المولد والنشأة
ولد عام ۱۳۷۴هـ ، (۱۹۷۴م)، في ساحل العاج، نشأ في أسرة مالكيّة المذهب، حصل على شهادة الإعدادية، تعرّف على مجموعة من الشيعة، فدار بينه وبينهم حوارات دينيّة أدّت به في نهاية المطاف إلى الاستبصار.
يقول “أحمد” حول قصّة استبصاره: كان بيني وبين بعض الشيعة الذين تعرّفت عليهم حوارات ومناظرات عقائديّة حول العديد من المسائل الخلافية والأدلّة عليها منها الأئمّة الاثنى عشر وحديث السفينة وآية الولاية، فتأثّرت بكلامهم، ولكنّ الأثر الكبير في تحوّلي العقائدي عندما قرأت كتاب نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار تأليف الشيخ مؤمن بن حسن الشبلنجي، فلمّا قرأت مناقب أهل البيت(عليهم السلام) تأثّرت بهم، ودفعني ذلك إلى اتّباع سبيلهم.
مناقب الإمام علي(عليه السلام):
ولد الإمام علي(عليه السلام) بمكّة داخل البيت الحرام … ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد …
يقال عند ذكره كرّم الله وجهه ; لأنّه لم يسجد لصنم قطّ ، اُمّه فاطمة بنت أسد ابن هاشم بن عبد مناف، تجتمع مع أبي طالب في هاشم جدّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، أسلمت وهاجرت مع النبيّ … وهي أوّل هاشميّة ولدت هاشميّاً، ولمّا ماتت كفّنها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بقميصه ; لأنّها كانت عنده بمنزلة أمّه.
تربّى الإمام علي(عليه السلام) عند النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، وذلك أنّه لمّا أصاب أهل مكّة جدب وقحط أجحف ندى المروءة وأضرّ بذي العيال، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لعمّه العبّاس رضي الله عنه وكان من أيسر بني هاشم: يا عمّ، إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال، ما ترى وقد أصاب الناس ما ترى؟ وانطلق بنا إلى بيته لنخفّف من عياله عنه، فتأخذ أنت رجلاً وأنا رجلاً فنكفلهما عنه” فقال العبّاس: أفعل … فأخذ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)عليّاً فضمّه إليه وأخذ العبّاس جعفراً فضمّه إليه.
فلم يزل عليّاً(عليه السلام) مع رسول الله حتّى بعث النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فاتّبعه عليّ(عليه السلام) وآمن به وصدّقه، وكان عمره إذ ذاك ثلاث عشرة سنة …
وشهد الإمام عليّ(عليه السلام) المشاهد كلّها، ولم يتخلّف إلا في تبوك، فإنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) خلّفه في أهله، فقال الإمام عليّ: يا رسول الله، أتخلفني في النساء والصبيان؟ قال: “ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي”(۱).
الإمام عليّ(عليه السلام) وآية سقاية الحاج:
ورد أنّ الإمام عليّ(عليه السلام) والعبّاس وطلحة بن شيبة افتخروا، فقال طلحة: أنا صاحب البيت مفتاحه بيدي ولو شئت كنت فيه.
فقال العبّاس رضي الله عنه: وأنا صاحب السقاية والقائم عليها.
فقال الإمام عليّ(عليه السلام): لا أدري، لقد صلّيت ستّة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد في سبيل الله.
فأنزل الله تعالى: (أَجَعَلتُم سِقَايَةَ الحَاجِّ وَعِمَارَةَ المَسجِدِ الحَرَامِ كَمَن آمَنَ بِاللّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَستَوُونَ عِندَ اللّهِ) (التوبة:۱۹)، إلى أن قال: (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَموَالِهِم وَأَنفُسِهِم أَعظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ) (التوبة:۲۰).
الإمام عليّ وآية الولاية:
ورد عن أبي ذرّ الغفاري رضي الله عنه قال: صلّيت مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً من الأيّام الظهر، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئاً، فرفع السائل يديه إلى السماء وقال: اللّهم اشهد أنّي سألت في مسجد نبيّك محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يعطني أحد شيئاً وكان عليّ رضي الله عنه في الصلاة راكعاً، فأومأ إليه بخنصر اليمنى وفيها خاتم، فأقبل السائل، فأخذ الخاتم من خنصره، وذلك بمرأى من النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)وهو في المسجد.
فرفع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) طرفه إلى السماء وقال: “اللّهم إنّ أخي موسى سألك فقال: (قَالَ رَبِّ اشرَح لِي صَدرِي * وَيَسِّر لِي أَمرِي * وَاحلُل عُقدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفقَهُوا قَولِي * وَاجعَل لِّي وَزِيرًا مِّن أَهلِي * هَارُونَ أَخِي * اشدُد بِهِ أَزرِي * وَأَشرِكهُ فِي أَمرِي) (طه:۲۵-۳۲).
فأنزلت عليه قرآناً: (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجعَلُ لَكُمَا سُلطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيكُمَا) (القصص:۳۵) ، اللّهم وإنّي محمّد نبيك وصفيّك ، اللّهم فاشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً، أشدد به ظهري.
قال أبو ذرّ رضي الله عنه: فما استتمّ دعاءه حتّى نزل عليه جبريل(عليه السلام) من عند الله عزّ وجلّ وقال يا محمّد: اقرأ: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ) (المائدة:۵۵).
الإمام عليّ(عليه السلام) وآية الانفاق:
ورد عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: كان مع عليّ رضي الله عنه أربعة دراهم لا يملك غيرها، فتصدّق بدرهم ليلاً وبدرهم نهاراً، وبدرهم سرّاً وبدرهم علانيّة. فأنزل الله تعالى: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَموَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلاَ خَوفٌ عَلَيهِم وَلاَ هُم يَحزَنُونَ) (البقرة:۲۷۴).
الإمام عليّ(عليه السلام) وآية خير البرية:
قال ابن عبّاس رضي الله عنه: لمّا نزلت هذه الآية (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ) (البينة:۷).
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ: “أنت وشيعتك، تاتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين، ويأتي أعداؤك غضاباً مقمحين”.
الإمام عليّ(عليه السلام) وآية تعيها أذن واعية:
ورد عن مكحول، عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله تعالى: (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) (الحاقة:۱۲).
قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): سألت الله أن يجعلها أذنك يا عليّ ففعل، فكان عليّ رضي الله عنه يقول: ما سمعت من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) كلاماً إلاّ وعيته وحفظته ولم أنسه.
الإمام عليّ(عليه السلام) وآية لكلّ قوم هاد:
قال ابن عبّاس رضي الله عنه: لمّا نزل قوله تعالى: (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوم هَاد) (الرعد:۷)، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): “أنا المنذر وعليّ الهادي، وبك يا عليّ يهتدي المهتدون”.
الإمام عليّ(عليه السلام) وآيات الذين آمنوا:
قال ابن عبّاس رضي الله عنه: ليس آية من كتاب الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلاّ وعليّ أوّلها وأميرها وشريفها.
الإمام عليّ(عليه السلام) وآية سأل سائل:
نقل الإمام أبو إسحاق الثعالبي في تفسيره: أنّ سفيان بن عيينه سئل عن قوله تعالى: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع) (المعارج:۱)، فيمن نزلت؟
فقال للسائل: لقد سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك، حدّثني أبي، عن جعفر بن محمّد، عن أبائه رضي الله عنهم، أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا كان بغدير خمّ، نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد عليّ رضي الله عنه، وقال: “من كنت مولاه فعليّ مولاه” فشاع ذلك فطار في البلاد، وبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على ناقة، فأناخ راحلته، ونزل عنها، وقال: يا محمّد أمرتنا عن الله عزّ وجلّ أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله فقبلنا منك، وأمرتنا أن نصلّي خمساً فقبلنا منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا، وأمرتنا أن نصوم رمضان فقبلنا، وأمرتنا بالحجّ فقبلنا. ثُمّ لم ترض بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك تفضّله علينا فقلت: “من كنت مولاه فعليّ مولاه” فهذا شيء منك أم من الله عزّ وجلّ؟
فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): والله الذي لا إله إلاّ الله هو، أنّ هذا من الله عزّ وجلّ.
فولّى الحرث بن النعمان يريد راحلته، وهو يقول: اللّهم إن كان ما يقول محمّد حقّاً فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فما وصل إلى راحلته حتّى رماه الله عزّ وجلّ بحجر سقط على هامته، فخرج من دُبره فقتله.
فانزل الله عزّ وجلّ (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع * لِّلكَافِرينَ لَيسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِي المَعَارِجِ) (المعارج:۱-۳).
الإمام عليّ(عليه السلام) وضغائن في صدور أقوام:
ورد في حديث شريف عن عليّ كرّم الله وجهه قال: بينما رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)آخذ بيدي ونحن نمش في بعض سكك المدينة، إذ أتينا على حديقة، قال: فقلت: يا رسول الله ما أحسنها من حديقة.
فقال: ما أحسنها، ولك في الجنّة أحسن منها، ثُمّ مرّوا بأخرى فقلت: يا رسول الله ما أحسنها من حديقة.
فقال: ما أحسنها، ولك في الجنّة أحسن منها … حتّى مررنا بسبع حدائق، وكلّ ذلك أقوله له: ما أحسنها، ويقول: “لك في الجنّة أحسن منها” فلمّا خلا له الطريق اعتنقني ثُمّ أجهش بالبكاء، فقلت: يا رسول الله، ما يبكيك؟
قال(صلى الله عليه وآله وسلم): ضغائن لك في صدور أقوام لا يبدونها لك إلاّ من بعد موتي.
قال: قلت: اي رسول الله في سلامة من ديني؟
قال: في سلامة من دينك.
الإمام عليّ وشيعته:
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): “يا عليّ، إنّك ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيين وتقدّم أعداؤك غضاباً مقمحين”(۲).
رأيت الإمام عليّ(عليه السلام) في الرؤيا:
يقول “أحمد التيجاني”: واصلت البحث حتّى اجتمعت عندي أدلّة وبراهين الزمتني التخلّي عن معتقداتي الموروثة، واعتناق مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، وفي الليلة التي قررت فيها الاستبصار، رأيت في المنام الإمام عليّ(عليه السلام) وهو في ساحة جهاد يقاتل، ونحن من ورائه نتّعه، وهو يكبّر ونحن نكبّر ورائه، فلمّا استيقظت أتخذتُ قراري النهائي، وأعلنت استبصاري، وكان ذلك عام (۱۹۹۸).
قرّر “أحمد” بعد ذلك فتح مكتبة تتضمن كتب عربية وفرنسية لتكون مقرّاً لنشر علوم ومعارف أهل البيت(عليهم السلام)، وبدأ ببيان الحقائق للآخرين.
(۱) صحيح البخاري ۵: ۱۲۹، كتاب المغازي، باب غزوة تبوك.
(۲) نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار، الشيخ مؤمن الشبلنخي: ۱۱۶ ـ ۱۲۳ (بتصرّف يسير).
(۲) نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار، الشيخ مؤمن الشبلنخي: ۱۱۶ ـ ۱۲۳ (بتصرّف يسير).
المصدر: مركز الأبحاث العقائدية