السيد المرتضى

2014-11-20

386 بازدید

نبذة مختصرة عن حياة العالم السيد المرتضى ، أحد علماء بغداد ، مؤلّف كتاب «غُرر الفوائد ودُرر القلائد المعروف بالأمالي» .

اسمه وكنيته ونسبه(1)

السيّد علي أبو القاسم بن الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى بن إبراهيم المجاب ابن الإمام موسى الكاظم(ع)، المعروف بالسيّد المرتضى وعلم الهدى.

والده

السيّد أبو أحمد الحسين، قال عنه الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل: «عظيم الشأن في العلم والدنيا والدين، أثنى عليه جماعة من أصحابنا وغيرهم من المحدّثين والمؤرّخين»(2).

ولادته

ولد في رجب 355ﻫ في بغداد بالعراق.

دراسته وتدريسه

بدأ دراسته للعلوم الدينية في مسقط رأسه، واستمرّ في دراسته حتّى نال درجة الاجتهاد، وصار من العلماء الأعلام فيها، كما قام بتدريس العلوم الدينية فيها.

من أساتذته ومَن روى عنهم

الشيخ المفيد، 2ـ الشيخ الحسين بن علي بن بابويه (أخو الشيخ الصدوق)، 3ـ الشيخ أبو عبيد الله المرزباني، 4ـ الشيخ التلّعُكبري، 5ـ الشيخ أحمد بن علي الكوفي، 6ـ الشيخ سهل بن أحمد الديباجي، 7ـ الشيخ عبد الرحيم بن محمّد المعروف بابن نباتة.

من تلامذته ومَن روى عنه

الشيخ الطوسي، 2ـ الشيخ سالار الديلمي، 3ـ الشيخ أبو الصلاح الحلبي، 4ـ القاضي ابن البراج الطرابلسي، 5ـ الشيخ أبو الفتح الكراجكي، 6ـ السيّد ذو الفقار بن محمّد الحسني المروزي، 7ـ الشيخ جعفر بن محمّد الدوريستي، 8ـ الشيخ سليمان بن الحسن الصهرشتي، 9ـ الشيخ محمّد بن محمّد البصروي، 10و11ـ الشيخ أحمد بن الحسين النيسابوري وابنه الشيخ المفيد عبد الرحمن، 12ـ القاضي علي بن المحسن التنوخي، 13ـ السيّد التقي بن أبي طاهر الحسيني، 14ـ السيّد محمّد بن حمزة العلوي، 15ـ الشيخ ثابت بن عبد الله اليشكري، 16ـ الشيخ المظفّر بن علي الحمداني، 17ـ السيّد محمّد بن الحسن الجعفري، 18ـ الشيخ يعقوب بن إبراهيم البيهقي.

ما قيل في حقّه

1ـ قال الشيخ النجاشي في رجاله: «حاز من العلوم ما لم يُدانه فيه أحد في زمانه، وسمع من الحديث فأكثر، وكان متكلّماً شاعراً، عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا»(3).

2ـ قال الشيخ الطوسي في رجاله: «أكثر أهل زمانه أدباً وفضلاً، متكلّم فقيه، جامع للعلوم كلّها»(4).

3ـ قال الشيخ الطوسي في الفهرست: «متوحّد في علوم كثيرة، مجمع على فضله، مقدّم في العلوم، مثل علم الكلام والفقه وأُصول الفقه والأدب والنحو والشعر ومعاني الشعر واللغة وغير ذلك»(5).

4ـ قال الشيخ ابن داود الحلّي في رجاله: «علم الهدى ذو المجدين، أفضل أهل زمانه، وسيّد فقهاء عصره، حال فضله وتصانيفه شهير»(6).

5ـ قال السيّد ابن عنبة في عمدة الطالب: «الشريف الطاهر الأجل ذو المجدين، الملقّب بالمرتضى علم الهدى، يُكنى أبا القاسم، تولّى نقابة النقباء، وإمارة الحاج، وديوان المظالم على قاعدة أبيه ذي المناقب وأخيه الرضي، وكان توليته لذلك بعد أخيه الرضي، وكانت مرتبته في العلم عالية فقهاً وكلاماً وحديثاً ولغة وأدباً وغير ذلك، وكان متقدّماً في فقه الإمامية وكلامهم، ناصراً لأقوالهم»(7).

6ـ قال المحقّق الكركي في الخراجيات: «أعظم العلماء في زمانه، الفائز بعلوّ المرتبتين في أوانه: علي بن الحسين الموسوي قدّس الله روحه، فإنّه مع ما اشتهر من جلالة قدره في العلوم، وأنّه في المرتبة التي تنقطع أنفاس العلماء على أثرها، وقد اقتدى به كلّ مَن تأخّر عنه من علماء أصحابنا، بلغنا أنّه كان في بعض دول الجور ذا حشمة عظيمة، وثروة جسيمة، وصورة معجبة»(8).

7ـ قال السيّد علي خان المدني في الدرجات الرفيعة: «وكان الشريف المرتضى أوحد زمانه فضلاً وعلماً وفقهاً وكلاماً وحديثاً وشعراً وخطابة وكرماً وجاهاً إلى غير ذلك»(9).

8ـ قال الميرزا أفندي في الرياض: «السيّد  الأجل المرتضى الحسين الموسوي علم الهدى، والباحث عن كلّ العلوم باليد الطولى، والمقدّم في أصناف الصناعة عند أُولي النهى»(10).

9ـ قال الشيخ البحراني في لؤلؤة البحرين: «ففضله وبيان مكارمه أعظم من أن يستقصى»(11).

10ـ قال السيّد بحر العلوم في الفوائد: «أبو القاسم المرتضى علم الهدى، ذو المجدين، وصاحب الفخرين والرئاستين، والمروّج لدين جدّه سيّد الثقلين في المائة الرابعة، على منهاج الأئمّة المصطفين، سيّد علماء الأُمّة، وأفضل الناس حاشا الأئمّة، جمع من العلوم ما لم يجمعه أحد، وحاز من الفضائل ما توحّد به وانفرد، وأجمع على فضله المخالف والمؤالف، واعترف بتقدّمه كلّ سالف وخالف، كيف لا، وقد أخذ من المجد طرفيه، واكتسى بثوبيه، وتردّى ببرديه»(12).

11ـ قال الشيخ التستري في المقابس: «المرتضى، للسيّد السند المقدّم المعظّم، ومنبع العلوم والآداب والأسرار والحكم، محيي آثار أجداده الأئمّة الراشدين، وصحبتهم البالغة الدامغة على أعداء الدين، المؤيّد المسدّد بروح القدس عند مناظرة العدى، الملقّب من جدّه المرتضى في الرؤيا الصادقة، السيما بعلم الهدى سيّدنا أبو القاسم… وقد شاعت فضائله الباهرة، وتصانيفه الفاخرة لذي المتقدّمين والمتأخّرين، والمؤالفين والمخالفين، حتّى حكى جمع من متعصّبي العامّة بعض مذاهبه في كتبهم»(13).

12ـ قال السيّد البروجردي في الطرائف: «أوحد أهل زمانه فضلاً وعلماً وكلاماً وحديثاً وشعراً وخطاباً وجاهاً وكرماً إلى غير ذلك»(14).

13ـ قال الميرزا النوري في الخاتمة: «أمره في الجلالة والعظمة في الفرقة الإمامية أشهر من أن يُذكر، وأجلّ من أن يُسطر»(15).

14ـ قال الشيخ القمّي في الكنى والألقاب: «هو سيّد علماء الأُمّة، ومحيي آثار الأئمّة، ذو المجدين»(16).

15ـ قال الشيخ السماوي في الطليعة: «علم الهدى المستنير، والمرتضى الذي لا تعدوه كفّ المشير، والسيّد الأجل أبو القاسم، العديم النظير، كان أوحد الناس علماً وفضلاً وفقهاً وكلاماً وأُصولاً وأدباً وكرماً وأخلاقاً إلى غير ذلك»(17).

16ـ قال السيّد الأمين في الأعيان: «كان نقيب الطالبيين، وكان إماماً في علم الكلام والأدب والشعر، وله ديوان شعر كبير»(18).

17ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «كان عميد الشيعة، ونقيب الطالبيين ببغداد، وأمير الحاج والمظالم بعد أخيه الرضي»(19).

18ـ قال الشيخ الأميني في الغدير: «فهو إمام الفقه، ومؤسّس أُصوله، وأُستاذ الكلام، ونابغة الشعر، وراوية الحديث، وبطل المناظرة، والقدوة في اللغة، وبه الأُسوة في العلوم العربية كلّها، وهو المرجع في تفسير كتاب الله العزيز، وجماع القول: إنّك لا تجد فضيلة إلّا وهو ابن بجدتها»(20).

دراسته عند الشيخ المفيد

قال السيّد علي خان المدني في الدرجات الرفيعة: «وكان المفيد(ره) رأى في منامه فاطمة الزهراء بنت رسول الله(ص)، دخلت عليه وهو في مسجده بالكرخ، ومعها ولداها الحسن والحسين(عليهما السلام) صغيرين، فسلّمتهما إليه وقالت له: علّمهما الفقه، فانتبه متعجّباً من ذلك، فلمّا تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا، دخلت إليه المسجد فاطمة بنت الناصر، وحولها جواريها، وبين يديها ابناها علي المرتضى ومحمّد الرضي صغيرين، فقام إليها وسلّم عليها.

فقالت له: أيّها الشيخ، هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتُعلّمهما الفقه، فبكى الشيخ، وقصّ عليها المنام، وتولّى تعليمهما، وأنعم الله عليهما، وفتح لهما من أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا، وهو باقٍ ما بقي الدهر»(21).

شعره

كان شعره في غاية الجودة، وكان أشعر أهل عصره، وأخفت المكانة الشعرية لأخيه السيّد الرضي شيئاً من مكانته الشعرية، كما أخفت مكانته العلمية شيئاً من مكانة أخيه العلمية، ولهذا قال بعض العلماء: «لولا الرضي لكان المرتضى أشعر الناس، ولولا المرتضى لكان الرضي أعلم الناس»(22).

ومن شعره قوله من قصيدة:

«وقد علمَ المغرورُ بالدهرِ أنَّهُ ** وراءَ سرورِ المرءِ في الدهرِ غمُّهُ

وما المرءُ إلّا نهبُ يومٍ وليلةٍ ** تخبُّ بهِ شهبُ الفناءِ ودهمُهُ

يُعلّلهُ بردُ الحياةِ يمسُّهُ ** ويغترُّهُ روحُ النسيمِ يشمُّهُ

وكانَ بعيداً عن منازعةِ الردى ** فألقتهُ في كفِّ المنيةِ أُمُّهُ

ألا إنَّ خيرَ الزادِ ما سدَّ فاقةً ** وخيرُ تلادى الذي لا أجُمُّهُ»(23).

أخوه

الشريف الرضي، قال عنه المحقّق الكركي في الخراجيات: «ذو الفضل الشهير، والعلم الغزير، والعفّة الهاشمية، والنخوة القرشية السيّد الشريف المرضي الرضي»(24)، صاحب كتاب نهج البلاغة.

من مؤلّفاته

1ـ غُرر الفوائد ودُرر القلائد المعروف بالأمالي (4 مجلّدات)، 2ـ الشافي في الإمامة (4 مجلّدات)، 3ـ الذريعة إلى أُصول الشريعة (مجلّدان)، 4ـ تنزيه الأنبياء والأئمّة(عليهم السلام)، 5ـ الخلاف في أُصول الفقه، 6ـ المصباح في الفقه، 7ـ الشهاب في الشيب والشباب، 8ـ كتاب الطيف والخيال، 9ـ شرح القصيدة المذهّبة، 10ـ المسائل الطرابلسية، 11ـ المسائل الصيداوية، 12ـ المسائل الموصلية، 13ـ المسائل الحلبية، 14ـ المسائل الناصرية، 15ـ المقنع في الغَيبة، 16ـ ديوان شعر، 17ـ الانتصار، 18ـ الذخيرة في أُصول الدين، 19ـ كتاب جُمل العلم والعمل، 20ـ الموضّح عن جهة إعجاز القرآن، 21ـ المسائل الباهرة في العترة الطاهرة، 22ـ الملخّص في أُصول الدين.

وفاته

تُوفّي(قدس سره) في الخامس والعشرين من ربيع الأوّل 436ﻫ في مسقط رأسه، وصلّى على جثمانه نجله السيّد أبو جعفر محمّد، ودُفن في داره، ثمّ نُقل جثمانه إلى كربلاء، ودُفن بجوار قبر والده وأخيه الرضي عند مرقد الإمام الحسين(ع).

وفي الكاظمين قبران يُزاران ويُتبرّك بهما يُنسبان إلى السيّدين المرتضى والرضي.

الهوامش

1ـ اُنظر: معالم العلماء: 104 رقم477، خلاصة الأقوال: 179 رقم22، نقد الرجال 3 /254، جامع الرواة 1 /575، أمل الآمل 2 /182 رقم549، تعليقة أمل الآمل: 194، منتهى المقال 4 /397 رقم2004، روضات الجنّات 4 /294 رقم400، مستدركات أعيان الشيعة 4 /133، معجم رجال الحديث 12 /400 رقم8077، فهرس التراث 1 /497، الانتصار: 5، الناصريات: 7، تنزيه الأنبياء: 6.

2ـ أمل الآمل 2 /104 رقم288.

3ـ رجال النجاشي: 270 رقم708.

4ـ رجال الطوسي: 434 رقم6209.

5ـ الفهرست: 164 رقم431.

6ـ رجال ابن داود: 136 رقم1036.

7ـ عمدة الطالب: 204.

8ـ الخراجيات: 85.

9ـ الدرجات الرفيعة: 458.

10ـ رياض العلماء 4 /14.

11ـ لؤلؤة البحرين: 299 رقم104.

12ـ الفوائد الرجالية 3 /87.

13ـ مقابس الأنوار: 6.

14ـ طرائف المقال 1 /130 رقم568.

15ـ خاتمة المستدرك 3 /213.

16ـ الكنى والألقاب 2 /480.

17ـ الطليعة من شعراء الشيعة 2 /22 رقم180.

18ـ أعيان الشيعة 8 /213.

19ـ طبقات أعلام الشيعة 2 /120.

20ـ الغدير 4 /262 رقم39.

21ـ الدرجات الرفيعة: 459.

22ـ أعيان الشيعة 9 /218.

23ـ أمل الآمل 2 /185 رقم549.

24ـ الخراجيات: 85.

بقلم: محمد أمين نجف

الخلاصة

المترجم له العالم السيد المرتضى ، أحد علماء بغداد ، ولد وتوفي في بغداد ، دفن في كربلاء ، مؤلّف كتاب «غُرر الفوائد ودُرر القلائد المعروف بالأمالي» (4 مجلّدات).