تُعد أسماء الله الحسنى من أبرز مظاهر عظمة الله وجلاله، حيث تمثل كل اسم منها صفة من صفاته التي تعكس كماله وجلاله، من خلال دراسة معاني هذه الأسماء يمكننا فهم أبعاد جديدة من الرحمة، الحكمة، العدل، وغيرها من الصفات التي تتجلى في تعامله مع خلقه، في هذه المقالة نستعرض بعض الأسماء الحسنى مثل الحفيظ، الحق، الحكيم، والرحيم، موضحين معانيها ودلالاتها العميقة.
حرف الحاء
1ـ الحافظ: فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا[1]، وقال الله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[2]، وحفظه تعالى للعباد يعني صيانته عن أسباب الهلكة في أمور دينهم ودنياهم.
2ـ الحسيب: إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا[3]، وقال الله تعالى: وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا[4].
معاني الحسيب:
1ـ المحصي لكلّ شيء بحيث لا يخفى عليه شيء.
2ـ المحاسب لعباده يوم القيامة والذي يجازيهم على أعمالهم.
3ـ الكافي، كما يقال: حسبنا الله، أي: كافينا، ومنه قول الله تعالى: جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا[5]، أي: عطاءً كافياً، وكقول الله تعالى: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ[6]، أي: فهو كافيه.
4- الحسَب (بفتح السين) يعني السؤدد والشرف، فإذا كان الحسيب مأخوذاً من الحسَب، فسيكون معناه: المختص بشرف الألوهية والربوبية وجميع الكمالات.
3ـ الحفي: قال الله تعالى حاكياً عن قول إبراهيم (ع): سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا[7].
معاني الحفي:
1ـ العالم.
2ـ اللطيف والمهتم بإكرام الآخرين.
4ـ الحفيظ: وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ[8]، وقال الله تعالى: إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ[9].
معاني الحفيظ:
1ـ الحفيظ مأخوذ من :الحفظ: وهو بمعنى: صون الشيء من الزوال والاختلال، وسُمّي الله تعالى حفيظاً؛ لأنّه يحفظ الموجودات ويصونها من الزوال والاختلال في نظامها وتركيبها فترة بقائها، كما أنّه تعالى يحفظ عباده من السوء ويصرف عنهم البلاء حسب ما تقتضيه الحكمة والمصلحة.
2ـ يحفظ الله أعمال العباد ويضبطها عنده بحيث لا تغيب عنه غائبة ولا تخفى عليه خافية، ولا تفوته منها مثقال ذرّة.
5ـ الحق: أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ[10]، وقال الله تعالى: فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ[11].
معاني الحق:
1- الحقّ وهو الثابت الذي لا يتغيّر، ولا يتناقض، ولا يعرض لذاته شيء، ولا يشوب ثبوته بطلان أبداً.
2- الحقّ ما لا يسع إنكاره، ويلزم إثباته والاعتراف به.
3- الحقّ معناه المحقّ.
4- المراد من اتّصافه تعالى بالحقّ أنّ عبادته هي الحقّ وعبادة غيره باطل، ويؤيّد ذلك قول الله تعالى: ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ[12]، أي: يبطل ويذهب ولا يملك لأحد ثواباً ولا عقاباً.
6ـ الحَكَم: حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ[13]، وقال الله تعالى: أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ…[14].
أصل الحكم منعُ الفساد، وأُطلق على الحاكم هذا الاسم لمنعه الناس عن ظلم أحدهم للآخر، ومعنى كونه تعالى الحَكَم بين العباد: أنّ شريعته جاءت لتمنع العباد عن الفساد والظلم.
7ـ الحكيم: لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[15].
معاني الحكيم:
1ـ العالم الذي له أفضل العلم وأتمّه، ومنه قول الله تعالى: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ[16].
2ـ الذي أفعاله محكمة ومتقنة وسديدة ومُصانة من الفساد، ولهذا يكون الحكيم هو المنزّه عن فعل ما لا ينبغي، وهو الذي يضع الأشياء مواضعها اللائقة بها.
تنبيهان
1ـ الحكمة في اللغة لها أصل واحد، وهو المنع، وسمّيت الحكمة حكمة؛ لأنّها تمنع الرجل من فعل ما لا ينبغي، وأطلقت الحكمة على العلم، لأنّ العلم يمنع الجهل، وأطلقت الحكمة على الفعل المتقن؛ لتبيّن منع وصول الفساد إلى هذا الفعل؛ لأنّ من أتقن فعله فهو ـ في الواقع ـ منع طروء الفساد على فعله، ولهذا أصبح فعله محكماً ومتقناً ومصاناً ومحفوظاً من الفساد والنقصان.
2- إذا اعتبرنا الحكمة وصفاً للعلم، فسيكون معناها أفضل العلم وأتمّه، وستكون صفة الحكيم لله تعالى ـ وفق هذا المعنى ـ من صفات الله الذاتية.
وإذا اعتبرنا الحكمة وصفاً للفعل، فسيكون معناها كون الفعل متقناً ومنزّهاً، وستكون صفة الحكيم لله تعالى ـ وفق هذا المعنى ـ من صفات الله الفعلية.
8ـ الحليم: إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ[17]، وقال الله تعالى: وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ[18].
من أسماء الله تعالى الحليم ومن مصاديقه حلمه تعالى على العباد عدم استعجاله في معاقبة العصاة منهم، بل يفسح لهم المجال، ويقيم عليهم الحجّة، ويوفّر لهم الأجواء للتوبة والإنابة، ومن كمال حلمه تعالى على هؤلاء أنّه لا يحبس عليهم النعم لأجل ذنوبهم، بل يرزقهم كما يرزق المطيعين.
ولهذا قال الله تعالى: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ[19].
9ـ الحميد: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ[20]، الحمد يعني الثناء على الشخص بالفضلية فيما يصدر منه من الأفعال الاختيارية، وهو خلاف الذم.
معاني الحميد:
1- معناه المحمود، أي: إنّ الله يستحق الحمد والثناء إزاء أفعاله الكمالية.
2- معناه الحامد، أي: إنّ الله يثني على أهل طاعته بما يعملون من أفعال صالحة.
10ـ الحنّان: ورد في دعاء الإمام جعفر الصادق (ع): وأنت الله لا إله إلاّ أنت الحنّان المنّان[21]، الحنان، أي: الرحمة والعطف، وورد أنّ الحنّان هو الذي يُقبل على من يُعرض عنه.
11ـ الحي: اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ[22].
معاني الحي:
1ـ لا يصح عليه الموت والفناء، قال الله تعالى: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ[23].
2- الحي: ذو الحياة، والحياة صفة وجودية من شأنها أن تكون أساساً لصفتي العلم والقدرة.
حرف الخاء
1ـ الخافض: قال الإمام أمير المؤمنين (ع): الحمد لله الخافض الرافع…[24]، من أسماء الله تعالى الخافض، والخفض ضدّ الرفع، ومعناه الانحطاط والسقوط وتنزيل المكانة، ويخفض الله أهل الكفر والمعصية، أي: يضعهم ويهينهم ويحطّ مراتبهم بسبب كفرهم ومعصيتهم.
2ـ الخالق: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ[25].
معاني الخلق:
1- بمعنى الإبداع، أي: إيجاد الشيء لا من شيء، وتكوينه من غير مادّة ولا على مثال سابق.
2- بمعنى التقدير، أي: إيجاد شيء من شيء، عن طريق تركيب أشياء لينتج شيء آخر.
3ـ الخبير: إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[26]، من أسماء الله تعالى الخبير، أي: العالم، والخبرة نوع من العلم، وهي العلم بالخفايا الباطنة، فمعنى الخبير: العليم بكنه الأشياء والأُمور والمطّلع على حقائقها وبواطنها وخفاياها، وهو الذي لا يعزب عن علمه شيء.
4ـ الخير: والله خير وأبقى[27].
سبب وصفه تعالى بالخير
1ـ إنّ الذي يكثر فعل الخير يصح وصفه بالخير من باب التوسّع، وبما أنّه تعالى يفعل الخير كثيراً، فلهذا وُصف تعالى بالخير.
2- الأصل في معنى الخير هو الانتخاب، وإنّما سمّي الشيء خيراً؛ لأنّا نقيسه إلى شيء آخر نريد أن نختار أحدهما فننتخبه فهو خير، ولا تختاره إلاّ لكونه متضمّناً لما نريده ونقصده، فما نريده هو الخير بالحقيقة، وإن كنّا أردناه أيضاً لشيء آخر فذلك الآخر هو الخير بالحقيقة، وغيره خير من جهته، فالخير بالحقيقة هو المطلوب لنفسه… والله سبحانه هو الخير على الاطلاق؛ لأنّه الذي ينتهي إليه كلّ شيء، ويرجع إليه كلّ شيء ويطلبه ويقصده كلّ شيء.
حرف الدال
الديّان: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ[28]، ومن أسماء الله تعالى الديّان، وهو مأخوذ من هذه الآية، ويوم الدين، أي: يوم الجزاء، والديّان معناه: الذي يجازي العباد بأعمالهم.
حرف الذال
1ـ الذاري: هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ[29].
معاني الذاري:
1ـ الخالق، يُقال ذرأ الله الخلق، أي: خلقهم.
2ـ المنشئ والمنمّي.
تنبيه: وقع الخير وصفاً لله تعالى مفرداً في قوله عزّ وجلّ: والله خير وأبقى[30]، ووقع الخير وصفاً لله تعالى مضافاً إلى اسم من أسمائه في موارد كثيرة، منها:
خَيْرُ الْحَاكِمِينَ[31]، خَيْرُ الرَّاحِمِينَ[32]، خَيْرُ الرَّازِقِين[33]، خَيْرُ الْغَافِرِينَ[34]، خَيْرُ الْفَاتِحِينَ[35]، خَيْرُ الْفَاصِلِينَ[36]، خَيْرُ الْمَاكِرِينَ[37]، خَيْرُ الْمُنزِلِينَ[38]، خَيْرُ النَّاصِرِينَ[39]، خَيْرُ الْوَارِثِينَ[40].
2ـ ذو الجلال والإكرام: تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ[41]، والجلال، أي: العظمة، الإكرام، أي: الشرف في الشيء، وذو الجلال والإكرام، أي: لله تعالى العظمة والمجد والشرف والكمال.
تنبيه: صفة ذي الجلال تناسب الصفات السلبية التي يكون الله أجلّ وأعظم من الاتّصاف بها، وصفة ذي الإكرام تناسب الصفات الثبوتية التي يتّصف الله بها بالمجد والشرف والكرامة.
حرف الراء
1ـ الرؤوف: وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ[42]، وقال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ[43].
الرؤوف، أي: ذو الرأفة، والرأفة: شدّة الرحمة، فالرؤوف يعني الرحيم مع المبالغة فيه.
2ـ الرائي: أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ[44].
معاني الرائي:
1ـ العالم، والرؤية العلم.
2ـ المبصر، والرؤية الإبصار.
3ـ الرازق: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ[45].
معاني الرزق:
1ـ معنى الرزق باعتباره عنواناً للشيء الذي ينتفع به المرزوق، والرزق هو الشيء الذي يحتاج إليه الكائن الحيّ وينتفع به في مأكله وملبسه ومسكنه، وهو يشمل أيضاً ما به قوام وجوده وكماله اللائق به كالعلم والهداية بالنسبة إلى الإنسان.
2ـ معنى الرزق باعتباره مصدراً لفعل رزق يرزق، والرزق هو تمكين الكائن الحي من الانتفاع بالشيء الذي يصحّ الانتفاع به مع عدم التجويز لأحد أن يمنعه من هذا الانتفاع، ويطلق وصف الرازق على كلّ من:
أوّلاً: يفعل الرزق.
ثانياً: يصبح سبباً لوقوع الرزق.
ثالثاً: يقوم بتمهيد السبيل وتوفير الأجواء لتحقّق الرزق.
3ـ الرافع: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ[46]، من أسماء الله تعالى الرافع، وهو اسم فاعل مأخوذ من الرفع، وهو: الإكرام وإعلاء المكانة، والله تعالى يرفع درجات أهل الإيمان والعلم، ويقرّبهم إليه.
4ـ الرب: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[47]، الربّ في الأصل تعني التربية، أي: إبلاغ الشيء إلى كماله شيئاً فشيئاً، ثمّ قيل: الربّ وصفاً للمبالغة، ويطلق اسم الربّ على المالك؛ لأنّ المالك يحفظ ما يملكه ويربّيه.
5ـ الرحمن: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، وقال الله تعالى: الرَّحْمَٰنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ[48]، وقال الله تعالى: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ[49].
معنى الرحمة
الرحمة في الإنسان تعني: رقّة تقتضي الإحسان إلى المرحوم، وبما أنّ الله تعالى منزّه عن الرقّة، فلهذا يكون المقصود من الرحمة المنسوبة إليه تعالى هو الإحسان دون الرقّة، ولهذا قال الإمام أمير المؤمنين (ع) حول الله تعالى: رحيم لا يوصف بالرقّة[50].
معنى الرحمن:
الرحمن مشتق من الرحمة، وهو مبني على المبالغة، ومعناه: ذو الرحمة، والله تعالى واسع الرحمة على عباده، وقد عمّت رحمته العباد المستحقّين وغير المستحقّين، وقد تجلّت رحمته هذه بإحسانه وإنعامه الواسع على جميع العباد المؤمنين والكافرين، الصالحين والطالحين.
6ـ الرحيم: وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ[51]، وقال الله تعالى: وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا[52].
من أسماء الله تعالى الرحيم، وهو مأخوذ من الرحمة، والمراد من الرحيم: المنعم، كما قال الله تعالى لرسوله (ص): وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ[53]، أي: نعمة للعالمين.
الفرق بين الرحمن والرحيم
1- الرحمن: اسم خاص بالله[54]، ولكن الرحيم اسم عام يصح إطلاقه على غير الله تعالى.
2- قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع): الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصّة[55].
7ـ الرزّاق: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ[56]، الرزّاق مبالغة في الرازق، وقد مرّ معنى الرازق قبل قليل.
8ـ الرشيد: إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا[57].
معاني الرشيد:
1ـ ذو الرشاد، والرشاد موافقة الحقّ والصواب في جميع الأفعال، والله تعالى رشيد، أي: جميع أفعاله موافقة للحقّ والصواب.
2ـ المرشد، أي: الذي يدل عباده على مصالحهم ويدعوهم إليها، ومنه قول الله تعالى: وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا[58].
9ـ رفيع الدرجات: رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ[59].
المقصود من رفيع الدرجات:
1- كناية عن رفعة شأنه تعالى، أي: هو الذي لا أرفع قدراً منه عزّ وجلّ.
2ـ رافع درجات الأنبياء والأولياء.
10ـ الرفيق: قال النبي محمد المصطفى (ص): إنّ الله رفيق يحبّ الرفق[60]، الرفيق مأخوذ من الرفق بمعنى التأنّي في الأمور والتدرّج فيها، وضدّه العنف، بمعنى الأخذ بشدّة واستعجال.
والله رفيق في أفعاله حيث خلق المخلوقات كلّها بالتدريج شيئاً فشيئاً، مع أنّه تعالى قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة، والله ـ أيضاً ـ رفيق في أمره ونهيه، فلا يأخذ عباده بالتكاليف الشاقّة… بل يتدرّج معهم من حال إلى حال حتّى تألفها نفوسهم.
11ـ الرقيب: وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا[61]، وقال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[62].
معاني الرقيب:
1ـ الحافظ.
2ـ الذي يلاحظ الأشياء ويشرف عليها بصورة دائمة، فيكون معنى كونه تعالى رقيباً على العباد أنّه حاضر دائماً معهم، يرى ما يخوضون به، ويسمع ما يقولون وما يتناجون به، ومشرف على حركاتهم وسكناتهم الظاهرية والباطنية بحيث لا يغيب أبداً عنه من أمرهم مثقال ذرّة مما يفعلونه.
حرف السين
1ـ السبّوح: سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ[63]، من أسماء الله تعالى السبّوح، أي: المنزّه عن كلّ ما لا ينبغي أن يوصف به من قبيل:
1ـ التنزيه عن مشابهة الممكنات.
2ـ التنزيه عن الشريك.
3ـ التنزيه عن الإدراك بالحواس والأوهام.
4ـ تنزيه صفاته عمّا يوجب له النقص.
5ـ تنزيه أفعاله عمّا يوجب له العجز أو الظلم.
2ـ سريع الحساب: إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ[64]، أي: لا يشغله تعالى حساب أحد عن حساب غيره، فلهذا لا يطول عليه الأمر في محاسبة الخلق.
3ـ سريع العقاب: إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ[65]، كلّ شيء يعقب شيئاً فهو عقيبه، وسمّيت العقوبة عقوبة؛ لأنّها تكون عقيباً وتبعاً للذنب، وليست صفة سريع العقاب صفة دائمية لله، وإنّما تخصّ الموارد التي تستوجب سرعة العقاب.
4ـ السلام: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ[66].
معاني السلام:
1- إنّ الله تعالى سلام؛ لسلامته في ذاته وصفاته وأفعاله من كلّ نقص وعيب وآفة وذمّ.
2- إنّ الله تعالى سلام؛ لأنّ سلامة المخلوقين تنال من قبله، وهو الذي يعطي السلامة لمن يشاء من مخلوقاته.
5ـ السميع: وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[67]، وقال الله تعالى: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ[68].
معاني السميع:
1ـ العالم بالمسموعات.
2ـ إنّه تعالى على صفة يدرك المسموعات إذا وجدت.
3ـ إنّه تعالى سميع الدعاء، أي: مجيب الدعاء، قال الله تعالى: إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ[69].
6ـ السيّد: ورد وصفه تعالى بكلمة السيّد في الأدعية كثيراً، منها ما ورد في دعاء كميل: إلهي وسيّدي وربّي أتراك معذبي بنارك بعد توحيدك[70].
معاني السيّد:
1ـ المَلِك، ويقال لملك القوم وعظيمهم: سيّدهم، وقد سادهم ويسودهم.
2- المحتاج إليه، وسيّد الناس هو رأسهم الذي إليه يرجعون، وبأمره يعملون، وعن رأيه يصدرون، ومن قوله يستهدون.
ولمتابعة بقية أسماء الله تعالى، يمكنك الاطلاع على المقالة التالية: بيان أسماء الله ومعانيها من الشين إلى القاف
ولمتابعة أسماء الله تعالى السابقة، يمكنك الاطلاع على المقالة التالية: بيان أسماء الله ومعانيها من الألف إلى الجيم.
الاستنساخ
أن أسماء الله الحسنى تعكس عظمة الله وجوانب كماله المختلفة، حيث يمثل كل اسم صفة فريدة تعبر عن تعامله مع خلقه، فالأسماء مثل الحفيظ والحق والحكيم والرحيم تعكس صفات الحفظ، والثبات، والحكمة، والرحمة، مما يدل على قدرة الله الفائقة على حماية عباده وتوجيههم نحو الخير، وتبرز المقالة دور هذه الأسماء في تعزيز الإيمان، إذ تؤكد أن الله هو الحاكم والخبير والرازق، مما يعكس أهمية التوكل عليه والاعتماد على حكمته اللامتناهية في كل شؤون الحياة.
الهوامش
[1] يوسف، 64.
[2] الحجر، 9.
[3] النساء، 86.
[4] النساء، 6.
[5] النبأ، 36.
[6] الطلاق، 3.
[7] مريم، 47.
[8] سبأ، 21.
[9] هود، 57.
[10] النور، 25.
[11] يونس، 32.
[12] الحج، 62.
[13] يونس، 109.
[14] الأنعام، 114.
[15] آل عمران، 6.
[16] البقرة، 269.
[17] آل عمران، 155.
[18] البقرة، 263.
[19] النحل، 61.
[20] لقمان، 26.
[21] الكليني، الكافي، ج2، باب دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والآخرة، ح18، ص583.
[22] البقرة، 255.
[23] الفرقان، 58.
[24] الكليني، الكافي، ج8، كتاب الروضة، ح193، ص170.
[25] المؤمنون، 14.
[26] الحجرات، 13.
[27] طه، 73.
[28] الفاتحة، 3.
[29] الملك، 24.
[30] طه، 73.
[31] الأعراف، 87.
[32] المؤمنون، 109.
[33] المائدة، 114.
[34] الأعراف، 155.
[35] الأعراف، 89.
[36] الأنعام، 57.
[37] آل عمران، 54.
[38] المؤمنون، 29.
[39] آل عمران، 150.
[40] الأنبياء، 89.
[41] الرحمن، 78.
[42] آل عمران، 30.
[43] البقرة، 143.
[44] العلق، 14.
[45] الذاريات، 58.
[46] المجادلة، 11.
[47] الفاتحة، 2.
[48] الرحمن، 1 ـ 4.
[49] الإسراء، 110.
[50] الشريف الرضي، نهج البلاغة، خطبة 179، ص344.
[51] البقرة، 163.
[52] الأحزاب، 43.
[53] الأنبياء، 107.
[54] لا يصح إطلاق اسم الرحمن على غير الله تعالى؛ لأنّ معنى :الرحمن هو المنعم الحقيقي البالغ في الرحمة غايتها، وهذا المعنى خاص بالله تعالى فقط.
[55] الكليني، الكافي، ج1، باب معاني الأسماء واشتقاقها، ح1، ص114.
[56] الذاريات، 58.
[57] الكهف، 10.
[58] الكهف، 17.
[59] غافر، 15.
[60] الحرّ العاملي، وسائل الشيعة، ج15، كتاب الجهاد، باب 27، ح 20489، ص271.
[61] الأحزاب، 52.
[62] النساء، 1.
[63] الصافات، 159.
[64] آل عمران، 199.
[65] الأنعام، 165.
[66] الحشر، 23.
[67] المائدة، 76.
[68] طه، 46.
[69] إبراهيم، 39.
[70] القمي، مفاتيح الجنان، دعاء كميل.
مصادر البحث
1ـ القرآن الكريم.
2ـ الحر العاملي، محمّد، وسائل الشيعة، تصحيح وتعليق الشيخ عبد الرحيم الربّاني الشيرازي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الخامسة، 1403 ه.
3ـ الشريف الرضي، محمّد، نهج البلاغة، تحقيق صبحي صالح، بيروت، الطبعة الأُولى، 1387 ه.
4ـ القمّي، عباس، مفاتيح الجنان، قم، منشورات العزيزي، الطبعة الثالثة، 1385 ش.
5ـ الكليني، محمّد، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الثالثة، 1388 ش.
مصدر المقالة (مع تصرف)
الحسون، علاء، التوحيد عند مذهب أهل البيت (ع)، قم، مركز بحوث الحج، الطبعة الأُولى، 1432ه.