آثرت أن أنسى هوى لم ينفعِ
هام الخلائق فاعذليني أوْ دَعي
ذاك الملقّبَ بالبطين الأنزعِ
ركبُ الملائك للمقام الأرفعِ
نور الإمامة والتقى من أربعِ
للاّت أو لمناة لمّا يركعِ
قُصرت عليه ومالها من مدّعي
إذْ ناهضوه بكلّ فعل أشنعِ
حين القبائل أقبلت في مجمعِ
شُلّت يد الدهماء إن لم تُقطعِ
وجدوا عليّاً راقداً في المضجعِ
الجند فيه تدثّروا بالأدرعِ
ثبتت جوانحه ولم يتزعزعِ
يخشاه كلّ مدجّج ومدرّعِ
اعتى الحصون وأوذنت بتضعضعِ
في يوم فتح بيّن ومشعشعِ
آيات ربّك كالنجوم اللمّعِ
إن لم تبلّغها فلست بصادعِ
في حَجّة التوديع بين الأربُعِ
طلق المحيّا كالهلال الطالعِ
مرأى من الجمع الغفير ومسمعِ
مولى له فبخ بخ لسميدعِ
ما بين مقطوع الرجا ومُبايعِ
وصّى أخاه فذلَّ من لم يبخعِ
ومقصر في الحقّ مهما أدّعي
مثلي وأهل الشعر لو جُمعوا معي
طوبى لكم من خاتم أو شارعِ
الشهداء أوفى الأوفياء التابعِ
الزاهد المتهجد المتورِّعِ
الحاضرِ الراضي الشكور الجامعِ
كنز الحقائق والفقيه الضالِع
موسى الصبور على البلاء الخاشعِ
كفؤِ الملوك وعِزِّ كلِّ مدفَّعِ
هذا الملقّب بالجواد القانعِ
الناصح المفتاح دونك أوفَعِ
العسكريّ الشافع المستودَعِ
لا تحسبي أنّي جفوت وإنّما
وقصدْتُ وجه أحبّة في حبّهم
أحببت صهر المصطفى ووصيّه
بعل البتول يزفّه ويزفّها
مولود بيت الله جاء يحفّه
هو من بمكّةَ كان أوّل مسلم
وهو المراد بقول كُرّم وجههُ
وهو الذي والى الرسول بمكّة
وهو الذي ملا الفراش بليلة
لتنال من طه وتطعن صدره
حتّى إذا انبلج الصباح بنورهِ
واذكره في بدر يبارز جحفلاً
واذكره في أُحد ، ودونك شأنها
وبخندق الأحزاب جندل فارساً
وهو الذي في خيبر دانت له
وهو الذي حمل اللواء مؤذّناً
فإذا أتى يوم الغدير تنزّلت
قم يا محمّد ، إنّها لرسالة
وقف الرسول مبلّغاً ومنادياً
وأبو تراب في جوار المصطفى
رفع النبيّ يد الوصيّ وقال في
من كنتُ مولاه فهذا المرتضى
وسَعَتْ جموعُ الناس نحو أميرها
وصَّى بها موسى وهذا أحمدٌ
مهما مدحتك يا علي فألكن
من جاوز الجوزاء يعجز دونه
أنت الذي شرع الإمامة فاتحاً
يا والد الحسن الزكي وسيّد
وعليِّ السجّاد زينِ العابدين
والباقر العِلْم الشبيهِ محمّد
والصادق المنْجي المحقّق جعفر
والكاظم الغيظ الوفيّ بعهدهِ
وغريب أهل البيت قرّة عيننا
ومحمّد ذي النور يسطع حوله
وعليٍّ الهادي النقيّ المرتضى
والخالص الحسن الكتوم لسرّهِ
إلى أن يقول :
من للكسيح وراء سهم مسرعِ
شهب تحلّق في الفضاء المهيَعِ
أُمراءُ عزّ في زمان خانعِ
خُلِقَ الوجود وما أنا بالصاقعِ
شهداء حقّ في العصور مُضيَّعِ
وتوارثوها ذات يوم مُفجعِ
والأدعياءِ ذوي الدعيّ ابن الدعي
والساقطين من اللئام الوُضَّعِ
والعين كمهاء بفيض الأدمعِ
وإذا فزعتُ فحيدرٌ هو مفزعي
وسُئلتُ هل من ناصر أو شافعِ
رُدّت إذا حلَّ الغروبُ ليوشعِ
إن لم تكن مقرونة بتشيّعي
مهما تبعتك يا عليُّ فعاجزٌ
أنت الشهاب أبو الشهاب وكلّكم
أنت الأمير أبو الأمير وكلّكم
أنت الإمام أبو الأئمّة من لكم
أنت الشهيد أبو الشهيد وكلّكم
بيد الأولى سلبوا الولاية عُنوةً
ويد الأولى في مكّة قد أُطلقوا
والطامعين الطالبين مناصباً
القلبُ ضاق بقيحه وجراحهِ
فإذا شكوتُ فللذي يُشكى له
وهو الملاذ إذا المقابر بُعثرت
شايعتُ من رُدّتْ له الشمس التي
فإذا مَدَحْتُ فمدحتي مبتورةٌ