السؤال:
ما رأيكم في الحديث الوارد عن أنس بن مالك ، قال : صعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى أُحُد ، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم ، فضربه ( صلى الله عليه وآله ) برجله وقال : اثبت أُحُد ، فما عليك إلا نبي ، أو صدِّيق ، أو شهيدان .
الجواب:
إن الحديث الذي يقبله أهل العلم هو الواجد لمجموعة من الشروط ، أحدها صحة سنده ، وإذا نظرت إلى الحديث المذكور فقد انفرد به قتادة بن دعامة السدوسي ، وكان رأساً في بِدعة القدر .
قال علي بن المديني قلت ليحيى بن سعيد : إن عبد الرحمن يقول : اترك من كان رأساً في بدعة يدعو إليها .
قال : كيف تصنع بقتادة ، وابن أبي داود ، وعمر بن ذر ، وذكر قوماً .
وقال معتمر بن سليمان ، عن أبي عمرو بن العلاء : كان قتادة وعمرو بن شعيب لا يَغثُّ عليهما شيء ، يأخذان عن كل أحد .
وقال ابن حبان : كان مُدلِّساً على قدر فيه . راجع : تهذيب التهذيب ۴ / ۵۴۱ – ۵۴۲ .
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ ۱ / ۱۲۳ : كان قتادة معروفاً بالتدليس .
وقال أبو داود : حدث قتادة عن ثلاثين رجلاً لم يسمع منهم . راجع : تهذيب التهذيب ۴ / ۵۴۳ .
وأما الراوي الآخر فهو يزيد بن زريع ، وقد ضعفه ابن معين والدار قطني ، وقال الذهبي وابن حجر : لا يكاد يُعرف .
وعليه فكيف يمكن الركون إلى حديث هذا سنده .