ننشقّ بها نشر الربيع
السبط ما بينَ الجموع
وكانَ أمناً للمروع
كالشمس والبرق اللموع
الأوداج صادٍ للنجيع
نافث السمّ النقيع
ينهلّ كالغيثِ المريع
يفصّل في الدروع
كالأسدِ في سغبِ وجوع
القلوب على الدروع
وهمُ بدورٌ في الطلوع
وفروعهم خير الفروع
أرخى المدامع بالدموع
والرحب لم يك بالوسيع
مشَمّراً مشيَ السريع
أحناه إحناء الركوع
أفديه من كابٍ صريع
الخدين خُضّب بالنجيع
وهو ذو المجد الرفيع
من حادث جلل فضيع
ذيالك الملقى الشنيع
ينصبه على رمح رفيع
كالشمس في وقت الطلوع
فليتها رضّت ضلوعي
تهدى إلى رجسٍ وضيع
شملةً هوجا شموع
الخدور من النسوع؟
وهي ودائع الهادي الشفيع
وكان كالحرم المنيع
وبسمر خطّى شروع
عجّ بي على تلكَ الربوع
لهفي وما لهفي لغيرِ
أمسى مروّعاً بالطفوفِ
يسطو بأبيض صارمٍ
أبداً تراه فاريَ
وبأسمرٍ كالصلّ يلوي
ريّان من مهجِ العدا
فيخيط أسمره وأبيضه
خاضَ الحِمام بفتيةٍ
أن يدعهم لمسلمةٍ لبسوا
طلعوا ثنيّات الحتوف
خير الأُصول أُصولهم
حتّى إذا ما صُرّعوا
ضاقَ الفضاءُ بصدرِهِ
فمشى إلى الموتِ الزؤام
فأتاه سهمٌ في الحشا
فكبا على وجهِ الثرى
دامي الوريد معفر
ملقىً على وجهِ البسيطة
الله أكبر يا له
يلقى الحسينَ الشمرُ في
ويحزّ منه الرأس
كالبدر في الظلماء أو
رضّت أضالعه الخيول
وسرت نساه حُسّراً
من فوق جائلة النُسوعِ
أين النسوع وأين ربات
تسري الغداة بهن
هجموا عليهن الخباء
تُحمى ببيض صوارم