جيادك تزجي عارض النقع أغبرا
وقد سدت الأفق السحاب المسخرا
أأسمح في طعن أكفك أم قرى
كأنك ما تدرين بالطف ما جرى
ذياب غضا يمرحن بالقاع ضمرا
فقولي ارفعي كل البسيطة عثيرا
ولا ثار حتى ليس تبقين معشرا
فذاك لأجفان الحمية أسهرا
أجادل للهيجاء يحملن أنسرا
يعد قتير الدرع وشيا محبرا
تنشق من أعطافها النقع عنبرا
إذا الصف منها من حديد توقرا
سنابكها إلا دلاصا ومغفرا
رأيت على الليل النهار تكورا
عن الطعن من كان الصريع المقطرا
فذلك تدعوه الكريم المظفرا
إلى الموت لما ماجت البيض أبحرا
عليها لثام النقع لاثوه أكدرا
ولو مت وجدا بعدهم وتزفرا
لأبناء حرب أو ترى الموت مصدرا
شبا السيف يأبى أن يطل ويهدرا
ثوت قومه حرى القلوب على الثرى
جفون بني مروان ريا من الكرى
أهاشم لا يوم لك ابيض أو ترى
طوالع في ليل القتام تخالها
بني الغالبيين الألى لست عالما
إلى الان لم تجمع بك الخيل وثبة
هلم بها شعث النواصي كأنها
وإن سألتك الخيل أين مغارها
فان دماكم طحن في كل معشر
ولا كدم في كربلا طاح منكم
غداة أبو السجاد جاء يقودها
عليها من الفتيان كل ابن نثرة
أشم إذا ما افتض للحرب عذره
من الطاعني صدر الكتيبة في الوغى
هم القوم إما أجروا الخيل لم تطأ
إذا ازدحموا حشدا على نقع فيلق
كماة تعد الحي منها إذا انبرت
ومن يخترم حيث الرماح تظافرت
فما عبروا إلا على ظهر سابح
مضوا بالوجوه الزهر بيضا كريمة
فقل لنزار ما حنينك نافع
حرام عليك الماء ما دام موردا
وحجر على أجفانك النوم عن دم
أللهاشمي الماء يحلوا ودونه
وتهدأ عين الطالبي وحولها