بنغلاديش – محمد شفيق الإسلام – حنفي

2015-03-25

222 بازدید

المولد والنشأة

ولد سنة ۱۳۸۷هـ (۱۹۶۸م) في “منشي غنج” في دولة “بنغلادش”، أكمل الدراسة الإعدادية، وحاز على شهادة الدبلوم، له جملة من النشاطات الاجتماعية والسياسية، وهو نشط في التبليغ الديني وخاصة بعد استبصاره، له كتاب حول دور الأئمّة(عليهم السلام) في إحياء الدين.

تعرّفه على أئمة أهل البيت(عليهم السلام) :

يقول “محمّد”: كان لي صديق اهتدى إلى مذهب آل البيت(عليهم السلام) صار من الشيعة الموالين للرسول وآله من المعصومين صلوات الله عليهم.
ثمّ دعاني إلى دراسة مذهب الشيعة، والتعرّف على آل البيت المعصومين(عليهم السلام).
ومن هذا المنطلق جرت بيننا حوارات طويلة، ثمّ حضرت معه الجلسات الدينية التي كان يعقدها أصدقاؤه الشيعة، وبحثت معه العديد من المسائل الخلافية، فشوّقني البحث إلى اكتشاف حقائق جديدة لم يسبق لي التعرّف عليها ثمّ راجعت هذه البحوث في كتب الشيعة والسنة، واستفدت من كتب المستبصرين فتبيّن لي بعد فترة من الزمن أنّني كنت مقصّراً في حقّ آل البيت المعصومين(عليهم السلام) الذين دعانا الرسول للتمسّك بهم مع القرآن، فما كان مني إلاّ أن أُعلن ولائي المطلق لهم دون غيرهم ; لأنّهم قوم لا يقاس بهم أحد، لهم العصمة، والإمامة بعد الرسول وهم بعدُ أهل الفضائل والمناقب والكرامات، ثمّ أعلنت استبصاري سنة ۱۹۹۳م في “نماز يبور”.

آل البيت(عليهم السلام) محور الإسلام:

قام الدين الإسلامي وحافظ على وجوده بفضل جهود آل البيت(عليهم السلام)، فهم العمود الفقري الذي حمل هموم الإسلام، وهم الصفوة المختارة التي اصطفاها الله تعالى، وهم الكلمة الباقية في نسل إبراهيم ، أسّس الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الإسلام وكان علي(عليه السلام) إلى جانبه من اليوم الأوّل يدافع عنه بكل ما أوتي من قوة.
قالت فاطمة الزهراء(عليها السلام) حول أهل البيت(عليهم السلام) وهي تخاطب الصحابة في خطبتها المشهورة بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : “… فاتّقوا الله حقّ تقاته، ولا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون، ولا تتولّوا مدبرين، وأطيعوه فيما أمركم ونهاكم، فإنّما يخشى الله من عباده العلماء، فاحمدوا الله الذي بعظمته ونوره ابتغى من في السماوات ومن في الأرض إليه الوسيلة، فنحن وسيلته في خلقه، ونحن آل رسوله، ونحن حجّة غيبه، وورثة أنبيائه”.
ثمّ قالت وهي تشيد بجهود أبيها وبعلها في خدمة الإسلام، وتصف حال الصحابة في تلك الأيام الصعبة: “أنا فاطمة وأبي محمّد، أقولها عوداً على بدء، وما أقول إذ أقول سرفاً ولا شططاً(لَقَد جَاءكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة:۱۲۸).
إن تعزوه تجدوه أبي دون نسائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم، بلغ النذارة، صادعاً بالرسالة، ناكباً عن سنن المشركين، ضارباً لأثباجهم، آخذاً باكظامهم، داعياً إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة، يجذ الأصنام، وينكت الهام، حتّى أنهزم الجمع، وولّوا الدبر، وحتّى تفرّى الليل عن صبحه، وأسفر الحقُّ عن محضه، ونطق زعيم الدين، وهدأت فورة الكفر، وخرست شقاشق الشيطان، وفهتم بكلمة الإخلاص.
وكنتم على شفا حفرة من النار، فانقذكم منها نبيّه، تعبدون الأصنام، وتستقسمون بالأزلام، مذقة الشارب، ونهزة الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الرنق، وتقتاتون القدة، أذلّة خاشعين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم بنبيّه محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) بعد اللتيا والتي، وبعد ما ميني ببهم الرجال، وذؤبان العرب، (كُلَّمَا أَوقَدُوا نَاراً لِّلحَربِ أَطفَأَهَا اللّهُ) (المائدة:۶۴)، أو نجم قرن الضلالة، أو فغرت فاغرة المشركين قذف أخوه في لهواتها، لا ينكفيء حتّى يطأ صماخها بأخمصه، ويخمد لهبها بحده، مكدوداً في ذات الله، قريباً من رسول الله، سيداً في أولياء الله، وأنتم في بلهنية آمنون، وادعون فرحون، تتوكفون الأخبار، وتنكصون عند النزال على الأعقاب، حتّى أقام الله بمحمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) عمود الدين”(۱).
وبعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) واصل علي(عليه السلام) نهجه رغم تغلّب أهل الباطل على السلطة، فصبر ومنع المنافقين من استغلال الفرصة في القضاء على أصل الإسلام مثل أبي سفيان الذي كان رأس الكفر، ثمّ صار من رؤوس المنافقين حيث جاء إليه(عليه السلام)، اقترح عليه أن يكون معه فيما لو أراد أن يعيد حقه المغصوب في الخلافة(۲).
ثمّ عادت الخلافة الظاهرة إلى الإمام علي(عليه السلام) فجاهد الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلّم الناس حقيقة التأويل بعد أن بيّن الرسول محكم التنزيل.
وهكذا كان دور الإمام الحسن(عليه السلام) في الصلح مع معاوية بعد أن تبيّن ضعف المسلمين عن الجهاد ضدّ بني أُميّة الشجرة الملعونة في القرآن، حيث حافظ على الإسلام والمسلمين بهذا الصلح الذي لو لا انعقاده لقضى معاوية على أصل الدين كما ظهرت نيّته على ذلك في بعض فلتات لسانه(۳).
وأما ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) فقد أوضحت نهج الإسلام عندما يكون على أمة وال مثل يزيد بن معاوية بن أبي سفيان يشرب الخمور وينتهك الحرمات.
فبمثل هؤلاء حفظ الله الإسلام.
وواصل بقية الأئمّة من آل البيت(عليهم السلام) النهج الإسلامي نفسه بتبيين الأحكام، وهداية الناس، وتهيئة الناس لانتظار الفرج.
ثمّ إن لله وعداً أن يرث المستضعفون الأرض، وأن تملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً على يد الحجّة بقية الله من آل البيت(عليهم السلام) .
فبأهل البيت(عليهم السلام) بدأ الله وبهم يختم، وهم خيرته وموضع رسالته، فمن لحق بهم نجى، ومن تخلّف عنهم هوى كائناً من كان، صحابياً كان أو تابعياً، من المتعبّدين كان أو من المجاهدين، فبدون ولايتهم تحبط أعماله، وبدون الصلاة عليهم يضيع دينه.

مواجهة الواقع:

وجد “محمّد” أنّ من يستبصر فإنّما يستبصر لنفسه، ومن يهتدي بآل البيت(عليهم السلام) فإنّما يهتدي لنفسه، فكان من جميل التوفيق له، أن تعرّف على المعصومين الأربعة عشر وهم آل البيت(عليهم السلام) واهتدى بهديهم، ثمّ سعى في تبليغ ذلك للناس حتّى اهتدى بهديه العشرات وتمسّكوا بحبل الله، وركبوا سفينة النجاة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(۱) دلائل الإمامة: ۱۱۳ ـ ۱۱۵٫

(۲) راجع كنز العمال ۵: ۶۵۳، ح۱۴۱۴۴، و۶۵۷، ح۱۴۱۵۶، تاريخ مدينة دمشق ۲۳: ۴۶۴ ـ ۴۶۵٫

(۳) راجع شرح نهج البلاغة ۵: ۱۲۹٫

المصدر: مركز الأبحاث العقائدية