الشاعر الحاج هاشم الكعبي ينظم في رثاء الإمام الحسين (ع) 5

2017-12-05

357 بازدید

 من بعد رحلة زينب ونوار

ظن الفريق وخف عنك الساري

أخلت سماءك من سنا الأقمار

غير اللقى من مقصد الزوار

لك جانب الأوطان والأوطار

خلق الزمان عداوة الأحرار

ببني النبي وآله الاطهار

ما اولع الاخطار بالاقدار

تم البدور عشية الاسرار

لون الشموس وزينة الأقمار

للواردين تكفف الأسئار

كالصبح مبتسما بوجه الساري

فيه شقاشق فحله الهدار

غلبا تجعجع بالفريق ضواري

المحراب سجع نوائح الأسحار

بين السواري الجامدات سواري

لم يحص عدتها من الأعمار

أرجا كجيب الغادة المعطار

فانسب وقل تصدق بغير عثار

تدلي مصائبهم لها ببوار

يوم ابن حيدر والسيوف عوارى

من تحت كل شمردل مغوار

مشي النزيف معاقرا لعقار

فمسربل بدم الوتين وعاري

الكرار شبه الضيغم الكرار

فقد الظهير وقلة الأنصار

بنهاره الهبوات خير نهار

فكلاهما في فيلق جرار

يجري وإياها إلى مضمار

رمح الكمي وصارم المغوار

في الجمع مثل حسامه البتار

شلت يد الرامي لها والباري

الرجفان عم قواعد الأقطار

أكفانهم نسج الرياح الذاري

فكانما تصدى بمسك داري

يبدو لعينك باطن الاسرار

تدعى بهم بمشارق الأنوار

قصدا لأدكن قالص الأستار

نقضا لحكم الواحد القهار

يوما بهاجرة الظهيرة عار

بسنابك الايراد والإصدار

يشهرن في الفلوات والأمصار

وتلفها الأنجاد بالاغوار

في الدهر هتك مصونة من عار

هو في البرية واحد الاقدار

طال المقام على طلاب الثار

طال المدى يا مدرك الأوتار

كف الولي ووالد الأبرار

املي ونحو نداكم استنظاري

منظومة بغرائب الاشعار

ان لم تكونوا عنده أنصاري

سفه وقوفك في عراص الدار

ما أنت واللفتات في اكنافها

أخلت فؤادك من عزائك نية

يا دار أمك زور شوق ما لهم

وصلوك إذ هجروا على علل السرى

لا عيب من محن الزمان فإنما

أ وما كفاك من الزمان فعاله

ولعت بفارع قدرهم اخطاره

بيض يريك جمالهم وجلالهم

يكسو ظلام الليل نور وجوههم

شرعوا بصافية الفخار وخلفوا

يلقى العفاة بغير من منهم

خطباء ان شهدوا الندي ترى لهم

فإذا هم شهدوا الكريهة ابرزوا

فان احتبى بهم الظلام رأيت في

هادون في طول القيام كأنهم

ويبيت ضيفهم بأنعم ليلة

للكون من أنفاسهم طيب الشذى

ما شئت من نسب وعظم جلاله

وحياة نفس فضلهم لو لم تكن

وكفاك لو لم تدر الا كربلاء

أيام قاد الخيل توسع شأوها

يمشون في ظلل السيوف تبخترا

وتناهبت أجسادهم بيض الظبي

وانصاع نحو الجيش شبل الضيغم

يوفي على الغمرات لا يلوي به

لليوم من انواره وقد انكفت

يلقى الألوف بمثلها من نفسه

غيران يبتدر الصفوف كأنه

امضى من الليث الهزبر وقد نبا

متمكن في السرج غرب لسانه

حتى أتته من العناد مراشة

وهوى فقل في الطود خر فأصبح

بأبي وأمي عافرون على الثرى

تصدى نحورهم فينبعث الشذى

ومطرحون يكاد من أنوارهم

نفست بهم ارض الطفوف فأصبحت

بالبيت أقسم والركاب تحجه

لولا الأولى من قبل ذاك تبرموا

لم يلف سبط محمد في كربلاء

تطأ الخيول جبينه وضلوعه

كلا ولا راحت بنات محمد

حسرى تقاذفها السهول إلى الربى

ما بعد هتكك يا بنات محمد

قدر أصارك للخطوب درية

يا طالبا بالثار وقيت الردى

يا مدرك الأوتار قد طال المدى

يا ابن النبي وخير من علقت به

انا عبدكم ولكم ولأي وفيكم

واليك أهديت القريض فرائدا

الدهر قرن لست من اكفائه