السؤال:
ما هي قصة تبليغ سورة براءة للمشركين في مكة ؟ وهل هناك روايات حول ذلك ؟
الجواب:
قال الشيخ الطوسي في المصباح : في أول يوم من ذي الحجة سنة ( ۹ هـ ) بعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) سورة براءة حين أُنزِلت عليه مع أبي بكر .
ثم نزل عليه أنه لا يؤدِّيها عنك إلا أنت أو رجل منك ، فأنفذ ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) حتى لحق أبا بكر ، فأخذها منه .
وروى الطبري في تفسيره بسنده عن زيد بن يثيغ قال : نزلت براءة ، فبعث بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أبا بكر ، ثم أرسل عليا ( عليه السلام ) فأخذها منه ، فلما رجع أبو بكر قال : هل نزل فيَّ شيء .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا ، ولكن أُمِرتُ أنْ أُبَلِّغها أنا ، أو رجلٌ من أهل بيتي ) .
فانطلق علي إلى مكة ، فقام فيهم بأربع : ان لا يدخل مَكة مشرك بعد عامه هذا ، و لا يطوف بالبيت عريان ، و لا يدخل الجنَّة إلا نفس مسلمة ، ومن كان بينه وبين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عهد فعهده إلى مُدَّته .
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن ابن عباس : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعث أبا بكر ، وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات ، فأتبعه علياً ( عليه السلام ) .
فبينا أبو بكر ببعض الطريق اذ سمع رغاء ناقة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فخرج فزعاً ، فظنَّ أنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فإذا هو علي ( عليه السلام ) .. إلى أن قال : فنادى علي : ( إنَّ اللهَ بريءٌ من المشركين ورسولُهُ ، فَسِيحُوا في الأرض أربعة أشهر ، ولا يَحجَّنَّ بعد العام مشرك ، ولا يطوفَنَّ بالبيت عريان ، ولا يدخلَّنَّ الجنة إِلاَّ مؤمن ) .
وبسنده عن زيد بن يثيغ : سألنا علياً ( عليه السلام ) : بأي شيء بُعِثت في الحجة ؟ قال ( عليه السلام ) : ( بُعِثتُ بأربع : لا يدخلن الجنة إلا نفس مؤمنة ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يجتمع مؤمن وكافر في المسجد الحرام بعد عامهم هذا ، ومن كان بينه وبين النبي ( صلى الله عليه وآله ) عهد فعهده إلى مُدَّتِه ، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر ) .
وروى النسائي في الخصائص بسنده عن سعد : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أبا بكر ببراءة ، حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل علياً فأخذها منه ، فوجد أبو بكر في نفسه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا يُؤَدِّي عَنِّي إِلاَّ أَنَا أو رَجُلٌ مِنِّي ) .
وفي رواية أخرى للنسَّائي : قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا يَنبغي أَنْ يُبَلِّغ هَذا إلا رَجُلٌ مِن أهلي ) .
وبسنده عن زيد بن يثيغ : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ، ثم أتْبَعه بعلي فلحقه ، فأخذ الكتاب منه .
فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال : أنَزَلَ فيَّ شيءٌ .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا ، إلاَّ أنِّي أُمِرتُ أنْ أُبَلِّغُه أنا ، أو رَجلٌ مِن أهلِ بَيتي ) .
قال المجلسي : أجمع المفسرون ، ونقلة الأخبار : أنه لما نزلت براءة دفعها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى أبي بكر ، ثم أخذها منه ودفعها إلى علي بن أبي طالب .
و اختلفوا ، فقيل : أخذها منه فقرأها على الناس ، وكان ابو بكر أميراً على الموسم .
وروى أصحابنا أنَّه وَلَّى عليا الموسم ايضا .