ولدت في ألمانيا ، ونشأت في أسرة مسيحيّة .
تخلّت عن انتمائها العقائديّ الموروث ، واعتنقت الدين الإسلامي في أواخر الخمسينات من القرن الميلادي الماضي بعد معاناة فكريّة طويلة.
انجذابها إلى الدين الإسلاميّ:
تقول “فاطمة هيرين”: لم أجد لذة الإيمان عندما كنت أؤدّي الطقوس الدينيّة في الكنيسة ، لكن ومنذ اعتناقي للإسلام شعرت بأنّ تعاليمه الدينيّة ، ولا سيّما الصلاة تخلق علاقة قويّة بيني وبين الخالق العظيم ، وهذا ممّا جعلني أشعر باطمئنان نفسي كما كان منطق الإسلام الواضح مقابل التعصّب المسيحي فيما يخصّ التثليث مثلاً ونبوّة عيسى(عليه السلام)والخطيئة الأولى، هو الذي جذبني إلى هذا الدين.
كما أنّ الروعة العميقة في الآيات القرآنيّة الكريمة بعثت في أعماقي انتعاشاً روحيّاً دفعتني للصمود أمام جميع مصاعب هذه الحياة ; لأنّني شعرت بأنّ هذا الدين يمنحني القوّة ويأخذ بيدي إلى الحياة الطيّبة التي كنت أحلم بها فيما سبق .
تأثير الإسلام على شخصيّتها:
تقول “فاطمة هيرين”: جعلني الإسلام ذات عقيدة ثابتة وراسخة بالله العظيم.
ومن هذا المنطلق أصبح لحياتي معناً ، فلم أعد أهتمّ بآراء زملائي في خطأ أو صواب آرائي ; لأنّ الذي كان يهمّني هو رضا الله سبحانه وتعالى فقط ; لأنّني كنت أعتقد بأنّه تعالى أفضل من يهدي إلى الطريق القويم والصراط المستقيم .
وكان أعظم ما حصلت عليه نتيجة الإيمان بالله عزّ وجلّ هو التواضع ، والذي لا أقول إنّني أستطيع التحلّي به دائماً ، ولكن برحمة الله وهدايته أجد الوسيلة بين الحين والآخر للتغلّب على التكبّر والزهو.
ومن هذا المنطلق أصبحت أتحمّل مرّ الحياة ; لأنّني أصبحت أعتبر الابتلاء أيضاً نعمة ; لأنّه يمحّص الإنسان ، ويمنحه الصمود أمام التيّارات المعاكسة التي تبتغي إيقاعه في مهاوى الضلال.
دور المرأة في الإسلام:
تقول “فاطمة هيرين” حول المرأة: جعلني الإسلام أشعر بالسعادة ، لأنّني عرفت دور المرأة في الحياة وعرفت أنّ من وظائفها رعاية حقوق زوجها وأسرتها ، كما لها دور مهمّ في المجتمع; لأنّها الجزء المتمّم للرجل ، وتؤدّي دورها في البيت، كما أنّ لها الحقّ في التعليم ، وخصوصاً تعلّم القرآن الكريم وتعليمه.
وتبيّنَ لي بأنّ المرأة المسلمة التي تلتزم بتعاليم القرآن هي عضواً نافعاً في المجتمع ، تؤدّي الواجبات الملقاة على عاتقها ، وترعى شؤون أسرتها بدون كلل أو ملل ، وهذه هي الروح الحقيقيّة التي يمكن للمرأة رؤيتها في حياة السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، والسيّدة خديجة(عليها السلام).
مشاكل المرأة المسلمة في المجتمع الأوربّي:
تقول “فاطمة هيرين” في هذا المجال: التزمت بواجباتي بعد اعتناقي للإسلام ، وأصررت على موقفي في الالتزام بمبادىء الإسلام ، وواصلت أداء الصلاة اليوميّة الواجبة ، وصوم شهر رمضان ، ولكنّني واجهت الصعوبة في كيفيّة توضيح الإسلام للآخرين، وخاصّة أنّني كنت حديثة العهد بالإسلام ، ولأنّ الأجواء التي كانت تحيطني كانت تقف أمام التزامي وتمسكي بتعاليم الإسلام ، فكان الأمر يتطلّب منّي معرفة حكمة الأحكام ومعرفة ما يمنحني الصمود أمام هذا التيّار المعاكس الذي يحاول ممانعة التزامي بالتعاليم التي يريدها الله منّي ولكنّني مع ذلك تمكّنت ـ بحمدالله ـ عن طريق رفع مستواي العلمي والتزامي بالأخلاق الإسلاميّة أن أجذب الكثير من الفتيات إلى البحث حول الإسلام ، كما كان ذلك يدفعهم إلى تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة التي كانوا يحملونها عن الإسلام.