الشاعر السيد جابر الجابري ينظم في مدح الإمام علي (ع)

2016-05-03

291 بازدید

لعلّ بحور الشعر تلهمني شعرا

بحبّك لا زالت مغيّبة سكرى

فما رغبت إلاّ على يدك الأسرا

ولم تلق وجداً من ضرامته أضرى

إذا جنحت يوماً تعود بها دهرا

وحاشا يديك البحر أن تمنع القطرا

إذا آمنت روح يطيش بها كفرا

على نبعك المعهود يلهمها سحرا

وآخر همّي فيك أن أبلغ العذرا

ولا ناطقاً زهواً ولا قائلاً هجرا

وصبحاً مندى أعشب الجدب والقفرا

لطلعته غيب وكشف لي سترا

هواك وقلب أذهل الروح والفكرا

وسحراً تداعى فيك كي يبطل السحرا

بنورك أعجاز وغيب لي غمرا

وأبحر في المعنى فيأخذني المجرى

بحدّ حسام صار في حدّه سفرا

فنازعني في كلّ مكتومة سرّا

لتملأ من صدر الرسول بك الصدرا

وتحرسه شبلاً وتحمي له قدرا

مأذنه واغتاظ شانئه كبرا

به كرباً محمومة الملتقى نكرا

به شارحاً من كلّ ذي عنت صدرا

ذراعاك تفري دونها مهجة حرى

فكان لها ليلاً وكنت به بدرا

ودارت رحاها كي تكون لها قطرا

خطاها رمال البيد واجمة حيرى

ويمناه عند الروع تسبقها البشرى

إلى اليوم لم تدرك لخندقها القعرا

وكنت لمرماها كنانتها البكرا

ينوء بها صمتاً وتنطقها جهرا

ويحملك القرآن في يده فخرا

إلى آخر الدنيا فسبحان من أسرى

افض في يدي من كلّ قافية بحرا

وردّ إلى عيني رؤاها فأنّها

وفكّ يدي من أسرها فيك ساعة

ولم تر أندى منك للحبّ منبتاً

لأنّك ملء الروح تهتزّ كالرؤى

سددت عليّ القول لا أنت مانع

ولكن أرى للحبّ سلطان كافر

فهات الرؤى محرورة الطيف تنحني

لارسم وجدي فيك عذراً مجملا

أمير بيوت الوحي لست مغالياً

أغالب فيك الوجد ليلاً منوّراً

لأنّي وجدت الله فيك فشدّني

فما بين روح أيقظت في رفيفها

وقفت أجيل الفكر حولك معجزاً

فلوح لي في كلّ أُفق غمرته

واسرح في معناك فيضاً مطهّراً

وأقرأ في دنياك سفراً كتبته

وقاربت فيك الخلد اكشف سرّه

توحّدت في ذات الرسول فكنتها

وكنت كمثل الظلّ ترعاه يافعاً

إلى أن دعا داعي الخطوب وكبرت

حملت بكفّ ذو الفقار مجلّياً

وفي يدك الأُخرى بلاغاً ومصحفاً

ومالت لزنديك القلوب تحوطها

ففي يوم بدر اظلم الكون حولها

وفي يوم أُحد ماجت الأرض تحتها

ويوم حنين والرجال تناهبت

وقفت لها طوداً تباعد همّه

وغائلة الأحزاب فاضت بخندق

لقد صوّبت فيك السماء سهامها

فكنت كتاب الله يحكي رسالة

لتفخر بالقرآن نهجاً وثورة

وأسري في علياك مجداً مخلّداً