الشيعة في بنغلاديش

2015-04-19

2081 بازدید

haydar_ali@yahoo.com

9 ذي الحجة 1426

الموضوع: الشيعة في بنغلاديش

معلومات عامة:

بسم الله الرحمن الرحيم

تقع «بنغلاديش» في جنوب قارة آسيا، وشمال خليج البنغال، وتقدّر مساحتها بنحو (154575) كيلومتراً مربعاً، عدد سكانها حوالي (135) مليون نسمة، عاصمتها (دكّا)، وهي المدينة الأكبر بين مدن العالم من حيث الاكتظاظ والكثافة السكانية. وتشير الاحصائيات إلى أن أكثر من (85%) من سكان بنغلاديش هم مسلمون، لذلك فهي ثاني أكبر الدول الإسلامية بعد أندونيسيا.

مما يؤسف له فإنّ الشيعة في بنغلاديش أقلية ضعيفة وضئيلة العدد، حيث لا يزيد تعدادها هناك عن (50000) نسمة، وهي نسبة قليلة جداً مقارنة بعدد سكان بنغلادش. ويرجع السبب في ذلك إلى ضعف عملية التبليغ وقلة الإمكانات، ثم تجاهل مشاكل هذه الجالية هناك والصعوبات التي تواجهها. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ تقاعسنا ولا مبالاتنا في القيام بما يمليه علينا ديننا ومذهبنا، يعدّ عاملاً رئيسياً في عدم انتشار مذهب آل البيت سلام الله عليهم إلى مختلف نقاط العالم، وفي المقابل نرى أعداء أهل البيت سلام الله عليهم مثل الفرقة الوهابية ينفقون الأموال الطائلة ويسخّرون المنابر الإعلامية لشنّ حملاتهم المسعورة لتشويه سمعة مذهب أهل البيت سلام الله عليهم مستخدمين برامج منظمة ومكثّفة في هذا المجال، بالأخص في المناطق المحرومة حيث ترصد ميزانيات خيالية وتطرح برامج متنوعة لتحقيق أهدافها الخبيثة كل ذلك لتضلّ الشيعة عن مذهبهم، مستغلة ضعفهم وفقرهم.

وإليك بعض المشاكل التي تعاني منها الأقلية الشيعية في بنغلاديش:

• الدعوات المكثفة للفرقة الوهابية التي تتمتع بدعم واسع ومستمر من قبل بعض الدول وقوى الشرّ، حيث تحاول من خلال هذه الدعوات إسكات صوت مدرسة اهل البيت سلام الله عليهم والترويج للأفكار الباطلة والمنحرفة.

• تفتقر بعض المناطق إلى أماكن التبليغ الخاصة كالمساجد أو الحسينيات للتبليغ عن العقيدة الشيعية، أما المناطق التي تمتلك المساجد والحسينيات فهي في حالة يرثى لها وبحاجة إلى إعمار وتجديد.

• يعيش الكثير من الشيعة في بعض المناطق في تلك البلاد في حرمان ثقافي شديد بسبب قلّة الدعاة والمبلّغين الدينيين، بل إن معظمهم لا يعلم شيئاً عن الأحكام الشرعية وبعيد كل البعد عن المسائل الدينية.

• نظرا للأوضاع الاقتصادية المتدهورة في بنغلاديش والفقر المدقع الذي تعيشه شرائح عريضة من الشعب هناك، تقوم المئات من المؤسسات التبشيرية المسيحية والوهابية باستغلال هذا الوضع من خلال تقديم شتى أنواع المساعدات للناس وتحت مسمّيات وعناوين مختلفة مثل المساعدات المادية والخدمات الصحية وذلك لنشر عقائدها الباطلة بين الأسر الشيعية، وإطلاق الوعد بحمايتهم مالياً واقتصادياً من أجل جذبهم نحو تلك العقائد وإبعادهم عن مذهبهم الحق مذهب أهل البيت سلام الله عليهم. ولا شك في أن دعم تلك الأسر الشيعية الفقيرة سيكون له تأثيره الكبير في إيقاف عملية استغلالهم للأغراض الدنيئة.

• تهدف الحملات الشعواء ضد الشيعة إلى نشر الإنحراف في صفوف شباب بنغلادش عبر استخدام سلاحين هما الثروة والشهوة، وإيقاع الشباب الشيعي في شرك الغفلةو النسيان.

• بسبب عدم مقدرة العديد من العوائل الشيعية على تأمين مصاريف التعليم لأولادهم، فإنّ من شأن ذلك تهديد تقدّمهم ثقافياً، وهي مشكلة أخرى قائمة بحدّ ذاتها.

لا ريب في أن نشر وتبليغ علوم ومعارف أهل البيت سلام الله عليهم خاصة في المناطق التي تعاني الأسر الشيعية المحرومة فيها من التبليغ المعادي لمذهب الحق، لا ريب في أن ذلك يقع ضمن إطار الأولويات الأساسية والضرورية.

لذلك ـ ومن منطلق احساسنا بواجبنا الشرعي والتبليغ عن مذهب آل البيت سلام الله عليهم ـ قمنا خلال العام الحالي بزيارة إلى (بنغلادش) استغرقت ثلاثة أشهر (جمادى الأولى والثانية ورجب)، وقد توصّلنا بفضل الله ورعاية مولانا صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف إلى العديد من النتائج الإيجابية خلال رحلتنا، وفيما يلي نستعرض بعضاً من تلك النتائج:

• تدريس المواضيع التالية خلال ثلاثة أسابيع: العقائد والأحكام ونصوص الأحاديث وغيرها، لمدة أربع ساعات يومياً وذلك في حوزة (صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف) العلمية.

• القيام برحلة تبليغية إلى المناطق الشيعية في جنوب بنغلادش وإلقاء الخطب في مساجد وحسينيات المناطق: (پاروليا) و(دبهتا) و(نورنگي)، والإجابة عن الكثير من الأسئلة الشرعية.

• إقامة تجمّع كبير ومهيب في صالة البلدية في مدينة (زيسور) بمناسبة ولادة بضعة الرسول صلى الله عليه و آله فاطمة الزهراء سلام الله عليها وإلقاء كلمة بعنوان «سيرة سيدة نساء العالمين الزهراء سلام الله عليها وضرورة السير على خطاها». وقد اشترك في التجمع المذكور نحو (700) من الشيعة والسنة.

• إقامة مسابقة لكتابة مقالة تحت عنوان «سيرة السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها ونساء اليوم» وتقديم العديد من الجوائز للفائزين.

• القيام برحلة تبليغية إلى غرب البلاد وإلقاء كلمة حول العقيدة والإجابة على الأسئلة الشرعية والتعرّف عن كثب على وضع الشيعة في المنطقة المذكورة، (وتجدر الإشارة إلى أن أغلبية الشيعة الذين يسكنون في المنطقة الغربية من بنغلادش هم في الأصل من أهل السنة الذين اتبعوا مذهب التشيّع).

• إقامة حفل بهيج في مدينة (زيسور) يوم الجمعة المصادف (13) رجب بمناسبة ولادة أمير المؤمنين سلام الله عليه و اشتراك جمع غفير من محبي آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله.

• القيام برحلة تبليغ إلى مدينة (دكّا) عاصمة بنغلادش وزيارة المساجد والحسينيات فيها، والاجتماع والتحدث إلى الهيئات الدينية الناشطة والشخصيات الشيعية المهمة.

في الختام، نودّ التذكير بأنّ بنغلادش ـ وهي ثاني أكبر البلدان الإسلامية ـ بلد يتوقّ أهله إلى نفحات آل بيت الرسول سلام الله عليهم أجمعين ويكنّون لهم محبّة خاصة، لذلك فإننا نعتقد بل نجزم أن تلك البلاد تعتبر أرضية خصبة ومهيأة لتبليغ مذهب آل البيت سلام الله عليهم ونشر تعاليمه، وإذا أخفقنا في الاستفادة من هذه الفرصة الذهبية بشكل بنّاء وفعّال، فإننا سنفتح الباب على مصراعيه أمام الأعداء لمواصلة ما شرعوا به من ضلال وهجوم ضدّ المذهب الشيعي، ولن تتاح فرصة أخرى لممارسة النشاطات التبليغية الشيعية بعد ذلك.

المصدر: شبكة التوافق