السيد محمود الحكيم

2018-02-07

550 بازدید

نبذة مختصرة عن حياة العالم السيد محمود الحكيم ، الأخ الأكبر للمرجع الديني السيد محسن الحكيم ، وكيل السيد أبو الحسن الإصفهاني في خانقين .

اسمه وكنيته ونسبه

السيّد محمود أبو مهدي ابن السيّد مهدي ابن السيّد صالح الطباطبائي الحكيم.

والده

السيّد مهدي، قال عنه الشيخ حرز الدين في المعارف: «كان عالماً مجتهداً، وفقيهاً محقّقاً، وتقيّاً عابداً ورعاً، وواعظاً متّعظاً، وكان حافظاً يحفظ الخطب الأخلاقية، والتي فيها توجيه وارشاد، وربما تلاها في مجالس العلماء والأخيار، وكنّا نحضر بعض موعظته»[1].

ولادته

ولد عام 1298ﻫ في النجف الأشرف بالعراق.

دراسته وتدريسه

بدأ دراسته للعلوم الدينية في مسقط رأسه، واستمرّ في دراسته الحوزوية حتّى صار عالماً من علماء الدين في النجف، كما قام بتدريس العلوم الدينية فيها.

من أساتذته

الشيخ محمّد طه نجف، 2ـ الميرزا حسين الخليلي، 3ـ الآخوند الخراساني، 4ـ السيّد محمّد سعيد الحبّوبي، 5ـ السيّد محمّد كاظم اليزدي، 6ـ الميرزا النائيني، 7ـ الشيخ ضياء الدين العراقي، 8ـ الشيخ عبد الهادي شليلة، 9ـ الشيخ أحمد الشيخ علي كاشف الغطاء، 10ـ الشيخ علي الشيخ باقر الجواهري، 11ـ الشيخ عبد الرسول النبلي الحلبي، 12ـ السيّد محمّد إبراهيم العاملي، 13ـ الشيخ خليل الصوري العاملي، 14ـ السيّد مهدي العاملي، 15ـ السيّد محمّد سعيد الحبّوبي، 16ـ السيّد أبو الحسن الإصفهاني.

من تلامذته

1و2ـ أخواه السيّد محسن والسيّد هاشم، 3ـ نجله الشهيد السيّد مجيد، 4ـ السيّد سعيد السيّد حسين الحكيم، 5ـ الشيخ موسى كاشف الغطاء، 6ـ الشيخ عبد الوهّاب الكاشي، 7ـ الشيخ محمّد حسن الشيخ محمّد المظفّر، 8ـ الشيخ محمّد رضا فرج الله، 9ـ الشيخ خضر عباس الدجيلي، 10ـ الشيخ محمّد جواد مطر، 11ـ السيّد عبد الكريم السيّد محمّد علي الكشميري، 12ـ الشيخ عباس الرميثي، 13ـ الشيخ جواد سميسم، 14ـ الشيخ عمّار سميسم، 15ـ الشيخ مهدي سميسم، 16ـ السيّد حسين السيّد عيسى كمال الدين، 17ـ الشيخ عبد الجليل العادلي، 18ـ الشيخ محمّد الفلّاحي، 19ـ الشيخ حسن السبتي، 20ـ الشيخ طاهر الشيخ حسين الفرطوسي، 21ـ السيّد محمّد علي السيّد عبد الحسين علي خان، 22ـ السيّد محمّد مهدي السيّد حسن الخرسان، 23ـ الشيخ عبد الحسين آل صادق، 24ـ الشيخ محمّد تقي آل راضي، 25ـ السيّد حيدر الحلو.

ما قيل في حقّه

1ـ قال العلّامة السيّد محمّد صادق السيّد محمّد باقر الحكيم في كتابه: «لقد كان (ره) على جانب كبير من التُقى والخشونة في ذات الله، فكان لا يصبر على منكر يراه، ويأمر بالمعروف، وكانت مجالسه كمدرسة ينقل فيها مسائل علمية يثيرها التحقيق حولها، حتّى ينتهي منها إلى حقيقة أو قصّة تاريخية ينقلها لالتماس العبرة عنها، أو رواية وعظ وإرشاد، وهكذا حسبما يقتضيه جلاسه، وينهي مجلسه غالباً بذكر الله تعالى، وله من الهيبة والوقار والروحانية وسعة اطّلاعه ما يغمر به من يجالسه»[2].

2ـ قال نجله الشهيد السيّد مجيد في مجموعه: «العالم العلّامة، ثقة الإسلام والمسلمين السيّد محمود… كان (قده) ورعاً، كثير الاحتياط».

3ـ قال الدكتور عبد ا الرزّاق محي الدين: «كان السيّد محمود الحكيم والسيّد علي شبّر على جانب عظيم من دقّة الفهم، وعلى إلمام متشعّب بغالب ما يتّصل بعلوم الدين، وإنّهما كانا يُدركان ما يُسألان عنه في مجلس الشيخ قاسم محيي الدين إدراكاً واعياً، ويُجيبان عما يُسألان، إجابة دقيقة وافية»[3].

4ـ قال الشيخ محمّد حسين حرز الدين المعلّق على معارف الرجال: «برع في العلوم الدينية، واشتُهر بتدريسها شهرة تجلب أنظار الطلّاب والمحصّلين في النجف… حتّى حاز على مرتبة من العلم والفضل واسعة، وأصبح من العلماء المقدّسين الصلحاء، والفقهاء الشهيرين الأتقياء، وكان على جانب عظيم من الخُلق السامي، والأدب الواسع»[4].

5ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «مجتهد جليل عالم فاضل، من أساتذة الفقه والأُصول، درس في النجف، وبرع في العلوم الدينية، واشتهر بتدريسها شهرة تجلب أنظار الطلّاب والمحصّلين في النجف… وكان على جانب عظيم من الورع والتقوى والزهد والتواضع، والأدب الواسع، والخُلق الرفيع»[5].

6ـ قال الأُستاذ كاظم عبّود الفتلاوي في المشاهير: «عالم جليل مدرّس… استقلّ بالتدريس مدّة طويلة، تخرّج خلالها عليه لفيف من أهل العلم والفضل، وكان من العلماء المقدّسين الصلحاء، والفقهاء الشهيرين الأتقياء، وعلى جانب عظيم من الخُلق السامي، والأدب الواسع»[6].

7ـ قال الدكتور السيّد حسن عيسى الحكيم في المفصّل: «وأصبح آية الله السيّد محمود الحكيم عالماً فقيهاً، ومدرّساً في الحوزة العلمية، وقد تخرّج على يديه جمع من رجال العلم و الفكر»[7].

وكالته

لنبوغه علمي، واقتداره واستعداده النفسي لتحمّل المسؤولية، وخوض غمار العمل مع الأُمّة، بعثه المرجع الديني السيّد أبو الحسن الإصفهاني (قده) وكيلاً عنه في الأُمور الدينية والشؤون الاجتماعية إلى مدينة خانقين، وجاء في كتاب السيّد الإصفهاني لأهالي خانقين:

«سلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته، إنّه قد كثرت كتبكم، وتكرّر إلحاحكم عليّ، طالبين منّي أن أبعث لكم مَن أعتمد عليه وأركن إليه؛ ليكون مرجعاً لكم في الأُمور الشرعية، قائماً بالوظائف الدينية، من تبليغ الأحكام، وتعليم مسائل الحلال والحرام، والوعظ والإرشاد، وإقامة الجماعة وغير ذلك، فقد بعثت إليكم سيّداً جليلاً، وعالماً نبيلاً تقيّاً نقيّاً عدلاً زكيّاً، وهو العالم الفاضل المهذّب الكامل الصفي الزكي الثقة العدل التقي السيّد محمود الحكيم (أيّده الله وسدّده)، وهو بحمد الله تعالى فوق بغيكم، وهو ثقتي ومعتمدي، فعليكم بإعزازه وإكرامه وتعظيمه واحترامه والائتمام به، وتقدير مقامه، وامتثال أوامره ونواهيه في الأُمور الدينية، واغتنموا وجوده، واقتفوا آثاره، واستضيئوا بأنواره، أسأل الله الكريم أن يُؤيّده ويُسدّده، وأن يُوفّقكم لمحابّ الأعمال ومراضي الأفعال، إنّه هو الموفّق والمغني، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته»[8].

حفل تكريمه

يحكي نجله الشهيد السيّد مجيد كلام العلّامة الشيخ عبد الحسين خليفة (ره) ـ الذي كان وكيلاً للسيّد الحكيم (قده) في أبي صيدا من نواحي الخالص ـ، إذ قال: «نظمتُ هذه القصيدة في مدح العلّامة السيّد محمود الحكيم (نوّر الله ضريحه) بمناسبة مجيئه إلى الخالص نائباً عن آية الله السيّد أبي الحسن (قده)، وقد كنت في خدمته من النجف الأشرف إلى الخالص مع جماعة من وجهاء الخالص، فاحتفل له في حسينية الخالص احتفالاً رائعاً، قد ضمّ جميع طبقات البلدة وموظّفيها، وبهذه المناسبة ألقيت خطبة كانت لها روعتها آنذاك، تعرّضت فيها لبيان فضل العلم والعلماء، وذكرت نبذة من حياة سيّدنا النبيل الطافحة بالفضائل، وما يلزم من واجب احترامه وامتثال أوامره، وبعد الانتهاء من الخطبة ألقيت هذه القصيدة:

بُشرى البلاد ومَن أقامَ بأرضِها ** بقدومِ محمود الفعالِ الأمجدِ

شهمٌ كريمٌ ماجدٌ متفضّلٌ ** حلف الفضائلَ والتُقى والسؤددِ

شهدت لهُ الصلواتُ خمساً أنَّهُ ** عدلٌ يُقيمُ فروضَها في المسجدِ

ولهُ التقدّمُ في الصفوفِ ولم يزل ** علماً بهِ كلُّ البريةِ تهتدي

لا غروَ أن تقفَ الأنامُ وراءَهُ ** بصفوفِها وبهِ إماماً تقتدي

وأغرّ منبلج الجبين كأنَّهُ ** بدرٌ يلوحُ بجنحِ ليلٍ أسودِ

طلق المحيا والمكارم طبعُهُ ** تلقاهُ في المعروفِ منبسطَ اليدِ

وسما على هام ِالسماك تعالياً ** بالهمّةِ القعسا وهامِ الفرقدِ

جمعَ الفضائلَ والفواضلَ والتُقى ** عن فاضلٍ عن ماجدٍ عن سيّدِ

حازَ الشجاعةَ والبراعةَ والندى ** عن باسلٍ عن بارعٍ عن أصيدِ

وحوى العلومَ الغامضات وإنَّما ** حكمَ الحكيمُ نمتهُ أكرم سيّدِ

كشّافُ مبهمةِ الأُمورِ ولم يزل ** بصنوفِ أبرادِ المفاخرِ مرتدي

حلّالُ مشكلةٍ بآيّ بيانهِ ** دفّاعُ معضلةٍ بقولٍ أو يدِ

سعدت بطلعتِهِ البلادُ وأهلُها ** وبغيرِ طلعةِ وجهِهِ لم تسعدِ

هوَ نائبٌ عن آيةِ اللهِ الذي ** كالشمسِ نورُ جلالِهِ لم يجحدِ

أعني أبا الحسنِ الإمام إلى الهدى ** علم الهداية قدوة المسترشدِ

عذراً أبا المهدي لستُ بشاعرٍ ** فاقبل وخذ قولَ المقلِّ المجهدِ

لم أستطع لسماءِ مدحكَ صاعداً ** أنا وفضلُكَ لا ينالُ بمصعدِ

وختامُها مسكٌ ذكى بكَ مثلما ** قد فاحَ يأرجُ منكَ طيب المحتدِ»[9].

جدّه لأُمّه

الشيخ محمّد جعفر الشيخ عبد النبي الكاظمي، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم جليل»[10].

أخواه

1ـ السيّد محسن، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «فقيه العصر، وسيّد الطائفة، وزعيم الأُمّة، كبير مراجع التقليد والفتيا، ومجدّد الفقه الجعفري في القرن الرابع عشر الهجري، كانت له الزعامة الدينية العامّة والمرجعية الروحية المطلقة، والرئاسة العلمية، قام بمشاريع ومآثر خالدة، وتصدّى للتدريس والتأليف والإمامة، وجاهد في الله حقّ جهاده، ولم تأخذه في الله لومة لائم، ازدهرت الحوزة النجفية، ونشطت الحركة الفكرية على عهده»[11].

2ـ السيّد هاشم، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم فاضل»[12].

من أولاده

الشهيد السيّد عبد المجيد، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «عالم فاضل أديب جليل، «عالم فاضل أديب جليل، من أفاضل الطلّاب والمشتغلين، كان ورعاً صالحاً غير مهتمّ بالحياة، متواضعاً، مجدّاً في دروسه… وساهم في تحرير بعض المجلّات والنشرات الأدبية في النجف الأشرف»[13].

من أحفاده

السيّد محمود السيّد عبد المجيد، فاضل، من طلبة البحث الخارج في حوزة قم، ومن أساتذتها في السطوح العليا، مشرف على مدرسة الإمام الكاظم(ع) للدراسات الإسلامية، مدير مؤسّسة تراث الشهيد الحكيم(قدس سره).

من أصهاره

ابن أخيه السيّد يوسف السيّد محسن الحكيم، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «فقيه أُصولي مجتهد عالم كبير، من أساتذة الفقه والأُصول، شاعر جليل ورع، وعلى جانب كبير من التقوى والعفّة والتواضع، تصدّى على حياة أبيه بالتدريس والتأليف وترك الشعر جانباً، وانقادت له الزعامة والمرجعية بعد وفاة والده، غير أنّه لورعه وزهده وتقواه لم يتقبّلها، وانصرف الى مواصلة الجهاد العلمي، وترك الدنيا وما فيها، فتخرّج عليه نفر من الأعلام والأفاضل»[14].

من أسباطه

1ـ الشهيد السيّد كمال الدين السيّد يوسف، فاضل، من طلبة البحث الخارج في حوزة النجف، ومن أساتذتها.

2ـ الشهيد السيّد عبد الوهّاب السيّد يوسف، فاضل، من طلبة البحث الخارج في حوزة النجف.

3ـ السيّد أمين السيّد يوسف، فاضل، من طلبة البحث الخارج في حوزة النجف، وكان من أساتذتها.

4ـ السيّد صادق السيّد يوسف، عالم جليل، من أساتذة البحث الخارج في حوزة قم، مؤلّف.

من مؤلّفاته

حواش وتعليقات على الكتب الدراسية في الفقه والأُصول (خ).

وفاته

تُوفّي (قده) في السادس من ربيع الآخر عام 1375ﻫ في مسقط رأسه، وصلّى على جثمانه الطاهر أخوه الإمام الحكيم، ودُفن في حجرة 57 بالصحن الحيدري.

«وكان يوم وفاته مشهود، حيث عُطّت الأسواق، وخرجت مراكب العزاء لتشييعه، وقد نعته الهيئة العلمية والمؤسّسات، وبعض وكالات الأنباء والصحف، وأُقيمت له فواتح كانت موضعاً لازدحام الوفود من مختلف العراق، وفيها ممثّلوا الملك والحكومة العراقية وغيرها»[15].

رثاؤه

أرّخ السيّد موسى بحر العلوم عام وفاته بقوله:

«يا راحلاً في الزمانِ صورتهُ ** كأنَّها حليةٌ على جيد

قد خُطَّ بالنورِ فوقها قلمُ الـ ** تاريخِ (هذا مثالُ محمود)»[16].

وأرّخ أحد الشعراء عام وفاته بقوله:

«دَوّى القضاءُ وجلجلَ الحدثُ ** الذي فيهِ تناثرَ عَقدها المنضودِ

من جوهرِ الألطافِ صيغَ فأرِّخُوا ** تمثالُ قدسٍ قائمٍ محمود».

الهوامش

[1] معارف الرجال، ج3، ص121، رقم 476.

[2] الطباطبائيون في العراق ـ مخطوط.

[3] المفصّل في تاريخ النجف الأشرف، ج9، ص26، عن الحالي والعاطل، ص16.

[4] معارف الرجال، ج3، ص29، رقم 476.

[5] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج1، ص422.

[6] مشاهير المدفونين في الصحن الحيدري، ص414، رقم  508.

[7] المفصّل في تاريخ النجف الأشرف، ج9، ص25.

[8] اقتباس من الترجمة التي أعدّها عنه حفيد نجله الفاضل السيّد ياسر السيّد محمود الحكيم.

[9] اقتباس من الترجمة التي أعدّها عنه حفيد نجله الفاضل السيّد ياسر السيّد محمود.

[10] طبقات أعلام الشيعة، ج10، ص262، رقم 519.

[11] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج1، ص423.

[12] طبقات أعلام الشيعة، ج17، ص574، رقم 799.

[13] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج1، ص429.

[14] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج1، ص425.

[15] المقطع مقتبس من كتاب الطباطبائيون في العراق ـ مخطوط.

[16] المفصّل في تاريخ النجف الأشرف، ج۹، ص٢٦.

بقلم: محمد أمين نجف

الخلاصة

المترجم له السيد محمود الحكيم ، الأخ الأكبر للمرجع الديني السيد محسن الحكيم ، وكيل السيد أبو الحسن الإصفهاني في خانقين ، ولد وتوفي ودفن في النجف الأشرف .