اسمه وكنيته ونسبه(1)
أبو الحسين، علي بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن زيد ابن الإمام علي زين العابدين(علیه السلام)، الكوفي الحِمّاني المعروف بالأفوه.
ولادته
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلّا أنّه كان من أعلام القرن الثالث الهجري، ومن المحتمل أنّه ولد في الكوفة باعتباره كوفيّاً.
من أقوال العلماء فيه
1ـ قال المسعودي(ت: 346ﻫ): «وكان علي بن محمّد الحِمّاني نقيبهم بالكوفة وشاعرهم ومدرّسهم ولسانهم، ولم يكن أحد بالكوفة من آل علي بن أبي طالب يتقدّمه في ذلك الوقت»(2).
2ـ قال ياقوت الحموي(ت: 626ﻫ): «كان المترجم في العلوية من الشهرة والأدب والطبع… وكان يقول: أنا شاعر، وأبي شاعر، وجدّي شاعر إلى أبي طالب»(3).
3ـ قال محمّد الرفاعي(ت: 885ﻫ): «كان شهماً شجاعاً شاعراً مفلقاً وخطيباً مصقعاً»(4).
علمه وشعره
قال العلّامة الأميني(قدس سره): «المترجم له في الرعيل الأوّل من فقهاء العترة ومدرّسيهم في عاصمة التشيّع بالعراق في القرون الأُولى (الكوفة)، وفي السنام الأعلى من خطباء بني هاشم وشعرائهم المفلقين، وقد سار بذكره وبشعره الركبان، وعرفه القريب والبعيد بحُسن الصياغة وجودة السرد، أضف إلى ذلك علمه الغزير، ومجده الأثيل، وسؤدده الباهر، ونسبه العلوي الميمون، وحسبه الوضّاح إلى فضائل جمّة تسنّمت به إلى ذروة الخطر المنيع».
قال أبو محمّد الفحّام: «سأل المتوكّل ابن الجهم: مَن أشعر الناس؟ فذكر شعراء الجاهلية والإسلام، ثمّ إنّه سأل أبا الحسن ـ أي: الإمام الهادي(ع) ـ فقال: الحمّاني حيث يقول:
لَقدْ فَاخَرَتْنَا مِن قُريشٍ عِصابةٌ ** بِمدِّ خُدودٍ وامتدادِ أَصابعِ
فَلمَّا تَنازَعْنَا المقالَ قَضَى لَنَا ** عَليهمْ بِمَا نَهوَى نِداءَ الصَّوامِعِ
تَرانَا سُكوتاً والشَّهيدُ بِفَضلِنا ** عَليهِمْ جَهيرُ الصَّوتِ في كُلِّ جَامِعِ
فَإِنَّ رَسولَ اللهِ أحمدَ جَدُّنَا ** ونَحنُ بَنوهُ كالنُّجومِ الطَّوالِعِ»(5).
وقال أيضاً:
«عَصيتُ الهَوَى وهَجرتُ النِّساءَ ** وكنتُ دَواءً فَأصبحتُ داء
ومَا أنس لا أنس حَتَّى المماتِ ** نزيبَ الظباء تجيبُ الظباء
دَعِيني وصَبري على نائباتٍ ** فبالصَّبرِ نلتُ الثَّرى والثَّواء
وإن يَكُ دَهري لَوَى رَأسَهُ ** فقدْ لِقَي الدَّهْرُ مِنِّي التِوَاء
ونَحنُ إذا كانَ شِربُ المدامِ ** شَرِبنا على الصَّافِناتِ الدِّماء
بَلَغْنا السَّماءَ بأنسابِنا ** ولَولا السَّماءُ لَجُزْنَا السَّماء
فَحَسْبُكَ مِنْ سُؤْددٍ أنَّنا ** بحُسنِ البلاءِ كشَفْنا البَلاء
يَطيبُ الثَّناءُ لآبائِنا ** وذِكرُ عَليٍّ يَزينُ الثَّناء
إذا ذُكِرَ النَّاسُ كُنَّا مُلوكاً ** وكَانُوا عَبيداً وكانُوا إِماء
هَجَانيَ قَومٌ ولَم أهْجُهُمْ ** أبَى اللهُ لي أَنْ أَقولَ الهِجَاء»(6).
وفاته
تُوفّي(رضوان الله عليه) عام 301ﻫ.
ـــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: الغدير 3/ 57 رقم14.
2ـ مروج الذهب 4/ 66.
3ـ الغدير 3/ 59، نقلاً عن نسمة السحر.
4ـ المصدر السابق، نقلاً عن صحاح الأخبار.
5ـ مناقب آل أبي طالب 4/ 407.
6ـ الغدير 3/ 64 نقلاً عن المحاسن والمساوئ للبيهقي 1/ 75.
بقلم: محمد أمين نجف