الشاعر الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير ينظم في مدح أهل البيت (عليهم السلام)

2017-12-07

38 بازدید

وتُعيدُ تعنيفَ المحـبِّ وتعتـدي

ويَزيُـد توليـعَ الفـؤادِ المُعْمَـدِ

في شاغلٍ لولا اللوائـم تعتـدي

بين الجوانـح لوعـةٌ لـم تَبـردِ

وسفوحُ دمع صَوبُه لـم يَجمُـدِ

ظَلَّت عَواذِلُـه تَـروحُ وتَغتـدي

واللَّومُ لا يُثني المحبَّ عن الهوى

إنّ المحبَّ عن المَلامةِ في الهوى

ألهَى المحبَّ عن المَلامَ وضِـدُّهُ

وخُفوقُ قلـبٍ لا يَقـرُّ قـرارُهُ

***

عن حبِّ أجملِ مَن تَحلى، فآبعُـدِ

شَطَّيهِ، أو في نجدِهـم لـم أُنجِـدِ

قلبي، ولا غلَبَ الغـرامُ تَجلُّـدي

نَغَم الغناء من القريـضِ ومَعبِـدِ

نظرُ اللُّجَينِ ولا نُضـارُ العَسْجَـدِ

لَحَسِبتُ أنّك بالنصيحـةِ مُرشـدي

للمُهتدي والمُرتجـي والمُجتَـدي

نورِ الرسـولِ الساطـعِ المتوقّـدِ

فَدَعِ اللَّجـاجَ فمِثلُـه لـم يُوجَـدِ

قُلْ للعَذول: أفِقْ، فلسـتُ بِمُنَتِـه

لو لُمتَني في الغَورِ لم أشتَقْ إلـى

أو كان لومُك في التَّصابي ما صبا

أو لُمتَني في اللهو، لم أطرَبْ على

أو لُمتَني في المالِ لـم يَسْتَهْوِنـي

أو لمتَني في حـبِّ غيـرِ محمّـدٍ

أو لو رأيـتَ محبّـةً مِثـلاً لـه

يَهديهِ أو يُجديـه أو يُغنيـه عـن

هيهاتَ ما آبتَهج الوجـودُ بِمِثْلـهِ

***

مَن منكما في حُبِّ أحمدَ مُسْعِدي ؟

شرفاً ببُردتـهِ الجميلـةِ أرتـدي

ذِممٌ عِظامٌ قد شَـدَدتُ بهـا يـدي

فَلْتَبلُغنّ بـيَ الأمانـي فـي غـدِ

ثِقْ باللقـاء وبالوفـا وكـأنْ قَـدِ

يا صاحِبَيَّ على الصبَّابةِ والهوى

حَسْبي بأنّي قـد شُهِـرتُ بحبِّـهِ

لـي بآسمـهِ وبحبّـهِ وبقُـربِـهِ

ومحمّـدٌ أوفـى الخلائـقِ ذِمّـةً

يـا قلـبُ لا تَستَبْعِـدنّ لـقـاءَهُ

***

بين الحلائقِ في المقام الأحمدي

فيها عَصَيتُ مُعنِّفـي ومُفنّـدي

ومحلَّ أترابي وموضعَ مولدي

مُتظلِّـمٍ مُتـجـرِّمٍ مُستنـجِـدِ

في حبّهِ مِن ظالمِيَّ وحُسَّـدي

مَن يُنجِدُ المظلومَ إن لم تُنْجِدِ ؟!

يا حبّذا يـومَ القيـام شُهَرتـي

بمحبّتي سُننَ الشفيـع، وإنّنـي

وتركتُ فيها جِيرتي وعشيرتي

فلأشكُوَنَّ إليه شكـوى مُوجَـعِ

ممّا لَقِيتُ من المتاعبِ والأذى

وأقول: أنجِدْ صادقاً في حبِّـهِ

***

وبه كما فعَـلَ الأوائـلُ أقتـدي

فيهم بغيرِ محمّـدٍ مَـن يهتـدي

لهمُ، فمـا أحـدٌ كـآلِ محمّـدِ!

فيهم، وهم للظالميـن بِمَرصَـدِ

وهمُ الرجومُ لكلِّ مَن لـم يَعبُـدِ

وجزاءُ أحمـدَ وُدُّهـم، فتَـوَدَّدِ

ثِقـلانِ للثقلَيـنِ نـصُّ محمّـدِ

شرعُ الصلاةِ لهم بكـلِّ تَشهُّـدِ

مَن رام عَدَّ الشُّهْب لـم تَتَعَـدَّدِ!

إنّي أُحبّ محمّداً فـوق الـورى

فقد انقضَتْ خيرُ القرون ولم يكن

وأحبُّ آلَ محمّدِ نفسـي الفِـدا

هُم بابُ حِطّةَ والسفينةُ، والهدى

وهـمُ النجـومُ لخيّـرٍ مُتعـبِّـدٍ

وهمُ الأمانُ لكلِّ مَن تحت السَّما

والقومُ والقرآن، فاعرِفْ قَدْرَهم

وكفى لهم شرفاً ومجـداً باذخـاً

ولهم فضائلُ لستُ أُحصي عَدَّها