من بعد رحلة زينب ونوار
ظن الفريق وخف عنك الساري
أخلت سماءك من سنا الأقمار
غير اللقى من مقصد الزوار
لك جانب الأوطان والأوطار
خلق الزمان عداوة الأحرار
ببني النبي وآله الاطهار
ما اولع الاخطار بالاقدار
تم البدور عشية الاسرار
لون الشموس وزينة الأقمار
للواردين تكفف الأسئار
كالصبح مبتسما بوجه الساري
فيه شقاشق فحله الهدار
غلبا تجعجع بالفريق ضواري
المحراب سجع نوائح الأسحار
بين السواري الجامدات سواري
لم يحص عدتها من الأعمار
أرجا كجيب الغادة المعطار
فانسب وقل تصدق بغير عثار
تدلي مصائبهم لها ببوار
يوم ابن حيدر والسيوف عوارى
من تحت كل شمردل مغوار
مشي النزيف معاقرا لعقار
فمسربل بدم الوتين وعاري
الكرار شبه الضيغم الكرار
فقد الظهير وقلة الأنصار
بنهاره الهبوات خير نهار
فكلاهما في فيلق جرار
يجري وإياها إلى مضمار
رمح الكمي وصارم المغوار
في الجمع مثل حسامه البتار
شلت يد الرامي لها والباري
الرجفان عم قواعد الأقطار
أكفانهم نسج الرياح الذاري
فكانما تصدى بمسك داري
يبدو لعينك باطن الاسرار
تدعى بهم بمشارق الأنوار
قصدا لأدكن قالص الأستار
نقضا لحكم الواحد القهار
يوما بهاجرة الظهيرة عار
بسنابك الايراد والإصدار
يشهرن في الفلوات والأمصار
وتلفها الأنجاد بالاغوار
في الدهر هتك مصونة من عار
هو في البرية واحد الاقدار
طال المقام على طلاب الثار
طال المدى يا مدرك الأوتار
كف الولي ووالد الأبرار
املي ونحو نداكم استنظاري
منظومة بغرائب الاشعار
ان لم تكونوا عنده أنصاري
سفه وقوفك في عراص الدار
ما أنت واللفتات في اكنافها
أخلت فؤادك من عزائك نية
يا دار أمك زور شوق ما لهم
وصلوك إذ هجروا على علل السرى
لا عيب من محن الزمان فإنما
أ وما كفاك من الزمان فعاله
ولعت بفارع قدرهم اخطاره
بيض يريك جمالهم وجلالهم
يكسو ظلام الليل نور وجوههم
شرعوا بصافية الفخار وخلفوا
يلقى العفاة بغير من منهم
خطباء ان شهدوا الندي ترى لهم
فإذا هم شهدوا الكريهة ابرزوا
فان احتبى بهم الظلام رأيت في
هادون في طول القيام كأنهم
ويبيت ضيفهم بأنعم ليلة
للكون من أنفاسهم طيب الشذى
ما شئت من نسب وعظم جلاله
وحياة نفس فضلهم لو لم تكن
وكفاك لو لم تدر الا كربلاء
أيام قاد الخيل توسع شأوها
يمشون في ظلل السيوف تبخترا
وتناهبت أجسادهم بيض الظبي
وانصاع نحو الجيش شبل الضيغم
يوفي على الغمرات لا يلوي به
لليوم من انواره وقد انكفت
يلقى الألوف بمثلها من نفسه
غيران يبتدر الصفوف كأنه
امضى من الليث الهزبر وقد نبا
متمكن في السرج غرب لسانه
حتى أتته من العناد مراشة
وهوى فقل في الطود خر فأصبح
بأبي وأمي عافرون على الثرى
تصدى نحورهم فينبعث الشذى
ومطرحون يكاد من أنوارهم
نفست بهم ارض الطفوف فأصبحت
بالبيت أقسم والركاب تحجه
لولا الأولى من قبل ذاك تبرموا
لم يلف سبط محمد في كربلاء
تطأ الخيول جبينه وضلوعه
كلا ولا راحت بنات محمد
حسرى تقاذفها السهول إلى الربى
ما بعد هتكك يا بنات محمد
قدر أصارك للخطوب درية
يا طالبا بالثار وقيت الردى
يا مدرك الأوتار قد طال المدى
يا ابن النبي وخير من علقت به
انا عبدكم ولكم ولأي وفيكم
واليك أهديت القريض فرائدا
الدهر قرن لست من اكفائه