المولد والنشأة
ولدت في ولاية “آلاسكا” بأمريكا ، ونشأت في أسرة مسيحيّة ، حصلت على شهادة الدبلوم ، ثمّ صادف لها أن تعرّفت على الدين الإسلاميّ عن طريق التقائها ببعض المسلمات ، فدفعها حبّ الاستطلاع إلى معرفة أصول ومبادىء هذا الدين الحنيف.
بدأت “جيري” في بداية بحثها حول الإسلام بقراءة القرآن الكريم ، فتأثّرت كثيراً به ، فخشع قلبها للإسلام ، واستعدت لقبول هذا الدين ، ولم تمض فترة حتّى أعلنت اسلامها وانتماءها إلى مذهب أهل البيت(عليهم السلام).
القصّة في القرآن الكريم:
إنّ أهمّ ما لفت انتباه “جيرى” خلال قراءتها للقرآن الكريم أنّه يتضمّن العديد من القصص المتضمّنة للمعاني والمفاهيم العميقة التي تستهدف التربية والتهذيب والتذكير بعبر الإنسانيّة، والتحفيز للتمسّك بكلّ ما يأخذ بيد الإنسان إلى الخير والهداية والصلاح ، وقد قال تعالى: (لَقَد كانَ فِي قَصَصِهِم عِبرَةٌ لأُولِي الأَلبابِ) (يوسف:۱۱۱).
ولهذا يجد القارىء للقرآن الكريم بأنّ القصص المذكورة فيه تتضمّن العظة والاعتبار ، حيث يبيّن الله تعالى فيها أسباب النعم; ليندفع الإنسان إلى التمسّك بهذه الأسباب من أجل الوصول إلى النعم ، ويبيّن أيضاً علل النقم، ليندفع الإنسان إلى الاجتناب عن هذه العلل.
والجدير بالملاحظة أنّ القرآن الكريم لم يستخدم في عرضه للقصص ترتيب الأحداث وبيان تفاصيل الجزئيّات ، بل أشار إلى بعض المقاطع من قصص الماضين ، ونثرها في روضته; ليركّز في كلّ موطن العناية والاهتمام على عنصر خاصّ أو عناصر يريد التركيز عليها.
والملاحظ في قصص القرآن أنّها قائمة على الحقّ والعلم والعبرة ، ولهذا قال تعالى: (إِنَّ هذا لَهُوَ القَصَصُ الحَقُّ) (آل عمران:۶۲).
وقال تعالى: (نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ نَبَأَهُم بِالحَقِّ) (الكهف:۱۳).
وقال تعالى: (نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ بِما أَوحَينا إِلَيكَ هذَا القُرآنَ) (يوسف:۳).
ولهذا أكّدت “جيري” خلال قراءتها للقرآن الكريم على القصص المذكورة فيه ; لأنّها كانت تستفيد منها كثيراً، وكانت تتلّقّى منها الدروس الأخلاقيّة، وكانت تجد لنفسها فيها العديد من القدوات الصالحة من قبيل “مريم ابنة عمران” التي أحصنت فرجها ، فعرّفها القرآن مثالاً ورمزاً وقدوة للطهر والعفّة والصفاء.