ويرى فريق آخر أن التشيع لعلي ( ع ) من بدعة عبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء . فأبو الحسين الملطي يجعل السبأية المزعومة أساسا للتشيع ، وأن زعيم هذه الفرقة عبد الله بن سبأ هو الذي بذر بذرة التشيع الأولى في الإسلام ، باعتباره يمت إلى اليهودية في الأصل ، لذلك هدف من وراء بذر هذه البذرة إلى تقويض دعائم الإسلام وتفرقة صفوفه ( 1 ) .
أما الدكتور علي سامي النشار فيقول : كان اليهود مؤسسي العقيدة الشيعية الغالية الحقيقيين فقد دخل بعض أحبارهم أو كهانهم في الإسلام ، وتقدموا إلى العالم الإسلامي منتهزين إبعاد علي عن الخلافة بفكرة الإمام المعصوم أو خاتم الأوصياء ، وتكاد تجمع كتب العقائد الإسلامية على أن عبد الله بن سبأ – وهو أول من دعا إلى فكرة القداسة التي نسبت إلى علي – كان يهوديا قبل الإسلام ( 2 ) .
ويضيف النشار في مكان آخر قائلا : من المؤكد أن هذه الفكرة – الاعتقاد بأن عليا هو صاحب الحق الأول في الخلافة – لم تظهر على عهد أبي بكر وعمر ، ولكنها نشأت في خلافة عثمان على يد عبد الله بن سبأ ، ويمثل عبد الله بن سبأ ، تيارا باطنيا من التيارات التي كانت تعمل على هدم العالم الإسلامي .
ومهما كان الحال فليس بغريب على النشار إذا ما وقف هذا الموقف بعد أن وقفه الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه ( المذاهب الإسلامية ) الذي جاء فيه : وكان الطاغوت الأكبر عبد الله بن سبأ قد دعا إلى ولاية علي ووصايته ورجعة النبي وفي ظل هذه الفتن نشأ المذهب الشيعي ( 3 ) .
والذين أخذ عنهم النشار من كتاب الفرق المتحيزين الذين أخرجوا فرق الشيعة برمتها عن الإسلام وكفروا معتنقيها وبعضهم من السلفيين الذين يقفون مع التشيع على طرفي نقيض أمثال : ابن تيمية ، وعبد الله بن القصيمي في كتابه ( الصراع بين الإسلام والوثنية ) الذي ينص فيه على أن ابن سبأ أساس المذهب الشيعي والحجر الأول في بنائه .
ويرجع محمد محي الدين عبد الحميد في تعليقه على كتاب ( مقالات الإسلاميين ) منشأ التشيع إلى ابن سبأ فيقول : وعن هذه الآراء الفاسدة التي نفث سمومها عبد الله بن سبأ تفرعت آراء كثير من الفرق ، فمن تعاليمه تشعبت أقوال الغلاة من الشيعة ، أفليس كثير منهم يذهبون إلى أن الإمامة موقوفة على قوم بأعيانهم كقول الإمامية ( 4 ) .
وقد أنكر هذا الرأي محمد كرد علي بقوله : أما ذهب إليه بعض الكتاب من أن مذهب التشيع من بدعة عبد الله بن سبأ المعروف – بابن السوداء – فهو وهم وقلة علم بتحقيق مذهبهم ، ومن علم منزلة هذا الرجل عند الشيعة وبراءتهم منه ومن أقواله وأعماله ، وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم في ذلك علم مبلغ هذا القول من الصواب ( 5 ) .
يقول الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله ) أحد كبار الكتاب المعاصرين وأكثر علماء الشيعة إنتاجا في العصر الحاضر – مع غزارة مادة ، وسلاسة أسلوب ، وكثرة نفع التأليف : كل شئ تطور إلا الكتابة عن الشيعة ، ولكل بداية نهاية إلا الافتراء على الشيعة ، ولكل حكم مصدره ودليله إلا الأحكام على الشيعة ! . . . ولماذا ؟ هل الشيعة فوضويون ومشاغبون يعكرون صفو الناس وأمنهم ؟ ! .
الجواب : أن رجلا يسمى سيف بن عمر التميمي مات في القرن الثاني الهجري ، وضع كتابين : الأول ( الفتوح والردة ) والثاني ( الجمل ومسير عائشة وعلي ) وحشاهما بما يلي :
1 – اختلاف الحوادث التي لا حقيقة لها ولا أساس .
2 – تحريف الحوادث الثابتة ، وتزييفها تزييفا يجعل الايجاب سلبا والسلب إيجابا .
فلقد اختلق سيف لرسول الله ( ص ) أصحابا لا وجود لهم ، وأسماهم بأسماء لم يسمع بها الرسول ولا أحد من الصحابة ، مثل سعير ، والهزهاز ، واط ، وحميضة ، وما إلى ذلك .
كما ابتدع رجالا من التابعين وغير التابعين ، ووضع على لسانهم الأخبار والأحاديث . . .
من هؤلاء بطل اختلق شخصيته ، واختلق اسمه ، واختلق قضايا ربطها به ، هذا البطل الأسطوري هو ( عبد الله بن سبأ ) الذي اعتمد عليه كل من نسب إلى الشيعة ما ليس لهم به علم ، وتكلم عنهم جهلا وخطأ ، ونفاقا وافتراء .
وجاء المؤرخون بعد سيف الوضاع ، فرأوا الكتابين المذكورين بين مصادر التاريخ ، فنهلوا منهما دون فحص وتمحيص ، ونقلوا عنهما بأعينهم وأيديهم وعقولهم ، وأول من خدع بسيف الطبري ، ثم نقل عن الطبري ابن الأثير ، وابن عساكر ، وابن كثير وغيرهم .
وبهذا امتدت أغصان سيف الكذاب إلى مصادر التاريخ بصورة غير مباشرة ، أما الجذر والأصل فواحد كتاب ( الفتوح ) و ( الجمل ) .
وكل من كتب عن عبد الله بن سبأ فهو عيال على الطبري وعنه أخذ واليه استند ( 6 ) .
نجد من المتأخرين السيد محمد رشيد رضا ، ينقل هذه القصة ، ويقول : كان التشيع للخليفة الرابع علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – مبدأ تفرق هذه الأمة المحمدية في دينها وفي سياستها . وكان مبتدع أصوله يهودي اسمه ( عبد الله بن سبأ ) أظهر الإسلام خداعا ودعا إلى الغلو في علي – كرم الله وجهه – لأجل تفريق هذه الأمة وإفساد دينها ودنياها عليها . ( 7 )
ثم يسرد السيد رشيد هذه القصة إلى ص ( 8 ) من ( كتابه ) ويعلق عليها بما يهوى فإذا فحصت عن مستنده فيما يزعم وجدته يقول بعد ذلك : ومن راجع أخبار ( واقعة الجمل ) في ( تأريخ ابن الأثير ) مثلا يرى مبلغ تأثير إفساد السبئيين لذات البين دون ما كاد يقع من الصلح .
راجع ص 95 و 96 و X 3 1 من الجزء الثالث ( 9 ) الخ . . . ويضيف العلامة المحقق السيد مرتضى العسكري أن السيد رشيد قد نص في ( كتابه ) على أن المصدر الذي اعتمد عليه هو ( التأريخ الكامل ) لابن الأثير وعين صفحات الكتاب تسهيلا للباحث .
كما أن أبا الفداء المتوفى سنة ( 732 هـ ) أورد في كتابه ( المختصر في أخبار البشر ) نبذا من ذيول هذه القصة مع قصص أخرى غير صحيحة . وصرح في ديباجة كتابه عند ذكره لمصادر تأليفه : فاخترته من ( الكامل ) تأليف الشيخ عز الدين علي المعروف بابن الأثير الجزري الخ . . .
ويستطرد العلامة العسكري قوله : وإذا راجعنا ( تاريخ ) ابن الأثير هذا المتوفى سنة ( X 63 ه ) نجده يورد هذه القصة كاملة في حوادث سنة ( X 3 – 36 ه ) ، ولا يشير إلى المصدر الذي اعتمد عليه في نقل هذه القصة غير أنه يقول في مقدمة كتابه : إني قد جمعت في كتابي هذا ما لم يجتمع في كتاب واحد . ومن تأمله علم صحة ذلك .
فابتدأت ( بالتاريخ الكبير ) الذي صنفه الإمام أبو جعفر الطبري إذ هو الكتاب المعول عند الكافة عليه ، والمرجوع عند الاختلاف إليه ، فأخذت ما فيه من جميع تراجمه لم أخل بترجمة واحدة منها .
وقد ذكر هو في أكثر الحوادث روايات ذات عدد ، عدد كل وراية منها مثل التي قبلها أو أقل منها . وربما زاد الشئ اليسير أو نقصه ، فقصدت أتم الروايات فنقلتها ، وأضفت إليها من غير ما ليس فيها وأودعت كل شئ مكانه ، فجاء جميع ما في تلك الحادثة على اختلاف طرقها سياقا واحدا على ما تراه . فلما فرغت منه أخذت غيره من التواريخ المشهورة فطالعته وأضفت إلى ما نقلته من ( تاريخ الطبري ) ما ليس فيه ، ووضعت كل شئ منها موضعه إلا ما يتعلق بما جرى بين أصحاب رسول الله ( ص ) ، فإني لم أضف إلى ما نقله أبو جعفر شيئا إلا ما فيه زيادة بيان ، أو اسم إنسان ، أو ما لا يطعن علي أحد منهم في نقله . وإنما اعتمدت عليه من المؤرخين إذ هو الإمام المتقين حقا الجامع علما وصحة اعتقاد وصدقا . على أني لم أنقل إلا من التواريخ المذكورة والكتب المشهورة ممن يعلم صدقهم فيما نقلوه وصحة ما دونوه الخ . . .
إذن فابن الأثير الذي ينقل عنه كل من : أبي الفداء ، والسيد رشيد اعتمد على ( تاريخ الطبري ) في نقل هذه القصة ، ولما كانت القصة موضوعة لبيان الحوادث التي وقعت بين الصحابة لم يزد ( ابن الأثير ) على رواية ( الطبري ) شيئا . وكذلك فعل – ابن كثير المتوفى سنة ( 774 ه ) فإنه قد أورد هذه القصة من ( تأريخه ) وقال : وذكر سيف بن عمر أن سبب الأحزاب على عثمان أن رجلا يقال له : – عبد الله بن سبأ – كان يهوديا فأظهر الإسلام وصار إلى مصر فأوحى إلى طائفة من الناس كلاما اخترعه من عند نفسه ( 10 ) ثم ينقل القصة بحذافيرها .
حتى إذا انتهى من سرد ( واقعة الجمل ) قال : هذا ملخص ما ذكره أبو جعفر بن جرير رحمه الله – انتهى .
واستعرض الدكتور طه حسين الصورة التي رسمت لابن سبأ ومزقها بعد تحليل دقيق وانتهى إلى أن ابن سبأ شخصية وهمية خلقها خصوم الشيعة ودعم رأيه بالأمور التالية :
1 – إن كل المؤرخين الثقاة لم يشيروا إلى قصة عبد الله بن سبأ ولم يذكروا عنها شيئا .
2 – إن المصدر الوحيد عنه سيف بن عمر وهو رجل معلوم الكذب ، ومقطوع بأنه وضاع .
3 – إن الأمور التي أسندت إلى عبد الله بن سبأ تستلزم معجزات خارقة لفرد عادي كما تستلزم أن يكون المسلمون الذين خدعهم عبد الله بن سبأ وسخرهم لمآربه وهم ينفذون أهدافه بدون اعتراض :
في منتهى البلاهة والسخف .
4 – عدم وجود تفسير مقنع لسكوت عثمان وعماله عنه مع ضربه لغيره من المعارضين : كمحمد بن أبي حذيفة ، ومحمد بن أبي بكر ، وعمار وغيرهم .
5 – قصة الاحراق وتعيين السنة التي عرض فيها ابن سبأ للإحراق تخلو منها كتب التاريخ الصحيح ولا يوجد لها في هذه الكتب أثر .
6 – عدم وجود أثر لابن سبأ وجماعته في واقعة ( صفين ) وفي حرب ( النهروان ) .
وقد انتهى طه حسين إلى القول : أن ابن سبأ شخص أدخره خصوم الشيعة للشيعة وحدهم ، ولم يدخروه للخوارج ، لأن الخوارج لم يكونوا من الجماعة ، ولم يكن لهم مطمع في الخلافة ولا في الملك ( 11 ) .
ويرى الدكتور أحمد محمود صبحي في كتابه ( نظرية الإمامة ) ( 12 ) :
إن مبالغة المؤرخين وكتاب الفرق الإسلامية العقائدية في الدور الذي قام به ابن سبأ يرجع إلى أن الأحداث السياسية التي حدثت في الإسلام : كمقتل عثمان ، وحرب الجمل الذي شارك فيه كبار الصحابة وزوجة الرسول ، هذه الأحداث الجسام التي اشترك فيها أجلاء الصحابة الذين حاربوا مع الرسول ( ص ) وشاركوا في وضع أسس الإسلام ، فكان لا بد وأن يضعوا مسؤولية هذه الأحداث الجسام على كاهل من يجوز عليه ذلك ، ومن غير المعقول أن يضعوا وزر ذلك كله على صحابة أجلاء وقفوا في أشد الأزمات ، إلى جانب رسول الله وأبلوا معه بلاء حسنا ، فوضعوها على كاهل ابن سبأ ونسبوا إليه مع ذلك أنه أول من نادى بفكرة الوصاية التي أحدثت ظهور التشيع .
ومعنى ذلك كما يبدو مما نسبه الدكتور صبحي لكتاب الفرق وأصحاب المذاهب إن الذي اضطرهم إلى الصاق ما حدث بعبد الله بن سبأ وافتراض وجوده ، هو تنزيه الصحابة من الإقدام على تلك الجرائم من غير أن تضطرهم مصلحة الإسلام إلى ذلك ، أما وقد اشتركوا فيها فلا بد أن يكون اشتراكهم لدرء الأخطار الناجمة عن تدخل ذلك اليهودي في أمور المسلمين وعليه وحده تكون مسؤولية جميع ما حدث .
وهذا التبرير لاشتراك الصحابة في تلك الفتن والمعارك أغرب وأفظع مما نسب إلى السبئية لأن المؤرخين وكتاب الفرق والسلفيين من المحدثين بعد اعترافهم بفظاعة ما أحدثه الصحابة في تلك الفترة قد افترضوا شخصية قامت بدور خاص تتحمل مسؤولية كل ما حدث مما اضطر الصحابة لتلك المواقف التي لا تليق بهم بعد جهادهم الطويل ومواقفهم مع رسول الله ، ولا بد وأن تكون تلك الشخصية هي ذلك اليهودي الدخيل عبد الله بن سبأ وبالتالي ليقع عليه عب ء أكبر انشقاق عقائدي بظهور مذهب الشيعة بالإضافة إلى مواقفه السياسية الأخرى .
بهذا المنطق الغريب يفترض كتاب الفرق وأصحاب المذاهب لا سيما السلفيين وبعض المؤرخين على حد تعبير الدكتور أحمد صبحي وجود السبئية التي أحدثت ذلك التحول في تاريخ الإسلام ويحملون الشيعة أوزار كل ما حدث .
وعلى أساس هذه التلفيقات والافتراضات لا يزال أكثر الكتاب وحتى الدكاترة منهم يقولون : إن التشيع مأوى لكل من يريد هدم الإسلام ويحملون الشيعة مسؤولية أولئك الذين هم أبعد الفرق عن التشيع .
ويشترك مع طه حسين كثير من المستشرقين في وهمية وجود عبد الله بن سبأ ومنهم : ( برنارد لويس ) الذي يضرب بهذه الأفكار القائلة : بأن عبد الله بن سبأ هو الذي بذر بذور التشيع في الإسلام عرض الحائط ، ويتهم الذين يذهبون هذا المذهب بأنهم ينادون بآراء غريبة ، لا تمت إلى الحقيقة والواقع بأية صلة ، فالأفكار الشيعية العرفانية التي أثرت في المنطلقات العقلانية العالمية لا يمكن أن تكون صادرة عن شخصية خرافية أسطورية كابن سبأ لذلك يتشكك في وجوده فكريا ، وينفي نفيا قاطعا أن يكون له أي أثر في التطور العقائدي للإسلام .
ويقول : ولكن التحقيق الحديث قد أظهر أن هذا استباق للحوادث وأنه صورة مثل بها في الماضي وتخيلها محدثو القرن الثاني للهجرة من أحوالهم وأفكارهم السائدة حينئذ ، وقد أظهر ( فلها وزن ) و ( وفريد ليندر ) بعد دراسة المصادر دراسة نقدية بأن المؤامرة والدعوة المنسوبتين إلى ابن سبأ من اختلاق المتأخرين ( 13 ) .
ونحن وإن كنا نعلم تمام العلم بأن ( برناردلويس ) من أصل يهودي لا يتورع عن توسيع شقة الخلاف بين الفرق الإسلامية إذا كان في هذا التوسيع مصلحة لليهودية العالمية ، فإننا نستهجن كل الآراء التي وردت ونشرت ، والزاعمة بأن ابن سبأ هو الذي بذر بذور الشيعة في العالم الإسلامي ، لأن هذا الزعم خرافي وأسطوري قصد منه إبعاد الناس عن الشيعة بعد أن غرقوا في طوفانها .
واليهود كما هو معروف كانوا بكثرة في الحجاز ، وخاصة في يثرب ، قبل ظهور الإسلام ، وكان لهم قوة اجتماعية ، واقتصادية ، وزاعية ، واندماج وثيق بالحياة العربية ، حيث توطدت بين العرب واليهود صلة النسب والقربى ، عن طريق الزواج والمصاهرة ، حتى أن النبي ( ص ) تزوج من صفية اليهودية من خيبر ، لذلك أشك بأن عبد الله بن سبأ لو اعترفنا بوجوده كانسان حقيقي قد حمل الأفكار اليهودية إلى الإسلام ، فإذا كان الأصل يهوديا قبل الإسلام ، أو لم يكن ، فهذا شئ طبيعي لأن جميع مع اعتنقوا الإسلام كانوا من الوثنيين ، أو اليهود ، أو النصارى ! !
وإذا ما علمنا بأن واضعي التاريخ الإسلامي في تلك الفترة كانوا يهدفون من وراء ما يدونون ويكتبون إلى إرضاء من بيدهم الأمر ، والسلطان السياسي ، والديني ، من خلفاء وحكام وأمراء وفقهاء ، بالإضافة إلى الخوف من السيوف الحادة المسلطة على الرقاب ، علما أن التاريخ الإسلامي بمجمله عامر بالتباين والدس والتجني ، والتزوير على من كان رأيه يخالف رأي الحكام ! ! !
والأغرب من هذا كله لا يزال بعض الكتاب من المعاصرين يجرون على قاعدة الأخذ والنقل والاقتباس عن المصادر والنصوص القديمة دون التدقيق ، والتمييز بين الواقع والخيال ، والأسطورة والحقيقة .
وليس القول بأن عبد الله بن سبأ المزعوم كان يهوديا من الغلاة الذين ساهموا بوضع أسس الغلو في الإسلام ، سوى فرية . من الفريات التي لفقها الخصوم ، وحاولوا من خلالها الطعن في ماهية الأفكار الشيعية ، الخلافة المبدعة .
فالنصوص المتعلقة بالحركات الباطنية التي ظهرت في الإسلام ، والتي نملك الكثير منها في مكتبتنا الخاصة ، لا تشير من قريب أو بعيد ، أو حتى بواسطة الرمز والإشارة إلى أي مساهمة لمن يدعى عبد الله بن سبأ من تكوين هذه الحركات .
وانطلاقا من هذا يمكننا أن نجزم بأن عبد الله بن سبأ لم يكن له أية صلة ، أو علاقة تأسيسية أو تكوينية في أفكار الشيعة ، أو الحركات الباطنية التي ظهرت في الإسلام .
أما التلميح بأن هناك مخطوطات باطنية تثبت بأن ابن سبأ كان يهوديا مندسا هو محض افتراء وتحريض على الشيعة خاصة ، وعلى الفرق الباطنية عامة التي زعم البعض بأنها تقدسه وتعتبره داعيها الأكبر ، ومؤسس عقائدها الدينية ، فابن سبأ مشكوك في وجوده من الناحية التأريخية ( 14 ) .
وبين المستشرق ( كايتاني ) : أن مؤامرة مثل هذه بهذا التفكير وهذا التنظيم لا يمكن أن يتصورها العالم العربي المعروف عام ( 35 هـ ) بنظامه القبلي القائم على سلطان الأبوة وأنها تعكس أحوال العصر العباسي الأول بجلاء ، فقد اقتضى قتل الإمام علي واستشهاد الحسين وأتباعه المفجع في كربلاء حدوث تبدل اجتماعي كبير قبل أن يكون ظهور التشيع الثوري ذي الصبغة المهدوية ( 15 ) .
إن ابن سبأ هذا لم يتحدث عنه واضعو التاريخ الإسلامي كابن شهاب الزهري ، وعروة بن الزبير ، وأبان بن عثمان ، وأبو بكر بن حزم ، وموسى بن عقبة ، والواقدي ، وغيرهم ممن دونوا الحديث والأحداث في أواخر عهد الأمويين .
ولا ورد على لسان الأمويين أنفسهم : كمعاوية وأمثاله الذين كانوا يبذلون الملايين لمن يروي لهم ما يسئ إلى علي ( ع ) وشيعته .
ولم يعرف التاريخ الإسلامي خلال المائة الأولى وحتى أواخر النصف الأول من المائة الثانية عن وجود هذا البطل الأسطوري في تفكيره ومقدرته وشعوذاته شيئا .
ومهما كان الحال فلم يكن الدكتور طه حسين الوحيد بين كتاب العرب المحدثين الذين ذهبوا إلى أن اسم عبد الله بن سبأ منحول قد اخترعه أولئك الذين كانوا يحقدون على أئمة الشيعة ويعملون على تشويه آثارهم ومعالمهم بكل الوسائل .
فأكثر المؤرخين من الكتاب العرب والمستشرقين لا يمرون بما ينسب إلى السبئية من أحداث إلا ويضعون حولها أكثر من علامة توحى بأن هذا الاسم من الشخصيات الوهمية ، أو أنه مستعار لشخصية ( عمار بن ياسر ) الذي كان من أبرز المناوئين لسياسة عثمان بن عفان وتصرفات عماله الجائرة ، وحتى لا نذهب بعيدا في سرد الأقوال والآراء التي تؤيد هذا الرأي نكتفي بما جاء في كتاب ( وعاظ السلاطين ) ( 16 ) للكاتب الشهير الدكتور علي الوردي ، حيث قال بعد أن نقل بعض ما جاء عن ابن سبأ وما نسب إليه من الآراء والأعمال :
يخيل لي أن حكاية ابن سبأ من أولها إلى آخرها كانت حكاية متقنة الحبك رائعة التصوير .
إن القرشيين لم يكونوا دهاة في ميزان السياسة فحسب بل كانوا ماهرين في فن القصص أيضا ، ويبدو أن قريشا كانت في أيام عثمان تتحدث عن عمار بن ياسر في منتدياتها الخاصة وتشتمه سرا حيث لم تكن ترى من مصلحتها إعلان شتمه أمام الناس يومذاك ، وربما سمع أحد الرواة قريشا تلهج بذكر – ابن السوداء – وتشتمه فظن أنها تعني شخصا آخر غير عمار بن ياسر .
ومضى يقول : ومن يدري فلعل حكاية – ابن سبأ – نشأت في أول الأمر من هذا الظن الخاطئ ثم تراكمت حوله الأساطير شيئا فشيئا .
ومن غرائب الأمور أن نرى كثيرا من الأمور التي تنسب إلى ابن سبأ موجودة في سيرة عمار على وجه من الوجوه وهذا يدعو إلى التأمل ، فإن من يدرس أعمال عمار بن ياسر وأقواله يجد تشابها مدهشا بينها وبين ما نسب إلى ابن سبأ لكي يرى رأيه فيها وأحسب أن القارئ سيعجب معي لهذا التشابه المدهش بين ما نسب لعمار وما نسب إلى ابن سبأ من أمور .
لقد كان ابن سبأ يعرف – بابن السوداء – وقد رأينا كيف كان عمار يكنى – بابن السوداء – أيضا وقد اعتاد العرب أن ينسبوا عدوهم إلى أب وضيع أو أم وضيعة حيث كانوا يهتمون كل الاهتمام بالنسب فإذا كرهوا أحدا جعلوه من نسل المحتقرين والسلفة ، ومضى يقول :
ومما تجدر الإشارة إليه أن قريشا كانت تطلق على محمد بدء الدعوة ( ابن أبي كبشة ) امتهانا له كما أطلقت على عمر بن الخطاب ( ابن ختثمة ) ، ونال عمار بن ياسر من هذا شيئا كثيرا فكانوا يطلقون عليه ( ابن سمية ) و ( ابن المتكأ ) و ( ابن السوداء ) .
وكان عمار بن ياسر من أب يماني ومعنى هذا : أنه كان من أبناء سبأ فكل يماني يصح أن يقال عنه أنه ابن سبأ لأن أهل اليمن كلهم ينتسبون إلى سبأ بن يشخب بن يعرب بن قحطان ، وفي القرآن الكريم :
قال الهدهد لسليمان : أنه جاءه من سبأ ، كما في الآية ( وجئتك من سبأ بنبأ عظيم ) يقصد بذلك اليمن .
وعمار فوق ذلك كله كان شديد الحب لعلي بن أبي طالب ( ع ) يدعو له ويحرض الناس على بيعته في كل سبيل . ويحكى الآلوسي في كتابه ( روح المعاني ) : أن رجلا جاء إلى عمار يسأله تفسير الآية القرآنية القائلة : ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ) ، فقال عمار : إن هذه الدابة علي بن أبي طالب ( ع ) .
وهذا القول الذي ينسب إلى عمار نجد له مثيلا ينسب إلى ابن سبأ حيث كان كما ينسبون إليه يؤمن برجعة علي بعد موته . وقد ذهب عمار في أيام عثمان إلى مصر وأخذ يحرض الناس ثمة على عثمان فضج الوالي منه وهم بالبطش به ، وهذا الخبر يشابه ما نسب إلى ابن سبأ من أنه استقر في مصر واتخذ الفسطاط مركزا لدعوته وشرع يراسل أنصاره منها .
وينسب إلى ابن سبأ أنه كان يقول : إن عثمان أخذ الخلافة بغير حق وأن صاحبها الشرعي هو علي بن أبي طالب ( ع ) ، والواقع أن هذا هو كلام عمار بن ياسر بالذات ، فقد سمع ذات يوم يصيح في المسجد إثر بيعة عثمان : يا معشر قريش ! أما إذا صرفتم هذا الأمر عن بيت نبيكم هاهنا مرة وها هنا مرة فما أنا بآمن من أن ينزعه الله فيضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله .
ويعزي إلى ابن سبأ أنه هو الذي عرقل مساعي الصلح بين علي وعائشة أبان ( معركة البصرة ) ولولاه لتم الصلح بينهما حسبما يقول الرواة ، ومن يدرس تفاصيل ( واقعة البصرة ) يجد عمارا يقوم بدور فعال فيها ، فهو الذي ذهب مع الحسن ومالك الأشتر إلى الكوفة يحرض الناس على مناصرة علي ( ع ) والانتماء لجيشه .
وكان وقوف عمار بن ياسر إلى جانب علي ( ع ) من أسباب ندم الزبير وخروجه من المعركة ، ( لأن عمارا مع الحق ) و ( تقتله الفئة الباغية ) ( 17 ) كما سمع الزبير ذلك من رسول الله ( ص ) مع من سمعه من عشرات الصحابة .
وأضاف إلى ذلك أنهم قالوا : إن ابن سبأ هو الذي حرك أبا ذر في دعوته إلى الاشتراكية ، ولو درسنا صلة عمار بأبي ذر لوجدناها وثيقة جدا ، فكلاهما من مدرسة واحدة هي مدرسة علي بن أبي طالب ( ع ) وكان هؤلاء الثلاثة يجتمعون دائما ويتشاورون ويتعاونون معا .
لقد كان أبو ذر ( رحمه الله ) من أولئك الذين أنكروا على عثمان بن عفان وعماله تبذير الأموال واستغلال موارد الدولة لصالحهم وشهواتهم متجاهلين مبادئ الإسلام وأصوله وعدالته وحقوق الفقراء والمساكين في تلك الأموال ، وكان أبو ذر وعمار بن ياسر وجماعة من كرام الصحابة يراقبون تلك التصرفات بمنتهى الدقة وتتعالى صرخاتهم في وجه أولئك الطغاة بدافع من إيمانهم العميق وحرصهم على حقوق العباد غير مبالين بسياط الجلادين ، وكان رد عثمان بن عفان على تلك المواقف الكريمة ، أن خطب الناس يوما وقال فيما قال : لنأخذن حاجتنا من هذا المال وإن رغمت أنوف أقوام
وأقوام ، فاعترضه عمار بن ياسر وقال : أشهد الله أن أنفي أول راغم من ذلك ، كما رد عليه علي ( ع ) وقال : ( إذن تمنع من ذلك ويحال بينك وبينه ) .
هذه المواقف من هذه الفئات الكريمة الداعية إلى تطبيق العدالة والاحتفاظ بموارد الدولة من الأموال لصالح الشعوب وصفها بعض الكتاب بالاشتراكية ، وقال : إن عبد الله بن سبأ هو الذي حرك أبا ذر في دعوته إلى الاشتراكية ، ولا ضير في هذه النسبة ما دامت دعوته هذه تعبر عن واقع الإسلام وجوهره ولا تضرها تسمية الشيوعيين وغيرهم من المنحرفين بالاشتراكية ، في حين أنها لا تتصل باشتراكية الشيوعيين بصلة من الصلات .
بقي أن أبا ذر ( رحمه الله ) هل كان في حاجة لمن يحركه في دعوته إلى العدالة والتشهير بأولئك المستهترين بكل ما جاء به الإسلام من المبادئ والتشريعات ويعلمه ما يجب عليه تجاه أولئك الجائرين ليلتجئ إلى يهودي دخيل على الإسلام وقد اندس بين صفوف المسلمين للتخريب وتمزيق وحدتهم حسب المواصفات التي تحدد شخصيته عند المؤلفين في الفرق وبعض المؤرخين .
لا أظن أحدا يعرف تاريخ أبي ذر الغفاري ومدى تأثره بدعوة الرسول وصلابة إيمانه يحتمل فيه ذلك .
ومما يؤيد نظرية الدكتور الوردي وغيره ممن تعرضوا لهذا الموضوع ووضعوا أكثر من علامة استفهام حول تلك الشخصية الغريبة وانتهى ببعضهم البحث إلى أن تلك الشخصية لا وجود لها في التاريخ وأن الصرخات التي كانت تزعجهم هي صرخات عمار بن ياسر ومواقفه الكريمة من الذين غيروا وبدلوا ما خطط له رسول الله وكانوا ينعتونه بتلك الألقاب تحاشيا من ذكره باسمه ، مما يؤيد ذلك ما رواه أكثر المؤرخين والمفسرين في تفسير ( يمنون عليك أن أسلموا ) ( 18 ) فقد جاء في تفسيرها أن المسلمين حينما بنوا المسجد كان عمار يجهد نفسه ويحمل حجرين بينما غيره حجرا واحدا ، وبعضهم كان يتحرك ذاهبا وجائيا بدون أن يقوم بأي عمل فمر عثمان بن عفان يصنع كما يصنع وكأن الأمر لا يعنيه وقد ارتفع الغبار وثار في وجهه ، فوضع كمه على أنفه فقال عمار :
لا يستوي من يبتني المساجدا * يظل فيها راكعا وساجدا
ومن يرى عن الغبار حائدا * يعرض عنها جاحدا معاندا
فالتفت عثمان كما جاء في أكثر الروايات ، وقال : يا ابن السوداء ! إياي تعني ، ثم أتى رسول الله وقال له : لم ندخل معك لسب أعراضنا .
فقال له النبي ( ص ) : ( قد أقلتك إسلامك فاذهب ) ، فأنزل الله عليه الآية .
وبهذه المناسبة يروي الرواة أن النبي ( ص ) قال : ( ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار أن عمارا جلدة ما بين عيني وأنفي ) ( 19 ) .
ويضيف السيد هاشم معروف الحسني لنظرية الوردي : وكما كانت أمه توصف بذلك كان هو يغلب عليه السواد ويوصف به .
فلقد جاء في كتاب ( النزاع والتخاصم بين أمية وهاشم ) أن يوسف بن عمر عامل هشام بن الحكم على الكوفة كان يقول في بعض خطب الجمعة : إن أول من فتح على الناس باب الفتنة وسفك الدماء علي بن أبي طالب وصاحبه الزنجي ويعني بصاحبه الزنجي – عمار بن ياسر – كما وأن التعبير عنه بابن سبأ ليس لأنه يمني الأصل كما ذهب بعض الكتاب فقط ، بل لأن سبأ يقع في سلسلة أجداده كما جاء في ( فتوح البلدان ) و ( طبقات ابن سعد ) .
ففي ( الطبقات ) : هو عمار بن ياسر بن مالك بن عوف بن حارثة بن عامر بن يام بن عنس – وهو زيد بن مالك – بن أدد بن يشجب بن غريب بن زيد بن كهلان بن سبأ .
وقد أكد في ( فتوح البلدان ) وابن خلدون في ( تأريخه ) : أن عنس الجد القريب لعمار هو زيد بن مالك بن أدد بن غريب بن زيد بن كهلان بن سبأ هذا بالإضافة إلى أن جميع أهل اليمن ينسبون إلى سبأ كما تشير إلى ذلك الآية ( وجئتك من سبأ بنبأ يقين ) .
بقي أن الشخص الذي تنسب إليه تلك الأحداث الجسام يعرف بينهم بعبد الله بن سبأ والأمر في ذلك سهل بعد التتبع فإن التعبير عن الشخص مهما بلغت منزلته بعبد الله كان سائغا بل مستحسنا لديهم ، وأكثر الكتب التي كانت تصدر من الخلفاء لأي جهة كانت والتي كانت ترد إليهم من العمال تفتتح : من عبد الله فلان إلى عبد الله فلان ، فتسمية عمار بن ياسر بهذا الاسم ليست خروجا على المتعارف وربما كانت بقصد التلميح إليه كتسميته بابن سبأ مع أن بينه وبين جده الأعلى سبأ أكثر من اثني عشر جدا ، كما كان سائر الناس يسمى نفسه بعبد الله إذا لم يفصح عن اسمه الصحيح أو تواضعا لله سبحانه .
ويستطرد العلامة الحسني قائلا : هذا كله بالإضافة إلى أنه لو كان بطل تلك الأحداث التي ابتلى بها عثمان في المدينة وخارجها ذلك اليهودي الدخيل كما يزعمون للزم أن يكون معروفا لدى عثمان وولاته ، مع أنه كما يبدو لم يرد له ذكر على لسان عثمان وولاته ولم يحدث التاريخ بأنه شكاه إلى أحد ، بل كان يتهم عليا ، وعمار بن ياسر ، وأبا ذر الغفاري بالتحريض عليه ، وكان يشكوهم إلى الناس وذهب يوما إلى العباس بن عبد المطلب ، وقال له : إن عليا قطع رحمي وألب الناس علي هو وابنك عبد الله ، ومرة أخرى قال على منبر المسلمين : إن عليا لا يزال يعيبني ويظاهر من يعيبني يعني بذلك عمارا وأبا ذر ، وأحيانا كان يتهم طلحة والزبير وعائشة بتحريض الناس عليه ، إلى غير ذلك من مواقفه الكثيرة التي لم يشر فيها ولو من بعيد إلى اليهودي الدخيل الذي أثار الدنيا وأقعدها عليه كما يزعمون .
ومن غير المعقول أن يخفى عليه وعلى ولاته وأن يسكت عنه لو كان له وجود كما يدعون في الوقت الذي جلد عمارا وابن مسعود وغيرهما من صلحاء الصحابة وظل يطارد أبا ذر ويلاحقه حتى فرض عليه الإقامة في منطقة نائية خالية من السكان وفيها كانت نهاية حياته الحافلة بالجهاد والتضحيات في سبيل الله وخير الناس أجمعين .
ويختتم الحسني قوله عن ابن سبأ فيقول : وحتى أن معاوية نفسه الذي يشتري من الكذبة والوضاعين ما يسئ إلى علي وآل علي بأغلى الأثمان لم يتحدث هو وعماله عن يهودي وضع فكرة الوصاية والتشيع لعلي ( ع ) .
كل هذه الأمور مجتمعة تجعلنا نجزم بأن ابن سبأ ليس سوى أسطورة مدسوسة بصفاقة وقحة في وسط التيارات السياسية والعقائدية التي كانت تتصارع على مسرح العالم الإسلامي ، فإذا كان إنسان هذه صفاته قد استطاع أن يلعب ذلك الدور الذي زعم أن ابن سبأ قد لعبه ، فأين كان الصحابة ، والعقلاء ، وأصحاب الرأي السديد من الصحابة والمهاجرين والأنصار ؟ حتى يفسحوا له المجال للقيام بما قام به ؟ ! !
ــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع : ص 25 .
( 2 ) نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام : ص 18 .
( 3 ) المذاهب الإسلامية : ص 46 .
( 4 ) نظرية الإمامة : ص 36 .
( 5 ) خطط الشام : ج 6 ص 251 .
( 6 ) الغدير : ج 9 ص 218 .
( 7 ) السنة والشيعة : ص 4 – 6 .
( 8 ) عبد الله بن سبأ .
( 9 ) البداية والنهاية : ج 7 ص 167 .
( 10 ) علي وبنوه : ص 98 – 100 ، فصل ( ابن سبأ ) .
( 11 ) نظرية الإمامة : ص 39 – 40
( 12 ) نفس المصدر : ص 37 .
( 13 ) الإمامة وقائم القيامة : ص 87 – 88 .
( 14 ) أصول الإسماعيلية : ص 87 ، نظرية الإمامة : ص 37 .
( 15 ) وعاظ السلاطين : ص 273 وما بعدها .
( 16 ) تاريخ بغداد : ج 1 ص 150 ، مناقب الخوارزمي : ص 123 ، الأخبار الطوال للدينوري : ص 149 .
( 17 ) سورة الحجرات : الآية : 17 .
( 18 ) سيرة ابن هشام .
( 19 ) فجر الإسلام : ص 238 .
المصدر: نشأة التشيع/ السيد طالب الخرسان