تقارب أن تأتي عليها دموعها
تفجر من أرض العراق نقيعها
وقد راعني في كلّ أرض مضيعها
تلألأ نوراً بالنعيم شموعها
بدور مع القرآن كان طلوعها
وقد هدّ من تلك العماد رفيعها
عشية خلف الباب رضّت ضلوعها
تحرق أكباداً تضرى صديعها
طهارة أجداث عبيراً تضوعها
وقد صمّ من تلك القلوب سميعها
تحشد أملاك السماء ربوعها
تتالت على ايذاك ساء صنيعها
وباسمك بعد الله زال خنوعها
غداة أحاطت بالحسين جموعها
بنار وللزهراء راحت تروّعها
فتقطر من حقد علينا ضروعها
وقفت على قبر النبّي وأعيني
وأرخيت أجفاني لتسكب عبرة
بكيت بها حزناً لآل محمّد
لماذا عفّت منهم قبور وغيرهم
لماذا خبت منهم شموس وغيّبت
وقفت وفي حلقي شجا يستفزّني
أسائلها الزهراء كيف تروّعت
أسائل عن نار ببابك لم تزل
أسائل عن أرض وقد ضمّ تربها
فما راعني إلاّ صدى جاوب الصدى
هي الآن قاع صفصف غير أنّها
سلاماً أبا الزهراء إنّ عصابة
وأنّ يداً أعفت قبوراً بطيبة
لها من اكف سالفات وراثة
وأنّ أكفّاً أضرمت باب حيدر
هي الآن تمري الضرع سما تدوفه