الرزق 4

2016-12-08

344 بازدید

المبحث التاسع: زيادة الرزق

إنّ للسعي دور كبير في زيادة الرزق.

Contents
المبحث التاسع: زيادة الرزقتنبيهان :الحرص لا يزيد الرزق :المؤثّرات في زيادة الرزق :أوّلاً: المؤثّرات الماديةثانياً: المؤثّرات المعنوية :المبحث العاشر: السعر(11)من الأحاديث الشريفة الدالة على التدخّل الإلهي في مسألة الأسعار :من الأحاديث الشريفة الدالة على دور العباد في مسألة الأسعار :1- الفصول المهمة، الشيخ الحر العاملي: ج1، أبواب أصول الدين، باب 52، ح4 ، ص271.2- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج103، كتاب العقود والإيقاعات، باب 2، ح69، ص35.3- المصدر السابق: ج77، كتاب الروضة، باب 15، ح40، ص423.4- المصدر السابق: ج77، كتاب الروضة، باب 3، ح4، ص63.5- المصدر السابق: ج75، كتاب الروضة، باب 23، ح81 ، ص209 .6- لسان العرب، ابن منظور: مادة (حرص) ومادة (سعى).7- المصدر السابق .8- من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق: ج3، ب61: باب التجارة، ح6 ص120.9- عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الأحسائي: ج3، باب التجارة، ح27 ص201.10- راجع: بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج76، كتاب الآداب والسنن، باب: 60، ص314 ـ 319.11- إنّ الداعي لتناول هذا المبحث هو لأنّ السعر قد ينسب إلى اللّه تعالى، فيكون من أفعاله عزّ وجل، فيدخل في موضوع العدل في الأفعال الإلهية.12 و 13 و 14 ـ انظر: المصادر المشيرة إلى مبحث “الأسعار” في نهاية هذا الفصل.15- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب القضاء والقدر و … ، ح33 ، ص377 ـ 378 .16- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب القضاء والقدر و…: ح34، ص378.17- المصدر السابق: ح36، ص379.18-راجع: وسائل الشيعة، الشيخ الحرّ العاملي: كتاب التجارة، باب 30: باب إنّ المحتكر إذا ألزم بالبيع لا يجوز أن يسعّر عليه .19- انظر: الفصول المهمة، الشيخ الحرّ العاملي، أبواب أصول الدين، باب 54: إنّ الأسعار بيد اللّه يزيدها وينقصها إذا شاء وإن كان بعضها من الناس، ص276.

وقد قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) : ” إنّ اللّه قسّم الأرزاق بين عباده وأفضل فضلاً كبيراً لم يقسمه بين أحد، قال اللّه :{وَاسْألُوا اللّهَ مِنْ فَضْلِهِ }[ النساء:32 ](1).

وهذا ما يدل على أنّ السعي ـ ولو على نحو الدعاء – له دور كبير في الحصول على الفضل الإلهي من الرزق الذي لم يقسّمه اللّه تعالى بين أحد.

تنبيهان :

1- إنّ السعي في طلب الرزق لا يستلزم زيادة الرزق دائماً، والإنسان قد يسعى، ولكنه لا يحصل على ما يريد.

دليل ذلك : إنّ السعي لا يشكّل العلّة التامة للحصول على المزيد من الرزق، وذلك لوجود أسباب أُخرى لها مدخلية في زيادة الرزق.

ولهذا قال الإمام علي(عليه السلام): “كم من متعب نفسه مقتر عليه، ومقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير”(2).

2-  إنّ قولنا: “إنّ السعي في طلب الرزق لا يستلزم الزيادة في الرزق” لا يعني: أن يترك الإنسان السعي في طلب الرزق.

دليل ذلك : إنّ اللّه تعالى جعل السعي ـ بصورة عامة ـ سبيلاً للحصول على الرزق.

فإذا سعى الإنسان وأخطأ في نيل ما يبتغيه من الرزق، فعليه أن لا ييأس من الطلب لمجرد فشله مرّة واحدة أو عدّة مرات، بل ينبغي له أن يجرّب الطرق الأُخرى حتّى يصل ـ بإذن اللّه تعالى ـ إلى ما يبتغيه.

ولهذا قال الإمام علي(عليه السلام): “اطلبوا الرزق فإنّه مضمون لطالبه”(3).

الحرص لا يزيد الرزق :

إنّ الحرص ـ كما ورد في الحديث الشريف ـ ليس له أي دور في زيادة الرزق أبداً، ومن هذه الأحاديث:

1- قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): “إنّ الرزق لا يجرّه حرص حريص”(4).

2-  قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): “… إنّ الرزق لايسوقه حرص حريص”(5).

الفرق بين “الحرص” و”السعي” :

إنّ الدعوة إلى عدم “الحرص” لا يعني الدعوة إلى عدم “السعي”.

لأنّ “الحرص” و”السعي” مفهومان يختلفان في المعنى.

فالحرص يعني: شدّة الشره والجشع إلى المطلوب(6)، وهو صفة نفسية مذمومة في صعيد طلب الرزق.

ولكن السعي يعني: العمل والقصد في الصعيد السلوكي(7) وهو شرط من شروط الحصول على الرزق.

المؤثّرات في زيادة الرزق :

أوّلاً: المؤثّرات المادية

إنّ المؤثّرات المادية عبارة عن التمسّك بالأسباب المادية من أجل طلب زيادة الرزق. وهذه الأسباب واضحة، وهي من قبيل التجارة وغيرها من الأعمال التي جعلها اللّه تعالى سبباً للحصول على الرزق.

وقد أشارت الأحاديث الشريفة إلى أهميّة التجارة وذمّ استئجار النفس للعمل، ومن هذه الأحاديث:

1- قال الإمام علي(عليه السلام): “اتّجروا بارك اللّه لكم، فإنّي سمعت رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: الرزق عشرة أجزاء، تسعة في التجارة، وواحد في غيرها”(8).

2- روى عمّار، قال: قلت لأبي عبداللّه(عليه السلام): الرجل يتّجر، وإن هو آجر نفسه أُعطي أكثر مما يصيب في تجارته؟

قال: “لا يؤاجر نفسه، ولكن يسترزق اللّه عزّ وجل ويتّجر، فإنّه إذا آجر نفسه فقد حظر على نفسه الرزق”(9).

ثانياً: المؤثّرات المعنوية :

إنّ المؤثرات المعنوية عبارة عن التمسّك بالأسباب الغيبية التي ذكرتها الشريعة الإلهية، وبيّنت بأنّ التمسّك بها يزيد في الرزق.

ومن الأحاديث الشريفة المبيّنة للأسباب المعنوية المؤثّرة في زيادة الرزق(10):

1 ـ “شكر المنعم يزيد في الرزق”.

2 ـ “الاستغفار يزيد في الرزق”.

3 ـ “قول الحقّ يزيد في الرزق”.

4 ـ “طيب الكلام يزيد في الرزق”.

5 ـ “أداء الأمانة يزيد في الرزق”.

6- “صلة الرحم يزيد في الرزق”.

7 ـ “مواساة الأخ في اللّه عزّ وجل تزيد في الرزق”.

8 ـ “الوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق”.

9 ـ “البكور في طلب الرزق يزيد في الرزق”.

10 ـ “استنزلوا الرزق بالصدقة”.

المبحث العاشر: السعر(11)

معنى السعر: تقدير الثمن للشيء المبيع(12).

أقسام السعر(13) :

1 ـ الرخص: وهو انحطاط السعر عما جرت له العادة.

2 ـ الغلاء: وهو ارتفاع السعر عما جرت به العادة.

المسبّب للرخص والغلاء(14) :

إنّ المسبّب للرخص والغلاء قد يكون اللّه سبحانه وتعالى وقد يكون العباد.

فإن كان المسبّب هو اللّه تعالى، فإنّه تعالى لا يفعل إلاّ ما فيه العدل والحكمة.

وإن كان المسبّب هم العباد، فكلّ فرد يستحق المدح والثواب إزاء فعله للخير، ويستحق الذم والعقاب إزاء فعله للشر.

من الأحاديث الشريفة الدالة على التدخّل الإلهي في مسألة الأسعار :

1- قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): “…إنّما السعر إلى اللّه عزّ وجلّ، يرفعه إذا شاء ويخفضه إذا شاء”(15).

2- قال علي بن الحسين(عليه السلام): “إنّ اللّه تبارك وتعالى وكّل بالسعر ملكاً يدبّر أمره”(16).

من الأحاديث الشريفة الدالة على دور العباد في مسألة الأسعار :

1-قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) عندما سُئل عن الحُكْرة: “إنّما الحُكرَة أن تشتري طعاماً وليس في المصر غيره فتحتكره …” ولو كان الغَلاء في هذا الموضع من اللّه عزّ وجل لما استحق المشتري لجميع طعام المدينة الذم، لأنّ اللّه عزّ وجل لا يذم العبد على ما يفعله، ولذلك قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): “الجالب مرزوق والمحتكر ملعون”…”(17).

2- نهى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) عن التسعير(18)، وهذا ما يكشف قدرة العباد على تغيير الأسعار، فلو لم يكن للعباد أيّ دور في مسألة الأسعار لما نهاهم رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)عن ذلك(19).

____________

1- الفصول المهمة، الشيخ الحر العاملي: ج1، أبواب أصول الدين، باب 52، ح4 [291]، ص271.

2- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج103، كتاب العقود والإيقاعات، باب 2، ح69، ص35.

3- المصدر السابق: ج77، كتاب الروضة، باب 15، ح40، ص423.

4- المصدر السابق: ج77، كتاب الروضة، باب 3، ح4، ص63.

5- المصدر السابق: ج75، كتاب الروضة، باب 23، ح81 ، ص209 .

6- لسان العرب، ابن منظور: مادة (حرص) ومادة (سعى).

7- المصدر السابق .

8- من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق: ج3، ب61: باب التجارة، ح6 [510] ص120.

9- عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الأحسائي: ج3، باب التجارة، ح27 ص201.

10- راجع: بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج76، كتاب الآداب والسنن، باب: 60، ص314 ـ 319.

11- إنّ الداعي لتناول هذا المبحث هو لأنّ السعر قد ينسب إلى اللّه تعالى، فيكون من أفعاله عزّ وجل، فيدخل في موضوع العدل في الأفعال الإلهية.

12 و 13 و 14 ـ انظر: المصادر المشيرة إلى مبحث “الأسعار” في نهاية هذا الفصل.

15- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب القضاء والقدر و … ، ح33 ، ص377 ـ 378 .

16- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب القضاء والقدر و…: ح34، ص378.

17- المصدر السابق: ح36، ص379.

18-راجع: وسائل الشيعة، الشيخ الحرّ العاملي: كتاب التجارة، باب 30: باب إنّ المحتكر إذا ألزم بالبيع لا يجوز أن يسعّر عليه .

19- انظر: الفصول المهمة، الشيخ الحرّ العاملي، أبواب أصول الدين، باب 54: إنّ الأسعار بيد اللّه يزيدها وينقصها إذا شاء وإن كان بعضها من الناس، ص276.

المصدر: العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) / الشيخ علاء الحسون