قال الشاعر الشيخ محمد جواد البلاغي في ولادة الإمام المهدي(ع):
حيَّ شعبان فهوَ شهرُ سعودي ** وعد وصلِّي فيهِ وليلة عيدي
منهُ حيا الصب المشوق شذا ** الميلاد فيهِ وبهجة المولود
بهجة المرتضى وقرَّة عين ** المصطفى بل ذخيرة التوحيد
رحمة الله غوثه في الورى ** شمس هداهُ وظلُّهُ الممدود
وهوى خاطري وشائق نفسي ** ومناها وعدَّتي وعديدي
فانجلت كربتي وازهر روضي ** ونمت نبعتي وأوراق عودي
طلت فخراً يا ليلةَ النصفِ من ** شعبان بيض الأيَّام بالتسويد
يا إمامَ الهدى سعدت وما ** كلَّ زمان في ذاتِهِ بسعيد
لا يغرّنكَ البياض فلولا ** لغودرت كالليالي السود
فهوَ نورُ اللهِ الذي أشرقَ ** الكونُ بأنوارِهِ وسرّ الوجود
وهوَ اللطف بالعبادِ إمام ** الحقِّ فيهم وحجَّة المعبود
خازن العلم آية الله والداعي ** إليهِ عدل الكتاب المجيد
المنادي لكلِّ خطبٍ عظيمٍ ** والمرجى لكلِّ هولٍ شديد
ثائر الدين مدرك الثار شافي ** الغيظ غوث الولي غيظ الحسود
قائم الحقّ ناصر الدين والإيمان ** أمن اللاجي نكال الجحود
شاهر السيف ناشر العدل ماحي ** الجور حامي الجوار مأوى الطريد
خاتم الأوصياء جامع شمل ** الدين بعدَ التفريقِ والتبديد
مطلب السالكين مقصود أهل ** العرفِ قصد الهوى مراذ المريد
حيَّه بالصلاةِ من مولودٍ ** وابكهِ نازحاً نزوح الشريد
وادعه دعوة اللهيف يناديهِ ** الست المجيب مهما نودي
هذهِ عصبةُ الولاءِ تمدُّ ** الطرفَ شوقاً ليومِكَ الموعود
كم لها حنّة إليكَ حنين ** النيب إذ مض خمسها للورود
بقيتَ يا بقيةَ اللهِ في الأرضِ ** درايا لكلِّ رامٍ سديد
لم تميّز ممّا جنته الليالي ** لوعة البين من سرورِ العيد
أترانا في كلِّ يومٍ جديدٍ ** نتحرّاكَ باشتياقٍ جديد
ونرجيكَ لانتهاضٍ قريبٍ ** نترجاهُ منه عهد بعيد
كم نُعاني الشوق المبرح ** تفديكَ المحبُّونَ والفراق المودي
فمتى ينقع العليل بلقياكَ ** وتُطفى لواعج المعمود
فتحنّن على حنينِ نشيدي ** يا سميعاً يدري بلحنِ قصيدي
المصدر: الرد على الوهابية