الشيخ أحمد الوائلي

2017-09-17

520 بازدید

نبذة مختصرة عن حياة الخطيب الشيخ أحمد الوائلي  ، أحد خطباء النجف ، مؤلّف كتاب «هوية التشيّع» .

اسمه ونسبه(1)

الشيخ أحمد ابن الشيخ حسّون بن سعيد الليثي الوائلي.

ولادته

ولد في السابع عشر من ربيع الأوّل 1347ﻫ في النجف الأشرف بالعراق.

دراسته

واصل دراسته بجدّ واجتهاد في المدارس الرسمية، ثمّ التحق بكلّية الفقه وتخرّج منها، وانتقل إلى بغداد لمواصلة دراسته في معهد العلوم الإسلامية، ونال منه شهادة الماجستير.

ثمّ سافر إلى القاهرة وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية، وهو مع جميع هذه المراحل الدراسية الشاقّة كان يصعد أعواد المنابر للتوجيه والإرشاد والدعوة.

ويُساهم في المؤتمرات والمهرجانات الأدبية، ويشنّف الأسماع بأدبه الجَمّ، وقريحته الوقّادة، وشاعريته الحيّة التي تهزّ النفوس وتُطرب المشاعر.

وأقام في السنين الأخيرة من حياته في الشام لدوافع سياسية، مشغولاً بالتأليف والتصنيف والبحث.

من أساتذته

الشيخ محمّد تقي الإيرواني، 2و3ـ الأخوان الشيخ محمّد حسين والشيخ محمّد رضا المظفّر، 4ـ الشيخ علي كاشف الغطاء، 5ـ السيّد حسين مكّي، 6ـ الشيخ عبد المهدي مطر، 7ـ السيّد محمّد تقي الحكيم، 8ـ الشيخ هادي شريف القرشي، 9ـ الشيخ علي ثامر.

مكانته العلمية

عالم جليل، خطيب متكلّم، شاعر مجيد، أديب متضلّع، عُرف بجودة البيان والاطّلاع الواسع، والأُسلوب العلمي، وعذوبة المنطق، والتحدّث حسب متطلّبات الظرف ومقتضيات العصر.

ما قيل في حقّه

1ـ قال الشيخ الخاقاني في شعراء الغري: «خطيب شهير، وأديب مرهف الحس… والوائلي بالإضافة لتفوّقه في الخطابة، فهو شاعر رقيق الشعر والشعور، مليح القول مشرق الديباجة، وقد نظم عدّة قصائد كلّها ناجحة تُصوّر نفسيّته وروحه وعقيدته»(2).

2ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «عالم جليل، خطيب متكلّم، شاعر مجيد، أديب متضلّع، عُرف بجودة البيان والاطلاع الواسع، والأُسلوب العلمي، وعذوبة المنطق، والتحدّث حسب متطلّبات الظرف ومقتضيات العصر بكلّ ما في هذه الألفاظ من معنى رفيع ودلالة جامعة… ويُساهم في المؤتمرات والمهرجانات الأدبية، ويشنف الأسماع بأدبه الجم، وقريحته الوقّادة، وشاعريّته الحية التي تهزّ النفوس وتُطرب المشاعر»(3).

براعته في فنّ الخطابة

أكثر من نصف قرن تقريباً احتلّ الشيخ الوائلي مركز الصدارة في الخطابة الحسينية، فلم يستطع أن يُنافسه فيها منافس، ولم يتمكّن خطباء المنبر الحسيني أن يجاروه في قدراته الخطابية والفكرية والأدبية.

فهو صاحب مدرسة مستقلّة خاصّة في الخطابة، وذاك أمر لم يتيسّر للكثيرين، ومدرسته رائدة في منهجها وأُسلوبها، لذلك جاءت متفرّدة في عطاءاتها وأبعادها، ولأنّ مدرسته كانت كذلك فقد جاء الخطباء من بعده يسيرون على نهجه، ويقتبسون من شعاع مدرسته، وليس في ذلك منقصة لهم، بل هو فخر لهم، لأنّ مدرسة الوائلي هي المدرسة الحسينية التي انطلقت من إصلاحات المصلح الفذّ الشيخ محمّد رضا المظفّر، فلقد استقى من معينها الصافي، وكان نتاجها الطيّب.

والذي مكّن الشيخ الوائلي من تبوّأ هذه المكانة الرفيعة في عالم الخطابة، ثلاثة عوامل أساسية:

۱ـ تتلمذه على ثلّة من العلماء الكبار، أبرزهم الشيخ محمّد رضا المظفّر.

۲ـ نشأته في بيئة النجف المعروفة بثرائها العلمي والأدبي، فكان أديباً لامعاً، وشاعراً مرهفاً، وكاتباً إسلامياً عقائدياً.

۳ـ تحصيله الأكاديمي العالي الذي جعله يجمع بين الدراسة الحوزوية والدراسة الجامعية الحديثة، وهذه عوامل يصعب أن تتوفّر في خطيب واحد.

هذا إضافة إلى ملكاته الخطابية، وشخصيته المبدعة، التي أسّست مدرسة خطابية مستقلّة، فلم يأت مقلّداً يتتبع خطوات الذين سبقوه، بل جاء مؤسّساً يتتبعه الآخرون، وفي كلّ واحدة من هذه الصفات كان الوائلي متميّزاً، فهو العالم الديني البارز في المجالس العلمية ومراكز البحث.

وهو الشاعر المجيد الذي غطّت قصائده الكثير من المناسبات والأحداث، وهو الأُستاذ الأكاديمي البارع في تخصّصه.

ثمّ تأتي الخطابة لتجمع ذلك كلّه، وتنظّم تلك الملكات في وقت واحد عندما يرتقي المنبر الحسيني، ليوظّف كلّ ملكاته في خدمة القضية الحسينية.

شعره

كان(قدس سره) شاعراً أديباً، وله أشعار في مدح ورثاء أهل البيت(عليهم السلام)، ومن شعره قوله في رثاء الإمام الجواد(ع):

يا ليتَ كفَّاً سقتكَ السمَّ واهتصرت ** نامي شبيبتكَ الفينان شلّاءُ

تحشُّ منكَ نياطَ القلبِ ناقعةً ** من السمومِ ويبري جسمكَ الداءُ

مُلقىً على السطحِ لم يحضركَ من أحدٍ ** تُصارعُ الموتَ لا ظلُّ ولا ماءُ

حتَّى قضيتَ برغمِ المجدِ منفرداً ** لم يكتنفكَ أحبّاءُ وأبناءُ

من مؤلّفاته

1ـ هوية التشيّع، 2ـ من فقه الجنس في قنواته المذهبية، 3ـ استغلال الأجير وموقف الإسلام منه، 4ـ نحو تفسير علمي للقرآن، 5ـ تجاربي مع المنبر، 6ـ دفاع عن الحقيقة، 7ـ أحكام السجون بين الشريعة والقانون، 8ـ ديوان شعر.

وفاته

عاد(قدس سره) إلى أرض العتبات المقدّسة بعد فراق دام أكثر من عقدين من الزمن، لينهي بذلك معاناة الغربة والفراق، لكن المرض الذي كان يُعاني منه لم يهمله طويلاً، فتُوفّي في الرابع عشر من جمادى الأُولى 1424ﻫ في الكاظمية، ثمّ نُقل إلى النجف، ودُفن بجوار مرقد الصحابي كميل بن زياد النخعي(رضوان الله عليه).

رثاؤه

رثاه السيّد عبد الستّار الحسني بقوله:

«رحلتَ ومنكَ ما رحلَ العطاءُ ** ولا دثرت محاسنُكَ الوضّاءُ

فأنتَ أبا الحسين بكلِّ قلبٍ ** تعيشُ وما لصورتِكَ إمحاءُ

ثمّ أرّخ عام وفاته بقوله:

مضى وحوى بتاريخٍ علواً ** لنا من ذكرِهِ السامي عزاءُ».

الهوامش

1ـ اُنظر: الموقع الإلكتروني للمترجم له.

2ـ شعراء الغري 1 /293.

3ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف 3 /1315.

بقلم: محمد أمين نجف

الخلاصة

المترجم له الخطيب الشيخ أحمد الوائلي  ، أحد خطباء النجف ، ولد ودفن في النجف ، توفي في الكاظمية ، مؤلّف كتاب «هوية التشيّع» .