قرابته بالمعصوم(1)
ابن الإمام علي، وأخو الإمامينِ الحسن والحسين، وعمّ الإمام زين العابدين(عليهم السلام).
اسمه ونسبه
عبد الله بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).
أُمّه
فاطمة بنت حزام بن خالد العامرية الكلابية المعروفة بأُمّ البنين.
ولادته
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلّا أنّه من المحتمل ولد عام 35ﻫ(2).
من أقوال العلماء فيه
قال الشيخ عبد الله المامقاني(قدس سره): «شهادته بالطفّ تكفي برهاناً على وثاقته»(3).
مشاركته في واقعة الطف
كان(رضوان الله عليه) من الذين اشتركوا في واقعة الطفّ بكربلاء مع الإمام الحسين(ع)، وقاتل قتال الشجعان حتّى استُشهد.
رفضه لأمان ابن زياد
إنّ عبد الله بن أبي المحل بن حزام ـ ابن خال العباس(ع) ـ أخذ من عبيد الله ابن زياد أماناً من القتل للعباس وإخوته من أُمّه، فأجابه العباس وإخوته: «لا حاجة لنا في أمانكم، أمان الله خير من أمان ابن سُمية»(4).
خروجه للمعركة
قال العباس(ع) له يوم عاشوراء: «تقدّم بين يدي حتّى أراك وأحتسبك، فإنّه لا ولد لك»(5).
فحمل على جيش عمر بن سعد، وهو يرتجز ويقول:
«أنَا ابنُ ذي النَّجدةِ والإفضالِ ** ذَاكَ عليُّ الخَيرِ ذو الفِعالِ
سَيفُ رَسولِ اللهِ ذو النّكالِ ** في كلِّ يَومٍ ظَاهرُ الأهوالِ»(6).
بينما هو يُقاتل قتال الأبطال، إذ شدّ عليه هانئ بن ثُبيت الحضرمي فقتله، وهو ابن خمس وعشرين سنة(7).
استشهاده
استُشهد(ع) في العاشر من المحرّم 61ﻫ بواقعة الطف، ودفنه الإمام زين العابدين(ع) في مقبرة الشهداء بجوار مرقد الإمام الحسين(ع) في كربلاء المقدّسة.
رثاؤه
قال الإمام الصادق(ع) «كَانَتْ أُمُّ الْبَنِينِ… تَخْرُجُ إِلَى الْبَقِيعِ فَتَنْدُبُ بَنِيهَا أَشْجَى نُدْبَةٍ وَأَحْرَقَهَا، فَيَجْتَمِعُ النَّاسُ إِلَيْهَا يَسْمَعُونَ مِنْهَا…»(8).
وكانت تقول في رثاء أولادها الأربعة، ومنهم عبد الله:
«لا تَدْعُونِّي وَيْكِ أُمَّ البَنِينِ ** تُذَكِّرِينِي بِلُيُوثِ العَرِينِ
كانَتْ بَنُونَ لِي أُدْعى بِهِمْ ** وَاليَوْمَ أَصْبَحْتُ وَلا مِنْ بَنِينِ
أَرْبَعَةٌ مِثْلُ نُسُورِ الرُّبى ** قَدْ واصَلُوا المَوْتَ بِقَطْعِ الوَتِينِ
تَنازَعَ الخِرْصانُ أَشْلاَهُم ** فَكُلُّهُمْ أمْسى صَرِيعاً طَعِين
يا لَيْتَ شِعْرِي أَكَما أَخْبَرُوا ** بِأَنَّ عَبّاساً قَطِيعُ الَّيمِينِ»(9).
زيارته
ورد في زيارة الناحية المقدّسة للإمام المهدي(ع):
«اَلسَّلاَمُ عَلَى عَبْدِ اَللهِ بْنِ أَمِيرِ اَلمُؤْمِنِينَ، مُبْلَى اَلْبَلاَءِ، وَاَلمُنَادِي بِالْوَلاَءِ فِي عَرْصَةِ كَرْبَلاَءَ، اَلمَضْرُوبِ مُقْبِلاً وَمُدْبِراً، وَلَعَنَ اَللهُ قَاتِلَهُ هَانِيَ بْنَ ثُبَيْتٍ اَلحَضْرَمِيَّ»(10).
وورد في زيارة أُخرى: «اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا عَبْدَ اَللهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَرَحْمَةُ اَللهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَإِنَّكَ اَلْغُرَّةُ اَلْوَاضِحَةُ، وَاَللُّمْعَةُ اَللاَّئِحَةُ، ضَاعَفَ اَللهُ رِضَاهُ عَنْكَ، وَأَحْسَنَ لَكَ ثَوَابَ مَا بَذَلْتَهُ مِنْكَ، فَلَقَدْ وَاسَيْتَ أَخَاكَ، وَبَذَلْتَ مُهْجَتَكَ فِي رِضَى رَبِّكَ»(11).
الهوامش
1ـ اُنظر: معجم رجال الحديث 11/ 280 رقم7018.
2ـ اُنظر: مقاتل الطالبيين: 54.
3ـ تنقيح المقال 2/ 199، الطبعة القديمة.
4ـ تاريخ الطبري 4/ 314.
5ـ مقاتل الطالبيين: 54.
6ـ الفتوح 5/ 113ـ114.
7ـ اُنظر: مقاتل الطالبيين: 54.
8ـ المصدر السابق: 56.
9ـ مقتل الحسين لأبي مخنف: 181.
10ـ المزار الكبير: 488 ـ 489.
11ـ مصباح الزائر 1/ 236.
بقلم: محمد أمين نجف