السيد علي الطباطبائي ابن السيد أبي المعالي الصغير (قده)

السيد علي الطباطبائي ابن السيد أبي المعالي الصغير (قده)

کپی کردن لینک

نبذة مختصرة عن حياة العالم السيد علي الطباطبائي، أحد علماء الدين في كربلاء، مؤلّف كتاب «رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدلائل» (16 مجلّداً)، من أفاضل تلامذة الشيخ الوحيد البهبهاني والسيد بحر العلوم، ولد السيد علي الطباطبائي في ربيع الأول 1161ﻫ، وتُوفّي عام 1231ﻫ في كربلاء.

سيرته

اسمه ونسبه

السيد علي ابن السيّد محمّد علي ابن السيّد أبي المعالي الصغير الطباطبائي[1].

ولادته

ولد السيد علي الطباطبائي في الثاني عشر من ربيع الأوّل 1161ﻫ في الكاظمية المقدّسة بالعراق.

من أساتذته

1ـ خاله ووالد زوجته الشيخ الوحيد البهبهاني، 2ـ الشيخ يوسف البحراني، 3ـ السيّد بحر العلوم.

من تلامذته

1ـ الشيخ أبو علي الحائري، 2ـ السيّد محمّد جواد الحسيني العاملي، 3و4ـ نجلاه السيّد محمّد المجاهد والسيّد مهدي، 5ـ الشيخ محمّد إبراهيم الكلباسي، 6ـ السيّد أبو القاسم الخونساري، 7ـ الشيخ جعفر الأسترآبادي، 8ـ السيّد محمّد باقر الشفتي، 9ـ الشيخ أسد الله التستري، 10ـ الشيخ أحمد النراقي، 11ـ الشيخ محمّد صالح البرغاني، 12ـ الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي، 13ـ الشيخ خلف بن عسكر الكربلائي، 14ـ الشيخ محمّد تقي الرازي، 15ـ السيّد عبد الله شبر.

16ـ الشيخ أحمد عبد العظيم الكاشاني، 17ـ الشيخ قاسم الجيلاني، 18ـ الميرزا علي التبريزي، 19ـ السيّد محمّد علم الهدى، 20ـ الشيخ محمّد إسماعيل الكزازي، 21ـ السيّد أبو جعفر التنكابني، 22ـ السيّد خليفة السيّد علي الأحسائي، 23ـ الشيخ عبد الله الزنوزي، 24ـ السيّد محمّد بن عبد الصمد الحسيني الشهشهاني.

ما قيل في حقّه

1ـ قال أُستاذه الشيخ الوحيد البهبهاني ـ أحد مراجع الدين في كربلاء ـ في إجازته له: «استجازني السيّد السند، الماجد الأمجد، الموفّق المسدّد، الرشيد الأرشد، المحقّق المدقّق، العالم الكامل، الفاضل الباذل، صاحب الذهن الدقيق والفهم الملي، الطاهر المطهّر، النابغة النورانية، صاحب النسب الجليل الرفيع والحسب الجميل، والطبع الوقّاد، والذهن النقّاد، ولدي الروحي ـ السيد علي الطباطبائي ـ».

2ـ قال تلميذه الشيخ أبو علي الحائري في المنتهى: «ـ السيد علي الطباطبائي ـ ثقة عالم عرّيف، وفقيه فاضل غطريف، جليل القدر، وحيد العصر، حسن الخُلق، عظيم الحلم، حضرت مدّة مجلس إفادته، وتطفّلت برهة على تلمذته. فإن قال ـ السيد علي الطباطبائي ـ لم يترك مقالاً لقائل وإن صال لم يدع نصالا لصائل. له ـ مد في بقائه ـ مصنّفات فائقة، ومؤلّفات رائقة»[2].

3ـ قال الشيخ التستري في المقابس: «ـ السيد علي الطباطبائي ـ الأُستاذ الوحيد لسيّد المحقّقين وسند المدقّقين، العلّامة النحرير، مالك مجامع الفضل بالتقرير والتجرير، المتفرّع من دوحة الرسالة والإمامة، المترعرع في روضة الجلالة والكرامة، الرافع للعلوم الدينية أرفع رأيه، الجامع بين محاسن الدراية والرواية، محيي شريعة أجداده المنتجبين، مبيّن معاضل الدين المبين بأوضح البراهين وأفصح التبيين، نادرة الزمان، خلاصة الأفاضل الأعيان، الحاوي لشتات الفضائل والمفاخر، الفائق بها على الأوائل والأواخر، أوّل مشايخي وأساتيذي وسنادي وملاذي وعمادي»[3].

4ـ قال السيّد الصدر في التكملة: «ـ السيد علي الطباطبائي ـ المحقّق المؤسّس المروّج، الذي ملأ الدنيا ذكره، وعمّ العالم فضله، تخرّج عليه علماء أعلام، وفقهاء عظام، صاروا في مستقبلهم من أكابر المراجع في الإسلام، كصاحب المقابيس، وصاحب المطالع، وصاحب مفتاح الكرامة وأمثالهم من الأجلّة، وقد ذكروه في إجازاتهم ومؤلّفاتهم، ووصفوه بما هو أهله‏»[4].

قرابته

جدّه لأُمّه

الشيخ محمّد أكمل، قال عنه نجله الشيخ الوحيد البهبهاني في إجازته للسيّد بحر العلوم: «العالم الفاضل الكامل الماهر المحقّق الباذل، بل الأعلم الأفضل الأكمل، أُستاد الأساتيذ والفضلية، وشيخ مشايخ الفقهاء الآقا محمّد أكمل»[5].

والد زوجته

خاله الشيخ الوحيد البهبهاني، قال عنه تلميذه السيّد بحر العلوم ـ أحد مراجع الدين في النجف ـ في بعض إجازاته: «شيخنا العالم العامل العلّامة، وأُستاذنا الحبر الفاضل الفهّامة المحقّق النحرير، والفقيه العديم النظير، بقية العلماء ونادرة الفضلاء، مجدّد ما اندرس من طريقة الفقهاء، ومعيد ما انمحى من آثار القدماء، البحر الزاخر، والإمام الباهر، الشيخ محمّد باقر ابن الشيخ الأجل الأكمل، والمولى الأعظم الأبجل المولى محمّد أكمل أعزّه الله تعالى برحمته الكاملة، وألطافه السابغة الشاملة»[6].

عقيلة السيد علي الطباطبائي

آمنه بيكم بنت الشيخ الوحيد البهبهاني، قال عنها السيّد الأمين في الأعيان: «كانت عالمة فقيهة»[7].

من أولاده

1ـ السيد محمّد المجاهد، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «علّامة العلماء الأعلام، وسيّد الفقهاء العظام، وأعلم أهل العلم بالأُصول والكلام… وكدّ وجدّ في تحقيق حقائق علمي الفقه والأُصول حتّى جزم والده العلّامة بأعلميّته منه، وصار لا يفتي وابنه موجود في كربلاء، فعلم بذلك ابنه ورحل إلى أصفهان وسكنها ثلاث عشرة سنة، وهو المدرّس فيها والمرجع في علمي الأُصول والفقه لكلّ علمائها، وصنّف فيها المفاتيح وغيره حتى توفّي والده، فرجع إلى كربلاء، فكان المرجع العام لكلّ الإمامية في أطراف الدنيا، وقام سوق العلم في كربلاء، وصارت الرحلة إليه في طلب العلم من كلّ البلاد»[8].

2ـ السيّد مهدي، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «عالم متبحّر ربّاني، محقّق مدقّق بلا ثان، طويل الباع، واسع الاطّلاع، كثير التشقيق في المسائل الجزئية، ممّا لا يحوم حوله فكر مفكّر، ولا ذهن حاذق، لا يُمكن وصف ذهنه الوقّاد، ولا نعت فكره النقّاد، ولا يجارى ولا يبارى في عويصات المسائل، وغوامض العلوم، كلّ محقّق عنده سطحي، وكلّ مدقّق إذا قيس به بدوي»[9].

من أحفاد السيد علي الطباطبائي

1ـ السيّد حسين السيّد محمّد المجاهد، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «عالم فاضل حجّة فقيه أُصولي محقّق، رأيت له مصنّفات عند بعض أحفاده، تدلّ على فضل غزير، وتبحّر في الفقه والحديث، قام مقام أبيه في كلّ مقاماته؛ لأنّه أفضل أولاده، وأعلم تلامذته… وقام مقامه ولده الأجل العلّامة الأوحد، خلف السلف، وخير الخلف، المولى ميرزا زين العابدين‏»[10].

2ـ السيّد حسن السيّد محمّد المجاهد، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم فقيه… و كان المترجم من الأعلام في كربلاء المشرّفة، وقام مقامه بعده السيّد الميرزا علي نقي، المتوفى (1289)، والسيّد الميرزا أبو القاسم الحجّة، المتوفى (1309)، وهو من بيت علم، جليل آباؤه وأولاده وأحفاده مراجع ورؤساء في كربلاء، قضوا بها أدواراً مهمّة»[11].

من مؤلّفاته

1ـ رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدلائل (16 مجلّداً)، 2ـ الشرح الصغير في شرح المختصر النافع (3 مجلّدات)، 3ـ شرح صلاة المفاتيح للوحيد البهبهاني، 4ـ رسالة في تثليث التسبيحات الأربع في الأخيرتين، 5ـ رسالة في الأُصول الخمس، 6ـ رسالة في الإجماع والاستصحاب، 7ـ رسالة في حجّية الشهرة وفاقاً للشهيد، 8ـ رسالة في جواز الاكتفاء بضربة واحدة في التيمّم مطلقاً، 9ـ رسالة في اختصاص الخطاب الشفاهي بالحاضر في مجلس الخطاب، 10ـ رسالة في تحقيق حجّية مفهوم الموافقة.

11ـ رسالة في تحقيق أنّ منجزات المريض تُحسب من الثلث أم من أصل‌ التركة، 12ـ رسالة في تحقيق حكم الاستظهار للحائض إذا تجاوز دمها عن العشرة، 13ـ رسالة في بيان أنّ الكفّار مكلّفون بالفروع عند الشيعة بل وغيرهم إلّا أبا حنيفة، 14ـ رسالة في أصالة براءة ذمّة الزوج عن المهر وأنّ على الزوجة إثبات اشتغال ذمّته به، 15ـ رسالة في حلّية النظر إلى الأجنبية في الجملة وإباحة سماع صوتها كذلك، 16ـ حواشي متفرّقة على المدارك، 17ـ حواشي متفرّقة على الحدائق الناضرة للبحراني.

وفاته

تُوفّي السيد علي الطباطبائي (قده) عام 1231ﻫ، في كربلاء، ودُفن في رواق حرم الإمام الحسين (ع)، ممّا يلي أرجل الشهداء، وقبر السيد علي الطباطبائي مُشيّد عليه صندوق جليل بارز، مكتوب عليه اسمه، واسم أُستاذه وخاله الشيخ الوحيد البهبهاني المدفون بجنبه.

الاستنتاج

تستعرض المقالة سيرة السيد علي الطباطبائي، عالم دين بارز وشيخ فقهاء عصره، وُلِدَ في الكاظمية عام 1161ه‍، وتعكس المقالة تأثيره الكبير في العلوم الدينية من خلال أساتذته وتلامذته، حيث تتضمن قائمة بأسماء بارزة من كلتي الجهتين، كما تُبرز المقالة أيضا مكانة السيد علي الطباطبائي الرفيعة بين العلماء، حيث شهد له معاصروه بفضله وعلمه، واعتبره مرجعاً في الفقه والأصول، وتناولت أيضاً عائلته، بدءاً من والده وزوجته إلى أولاده وأحفاده، مشيرة إلى إنجازاتهم العلمية، وأنّ السيد علي الطباطبائي توفّي عام 1231ه‍ في كربلاء، ودُفن بجوار أستاذه، مما يرمز إلى إرثه العلمي والديني الدائم.

الهوامش

[1] اُنظر: أـ الخونساري، روضات الجنّات، ج4، ص399، رقم 422، ب ـ البروجردي، طرائف المقال، ج1، ص60، رقم 123، ج ـ الأمين، أعيان الشيعة، ج8، ص314، د ـ آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج12، ص76، رقم 82، ه‍ ـ الجلالي، فهرس التراث، ج2، ص111، و ـ الطباطبائي، رياض المسائل، مقدّمة التحقيق، ج1، ص109، ز ـ الطباطبائي، الشرح الصغير في شرح المختصر النافع، مقدّمة، ص5.

[2] الحائري، منتهى المقال، ج5، ص64، رقم 2101.

[3] الكاظمي، مقابس الأنوار، ص19.

[4] الصدر، تكملة أمل الآمل، ج4، ص115، رقم 1570.

[5] النوري، خاتمة المستدرك، ج2، ص49.

[6] الأمين، أعيان الشيعة، ج9، ص182، رقم 381.

[7] الأمين، أعيان الشيعة، ج9، ص443، رقم 1058.

[8] الصدر، تكملة أمل الآمل، ج5، ص53، رقم 2072.

[9] الصدر، تكملة أمل الآمل، ج6، ص112، رقم 2592.

[10] الصدر، تكملة أمل الآمل، ج2، ص520، رقم 615.

[11] آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج10، ص353، رقم 703.

مصادر البحث

1ـ آقا بزرك الطهراني، محمّد محسن، طبقات أعلام الشيعة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأُولى 1430ه‍.

2ـ الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق حسن الأمين، بيروت، دار التعارف، بلا تاريخ.

3ـ البروجردي، علي أصغر، طرائف المقال في معرفة طبقات الرجال، تحقيق مهدي الرجائي، قم، منشورات مكتبة السيّد المرعشي النجفي، الطبعة الأُولى، 1410ه‍.

4ـ الجلالي، محمّد حسين، فهرس التراث، تحقيق محمّد جواد الجلالي، قم، دليل ما، الطبعة الأُولى، 1422ه‍.

5ـ الحائري، أبو علي، منتهى المقال في أحوال الرجال، قم، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، الطبعة الأُولى، 1416ه‍.

6ـ الخونساري، محمّد باقر، روضات الجنّات في أحوال العلماء والسادات، قم، مكتبة إسماعيليان، بلا تاريخ.

7ـ الصدر، حسن، تكملة أمل الآمل، تحقيق د حسين علي محفوظ، بيروت، دار المؤرّخ العربي، الطبعة الأُولى، بلا تاريخ.

8ـ الطباطبائي، علي رياض المسائل، قم، تحقيق مؤسّسة النشر الإسلامي، الطبعة الأُولى، 1412ه‍.

9ـ الكاظمي، أسد الله، مقابس الأنوار ونفائس الأسرار، قم، مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، بلا تاريخ.

10ـ النوري، حسين، خاتمة المستدرك، قم، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، الطبعة الأُولى، 1415 ه‍.

بقلم: محمد أمين نجف