السيد حسن الأمين ينظم في مدح الإمام علي (ع)

2019-06-20

245 بازدید

وآية الصدق تمحو آية الكذب

ثناك لكن له ينقاد كل أبي

عن المنال لو أن الشمس لم تغب

ولا علاك من الداني بمقترب

الا هوى واقعا عنه إلى صبب

إليك من سبب عال إلى سبب

تبيان فضلك بالأنباء والكتب

بالمعجزين بديع النظم والخطب

نكسا على الرأس أو نكسا على العقب

في كل أفق مسير الأنجم الشهب

ولم ينالوا وان وجدوا سوى النصب

ولا فخار ولا مجد ولا حسب

أركانه بك فوق السبعة الحجب

بلى ومرتبة طالت على الرتب

ما بين أكرم أم في الورى وأب

ولم تكن عنه في حال بمنقلب

في كل حادثة كالعين والهدب

فخرا وبدؤهم بالفخر كالعقب

إضافة الذهب الإبريز للذهب

اليه تلكؤه من أعين النوب

منه وانزله بالمنزل الخصب

مخففا عن أبيه وطأة السغب

ما شاء من اثر غض ومن أدب

به يلم ولا ريب من الريب

كغيره لا ولم يذبح على النصب

ولم يكن حبله عنده بمنجذب

حتى أصاب الذي بالعد لم يصب

عليه اعلامه خفاقة العذب

للناس لباه قبل الناس للطلب

يعطاه من أحد في سالف الحقب

من الخطوب ويجلو قسطل الكرب

نار الوغى غير هياب ولا نكب

هل غيره من ذوي القربى بمنتدب

لشر منقلب أو خير منقلب

أصمه الغي لم يسمع ولم يجب

شعابها بصدى الضوضاء والشغب

يراقب الصبح ان يبصر سنا يثب

عند انبساط السنا في هوة العطب

مدت اليه يد الرامين عن كثب

بالمرتضى وبه ان يرمهم يصب

تستنهض الموت بين السمر والقضب

ومن شرى نفسه لله لم يخب

ومن له مثل ذاك الموقف العجب

وكم أنالهم في الشعب من إرب

من غير سوء ولم تضمم من الرهب

ومن تحمل عنه مغرم الطلب

ولم يكن لسوى الماضي بمصطحب

لدى الكفاح وباس غير منثلب

يوم المؤاخاة بين الصحبة النجب

لذلك الشرف الاعلى بمنتخب

وهل تدور رحا الا على قطب

بمقول ذرب أو صارم درب

للحرب من ردهم بالويل والحرب

ناؤوا بثقل المواضي والقنا السلب

عليهم في ظهور الخيل والنجب

عند التصادم جم المال والاهب

حتى هوت نكس الأعماد والطنب

رفت عليه بنود النصر والغلب

حظا وبعضهم للاسر والهرب

ومن علا هامه الصمصام لم يؤب

يسلبه فالليث لا يلوي على السلب

نصف ونصف لباقي الذادة الغلب

إلى الكفاح كمن ينحط من حدب

والبيض غنت على الادراع واليلب

ضاق الخناق وشدت عقدة اللبب

سواه أودى بكبش الفيلق اللجب

كضده رافلا في بردة الشجب

بمصلت غير ناب الحد خير نبي

تخمد بغير شباه جمرة العرب

لم تذهب الحلم منه سورة الغصب

من حوله في ظلام الحالك الاشب

راموا سوى قتل وحي الله والكتب

عن قصدهم غير ذلك الباسل الحرب

والجا النفر الباقين للهرب

عليهم بشبا عزم وذي شطب

قذائفا من شظايا الخوف والرعب

ليسوا من النبع ان عدوا ولا الغرب

وحوله عصب تأوي إلى عصب

مطهم يعقد الآذان بالذنب

يعلو على الهضب أو يهوي عن الهضب

توجس حشاشته خوفا ولم تجب

يشب عن طوقه عمرو ولم يشب

كأنهم وهم الاشهاد في الغيب

مبارز منكم يلقى المنية بي

وهم ثلاثة آلاف بمنتدب

والكفر اجمعه في موقف عجب

عليهما قببا مسدولة الحجب

اليهما وأدارت طرف مرتقب

حتى بدت لعلي آية الغلب

بأختها فمشى زحفا على الركب

فخر كالطود لكن غير منتصب

يمشي مع الدهر من حقب إلى حقب

ذرته ذرو سوافي الريح للكثب

واحرز السبق واستولى على القصب

عساكر الشرك عنه اي منقلب

فرقان مدحك يجلو ظلمة الريب

تأبى علي القوافي ان أردت سوى

كالشمس مجدك يرنو وهو مرتفع

فما سناك عن النائي بمبتعد

ما رام طائر فكر نحوه صعدا

لو جال ما جال فكر المرء مرتقبا

وجاء بالشعر درا واستعان على

ستنطق الخرس من أقلامه فاتت

ورام داني علاك ارتد منقلبا

مناقب لك قد سارت شواردها

لم يحرز القوم ما أحرزت من قصب

ما القوم كفؤك في علم ولا عمل

ولدت في البيت بيت الله فارتفعت

وتلك منزلة لم يؤتها بشر

ورحت تدرج في حجري ندا وعلا

صحبت احمد قبل الناس كلهم

صحبته وهو مغلوب فكنت له

كأول الناس بالكرار آخرهم

أضاف مجدا إلى مجد أبيه به

ولم تزل عين خير الرسل ناظرة

ومذ ترعرع أدناه وقربه

بحجره ضمه في يوم مسغبة

وكان يقطف من أزهار حكمته

قد طهرته يد الباري فلا دنس

ما عفرت تربة الأصنام جبهته

ساوى النبي وواساه بمحنته

ما عد من سنه الا كانمله

ونال أعلى مراقي الفضل وارتفعت

وحينما صدع الهادي بدعوته

أعطاه من نفسه ما لم يكن أحد

وراح يكشف عنه كل داجية

وقام من دونه بالسيف مصطليا

ويوم ندب ذوي القربى لنصرته

لم يحفوا بوعيد لا ولا عدة

شتان بين مجيب للنداء ومن

ويوم ضجت ثنايا مكة ودوت

وبات كل قبيل من قبائلها

واجمع القوم ان يلقوا نبيهم

من في فراش رسول الله بات وقد

رامت قريش به كيدا فكادهم

وقاه بالنفس والأعداء راصدة

فانزل الله من يشري بمدحته

من مثله وبه باهى ملائكة

كم غمرة خاض يوم الشعب دونهم

وكم له من يد بيضاء أخرجها

غرما وجدك من أدى أمانته

أم من باظعانه قد سار منفردا

قد حاطهن بعزم غير منثلم

كفاه فخرا مؤاخاة النبي له

لو لم يكن خيرهم ما كان دونهم

على علي رحى الاسلام دائرة

كم كربة عن رسول الله فرجها

سائل عتاة قريش يوم نفرهم

خفوا لبدر سراعا غير أنهم

مالت بهم خيلاء طالما ظهرت

أغراهم انهم جم عديدهم

سرعان ما ضربوا فيها قبابهم

ريعوا بأغلب نظار على شوس

تقسموا فغدا للسيف بعضهم

من آب منهم فبالخسران اوبته

لا تعجبن إذا أردى الكمي ولم

قد أحصيت عدة القتلى فكان له

وأسال بأحد سراياهم وقد نسلت

ودار كأس الردى والسمر قد خطرت

وفر من فر عن نصر النبي وقد

من غيره فرق الجيش اللهام ومن

قد ضارب القوم حتى عاد صارمه

وآب كالأعزل الشاكي فقلده

لم يدخر لسواه ذو الفقار ولم

تراه عند اشتداد الامر مبتهجا

واسال بعزور والرهط الذين سعوا

راموا على غرة قتل النبي وما

من حال من دون ما راموا وصدهم

أذاق عزور كأس الحتف مترعة

وكر ثانية في صحبه فقضى

القى على حصنهم والملتجين له

آل النضير وان شيدت حصونهم

واسال به فارس الأحزاب يوم سرا

تقحم الخندق المشهور وهو على

كالطير مرتقبا والسيل منحدرا

ستون عاما قضاها في الحروب ولم

ان شب عن طوقه عمرو وشاب ولم

قد جال إذا جال والابطال محجمة

كم قد دعا معلنا في المسلمين ألا

فلم يكن بينهم الا أبو حسن

هناك قد وقف الاسلام اجمعه

ليثان كرا وصالا والعجاج بنى

والناس من عسكري هذا وذاك رنت

فلم يكن غير رد الطرف ناظره

أقام عمرا على ساق واثكله

وافاه عند اللقا كالطود منتصبا

لوقع صارمه في الخافقين صدى

هبت عليه من الكرار عاصفة

بقتله نال دين الله بغيته

واستوسق الامر للاسلام وانقلبت