أورثنـي فقـدك المنـاحا
صرفك من حادث صلاحا
أسـتعذب اللهو والمزاحا
بـه وتلقى بـه النجـاحا
والشـرك ألقى لها جناحا
وصار ذاك الدجى صباحا
لكي يريها الهدى الصراحا
لا بل نحـوا قتلـه اجتياحا
والقضب واستعجلوا الكفاحا
وعانقوا البيـض والرماحا
فأثخنـوا بينهـم جراحـا
هناك سـهم القضا المتاحا
وصـافحت نفسه الصفاحا
منهم صـياحاً ولا ضباحا
كمـا غدا فيهـم وراحـا
دعاه داعـي اللقا فصاحا
دعيت أن أرتقي الضراحا
يقطع رأسـاً وذا جناحـا
ماتت ولم تشرب المباحا
باكرهـا حتفـاً صـباحا
ثمّ اكتست بالدماء وشاحا
بكى الهدى فقدكـم وتاحا
آنسـتم القفر والبطاحـا
والسور الطوال الفصاحا
وزاد أشـياعكم سـماحا
يا قمـراً غاب حيـن لاحا
يا نوب الدهر لـم يدع لي
أبعد يوم الحسـين ويحيى
كربت كي تهتـدي البرايا
فالديـن قد لف بردتيـه
فصار ذاك الصـباح ليلاً
فجاء إذ كاتبـوه يسـعى
حتّـى إذا جاءهـم تنحوا
وأنبتوا البيـد بالعوالـي
فدافعـت عنـه أوليـاه
سـبعون في مثلهم الوفا
ثمّ قضـوا جملـة فلاقوا
فشـدّ فيهـم أبو علـي
يا غيـرة الله لا تغيثـي
ثمّ انثنى ظامئاً وحيـداً
ولم يزل يرتقـي إلى أن
دونكـم مهجتـي فأنّـي
فكلكلـوا فوقـه فهــذا
يا بأبـي أنفسـاً ظمـاء
يا بأبـي أوجهاً صـباحا
يا بأبـي أجسـماً تعرت
يا سـادتي يا بنـي علي
أوحشتم الحجر والمساعي
أوحشـتم الذكر والمثاني
لا سـامح الله من قلاكم