نستعرض هنا جملة من الأخبار التي تحدَّثت عن شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) وطينتهم الطَّاهرة ومقاماتهم الكريمة ودرجاتهم الرَّفيعة في الدُّنيا ولآخرة :
روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنَّه قال : ( رحم الله شيعتنا خُلِقوا من فاضل طينتنا وعُجنوا بماء ولايتنا ، يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا ) (1) .
وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : ( رحم الله شيعتنا لقد شاركونا بطون الحزن على مصائب جدَّي الحسين ( عليه السلام ) ، أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين ( عليه السلام ) دمعة حتى تسيل على خدّه بوَّأه الله بهما في الجنَّة غرفاً يسكنها أحقاباً ) (2) .
وعن الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) أنَّه كتب لبعض شيعته : ( نحن كهف لمن التجأ إلينا ، ونور لمن استضاء بنا ، وعصمة لمن اعتصم بنا ، من أحبَّنا كان معنا في السَّنام الأعلى ، ومن انحرف عنَّا فإلى النَّار ، ومن كثرة حبّهم لشيعتهم لايقبلون ولايرضون بأن يفرَّق بينهم وبين شيعتهم فإذا قامت القيامة ليس لهم فِكر وذِكر إلأخلاص شيعتهم ، ولذا يأتي النداء يا فاطمة سلي حاجتك ؟
فتقول ( عليها السلام ) : (ربَّ شيعتي ) ، فيقول الله عزَّ وجلَّ : ( غفرت لهم )فتقول ( عليها السلام ) : ( ربَّ شيعة شعتي ) ، فيقول الله عزَّوجل َّ : ( انطلقي فمن اعتصم بك فخذي بيده وأدخليه الجنَّة ) إلى آخر الخبر الذي روي في البحار ) (3) ، واعلم أخي العزيز أنَّه من المعلوم أنَّ حبّهم لشيعتهم ومحبَّتهم أكثر من حبّ الوالد لولده الصَّالح وهم بمنزلة أولادهم أيَضاً لأنَّهم خلقوا من طينتهم ، ومن هذا الخبر يظهر مقدار حبّهم لنا ومقامات الشّيعة عندهم وعند الله عزَّوجلَّ .
وعن أبي بصير عن الإمام الصَّادق ( عليه السلام ) أنَّه قال : ( خرجت أنا وأبي محمَّد الباقر ( عليه السلام ) إلى مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى إذا كنَّا بين القبر و المنبر فإذا نحن بأُناس من الشيّعة فسلَّم عليهم أبي فردّوا عليه السَّلام ثمَّ التفت إليهم أبي ( عليه السلام ) وقال :
إنَّي والله لأحبّ ريحكم وأرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد واعلموا : أنَّ ولايتنا لا تُنال ألاَّ بالعمل و الاجتهاد ، من ائتمَّ منكم بعبد فليعمل بعمله ، أنتم شيعة الله وأنتم السَّابقون الأوَّلون والسَّابقون الآخرون والسَّابقون في الدَّنيا إلى ولايتنا و السَّابقون في الآخرة إلى الجنَّة وقد ضمنا لكم الجنَّة بضمان الله وضمان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ما على درجات الجنَّة أحداً أكثر أزواجاً منكم فتنافسوا في فضائل الدَّرجات أنتم الطيّبون ونساؤكم الطيّبات ، كلّ مؤمن منكم صدَّيق وكلّ مؤمنه منكم حوراء عيناء ) (4) .
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ( لقنبر : ( يا قنبر أبشر وبشَّر واستبشر فلقد مات رسول الله ( ص) وهو على أُمَّته ساخط إلَّا الشّيعة ، ألا وإنَّ لكلّ شيء عروة وعروة الإسلام الشّيعة ، ألا وإنَّ لكلّ شيء دعامة ودعامة الإسلام الشّيعة ، ألا وإنَّ لكلّ شيء شرفاً وشرف الإسلام الشّيعة ، إلا وإنَّ لكل شيء سيَّداً وسيَّد المجالس مجالس الشّيعة ، ألا وإنَّ لكلّ شيءإماماً وإمام الأرض أرض تسكنه الشّيعة ، و الله لو لا ما في الأرض في الدُّنيا وما لهم في الآخرة من نصيب ، كلّ ناصب وإن تعبَّد واجتهد فمنسوب إلى هذه الآية : ( عَامِلَةُ نَّاصِبَةُ تَصْلَى نَاَراً حَامِيَةً تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ ءَانِيةٍ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيٍع لَّا يُسمِنُ وَلَّا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ) ، كل ناصب مجتهد فعلمه هباء ، شيعتنا ينظرون بنور الله ومن خالفهم يتقلَّب بسخط الله ، والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلَّا أصعد الله عزَّ وجلَّ بروحه إلى السَّماء ، فإن كان قد أتى عليه أجله جعله في كنوز رحمته وفي رياض جنَّته وفي ظل عرشه ، وإن كان أجله متأخراً عنه بعث به مع أمينه من الملائكة ليؤدّيه إلى جسده الذي خرج منه ليسكن فيه ، والله إنَّ حجَّاجكم وعمَّاركم لخاصَّة الله وأنَّ فقراءكم لأهل الغناء وأنَّ أشعث أغبر ذي طمرين مدفع بالأبواب لو أقسم بالله لأبّره ) (5) .
وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنَّه قال : ( إنَّ الله جعل لنا شعية فجعلهم من نوره ، وصبغهم في رحمته ، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرَّفهم نفسه ، فهو المتقبّل من مُحسنهم المتجاوز عن مسيئهم ، من لم يلقَ الله بما عليه لم يتقبَّل منه حسنة ولم يتجاوز عنه سيَّئة ) (6) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شجرة طوبى ( الحائري ) : ج1 ،ص3 .
(2) شجرة طوبى ( الحائري ) : ج1 ،ص3 .
(3) شجرة طوبى ( الحائري ) :ج1 ،ص3 .
(4) شجرة طوبى ( الحائري ) : ج1 ،ص4 .
(5) شجرة طوبى ( الحائري ) : ج1 ،ص3 .
(6) بحار الأنوار ( المجلسي ) : ج64 ،ص74 .
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة