جواز لعن بعض صحابة النبي محمد (ص)

2015-02-03

173 بازدید

السؤال:

ما هو حكم سبّ الخلفاء الراشدين ؟ وإذا كانت الإجابة بالنهي ، إذاً قصّة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) مع الخليفة الأوّل من حرق باب البيت وغيرها ، هي قصّة غير مؤكّدة .

الجواب:

نقول في الجواب : أنّ الصحابة ينقسمون إلى قسمين :

۱ـ قسم منهم توفّوا في زمن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، فالشيعة وباقي المسلمين يحترمونهم .

۲ـ قسم منهم توفّوا بعد وفاة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، وهؤلاء على قسمين :

الأوّل : منهم من عمل بوصية النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، فالشيعة وباقي المسلمين يحترمونهم .

الثاني : منهم من لم يعمل بوصية النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، التي أوصى بها في عدّة مواطن ، فالشيعة وكُلّ منصف لا يحترمهم .

وأمّا بالنسبة إلى السبّ ، فالسبّ غير اللعن ، لأنّ الله تعالى قد لعن في القرآن الكريم في عدّة مواطن منها : قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) (۱) .

ومع الجمع بين هذه الآية وما روي ـ في مصادر أهل السنّة ـ عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : « فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها ، ويغضبني ما أغضبها » (۲) .

وما روي أيضاً ـ في صحيح البخاري وغيره ـ من أنّ فاطمة ( عليها السلام ) ماتت وهي واجدة ـ أي غاضبة ـ على أبي بكر (۳) ، يتبيّن الجواب عن سؤالكم .

وأمّا قصّة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) مع الخليفة الأوّل من حرق باب بيتها ، فيمكنك مراجعة المصادر الآتية للتحقّق من صحّة هذه الواقعة : المصنّف لابن أبي شيبة ، تاريخ الطبري ، العقد الفريد ، المختصر في أخبار البشر ، وغيرها من المصادر (۴) .

ــــــــــــــ

(۱) الأحزاب : ۵۷ .

(۲) الآحاد والمثاني ۵ / ۳۶۲ ، المعجم الكبير ۲۲ / ۴۰۵ ، تاريخ مدينة دمشق ۳ / ۱۵۶ .

(۳) صحيح البخاري ۵ / ۸۲ ، مسند أحمد ۱ / ۹ ، صحيح مسلم ۵ / ۱۵۴ ، السنن الكبرى للبيهقي ۶ / ۳۰۰ ، صحيح ابن حبّان ۱۱ / ۱۵۳ و ۱۴ / ۵۷۳ ، مسند الشاميين ۴ / ۱۹۸ ، الطبقات الكبرى ۲ / ۳۱۵ ، سبل الهدى والرشاد ۱۲ / ۳۶۹ .

(۴) الإمامة والسياسة ۱ / ۳۰ ، المختصر في أخبار البشر ۱ / ۲۱۹ ، العقد الفريد ۵ / ۱۳ ، تاريخ الأُمم والملوك ۲ / ۴۴۳ ، السقيفة : ۵۲ ، شرح نهج البلاغة ۲ / ۵۶ و ۶ / ۴۸ ، الملل والنحل ۱ / ۵۷ ، المصنّف لابن أبي شيبة ۸ / ۵۷۲ ، كنز العمّال ۵ /۶۵۱ .

إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة