ولكن تعد منهم وتظلم
ولكن دين الله لا يتهدم
بسيف علي يعتريه التهدم
من الله في العقبى عقاب ومأثم
فما لهم في الحشر أبقى وأدوم
على الناس إلاّ وهي في الدين أعظم
ونص على الثاني بها وهو مغرم
فلم نصها لو صح ما كان يزعم
صهاكية خشناء للخصم تكلّم
لولاه دون الغير والأنف يرغم
وجرد سيف للوصي ولهذم
تعالوا على الإسلام نبكي ونلطم
يديم تلاوات الكتاب ويختم
إذن لهداهم فهو بالأمر أعلم
هو البطل القرم الهزبر الغشمشم
يفل جيوش المشركين ويحطم
إلى أن أطاعوا مكرهين وأسلموا
منافقة كي يرفع السيف عنهم
ليكثر بالدعوى عليه التظلّم
وقد كان في القتلى برئ ومجرم
وصي النبي المصطفى كيف يظلم
هدانا به ما كان في القوم مسلم
وممّن تعدى منهم كان ينقم
كذا قد رواه الناقد المتقدّم
علي فمن زكّاه لا شك أظلم
فأشركه في قتلهم وأصمم
فننظر عند الله من يتندم
وما أخّروا فيها علياً لموجب
وكم شرعوا في نقض ما شاد أحمد
وحاشى لدين شيّد الحق ركنه
فحسبهم في ظلم آل محمّد
فإن غصبوهم أمر دنيا دنية
فهل عظمت في الدهر قط مصيبة
تولّى بإجماع على الناس أوّل
وقال أقيلوني فلست بخيركم
وأثبتها في جوره بعد موته
ولو أدرك الثاني لمولى حذيفة
وقد نالها شورى من القوم ثالث
أشورى وإجماع ونص خلافة
وصاحبها المنصوص عنها بمعزل
ولو أنّه كان المولى عليهم
هو العالم الحبر الذي ليس مثله
وما زال في بدر وأُحد وخيبر
يكر ويعلوهم بقائم سيفه
وما دخلوا الإسلام ديناً وإنّما
وقالوا علي كان في الحكم ظالماً
وقالوا دماء المسلمين أراقها
فقلت لهم مهلا عدمتم صوابكم
أراق دماء المسلمين فوالذي
ولكنّه للناكثين بعهده
أما قال أقضاكم علي محمّد
فإن جار ظلماً في القضايا بزعمكم
فيا ليتني قد كنت بالأمس حاضراً
وألقى إلهي دونهم بدمائهم