الشيخ محمد حسين الإصفهاني ینظم في مدح الإمام الجواد (ع) 3

2018-05-27

392 بازدید

بمقتصي الاسماء والصِّفات

في مصدر الخيرات والايادي

بصورة الولاية العلِّيِّة

رقيقة الدِّيانة‌ المفروضة

لطيفة المعارف الجليلة

في العلم والحكمه والمروَّة

في الحكم والاباء والفتوَّة

فقد تعالى شرفاً وجاهاً

وصفوة الصفيِّ في صفائه

به نجيُّ ربِّنا نجيٌّ

في بطشه وفي شديد بأسه

وهو من الكلام اُمُّ الكلم

في ملكه وعلمه وحكمته

الا وفيه كلُّ معنى الكلمة

طلعته منصَّة الظُّهور

يذهب بالالباب والابصار

شارقة الجلال والجمال

انسان عين الحقِّ واليقين

بل عرش من لا اسم له ولا صفة

في سرِّه مسرِّة القلوب

لابل لسان الوحي والالهام

فانَّه من الشَّديد في القوى

فاَّن هذا النُّور من مشرقه

هذا كتابنا عليكم ينطق

ومنه سرُّ الكلِّ في الكلِّ علم

آياته الغرُّ هي الحقائق

والكلمات كلُّها آياته

فهو اذاً نقطة باء البسملة

وجوده مفتاح ابواب النَّدى

بل سرُّه معلِّم الاسماء

الا رموز سرِّ سرِّه الخفيِّ

وجوده غاية كلِّ غايةٍ

وجوده مظهر جود الباري

فانَّه المبدء والنِّهاية

والجود كالذاتيِّ في وجوده

فانَّه في امره مطاع

والكائنات نبذة من كرمه

وكيف والجواد من اسمائه

بل كلِّ ما في اللَّوح يسطر القلم

فانَّها قرَّة عين العارف

اذ هي بيضاء سماء المعرفة

اكرم بهذه اليد الفياضة

سبحان من جاد على الذّوات

فقد تجلّى باسمه الجواد

في عنصر النُّبوَّة الختميَّة

حقيقة الامانة المعروضة

صحيفة المكارم الجميلة

سرُّ النَّبِّي خاتم النُّبِّوة

ومهجة المخصوص بالاخوَّة

سليل ياسين وسبط طاها

سلالة الخليل في وفائه

ساحل جوده هو الجوديُّ

بل هو للكليم تاج رأسه

بل هو روح الرُّوح في ابن مريم

وحشمة الله رهين نعمته

ولا ترى في الانبياء مكرمةٌ

ووجهه مصباح نور النُّور

ونور وجهه كنور الباري

غرَّته بارقة الكمال

وعينه في عالم التَّكوين

وقلبه عرش مليك المعرفة

وصدره خزانة‌ الغيوب

لسانه شريعة الاحكام

لسانه ينطق لاعن الهوى

يمثِّل النَّبيَّّ في منطقه

كأنَّه اريد ذاك المنطق

كلامه اُمُّ جوامع الكلم

كلامه هو الكتاب النّاطق

حقيقة السَّبع المثاني ذاته

سرُّ عليٍّ في علوِّ المنزلة

وجوده مصباح انوار الهدى

دليل اهل الارض والسَّماء

وليس عندي عاليات الاحرف

هو الجواد لا الى نهاية

هو الجواد بالوجود السّاري

هو الجواد المحض لا لغاية

وكلُّ ما في الكون فيض جوده

ومن بديع جوده الابداع

فالمبدعات من معالي هممه

وجنَّة النَّعيم من نعمائه

هو الجواد بالعلوم والحكم

له يد المعروف بالمعارف

بل يده البيضا تعالت عن صفةٍ

وهي يد الجواد بالافاضة