الشاعر أبو فراس الحمداني

2014-11-08

511 بازدید

اسمه وكنيته ونسبه(1)

أبو فراس، الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي.

ولادته

ولد عام ۳۲۰هـ بمدينة الموصل في العراق.

نشأته

نشأ يتيماً، وعاش في ظلّ والدته التي حدبت على تربيته، وكان ابنا عمّه السلطان ناصر الدولة وسيف الدولة، فأصبح فارس ميدان العقل والفراسة والشجاعة والرياسة، وجمع بين ريادة الشعر وقيادة العسكر، عنده هيبة الأُمراء، ولطف الشعراء، ومفاكهة الأُدباء، فلا الحرب تخيفه، ولا القوافي تعصيه، واشترك في معارك ابن عمّه سيف الدولة مع الروم، وأُسر مرّتين.

من أقوال العلماء فيه

۱ـ قال أبو منصور الثعالبي في يتيمة الدهر: (كان فرد دهره، وشمس عصره، أدباً وفضلاً وكرماً ونبلاً ومجداً وبلاغةً وبراعةً وفروسيةً وشجاعةً، وشعره مشهور سائر بين الحسن والجودة، والسهولة والجزالة، والعذوبة والفخامة والحلاوة).

۲ـ قال الصاحب بن عبّاد: (بدأ الشعر بملك وختم بملك)، يعني امرئ القيس وأبا فراس الحمداني.

شعره

دخل التشيّع في مدينة حلب قبل عهد الحمدانين، وانتشر وقوى فيها على عهد الحمدانين، فقد كانوا يكرمون الأُدباء والشعراء والعلماء والمحدّثين، ومن أبرز شعراء الحمدانين أبو فراس، شاعر الشجاعة والبطولة والولاء، فله قصائد كثيرة في الشجاعة والفروسية، كما له في حقّ أهل البيت(عليهم السلام)، فقد ألقى قصيدته الشهيرة على جسر بغداد آنذاك، يفضح فيها مساوئ خلفاء بني العباس، حتّى قال المعتصم العباسي: لو خُيّرنا بينها وبين مليون سيف مشهورة لاخترنا المليون سيف المشهورة على هذه القصيدة، يقول أبو فراس فيها:

لا يطغينَ بني العباسُ ملكُهُم  **  بنُو عليٍّ مواليهم وإن زعمُوا

أتفخرونَ عليهُم لا أباً لكُم  **  حتّى كأنَّ رسولَ اللهِ جدُّكُمُ

نادى النبيُّ بها يومَ الغديرِ  **  لهم والله يشهدُ والأملاكُ والأُممُ

حتّى إذا أصبحت في غرِّ صاحبِها  **  باتت تنازعُها الذئبان والرخمُ

ثمّ ادّعوها بنو العباسِ ملكِهُم  **  وما لهُم قدمٌ فيها ولا قدمُ

ليس الرشيدُ كموسى بالقياسِ  **  ولا مأمونُكم كالرضا لو انصفَ الحكمُ

تمسُ التلاوةُ في أبياتِهِم سحراً  **  وفي بيوتِكُمُ الأوتارُ والنغمُ

كانت مودّةُ سلمان لهم رحماً  **  ولم تكن بينَ نوح وابنه رحمُ

استشهاده

استُشهد(رحمه الله) في الثامن من ربيع الأوّل ۳۵۷هـ، ودُفن بقرية صدد قرب حمص في سورية، وقبره معروف يُزار.

ـــــــــــــــــــــ

۱ـ اُنظر: أعيان الشيعة 4/ 308.

بقلم: محمد أمين نجف