماً متكلّماً».
2ـ قال المسعودي في مروج الذهب: «وكان من أهل العلم والرواية والمعرفة والأدب».
3ـ قال الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء في أصل الشيعة وأُصولها: «وكان أديباً شاعراً، ومنجّماً متكلّماً، ومصنّفاً عالماً، له مصنّفات كثيرة في شتّى العلوم والمعارف، وكان يُعدّ شاعر زمانه».
شعره
كان قدوة في الأدب وأُسوة في الشعر، حتّى أنّ الرفاء السري الشاعر المفلق على تقدّمه في فنون الشعر والأدب كان مغرى بنسخ ديوانه، وكان في طريقه يذهب، وعلى قالبه يضرب.
دوّن شعره أبو بكر محمّد بن عبد الله الحمدوني، وشعره كما تطفح عنه شواهد تضلّعه في اللغة والحديث، وبراعته في فنون الأدب والكتاب والقريض، كذلك يُقيم له وزناً في الغرائز الكريمة النفسية، ويُمثّله بملكاته الفاضلة.
وكان(رحمه الله) شاعراً ماهراً، له ديوان شعر، ذكر فيه مدائح ومراثي لأئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، منها قوله في مدح أهل البيت(عليهم السلام):
هُم حُججُ اللهِ في خلقِهِ ** ويومُ المعادِ على مَن خذل
ومَن أنزلَ اللهُ تفضيلَهُم ** فردَّ على اللهِ ما قد نزل
فجدُّهُم خاتمُ الأنبياءِ ** ويعرفُ ذاكَ جميعُ الملل
ووالدُهُم سيّدُ الأوصياءِ ** ومعطيَّ الفقيرِ ومردي البطل
عقيدته
كان(رحمه الله) إمامياً صادق التشيّع، موالياً لأهل البيت(عليهم السلام)، ويجد الباحث في خلال شعره بيّنات تظاهره بالتهالك في ولاء آل الله، وبثّه الدعوة إليهم بحججه القوية، والتفجّع في مصابهم والذبّ عنهم، والنيل من مناوئيهم، واعتقاده فيهم أنّهم وسائله إلى المولى في الحاضرة، وواسطة نجاحه في الآخرة.
من مؤلّفاته
أدب النديم، كتاب الرسائل، كتاب المصايد والمطارد، خصائص الطرف، الصبيح، البيرزة في علم الصيد، ديوان شعر.
وفاته
تُوفّي(رحمه الله) عام 330ﻫ أو 350ﻫ أو 360ﻫ، ومن المحتمل أنّه دُفن في مصر لأنّه كان مستقرّاً فيها في أواخر حياته.
ــــــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: الغدير 4/ 4، أعيان الشيعة 10/ 103.
بقلم: محمد أمين نجف