ليس من الغريب أن تزور الملائكة قبر الإمام الحسين (ع) في كل يوم، فقد وردت في ذلك روايات كثيرة عن النبي وأهل بيته (ع)، وأن عدد زائري الملائكة له (ع) يختلف باختلاف الروايات، وأن من أعمال الملائكة في الزيارة هو البكاء عليه (ع)، وأنهم يشهدون لمن زاره (ع) من المؤمنين بالوفاء، ويحفّونهم بأجنحتهم حتى يرجعوا، وأن ثواب زيارتهم لزوار قبر الحسين (ع)، وأنهم يصلّون على زائره (ع) ويسلمون، وبشرونه بما له من الثواب.
إن لله جلّ وعلا ألف ألف ملك يزورون قبر الحسين (ع)
عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال: قال أبو عبد الله الصادق (ع): يا سدير تزور قبر الحسين (ع) في كل يوم؟ قلت: جعلت فداك لا، قال: ما أجفاكم، قال: أتزوره في كل جمعة؟ قلت: لا، قال: فتزوره في كل شهر؟ قلت: لا، قال: فتزوره في كل سنة؟ قلت: قد يكون ذلك، قال: يا سدير ما أجفاكم بالحسين (ع)!! أما علمت أن لله تبارك وتعالى ألف ألف ملك شُعثاً غُبراً يبكون ويزورون ولا يفترون ـ الحديث[1].
إن الحسين (ع) ينزل عليه كلّ مساء وصباح سبعون ألف ملك
1ـ عن داود الرّقي، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (ع) يقول: ما خلق الله خلقاً أكثر من الملائكة، وإنّه ينزل من السماء كل مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت الحرام ليلتهم، حتى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبي (ص) فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين (ع) فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسن (ع) فيسلمون عليه، ثمّ يأتون قبر الحسين (ع) فيسلمون عليه، ثمّ يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس.
ثمَّ تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك، فيطوفون بالبيت الحرام نهارهم حتى غربت الشمس انصرفوا إلى قبر رسول الله (ع) يسلمون عليه، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين (ع) فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسن (ع) فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسين (ع) فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تغيب الشمس[2].
2ـ قال الإمام الصادق (ع): قال رسول الله (ص): ما من شيء خلق الله أكثر من الملائكة، وإنه ليهبط في كل يوم أوفي كلّ ليلة سبعون ألف ملك، فيأتون البيت الحرام فيطوفون به، ثم يأتون رسول الله (ص)، ثم يأتون أمير المؤمنين (ع) فيسلمون عليه، ثم يأتون الحسين (ع) فيقيمون عنده، فإذا كان السحر وضع لهم معراج إلى السماء ثم لا يعودون أبداً[3].
إن الحسين (ع) ينزل عليه كلّ يوم سبعون ألف ملك إلى يوم القيامة
عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله الصادق (ع)، قال: ما خلق الله خلقاً أكثر من الملائكة، وإنه لينزل كلّ يوم سبعون ألف ملك، فيأتون البيت المعمور فيطوفون به، فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة، فإذا طافوا بها أتوا قبر النبي (ص) فسلموا عليه، ثم أتوا قبر أمير المؤمنين (ع) فسلّموا عليه، ثم أتوا قبر الحسين (ع) فسلموا عليه، ثم عرجوا، وينزل مثلهم أبداً إلى يوم القيامة[4].
إن قبر الحسين ليحفّ به كلّ يوم وليلة من كل سماء مائة ألف ملك
عن علي بن الحسين (ع)، عن عمته زينب عن أم أيمن، عن رسول الله (ص) في حديث طويل: أن جبرئيل قال له بعد ذكر ما جرى على الحسين (ع) في الطف، وأنه يدفن ويجعل له رسم قال: وتحفّه ملائكة من كلّ سماء مائة ألف ملك في كل يوم وليلة، ويصلّون عليه ويطوفون عليه ويسبحون الله عنده – الحديث[5].
إن قبر الحسين (ع) ليحف به كل يوم ألف ملك
عن أبي النمير، قال: قال أبو جعفر الباقر (ع) في حديث: فما من آت يأتي قبر الحسين (ع) فيصلي عنده ركعتين أو أربعة ثمّ يسأل الله حاجته إلا قضاها له، وإنه ليحف به كل يوم ألف ملك[6].
الزائرون لقبره والباكون عليه من الملائكة في كل يوم وليلة
عن أبي حمزة الثّمالي، عن أبي عبد الله الصادق (ع)، قال: إن الله وكّل بقبر الحسين (ع) أربعة آلاف ملك شعثاً غبراً فلم يزل يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس، فإذا زالت الشمس هبط أربعة آلاف ملك وصعد أربعة آلاف ملك، فلم يزل يبكونه حتى يطلع الفجر ـ الحديث[7].
المصلون على الحسين (ع) من الملائكة في كلّ يوم وليلة
1ـ عن أبي بصير، عن أبي عبد الله الصادق (ع)، قال: وكّل الله تبارك وتعالى بالحسين (ع) سبعين ألف ملك شعثا غبراً يصلّون عليه في كلَّ يوم ـ الحديث[8].
2ـ عن أبي بصير، عن أبي عبد الله الصادق (ع)، قال: وكّل الله تعالى بالحسين (ع) سبعين ألف ملك شعثا غبراً يصلون عليه منذ يوم قتل إلى ما شاء الله ـ يعني بذلك قيام القائم (ع) ـ[9].
3ـ في رواية: قد وكّل الله تعالى بالحسين (ع) سبعين ألف ملك شعثاً غبراً يصلون عليه كلّ يوم ويدعون لمن زاره ورئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر إلا استقبلوه، ولا ودعه مودّع إلا شيّعوه، ولا يمرض إلا عادوه، ولا يموت إلا صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته[10].
المصلون عند قبره من الملائكة في كلّ يوم وليلة
عن العمركي بإسناده، قال: قال أبو عبد الله الصادق (ع): إنه يصلي عند قبر الحسين (ع) أربعة آلاف ملك من طلوع الفجر إلى أن تغيب الشمس، ثمّ يصعدون وينزل مثلهم فيصلون إلى طلوع الفجر ـ الحديث[11].
المجاورون لقبره (ع) والباكون عليه من الملائكة أربعة آلاف ملك
1ـ عن رسول الله (ص): والذي نفسي بيده، إن حول قبر ولدي الحسين (ع) أربعة آلاف ملك شعثاً غُبراً يبكون عليه إلى يوم القيامة، ورئيسهم ملك يقال له: منصور، وإن الملائكة عونُ لِمَن زاره، فلا يزوره زائر إلا استقبلوه، ولا يودعه مودع إلا شيعوه، ولا يمرض إلا عادوه، ولا يموت إلا صلوا عليه واستغفروا له بعد موته.
2ـ عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد الله الصادق (ع): إن أربعة آلاف ملك عند قبر الحسين (ع) شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له: منصور ـ الخبر[12].
3ـ عن مالك الجهني، عن أبي جعفر الباقر (ع)، قال: يا مالك، إن الله تبارك وتعالى لما قبض الحسين بعث إليه أربعة آلاف ملك شعثاً غبراً يبكونه إلى يوم القيامة ـ الحديث[13].
4ـ عن ربعي بن عبد الله، قال: قلت لأبي عبد الله (ع) بالمدينة: أين قبور الشهداء؟ فقال: أليس أفضل الشهداء عندكم الحسين (ع)؟! أما والذي نفسي بيده إن حوله أربعة آلاف ملك شعثاً غبراً يبكونه إلى يوم القيامة[14].
5ـ عن هارون بن خارجة، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (ع) يقول: وكّل الله بقبر الحسين (ع) أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة – الحديث[15].
6ـ عن الفضيل، عن أحدهما (ع)، قال: إنّ على قبر الحسين (ع) أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، قال محمد بن مسلم: يحرسونه[16].
7ـ عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله الصادق (ع)، قال: ما لكم لا تأتونه ـ يعني قبر الحسين – فإن أربعة آلاف ملك يبكون عند قبره إلى يوم القيامة[17].
8ـ عن محمد بن قيس، قال: قال لي أبو عبد الله الصادق (ع): عند قبر الحسين (ع) أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة[18].
9ـ عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله الصادق (ع) أنه قال في حديث: إنّ الله وكّل بقبر الحسين بن علي أربعة آلاف ملك كلّهم يبكونه ـ الحديث[19].
10ـ عن الرّيان بن شبيب عن الإمام الرضا (ع) أنه قال في حديث: ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف ملك لنصره فلم يؤذن لهم، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم (ع) فيكونون من أنصاره، وشعارهم «يالثارات الحسين (ع)» ـ الحديث[20].
11ـ عن محمد الحلبي، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (ع) يقول: إن الله وكّل بقبر الحسين (ع) أربعة آلاف ملك شعثاً غبراً إلى أن تقوم الساعة ـ الحديث[21].
12ـ عن أبي الصباح الكناني، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (ع) يقول: إن إلى جانبكم قبراً ما أتاه مكروب إلا نفس الله كربته وقضى حاجته، وإن عنده أربعة آلاف ملك منذ يوم قبض شعثاً غبراً يبكونه إلى يوم القيامة ـ الحديث[22].
13ـ عن هارون بن حمزة الغنوي، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (ع) يقول: وكّل الله تبارك وتعالى بقبر الحسين (ع) أربعة آلاف ملك شعثاً غبراً يبكونه إلى يوم القيامة ـ الحديث[23].
المجاورون لقبره (ع) من الملائكة خمسون ألفاً
عن إسحاق بن عمّار، قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (ع): إني كنت بالحائر ليلة عرفة وكنت أصلّي، وَثَمَّ نحو من خمسين ألفاً من الناس جميلة وجوههم، طيبة روائحهم، وأقبلوا يصلون الليلة أجمع، فلمّا طلع الفجر سجدتُ ثمّ رفعتُ رأسي فلم أر منهم أحداً؟! فقال لي أبو عبد الله (ع): إنه مرّ بالحسين (ع) خمسون ألف ملك وهو يقتل فعرجوا إلى السماء، فأوحى الله تعالى إليهم مررتم بابن حبيبي وهو يقتل فلم تنصروه؟! فاهبطوا إلى الأرض فاسكنوا عند قبره شعثاً غبراً إلى يوم تقوم الساعة[24].
المجاورون لقبره (ع) من الملائكة والباكون عليه سبعون ألفاً
1ـ عن الإمام الرضا (ع)، عن أبيه، قال: سئل جعفر بن محمد الصادق (ع) عن زيارة قبر الحسين ابن علي، قال: أخبرني أبي (ع) أنّ من زار قبر الحسين بن علي عارفاً بحقه كتبه الله في عليين، ثم قال: إن حول قبر الحسين (ع) سبعين ألف ملك شعثا غبراً يبكون عليه إلى يوم القيامة[25].
٢ـ في صحيفة الرضا (ع)، عن آبائه، عن أبي جعفر الباقر (ع)، قال: من زار قبر الحسين (ع) عارفاً بحقه كتبه الله في عليين، ثمّ قال: إن حول قبره سبعين ألف ملك شعثاً غبراً يبكون عليه إلى أن تقوم الساعة[26].
3ـ عن هارون بن خارجة، قال: كنت عند أبي عبد الله الصادق (ع) فذكر الحسين (ع)، فبكى وبكيت، إلى أن قال: يا هارون بن خارجة، إنّ الله سبحانه وكّل بقبر الحسين (ع) سبعين ألف ملك شعثاً غبراً يبكونه إلى أن تقوم الساعة، ويشهدون لمن زاره بالموافاة عند رب العالمين[27].
٤ـ عن أبان بن تغلب، عن جعفر بن محمد (ع)، أنه قال في حديث: يا أبان لقد قتل الحسين (ع) فهبط على قبره سبعون ألف ملك شعث غبر يبكون عليه وينوحون عليه إلى يوم القيامة[28].
إنّ ملائكة الليل والنهار من الحفظة تحضر الملائكة الذين بالحائر فيصافحونهم
عن الإمام جعفر الصادق (ع)، قال: إذا زرتم أبا عبد الله (ع) فالزموا الصمت إلا من خير، وإن ملائكة الليل والنهار من الحفظة تحضر الملائكة الذين بالحائر، فتصافحهم فلا يجيبونها من شدّة البكاء، فينتظرونهم حتى تزول الشمس وحتى ينور الفجر، ثم يكلمونهم ويسألونهم عن أشياء من أمر السّماء، فأما ما بين هذين الوقتين فإنهم لا ينطقون ولا يفترون عن البكاء والدعاء، ولا يشغلونهم في هذين الوقتين عن أصحابهم فإنّما شغلهم بكُمْ إذا نطقتم.
قلت: جعلت فداك، وما الذي يسألونهم عنه؟ وأيهم يسأل صاحبه؟ الحفظة أو أهل الحائر؟ قال أهل الحائر يسألون الحفظة؛ لأنّ أهل الحائر من الملائكة لا يبرحون، والحفظة تنزل وتصعد ـ الحديث[29].
إن الملائكة يشهدون لمن زار الحسين (ع) بالوفاء
1ـ عن أبي حمزة الثّمالي، عن أبي عبد الله الصادق (ع)، قال: إن الله وكّل بقبر الحسين (ع) أربعة آلاف ملك شعثاً غبراً، إلى أن قال: ويشهدون لمن زاره بالوفاء ـ الحديث[30].
2ـ عن هارون بن خارجة، قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) فذكر الحسين (ع) فبكى وبكيت، إلى أن قال: يا هارون بن خارجة، إنّ الله سبحانه وكّل بقبر الحسين (ع) سبعين ألف ملك شعثاً غبراً يبكونه إلى أن تقوم الساعة، ويشهدون لمن زاره بالموافاة عند رب العالمين[31].
إن الملائكة يصلّون على زائره إذا خرج حتى يوافي قبره (ع)
عن جابر الجعفي، قال: قال أبو عبد الله الصادق (ع) في حديث: فإذا خرج من باب منزله راكباً أو ماشياً وكّل الله به أربعة آلاف ملك من الملائكة يصلّون عليه حتى يوافي قبر الحسين (ع) – الحدیث[32].
إن الملائكة يسلمون على زائر الحسين (ع)
عن محمد بن مسلم – في حديث طويل – قال: قال لي أبو جعفر محمد بن علي (ع): هل تأتي قبر الحسين؟ قلت: نعم على خوف ووجل، فقال: ما كان من هذا أشدّ فالثواب فيه على قدر الخوف، ومن خاف في إتيانه آمن الله روعته يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين، وانصرف بالمغفرة، وسلّمت عليه الملائكة ـ الحديث[33].
إنّ الملائكة يزدحمون المؤمنين على قبر الحسين (ع) ويمسحون وجوههم بأيدي المؤمنين
عن المُفَضَّل بن عمر قال: قال أبو عبد الله الصادق (ع): كأني بالملائكة والله قد ازدحموا المؤمنين على قبر الحسين (ع)، قال: قلت: فيتراؤون له؟ قال: هيهات هيهات قد لزموا والله المؤمنين حتى أنهم ليمسحون وجوههم بأيديهم ـ الحديث[34].
إن ملائكة الليل والنهار من الحفظة ليحفّون بأجنحتهم زُوّار الحسين (ع)
عن أبي عبد الله الصادق (ع) – في حديث له طويل – قال: إذا زرتم أبا عبد الله (ع) فالزموا الصمت إلا من خير، وإنّ ملائكة الليل والنهار من الحفظة تحضر الملائكة الذين بالحائر، إلى أن قال: إنهم يمرون إذا عرجوا بإسماعيل صاحب الهواء، فربما وافقوا النبي (ص) وعنده فاطمة الزهراء والحسن والحسين والأئمة من مضى منهم، فيسألونهم عن أشياء وعَمَّن حضر منكم الحائر، ويقولون: بشروهم بدعائكم، فتقول الحفظة: كيف نبشّرهم وهم لا يسمعون كلامنا؟ فيقولون لهم: باركوا عليهم وادعوا لهم عنا فهي البشارة منا، فإذا انصرفوا فحُفُّوهم بأجنحتكم حتى يحسوا مكانكم، وإنا نستودعهم الذي لا تضيع ودائعه[35].
إن الملائكة تحف بزائر الحسين (ع) حتى يذهب ويرجع
عن زيد أبي أسامة، قال: سمعت جعفر بن محمد (ع) يقول: من زار قبر الحسين (ع) لم تزل الملائكة تحفّ به حتى يذهب ويرجع؛ يحفظونه من الشياطين والجن والإنس حتى يرجع إلى أهله، فإذا رجع إلى أهله فمات في ذلك اليوم أو بعده بجمعة حُشِرَ مع الشهداء يوم القيامة[36].
إنّ زائره (ع) يوكل به أربعون ألف ملك حتى يوافي قبره (ع)
عن جابر بن عبد الله عن جعفر بن محمد (ع)، أنه قال: يا جابر، كم بينكم وبين قبر الحسين (ع)؟ قال: قلت: يوم وبعض يوم آخر، قال: فقال: أتزوره؟ قال: قلت: نعم، قال: أفلا أُفَرِّحُكَ؟ ألا أبشرك بثوابه؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: إن الرجل منكم ليتهيأ لزيارته فيتباشر به أهل السماء، فإذا خرج من باب منزله راكباً أو ماشياً وكّل الله به أربعين ألفاً من الملائكة يصلّون عليه حتى يوافي قبر الحسين (ع)[37].
إن الملائكة يسمون وجوه زوّار الحسين (ع) بميسم نور عرش الله
عن علي بن الحسين (ع)، عن عمته زينب، عن أم أيمن، عن رسول الله (ص) في حديث طويل: أن جبرئيل قال له بعد ذكر ما جرى على الإمام الحسين (ع) في الطّف، وأنه يدفن ويجعل له رسم.
قال: وتحفّه ملائكة؛ من كل سماء مائة ألف ملك في كلّ يوم وليلة، ويصلّون عليه، ويسبحون الله عنده ويستغفرون الله لزوّاره، ويكتبون أسماء من يأتيه زائراً من أمتك – متقرباً إلى الله تعالى وإليك بذلك ـ وأسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم، ويُوسَمُونَ في وجوههم بمِيسَمِ نُورِ عرش الله:
«هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الأنبياء»، فإذا كان يوم القيامة سطع في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشَى منه الأبصار يدلُّ عليهم ويعرفون به، وكأني بك يا محمّد بيني وبين ميكائيل وعلي أمامنا، ومعنا من ملائكة الله ما لا يحصى عددهم، ونحن نلتقط من ذلك المِيسَمُ في وجهه من بين الخلائق حتى ينجيهم الله من هول ذلك اليوم وشدائده، وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زار قبرك يا محمد أو قبر أخيك أو قبر سبطيك لا يريد به غیر الله عزّوجل الحدیث[38].
بشارة الملائكة لزوار الحسين (ع)
1ـ عن زرارة، قال: قلت لأبي جعفر الباقر (ع): ما تقول فيمن زار أباك على خوف؟ قال: يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر، وتلقاه الملائكة بالبشارة، ويقال له: لا تخف ولا تحزن، هذا يومك الذي فيه فوزك[39].
2ـ عن ابن بكير، عن أبي عبد الله الصادق (ع)، قال: قلت له: إني أنزل الأرجان وقلبي ينازعني إلى قبر أبيك، فإذا خرجت فقلبي وجل مشفق حتى أرجع؛ خوفاً من السلطان والسعاة وأصحاب المسالح؟
فقال: يا بن بكير، أما تحب أن يراك الله فينا خائفاً؟ أما تعلم أنه من خاف لخوفنا أظلّه الله في ظل عرشه، وكان محدّثه الحسين (ع) تحت العرش، وآمنه الله من أفزاع يوم القيامة؛ يفزع النّاس ولا يفزع، فان فزع وقرته الملائكة وسكنت قلبه بالبشارة[40].
ثواب زيارة الملائكة يكون لزوار قبر الحسين (ع)
عن حنان بن سدير، عن أبيه سدير، قال: قال أبو عبد الله الصادق (ع): يا سدير، تزور قبر الحسين (ع) في كل يوم؟ قلت: لا، قال: ما أجفاكم! قال: أتزوره في كل جمعة؟ قلت: لا، قال: فتزوره في كلّ شهر؟ قلت: لا، قال: فتزوره في كلّ سنة؟ قلت: قد يكون ذلك.
قال: يا سدير ما أجفاكم بالحسين (ع)! أما علمت أن لله ألف ملك شعثا غبراً يبكونه ويرثونه لا يفترون زوّاراً لقبر الحسين (ع)، وثوابهم لمن زاره ـ وذكر الحديث[41].
الاستنتاج
إن هناك ألف ملك، أو سبعون ألف، أو مائة ألف، أو ألف ألف يزورون قبر الإمام الحسين (ع) في كل يوم وليلة، ويبكون عليه ويصلون، وأن الملائكة يشهدون لمن زار الحسين (ع) بالوفاء، ويسلمون عليه ويصلون، ويوكلون به حتى يوافي قبره (ع)، ويحفّونه بأجنحتهم حتى يذهب ويرجع، وأن ثواب زيارتهم يكون لزوار قبر الحسين (ع).
الهوامش
[1] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص481.
[2] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص224.
[3] القمّي، تفسير القمي، ج2، ص206.
[4] الطوسي، الأمالي، ص214.
[5] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص447.
[6] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص314.
[7] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص175.
[8] ابن قولويه، کامل الزيارات، ص232.
[9] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص172.
[10] ابن طاووس، اليقين، ص259.
[11] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص494.
[12] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص231.
[13] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص354.
[14] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص217.
[15] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص349.
[16] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص173.
[17] ابن قولويه، کامل الزيارات، ص171.
[18] ابن قولويه، کامل الزيارات، ص173.
[19] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص175.
[20] الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج1، ص233.
[21] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص351.
[22] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص312.
[23] الصدوق، الأمالي، ص22.
[24] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص226.
[25] الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج2، ص43.
[26] الخوارزمي، مقتل الحسين (ع)، ج2، ص192.
[27] الشجري، فضل زيارة الحسين (ع).
[28] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص546.
[29] ابن قولويه، کامل الزيارات، ص176.
[30] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص352.
[31] الشجري، فضل زيارة الحسين (ع).
[32] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص374.
[33] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص244.
[34] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص258.
[35] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص176.
[36] الشجري، فضل زيارة الحسين (ع).
[37] الشجري، فضل زيارة الحسين (ع).
[38] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص444، والميسم: أثر الجمال.
[39] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص242.
[40] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص243.
[41] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص487.
مصادر البحث
1ـ ابن طاووس، علي، اليقين باختصاص مولانا علي (ع) بامرة المؤمنين، تحقيق محمّد باقر الأنصاري، قم، مؤسّسة دار الكتاب، الطبعة الأُولى، 1413 ه.
2ـ ابن قولويه، جعفر، كامل الزيارات، تحقيق جواد القيّومي، مؤسّسة نشر الفقاهة، الطبعة الأُولى، 1417 ه.
3ـ الخوارزمي، الموفّق، مقتل الحسين (ع)، تحقيق محمّد السماوي، قم، أنوار الهدى، الطبعة الثانية، 1423 ه.
4ـ الشجري، محمّد، فضل زيارة الحسين (ع)، إعداد السيّد أحمد الحسيني، قم، مكتبة المرعشي النجفي، طبعة 1403 ه.
5ـ الصدوق، محمّد، الأمالي، قم، تحقيق ونشر مؤسّسة البعثة، الطبعة الأُولى، 1417 ه.
6ـ الصدوق، محمّد، عيون أخبار الرضا (ع)، تصحيح وتعليق حسين الأعلمي، بيروت، مؤسّسة الأعلمي، طبعة 1404 ه.
7ـ الطوسي، محمّد، الأمالي، قم، دار الثقافة، الطبعة الأُولى، 1414 ه.
8ـ القمّي، علي، تفسير القمّي، قم، مؤسّسة دار الكتاب، الطبعة الثالثة، 1404 ه.
مصدر المقالة (مع تصرف بسيط)
الأصطهباناتي، محمّد حسن، نور العين في المشي إلى زيارة قبر الحسين (ع)، قم، مؤسّسة الرافد للمطبوعات، طبعة 1432 ه.