عدد الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)

2020-11-18

1321 بازدید

1 – جابر بن سمرة : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول : لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كلهم من قريش ( 1 ) .

Contents
تحقيق حول أحاديث عدد الأئمة( 1 ) صحيح مسلم : 3 / 1453 / 10 ، مسند ابن حنبل : 7 / 410 / 20869 ، مسند أبي يعلى : 6 / 473 / 7429 ، الخصال : 473 / 30 وفيهما ” و ” بدل ” أو ” .( 2 ) صحيح البخاري : 6 / 2640 / 6796 .( 3 ) صحيح مسلم : 3 / 1452 / 6 ، الخصال : 473 / 27 .( 4 ) سنن الترمذي : 4 / 501 / 2223 ، مسند ابن حنبل : 7 / 430 / 20995 .( 5 ) صحيح مسلم : 3 / 1453 / 7 ، وأيضا في : ح 8 وفيه ” هذا الأمر ” بدل ” الاسلام ” ، و ح 9 وفيه ” هذا الدين عزيزا منيعا . . . ” و ” صمنيها الناس ” بدل ” لم أفهمها ” ، مسند ابن حنبل : 7 / 412 / 20882 ، سنن أبي داود : 4 / 106 / 4280 ، تاريخ بغداد : 2 / 126 وفيهما ” فكبر الناس وضجوا ثم قال . . . ” .( 6 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 716 / 6589 ، المعجم الكبير : 22 / 120 / 308 ، وراجع التاريخ الكبير : 8 / 411 / 3520 ، أمالي الصدوق : 255 / 8 .( 7 ) تاريخ واسط : 98 ، الخصال : 470 / 16 نحوه .( 8 ) ينابيع المودة : 3 / 290 / 4 ، إحقاق الحق : 13 / 30 كلاهما عن مودة القربى .( 9 ) مسند ابن حنبل : 2 / 55 / 3781 ، المستدرك على الصحيحين : 4 / 546 / 8529 ، المعجم الكبير : 10 / 158 / 10310 ، مسند أبي يعلى : 5 / 31 / 5009 ، وراجع الخصال : 467 / 6 – 11 ، أمالي الصدوق : 254 / 4 – 7 .( 10 ) الكافي : 1 / 534 / 18 عن أبي سعيد رفعه .( 11 ) ينابيع المودة : 3 / 254 / 59 .( 12 ) كمال الدين : 269 / 12 عن أبي حمزة الثمالي .( 13 ) الكافي : 1 / 531 / 7 ، وذكره أيضا في : 533 / 14 كلاهما عن زرارة .( 14 ) راجع الخصال : 466 ، البحار : 36 / 226 باب نصوص الرسول ( صلى الله عليه وآله ) على الأئمة ( عليهم السلام ) .( 15 ) مسند ابن حنبل : 7 / 405 / 20840 عن جابر بن سمرة السوائي قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول في حجة الوداع : إن هذا الدين لن يزال ظاهرا على من ناوأه ، لا يضره مخالف ولا مفارق حتى يمضي من أمتي اثنا عشر خليفة . قال : ثم تكلم بشئ لم أفهمه ، فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : كلهم من قريش ، وراجع 20843 و 20857 و 20885 و 20892 .( 16 ) مسند ابن حنبل : 7 / 429 / 20991 عن جابر بن سمرة قال : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعرفات . وقال المقدمي في حديثه : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يخطب بمنى . وهذا لفظ حديث أبي الربيع : فسمعته يقول : لن يزال هذا الأمر عزيزا ظاهرا حتى يملك اثنا عشر كلهم . ثم لغط القوم وتكلموا فلم أفهم قوله بعد ” كلهم ” ، فقلت لأبي : يا أبتاه ، ما بعد كلهم ؟ قال : كلهم من قريش . وقال القواريري في حديثه : لا يضره من خالفه أو فارقه حتى يملك اثنا عشر . وراجع : 20922 و 20959 و 20960 و 20990 .( 17 ) كما يظهر من حديث رجم الأسلمي التي وقعت في المدينة (راجع صحيح مسلم : 3 / 1318 – 1324).( 18 ) راجع : ص 137 تحقيق حول حديث الثقلين / تاريخ صدور الحديث .( 19 ) نهج البلاغة : الخطبة 144 .( 20 ) قال بعض المحققين : إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده ( صلى الله عليه وآله ) اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة ، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان علم أن مراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته ، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه ، لقلتهم عن اثني عشر ، ولا يمكن أن يحمل على الملوك الأموية لزيادتهم على اثني عشر ، ولظلمهم الفاحش إلا عمر ابن عبد العزيز ، ولكونهم غير بني هاشم ، لأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : ” كلهم من بني هاشم ” في رواية عبد الملك عن جابر ، وإخفاء صوته ( صلى الله عليه وآله ) في هذا القول يرجح هذه الرواية ، لأنهم لا يحبون خلافة بني هاشم ، ولا يمكن أن يحمل على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور ، ولقلة رعايتهم لآية * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * وحديث الكساء ، فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته ( صلى الله عليه وآله ) ، لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم ، وأعلاهم نسبا ، وأفضلهم حسبا ، وأكرمهم عند الله ، وكان علومهم عن آبائهم متصلة بجدهم ( صلى الله عليه وآله ) وبالوراثة واللدنية ، كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتدقيق .ويؤيد هذا المعنى – أي أن مراد النبي ( صلى الله عليه وآله ) الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته – ويشهد له ويرجحه حديث الثقلين ، والأحاديث المتكثرة المذكورة في هذا الكتاب وغيره ( ينابيع المودة : 2 / 292 ونفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 328 ) .وقال المولى صدرا ( قدس سره ) : هذه الروايات بأسرها مستصحة الأسانيد من طرق العامة ، مثبتة الصحة في صحاحهم وأصولهم جميعا ، وهنالك من الطريقين مسانيد صحاح وطرق مستفيضة يجمعها أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : الأئمة بعدي من عترتي عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين ( عليه السلام ) ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، والتاسع مهديهم .وفي صحاحهم الستة وجامع أصولهم : أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : المهدي من عترتي من ولد فاطمة يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وأنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ، وأنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا .قال شارح المشكاة : هذه الأحاديث وأشباهها فيها دليل ظاهر على أن الخلافة مختصة بقريش ، ولا يجوز عقدها لغيرهم . وبين ( صلى الله عليه وآله ) أن هذا الحكم إلى آخر الدهر ما بقي من الناس اثنان .فنقول : من لم يكن في عقله آفة وعلى بصيرته غشاوة يعلم أن هذه النصوص المتواترة الصحة دالة على أن خلفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) من بعده اثنا عشر إماما لا غير ، كلهم من قريش ، بهم يقوم الدين ويستقيم الاسلام إلى قيام الساعة ، ولم يوجد هذا العدد ولا هذا الوصف إلا في أئمة الشيعة الإمامية ، فهؤلاء الأوصياء الخلفاء ، فثبت أن الأرض ما زالت إلا ولله فيها الحجة . ( شرح أصول الكافي : 2 / 481 ) .

2 – جابر بن سمرة : سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : يكون اثنا عشر أميرا . فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنه قال : كلهم من قريش ( 2 ) .

3 – جابر بن سمرة : سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا . ثم تكلم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بكلمة خفيت علي ، فسألت أبي : ماذا قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال : كلهم من قريش ( 3 ) .

4 – جابر بن سمرة : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يكون من بعدي اثنا عشر أميرا . قال : ثم تكلم بشئ لم أفهمه ، فسألت الذي يليني فقال : قال : كلهم من قريش ( 4 ) .

5 – جابر بن سمرة : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : لا يزال الاسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة . ثم قال كلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي : ما قال ؟ فقال : كلهم من قريش ( 5 ) .

6 – أبو جحيفة : كنت مع عمي عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة ، ثم قال كلمة وخفض بها صوته ، فقلت لعمي وكان أمامي : ما قال يا عم ؟ قال : قال يا بني : كلهم من قريش ( 6 ) .

7 – جابر بن سمرة : دخلت مع أبي على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فسمعته يقول : ألا إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي اثنا عشر خليفة ، ثم تكلم بشئ لم أفهمه ، فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : كلهم من قريش (7).

8 – جابر بن سمرة : كنت مع أبي عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) فسمعته يقول : بعدي اثنا عشر خليفة . ثم أخفى صوته ، فقلت لأبي : ما الذي أخفى صوته ؟ قال : قال : كلهم من بني هاشم ( 8 ) .

9 – مسروق : كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود وهو يقرؤنا القرآن ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن ، هل سألتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كم تملك هذه الأمة من خليفة ؟ فقال عبد الله بن مسعود : ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ، ثم قال : نعم ، ولقد سألنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : اثنا عشر ، كعدة نقباء بني إسرائيل ( 9 ) .

10 – الإمام الباقر ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من ولدي اثنا عشر نقيبا ، نجباء محدثون مفهمون ، آخرهم القائم بالحق ، يملؤها عدلا كما ملئت جورا ( 10 ) .

11 – ابن عباس – في قوله تعالى * ( والسماء ذات البروج ) * – : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا السماء ، وأما البروج فالأئمة من أهل بيتي وعترتي ، أولهم علي وآخرهم المهدي ، وهم اثنا عشر ( 11 ) .

12 – الإمام الباقر عن أبيه عن الحسين ( عليهم السلام ) : دخلت أنا وأخي على جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأجلسني على فخذه ، وأجلس أخي الحسن على فخذه الأخرى ، ثم قبلنا وقال : بأبي أنتما من إمامين صالحين ، اختاركما الله مني ، ومن أبيكما وأمكما ، واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة ، تاسعهم قائمهم ، وكلكم في الفضل والمنزلة عند الله تعالى سواء ( 12 ) .

13 – عنه ( عليه السلام ) : الاثنا عشر الإمام من آل محمد ( عليهم السلام ) كلهم محدث ، من ولد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن ولد علي ، ورسول الله وعلي ( عليهما السلام ) هما الوالدان ( 13 ) .

تحقيق حول أحاديث عدد الأئمة

ومن الجدير بالذكر أن هذه الأحاديث ، مع جميع هذه الاختلافات ، تشترك في نقطتين أساسيتين :

1 – تعيين النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأفضل الأشخاص الذين سيتسنى لهم قيادة الأمة من بعده لسنين متمادية .

2 – إن عدد الأئمة الذين حظيت قيادتهم بتأييد النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو اثنا عشر شخصا .

وستتجلى هذه الحقيقة أكثر فأكثر عند الرجوع إلى روايات شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، حيث سنرى أنهم ذكروا – علاوة على تقريرهم لتلك الحقيقة ( 14 ) – أسماء خلفاء النبي ومواصفاتهم بشكل أدق .

وقد ذكرت هذه الإيضاحات في الروايات ( 86 – 89 ) من هذا الفصل ، وفي روايات الفصل السادس / أسماء الأئمة من أهل البيت .

أضيف إلى ذلك أن هذا الكلام من النبي الأعظم قد صدر في حجة الوداع ( 15 ) وفي عرفات أو منى ( 16 ) أو فيهما ، وفي المدينة ( 17 ) وهي المواطن التي صدر عنه فيها حديث الثقلين ( 18 ) ، فلا ريب أن مراده من قوله ” من قريش ” هو الأئمة من أهل بيته . كما قال الإمام علي ( عليه السلام ) : إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن م ن هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم ( 19 ) .

فلا ريب أن حذف المواصفات الدقيقة لخلفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) الاثني عشر ، من بعض الروايات ، كان لأسباب سياسية . غير أنه يكفي ما ذكرنا لاتضاح الحقيقة ، لأن العدد المذكور لا ينطبق إلا على أئمة أهل البيت . ولو قرنت هذه الأحاديث بحديث الثقلين المتواتر – وسائر الأحاديث التي جاءت في هذا الكتاب حول تعريف أهل البيت ووجوب التمسك بهم – لعرفنا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) حدد – وبمزيد من الدقة والوضوح ، وأكثر من أي شئ آخر – معالم القيادة المستقبلية للأمة الإسلامية والأئمة من بعده ( 20 ) .

ــــــــــــــــــــــــــــ

( 1 ) صحيح مسلم : 3 / 1453 / 10 ، مسند ابن حنبل : 7 / 410 / 20869 ، مسند أبي يعلى : 6 / 473 / 7429 ، الخصال : 473 / 30 وفيهما ” و ” بدل ” أو ” .

( 2 ) صحيح البخاري : 6 / 2640 / 6796 .

( 3 ) صحيح مسلم : 3 / 1452 / 6 ، الخصال : 473 / 27 .

( 4 ) سنن الترمذي : 4 / 501 / 2223 ، مسند ابن حنبل : 7 / 430 / 20995 .

( 5 ) صحيح مسلم : 3 / 1453 / 7 ، وأيضا في : ح 8 وفيه ” هذا الأمر ” بدل ” الاسلام ” ، و ح 9 وفيه ” هذا الدين عزيزا منيعا . . . ” و ” صمنيها الناس ” بدل ” لم أفهمها ” ، مسند ابن حنبل : 7 / 412 / 20882 ، سنن أبي داود : 4 / 106 / 4280 ، تاريخ بغداد : 2 / 126 وفيهما ” فكبر الناس وضجوا ثم قال . . . ” .

( 6 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 716 / 6589 ، المعجم الكبير : 22 / 120 / 308 ، وراجع التاريخ الكبير : 8 / 411 / 3520 ، أمالي الصدوق : 255 / 8 .

( 7 ) تاريخ واسط : 98 ، الخصال : 470 / 16 نحوه .

( 8 ) ينابيع المودة : 3 / 290 / 4 ، إحقاق الحق : 13 / 30 كلاهما عن مودة القربى .

( 9 ) مسند ابن حنبل : 2 / 55 / 3781 ، المستدرك على الصحيحين : 4 / 546 / 8529 ، المعجم الكبير : 10 / 158 / 10310 ، مسند أبي يعلى : 5 / 31 / 5009 ، وراجع الخصال : 467 / 6 – 11 ، أمالي الصدوق : 254 / 4 – 7 .

( 10 ) الكافي : 1 / 534 / 18 عن أبي سعيد رفعه .

( 11 ) ينابيع المودة : 3 / 254 / 59 .

( 12 ) كمال الدين : 269 / 12 عن أبي حمزة الثمالي .

( 13 ) الكافي : 1 / 531 / 7 ، وذكره أيضا في : 533 / 14 كلاهما عن زرارة .

( 14 ) راجع الخصال : 466 ، البحار : 36 / 226 باب نصوص الرسول ( صلى الله عليه وآله ) على الأئمة ( عليهم السلام ) .

( 15 ) مسند ابن حنبل : 7 / 405 / 20840 عن جابر بن سمرة السوائي قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول في حجة الوداع : إن هذا الدين لن يزال ظاهرا على من ناوأه ، لا يضره مخالف ولا مفارق حتى يمضي من أمتي اثنا عشر خليفة . قال : ثم تكلم بشئ لم أفهمه ، فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : كلهم من قريش ، وراجع 20843 و 20857 و 20885 و 20892 .

( 16 ) مسند ابن حنبل : 7 / 429 / 20991 عن جابر بن سمرة قال : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعرفات . وقال المقدمي في حديثه : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يخطب بمنى . وهذا لفظ حديث أبي الربيع : فسمعته يقول : لن يزال هذا الأمر عزيزا ظاهرا حتى يملك اثنا عشر كلهم . ثم لغط القوم وتكلموا فلم أفهم قوله بعد ” كلهم ” ، فقلت لأبي : يا أبتاه ، ما بعد كلهم ؟ قال : كلهم من قريش . وقال القواريري في حديثه : لا يضره من خالفه أو فارقه حتى يملك اثنا عشر . وراجع : 20922 و 20959 و 20960 و 20990 .

( 17 ) كما يظهر من حديث رجم الأسلمي التي وقعت في المدينة (راجع صحيح مسلم : 3 / 1318 – 1324).

( 18 ) راجع : ص 137 تحقيق حول حديث الثقلين / تاريخ صدور الحديث .

( 19 ) نهج البلاغة : الخطبة 144 .

( 20 ) قال بعض المحققين : إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده ( صلى الله عليه وآله ) اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة ، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان علم أن مراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته ، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه ، لقلتهم عن اثني عشر ، ولا يمكن أن يحمل على الملوك الأموية لزيادتهم على اثني عشر ، ولظلمهم الفاحش إلا عمر ابن عبد العزيز ، ولكونهم غير بني هاشم ، لأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : ” كلهم من بني هاشم ” في رواية عبد الملك عن جابر ، وإخفاء صوته ( صلى الله عليه وآله ) في هذا القول يرجح هذه الرواية ، لأنهم لا يحبون خلافة بني هاشم ، ولا يمكن أن يحمل على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور ، ولقلة رعايتهم لآية * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * وحديث الكساء ، فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته ( صلى الله عليه وآله ) ، لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم ، وأعلاهم نسبا ، وأفضلهم حسبا ، وأكرمهم عند الله ، وكان علومهم عن آبائهم متصلة بجدهم ( صلى الله عليه وآله ) وبالوراثة واللدنية ، كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتدقيق .

ويؤيد هذا المعنى – أي أن مراد النبي ( صلى الله عليه وآله ) الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته – ويشهد له ويرجحه حديث الثقلين ، والأحاديث المتكثرة المذكورة في هذا الكتاب وغيره ( ينابيع المودة : 2 / 292 ونفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 328 ) .

وقال المولى صدرا ( قدس سره ) : هذه الروايات بأسرها مستصحة الأسانيد من طرق العامة ، مثبتة الصحة في صحاحهم وأصولهم جميعا ، وهنالك من الطريقين مسانيد صحاح وطرق مستفيضة يجمعها أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : الأئمة بعدي من عترتي عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين ( عليه السلام ) ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، والتاسع مهديهم .

وفي صحاحهم الستة وجامع أصولهم : أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : المهدي من عترتي من ولد فاطمة يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وأنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ، وأنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا .

قال شارح المشكاة : هذه الأحاديث وأشباهها فيها دليل ظاهر على أن الخلافة مختصة بقريش ، ولا يجوز عقدها لغيرهم . وبين ( صلى الله عليه وآله ) أن هذا الحكم إلى آخر الدهر ما بقي من الناس اثنان .

فنقول : من لم يكن في عقله آفة وعلى بصيرته غشاوة يعلم أن هذه النصوص المتواترة الصحة دالة على أن خلفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) من بعده اثنا عشر إماما لا غير ، كلهم من قريش ، بهم يقوم الدين ويستقيم الاسلام إلى قيام الساعة ، ولم يوجد هذا العدد ولا هذا الوصف إلا في أئمة الشيعة الإمامية ، فهؤلاء الأوصياء الخلفاء ، فثبت أن الأرض ما زالت إلا ولله فيها الحجة . ( شرح أصول الكافي : 2 / 481 ) .

المصدر: أهل البيت في الكتاب والسنة / الشيخ محمد الريشهري