نبذة مختصرة عن حياة العالم العارف السيد مرتضى الكشميري ، أحد علماء الدين في النجف ، مؤلّف كتاب «إعلام الأعلام في الرجال» إمام جماعة في الصحن الحيدري .
اسمه ونسبه[1]
السيّد مرتضى ابن السيّد مهدي ابن السيّد محمّد الرضوي الكشميري، وينتهي نسبه إلى موسى المبرقع ابن الإمام محمّد الجواد(ع).
والده
السيّد مهدي، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «علّامة ورع أوحد أوّاه… كان المترجم له من العلماء الربّانيّين العاملين، جامعاً للمعقول والمنقول»[2].
ولادته
ولد في الثامن من ربيع الثاني 1268ﻫ في كشمير ببلاد الهند.
دراسته وتدريسه
بدأ دراسته للعلوم الدينية في مسقط رأسه، ثمّ سافر إلى النجف عام 1284ﻫ بصحبة خاله؛ لإكمال دراسته الحوزوية، واستمرّ في دراسته حتّى عُدّ من العلماء في النجف، كما قام بتدريس العلوم الدينية فيها.
من أساتذته
1ـ الشيخ محمّد حسين الكاظمي، 2ـ السيّد حسين السيّد رضا بحر العلوم، 3ـ السيّد الجهار سوقي، 4ـ خاله السيّد أبو الحسن الكشميري، 5ـ والده السيّد مهدي، 6ـ المولى محمّد الأردكاني، 7ـ الميرزا الرشتي، 8ـ الميرزا الشيرازي الكبير، 9ـ السيّد حسين الترك.
من تلامذته
1ـ الشيخ علي الشيخ حسين البلادي، 2ـ الشيخ عباس القمّي، 3ـ الشيخ محمّد رضا النجفي المعروف بالمسجد شاهي، 4ـ الشيخ آقا بزرك الطهراني، 5ـ صهره السيّد محمود السيّد علي المرعشي النجفي، 6ـ الشيخ محمّد حسين ابن الميرزا خليل الشيرازي، 7ـ السيّد أبو القاسم السيّد أحمد الجزائري، 8ـ الشيخ حسين همدر العاملي، 9ـ السيّد علم الهدى السيّد شمس الدين الكابلي، 10ـ الشيخ علي الشيخ محمّد إبراهيم القمّي، 11ـ الشيخ علي محمّد الكابلي.
ما قيل في حقّه
1ـ قال خاله السيّد أبو الحسن الكشميري: «العالم العامل الربّاني، والفقيه الكامل الصمداني، والنور الساطع الشعشعاني، علم التُقى، جناب السيّد مرتضى النجفي ابن العالم الورع التقي جناب السيّد مهدي القشميري، ولعمري إنّه حسنة من حسنات الزمان، وأغلاط الدهر الخوّان، قد جمع بين العقليّات والنقليّات والطبيعيّات والرياضيّات، وأُوتي حظّاً وافراً من معرفة الأخبار لم يبلغه غيره، وسليقة عجيبة في فهمها، وأتقن العلوم الدينية بفهمه الثاقب الساطع، وعضّ عليها بضرس قاطع»[3].
2ـ قال تلميذه الشيخ البلادي في الأنوار: «وسيّدنا المقدّس التقي الزاهد النقي السيّد مرتضى… أنّ سيّدنا الجليل التقي الزاهد الأورع التقي السيّد مرتضى… وكان (قدس الله سرّه ونوّر قبره) من العلماء الأوحدين، والأتقياء الزاهدين، والفضلاء المحقّقين، والكملاء المدقّقين»[4].
3ـ قال السيّد الصدر في التكملة: «عالم ربّاني، متبحّر في علم الحديث، وحيد في الحفظ والاستحضار، وكثرة الاطّلاع على الكتب والفهارس وأحوال العلماء والرجال، كثير الانزواء، قليل المعاشرة، قليل الكلام، كثير السكوت، وحيد في الكمالات النفسانية… وكان عنده بعض العلوم الأسرارية التي يرزق الله مَن يشاء من أوليائه، له كرامات ومكاشفات»[5].
4ـ قال الشيخ حرز الدين في المعارف: «له الاطّلاع الواسع في علم الحديث والأخلاق والسير، ومن أهل الفضل والعلم والعبادة والزهد والنسك، وكان قوي الحافظة… ومن الخصائص التي اشتُهر بها أنّه واسع الاطّلاع بالأخبار، والتتبّع لسير الأوائل من علماء ورواة ، وله ولع بمطالعات الكتب المخطوطة القديمة»[6].
5ـ قال تلميذه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «هو سيّدنا وشيخنا ومولانا، الأجلّ الأفخر… علّامة فقيه عارف زاهد ورع تقي نقي رضي زكي مرضي، بل جمال السالكين، وزين الموحّدين، والراقي إلى أعلى مراتب التسليم والرضا»[7].
6ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «من أكابر الفقهاء والمجتهدين، وأهل العلم والفضيلة، والعبادة والزهد والنسك، له التضلّع الوافر في علم الحديث والسير والأخلاق، وكان قوي الحافظة والاطّلاع بالأخبار، والتتبّع لسير الأوائل، من علماء ورواة الحكمة والأخلاق، وكان كثير البحث والمطالعة… وبلغ مرتبة عالية من الاستنباط والخبرة والاجتهاد، غير أنّه آثر العزلة، وانصرف إلى التهذيب والسلوك والعبادة والتهجّد»[8].
من صفاته وأخلاقه
قال تلميذه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «وأمّا عمله، فكان في العبادة بحيث لا يقدر عليها أكثر أهل عصره، كان كثير الصوم، قليل النوم، دائم الطهارة والذكر والمراقبة والفكر، كثير الانزواء، قليل المعاشرة، كثير السكوت، قليل الكلام، طويل السجود، طويل الصلاة، طويل البقاء في المشاهد المشرّفة، فكلّما دخل الحرم الشريف لا يخرج منه إلّا بمساعدة الاستخارة من الله تعالى والإذن منه، ويتّفق كثيراً أنّه يفطر من صومه قريباً من ثلث الليل حيث لا يساعد الاستخارة، وكان في غاية الورع والتقوى والزهد عن حطام الدنيا في أكله وشربه ولبسه وغير ذلك، مع تمكّنه منها بأيسر وجه وأحسنه وأسهله، عُرضت عليه الوثيقة الهندية مراراً، فما قبل منه ديناراً»[9].
من نشاطاته في النجف
إقامته صلاة الجماعة في الصحن الحيدري.
جدّه لأُمّه
السيّد علي شاه السيّد صفدر شاه الرضوي الكشميري، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «كان عالماً جليلاً، من أجلّاء تلاميذ العلّامة صاحب الجواهر، والمجاز منه مصرّحاً باجتهاده»[10].
من أخواله
السيّد أبو الحسن محمّد السيّد علي شاه الرضوي الكشميري، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم كبير، وفقيه جليل»[11].
أخوه
السيّد رضي، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم فاضل… وكان في النجف الأشرف من الشباب اللامع المرموق في الفضيلة والتقوى وحُسن السيرة، وكانت تلوح عليه أمارات النبوغ والقدسية، لولا أن عاجلته المنية بعد وفاة أبيه بقليل»[12].
والد زوجته
السيّد محمّد علي الشاه عبد العظيمي، قال عنه السيّد الأمين في الأعيان: «كان عالماً فاضلاً تقيّاً نقيّاً ورعاً زاهداً عابداً، آية في حُسن الأخلاق وسعة الصدر، محدّثاً»[13].
من أولاده
السيّد محمّد، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «عالم عامل فقيه مجتهد، أديب متتبّع، خطيب متكلّم مجاهد، من أساتذة الفقه والأُصول… واشتغل بالتأليف والبحث، وانصرف عن المجتمع والاجتماع واختار العزلة، وأحبّ التفرّد والانفراد، والتهذيب والسلوك… وقد كان على جانب وافر من التواضع والورع والتُقى والفضل والكمال والزهد»[14].
من أحفاده
1ـ السيّد رضي السيّد محمّد، فاضل، مؤلّف، صاحب كتاب «التُحفة الرضوية في مجرّبات الإمامية».
2ـ السيد مرتضى السيّد محمّد، فاضل، عضو رابطة الأدب الحديث في القاهرة، صاحب مطبوعات النجاح في القاهرة، مؤلّف، صاحب كتاب «مع رجال الفكر في القاهرة»، محقّق، قام بتحقيق كتاب «السبعة من السلف من الصحاح الستّة» للسيّد مرتضى الفيروزآبادي.
من أصهاره
1ـ السيّد أحمد السيّد علي الخوئي، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم أديب، وخطيب بارع… من خطباء عصره، وكان سيّداً جليلاً شهماً غيوراً كريماً، طيّب النفس، حسن الأخلاق»[15].
2ـ السيّد محمود السيّد سلطان علي المرعشي، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «وأشهرهم في الفضل السيّد محمود، فهو من العلماء المصنّفين، له آثار جليلة»[16].
3ـ السيّد عبد الرسول السيّد مشكور الطالقاني، قال عنه الدكتور السيّد حسن عيسى الحكيم في المفصّل: «وأصبح السيّد الطالقاني أديباً شاعراً، وفقيها أُصوليّاً، وعالماً متتبّعاً»[17].
من أسباطه
1ـ السيّد جواد السيّد أحمد الخوئي، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «كان… أديباً فاضلاً»[18].
2ـ السيّد محمّد حسن السيّد عبد الرسول الطالقاني، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «أديب بارع متتبّع، وشاعر مجيد مبدع… وهو اليوم من خيرة الشباب المرموقين في الفضيلة وحُسن السيرة، مدّه الله بالتوفيق والتسديد»[19].
من مؤلّفاته
إعلام الأعلام في الرجال.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في الثالث عشر من شوّال 1323ﻫ في الكاظمية، بعد أن اعتراه مرض نُقل على أثره إليها للمعالجة، ثمّ نُقل إلى كربلاء، ودُفن حسب وصيّته بجوار قبر خاله في الصحن الحسيني.
رثاؤه
أرّخ ابن أُخته السيّد محمّد صادق عام وفاته بقوله:
«رأسُ الهدايةِ قد تساقطَ صارخاً ** جلَّت رزيَّتُهُ على الإسلامِ»[20]،[21].
الهوامش
[1] اُنظر: أعيان الشيعة 10 /121.
[2] طبقات أعلام الشيعة 17 /473 رقم656.
[3] المصدر السابق 17 /356 رقم486.
[4] أنوار البدرين: 271 رقم123.
[5] تكملة أمل الآمل 6 /31 رقم2519.
[6] معارف الرجال 2 /409 رقم414.
[7] طبقات أعلام الشيعة 17 /355 رقم486.
[8] معجم رجال الفكر والأدب في النجف 3 /1081.
[9] طبقات أعلام الشيعة 17 /356 رقم486.
[10] المصدر السابق 12 /72 رقم76.
[11] المصدر السابق 13 /39.
[12] المصدر السابق 14 /784 رقم1274.
[13] أعيان الشيعة 9 /442 رقم1056.
[14] معجم رجال الفكر والأدب في النجف 3 /1082.
[15] طبقات أعلام الشيعة 13 /113 رقم253.
[16] المصدر السابق 14 /826 ضمن رقم1332.
[17] المفصّل في تاريخ النجف الأشرف 10 /159.
[18] طبقات أعلام الشيعة 13 /113 رقم253.
[19] المصدر السابق 13 /407 رقم816.
[20] المصراع يُطابق 1328ﻫ، وبعد إسقاط رأس الهداية المشار إليه في المصراع المتقدّم، وهو (ه)؛ يصير مطابقاً 1323ﻫ.
[21] طبقات أعلام الشيعة 17 /357 رقم486.
بقلم: محمد أمين نجف
الخلاصة
تطرق الكاتب إلى حياة العالم العارف السيد مرتضى الكشميري ، من مكان ولادته وتاريخها ، ودراسته وتدريسه ، وأساتذته وتلامذته ، وما قيل في حقه ، ونشاطاته ، ومؤلفاته ، ومكان وفاته وتاريخها ، ومكان دفنه .