الشاعر أبو محمد العوني ينظم في رثاء الإمام الحسين (ع)

2016-05-08

293 بازدید

أورثنـي فقـدك المنـاحا

صرفك من حادث صلاحا

أسـتعذب اللهو والمزاحا

بـه وتلقى بـه النجـاحا

والشـرك ألقى لها جناحا

وصار ذاك الدجى صباحا

لكي يريها الهدى الصراحا

لا بل نحـوا قتلـه اجتياحا

والقضب واستعجلوا الكفاحا

وعانقوا البيـض والرماحا

فأثخنـوا بينهـم جراحـا

هناك سـهم القضا المتاحا

وصـافحت نفسه الصفاحا

منهم صـياحاً ولا ضباحا

كمـا غدا فيهـم وراحـا

دعاه داعـي اللقا فصاحا

دعيت أن أرتقي الضراحا

يقطع رأسـاً وذا جناحـا

ماتت ولم تشرب المباحا

باكرهـا حتفـاً صـباحا

ثمّ اكتست بالدماء وشاحا

بكى الهدى فقدكـم وتاحا

آنسـتم القفر والبطاحـا

والسور الطوال الفصاحا

وزاد أشـياعكم سـماحا

يا قمـراً غاب حيـن لاحا

يا نوب الدهر لـم يدع لي

أبعد يوم الحسـين ويحيى

كربت كي تهتـدي البرايا

فالديـن قد لف بردتيـه

فصار ذاك الصـباح ليلاً

فجاء إذ كاتبـوه يسـعى

حتّـى إذا جاءهـم تنحوا

وأنبتوا البيـد بالعوالـي

فدافعـت عنـه أوليـاه

سـبعون في مثلهم الوفا

ثمّ قضـوا جملـة فلاقوا

فشـدّ فيهـم أبو علـي

يا غيـرة الله لا تغيثـي

ثمّ انثنى ظامئاً وحيـداً

ولم يزل يرتقـي إلى أن

دونكـم مهجتـي فأنّـي

فكلكلـوا فوقـه فهــذا

يا بأبـي أنفسـاً ظمـاء

يا بأبـي أوجهاً صـباحا

يا بأبـي أجسـماً تعرت

يا سـادتي يا بنـي علي

أوحشتم الحجر والمساعي

أوحشـتم الذكر والمثاني

لا سـامح الله من قلاكم