هناك مناجاة كثيرة وردت عن الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، نذكر منها :
۱ـ مناجاته بالاستقالة :
قال ( عليه السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم أنّ الرجاء لسعة رحمتك أنطقني باستقالتك ، والأمل لأناتك ، ورفقك شجّعني على طلب أمانك وعفوك ، ولي يا رب ذنوب قد واجهتها أوجه الانتقام ، وخطايا قد لاحظتها أعين الاصطلام ، واستوجبت بها على عدلك أليم العذاب ، واستحققت باجتراحها مبير العقاب ، وخفت تعويقها لإجابتي وردّها إيّاي عن قضاء حاجتي ، وإبطالها لطلبتي ، وقطعها لأسباب رغبتي من أجل ما قد أنقض ظهري من ثقلها ، وبهظني من الاستقلال بحملها ، ثمّ تراجعت ربّ إلى حلمك عن العاصين ، وعفوك عن الخاطئين ، ورحمتك للمذنبين ، فأقبلت بثقتي متوكّلاً عليك ، طارحاً نفسي بين يديك ، شاكياً بثي إليك ، سائلاً ربّ ما استوجبه من تفريج الغم ، ولا استحقه من تنفيس الهم مستقيلاً ربّ لك ، واثقاً مولاي بك .
اللّهم فامنن عليّ بالفرج ، وتطوّل عليّ بسلامة المخرج ، وادللني برأفتك على سمت المنهج ، وأزلني بقدرتك عن الطريق الأعوج ، وخلّصني من سجن الكرب بإقالتك ، وأطلق اسري برحمتك ، وتطوّل عليّ برضوانك ، وجد عليّ بإحسانك ، وأقلني ربّ عثرتي ، وفرّج كربتي ، وارحم عبرتي ، ولا تحجب دعوتي ، واشدد بالإقالة أزري ، وقوّ بها ظهري ، وأصلح بها أمري ، وأطل بها عمري ، وارحمني يوم حشري ، ووقت نشري ، إنّك جواد كريم ، غفور رحيم ، وصلّ على محمد وآله ) .
۲ـ مناجاته بالسفر :
قال ( عليه السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم إنّي أريد سفراً فخر لي فيه ، وأوضح لي فيه سبيل الرأي وفهّمنيه ، وافتح عزمي بالاستقامة ، واشملني في سفري بالسلامة ، وأفد لي به جزيل الحظّ والكرامة ، واكلأني فيه بحريز الحفظ والحراسة ، وجنبّني اللّهم وعثاء الأسفار ، وسهّل لي حزونة الأوعار ، واطو لي البعيد لطول انبساط المراحل ، وقرّب منّي بعد نأي المناهل ، وباعد في المسير بين خطى الرواحل ، حتّى تقرّب نياط البعيد ، وتسهّل وعورة الشديد .
ولقّني اللّهم في سفري نجح طائر الواقية ، وهنّئني غنم العافية ، وخفير الاستقلال ، ودليل مجاوزة الأهوال ، وباعث وفود الكفاية ، وسائح خفير الولاية ، واجعله اللّهم ربّ عظيم السلم ، حاصل الغنم ، واجعل اللّهم ربّ الليل ستراً لي من الآفات ، والنهار مانعاً من الهلكات ، واقطع عنّي قطع لصوصه بقدرتك ، واحرسني من وحوشه بقوّتك ، حتّى تكون السلامة فيه صاحبتي ، والعافية مقارنتي ، واليمن سائقي ، واليسر معانقي ، والعسر مفارقي ، والنجح بين مفارقي ، والقدر موافقي ، والأمر مرافقي ، إنّك ذو المنّ والطّول ، والقوّة والحول ، وأنت على كلّ شيءٍ قدير ) .
۳ـ مناجاته بطلب الرزق :
قال ( عليه السلام ) : ( اللّهم أرسل عليّ سجال رزقك مدراراً ، وأمطر سحائب افضالك عليّ غزاراً ، وارم غيث نيلك إليّ سجالاً ، وأسبل مزيد نعمك على خلّتي إسبالاً ، وأفقرني بجودك إليك ، وأغنني عمّن يطلب ما لديك ، وداو داء فقري بدواء فضلك ، وأنعش صرعة عليتي بطولك ، وأجبر كسر خلّتي بنولك ، وتصدّق على إقلالي بكثرة عطائك ، وعلى اختلالي بكرم حيائك ، وسهّل ربّ سبيل الرزق إليّ ، واثبت قواعده لديّ ، وبجّس لي عيون سعة رحمتك ، وفجّر أنهار رغد العيش قبلي برأفتك ورحمتك ، وأجدب أرض فقري ، واخصب جدب ضرّي ، واصرف عنّي في الرزق العوائق ، واقطع عنّي من الضيق العلائق ، وارمني اللّهم من سعة الرزق بأخصب سهامه ، وأحبني من رغد العيش بأكثر دوامه .
واكسني اللّهم أي ربّ سرابيل السعة ، وجلابيب الدعة ، فإنّي ربّ منتظر لإنعامك بحذف الضيق ، ولتطولك بقطع التعويق ، ولتفضلّك ببتر التقصير ، ولوصل حبلي بكرمك بالتيسير ، وأمطر اللّهم عليّ سماء رزقك بسجال الديّم ، وأغنني عن خلقك بعوائد النعم ، وارم مقاتل الإقتار منّي ، واحمل عسف الضرّ عنّي ، واضرب الضرّ بسيف الاستيصال ، وامحقه ربّ منك بسعة الافضال ، وأمددني بنموّ الأموال ، واحرسني من ضيق الاقلال ، واقبض عنّي سوء الجدب ، وابسط لي بساط الخصب وصحّبني بالاستظهار ، ومسّني بالتمكين من اليسار ، إنّك ذو الطول العظيم والفضل العميم ، وأنت الجواد الكريم ، الملك الغفور الرحيم ، اللّهم اسقني من ماء رزقك غدقاً ، وانهج لي من عميم بذلك طرقاً ، وفاجأني بالثروة والمال ، وأنعشني فيه بالاستقلال ) .
۴ـ مناجاته بالاستعاذة :
قال ( عليه السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم إنّي أعوذ بك من ملّمات نوازل البلاء ، وأهوال عظائم الضرّاء ، فأعذني ربّ من صرعة البأساء ، واحجبني من سطوات البلاء ، ونجّني من مفاجأة النقم ، واحرسني من زوال النعم ، ومن زلل القدم ، واجعلني اللّهم ربّ في حمى عزّك وحياطة حرزك من مباغتة الدوائر ، ومعاجلة البوادر .
اللهم رب وأرض البلاء فاخسفها ، وعرصة المحن فارجفها ، وشمس النوائب فاكسفها ، وجبال السوء فانسفها ، وكرب الدهر فاكشفها ، وعوائق الأمور فاصرفها ، وأوردني حياض السلامة ، واحملني على مطايا الكرامة ، واصحبني بإقالة العثرة ، واشملني بستر العورة ، وجد عليّ ربّ بآلائك ، وكشف بلائك ودفع ضرائك ، وادفع عنّي كلاكل عذابك ، واصرف عنّي أليم عقابك ، وأعذني من بوائق الدهور ، وأنقذني من سوء عواقب الأمور ، واحرسني من جميع المحذور ، واصدع صفاة البلاء عن أمرنا ، واشلل يده عنّي مدة عمري ، إنّك الربّ المجيد المبدئ المعيد ، الفعّال لما تريد ) .
۵ـ مناجاته بطلب التوبة :
قال ( عليه السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم ربّ إنّي قصدت إليك بإخلاص توبةٍ نصوح ، وتثبيت عقد صحيح ، ودعاء قلبٍ جريحٍ ، وإعلان قول صريحٍ ، اللّهم ربّ فتقبّل منّي إنابة مخلص التوبة ، وإقبال سريع الأوبة ، ومصارع تجشّع الحوبة ، وقابل ربّ توبتي بجزيل الثواب ، وكريم المآب ، وحطّ العقاب ، وصرف العذاب ، وغنم الإياب ، وستر الحجاب ، وامح اللّهم ربّ بالتوبة ما ثبت من ذنوبي ، واغسل بقبولها جميع عيوبي ، واجعلها جالية لرين قلبي ، شاحذةً لبصيرة لُبّي ، غاسلةً لدرني ، مطهّرة لنجاسة بدني ، مصحّحة فيها ضميري ، عاجلةً إلى الوفاء بها مصيري ، واقبل ربّ توبتي ، فإنّها بصدق من إخلاص نيّتي ، ومحض من تصحيح بصيرتي ، واحتفال في طويّتي ، واجتهاد في لقاء سريرتي ، وتثبيت إنابتي ، ومسارعة إلى أمرك بطاعتي .
واجل اللّهم ربّ عنّي بالتوبة ظلمة الإصرار ، وامح بها ما قدّمته من الأوزار ، واكسني بها لباس التقوى ، وجلابيب الهدى ، فقد خلعت ربق المعاصي عن جلدي ، ونزعت سربال الذنوب عن جسدي ، متمسّكاً ربّ بقدرتك ، مستعيناً على نفسي بعزّتك ، مستودعاً توبتي من النكث بخفرتك ، معتصماً من الخذلان بعصمتك ، مقرّاً بلا حول ولا قوّة إلاّ بك ) .
۶ـ مناجاته بطلب الحج :
قال ( عليه السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم ارزقني الحجّ الذي فرضته على من استطاع إليه سبيلاً ، واجعل لي فيه هادياً واليه دليلاً ، وقرّب لي بعد المسالك ، وأعنّي فيه على تأدية المناسك ، وحرّم بإحرامي على النار جسدي ، وزد للسفر في زادي وقوّتي وجلدي ، وارزقني ربّ الوقوف بين يديك ، والإضافة إليك ، وظفّرني بالنجح ، واحبني بوافر الربح ، واصدرني ربّ من موقف الحج الأكبر إلى مزدلفة المشعر ، واجعلها زلفة إلى رحمتك ، وطريقاً إلى جنّتك ، أوقفني موقف المشعر الحرام ، ومقام وفود الإحرام ، وأهلني لتأدية المناسك ، ونحر الهدي التوامك بدمٍ يثجّ ، وأوداج تمجّ ، وإراقة الدماء المسفوحة ، من الهدايا المذبوحة ، وفري أوداجها على ما أمرت ، والتنفّل بها كما رسمت ، وأحضرني اللّهم صلاة العيد راجياً للوعد حالقاً شعر رأسي ، ومقصّراً مجتهداً في طاعتك ، مشمّراً رامياً للجمار بسبع بعد سبع من الاحجار ، وأدخلني اللّهم عرصة بيتك وعقوتك ، وأولجني محلّ أمنك وكعبتك ومساكينك وسؤالك ، ووفدك ومحاويجك ، وجد عليّ اللّهم بوافر الأجر من الانكفاء والنفر ، واختم لي مناسك حجّي ، وانقضاء عجّي بقبول منك لي ورأفة منك ، يا غفور يا رحيم ، يا أرحم الراحمين ) .
۷ـ مناجاته بكشف الظلم :
قال ( عليه السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم إن ظلم عبادك قد تمكّن في بلادك حتّى أمات العدل ، وقطع السبل ، ومحق الحقّ ، وأبطل الصدق ، وأخفى البرّ ، وأظهر الشرّ ، وأهمل التقوى ، وأزال الهدى ، وأزاح الخير ، وأثبت الضيّر ، وأنمى الفساد ، وقوّى العباد ، وبسط الجور ، وعدى الطور ، اللّهمّ يا ربّ لا يكشف ذلك إلاّ سلطانك ، ولا يجير منه إلاّ امتنانك .
اللّهم ربّ فابتر الظلم ، وبتّ جبال الغشم ، واخمل سوق المنكر ، وأعزّ من عنه زجر ، واحصد شأفة أهل الجور ، وألبسهم الحور بعد الكور ، وعجّل لهم البتات ، وأنزل عليهم المثلات ، وأمت حياة المنكرات ، ليأمن المخوف ، ويسكن الملهوف ، ويشبع الجائع ، ويحفظ الضائع ، ويؤوى الطريد ، ويعود الشريد ، ويغني الفقير ، ويجار المستجير ، ويوقّر الكبير ، ويرحم الصغير ، ويعزّ المظلوم ، ويذلّ الظلوم ، وتفرج الغمّاء ، وتسكن الدّهماء ، ويموت الاختلاف ، ويحيى الايتلاف ، ويعلو العلم ، ويشمل السلم ، وتجمل النيّات ، ويجمع الشتات ، ويقوى الإيمان ، ويتلى القرآن ، إنّك أنت الديّان ، المنعم المنّان ) .
۸ـ مناجاته بالشكر لله تعالى :
قال ( عليه السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم لك الحمد على مردّ نوازل البلاء ، وملمّات الضرّاء ، وكشف نوائب اللأواء ، وتوالي سبوغ النعماء ، ولك الحمد ربّ على هنيء عطائك ، ومحمود بلائك ، وجليل آلائك ، ولك الحمد على إحسانك الكثير ، وخيرك الغزير ، وتكليفك اليسير ، ودفعك العسير ، ولك الحمد يا رب على تثميرك قليل الشكر ، وإعطائك وافر الأجر ، وحطّك مُثقل الوزر ، وقبولك ضيّق العذر ، ووضعك باهظ الإصر ، وتسهيلك موضع الوعر ، ومنعك مفظع الأمر ، ولك الحمد على البلاء المصروف ، ووافر المعروف ، ودفع المخوف ، وإذلال العسوف ، ولك الحمد على قلّة التكليف ، وكثرة التخفيف ، وتقوية الضعيف ، وإغاثة اللهيف ، ولك الحمد على سعة إمهالك ، ودوام افضالك ، وصرف محالك ، وحميد فعالك ، وتوالي نوالك ، ولك الحمد على تأخير معاجلة العقاب ، وترك مغافصة العذاب ، وتسهيل طرق المآب ، وإنزال غيث السحاب ، إنّك المنان الوهّاب ) .
۹ـ مناجاته بطلب الحاجة :
قال ( عليه السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم جدير من أمرته بالدعاء أن يدعوك ، ومن وعدته بالإجابة أن يرجوك ، ولي اللّهم حاجة قد عجزت عنها حيلتي ، وكلّت فيها طاقتي ، وضعفت عن مرامها قدرتي ، وسوّلت لي نفسي الأمّارة بالسوء ، وعدوّي الغرور الذي أنا منه مبتلى أن أرغب فيها إلى ضعيف مثلي ، ومن هو في النكول شكلي ، حتّى تداركتني رحمتك ، وبادرتني بالتوفيق رأفتك ، ورددت عليّ عقلي بتطوّلك ، وألهمتني رشدي بتفضّلك ، وأحييت بالرجاء لك قلبي ، وأزلت خدعة عدوّي عن لبّي ، وصحّحت بالتأميل فكري ، وشرحت بالرجاء لإسعافك صدري ، وصوّرت لي الفوز ببلوغ ما رجوته ، والوصول إلى ما أمّلته .
فوقفت اللّهم ربّ بين يديك سائلاً لك ، ضارعاً إليك ، واثقاً بك ، متوكّلاً عليك في قضاء حاجتي ، وتحقيق أمنيتي ، وتصديق رغبتي ، فأنجح اللّهم حاجتي بأيمن نجاح ، واهدها سبيل الفلاح ، وأعذني اللّهم ربّ بكرمك من الخيبة والقنوط ، والاناءة والتثبيط بهنيء إجابتك ، وسابغ موهبتك ، إنّك مليُّ وليّ ، وعلى عبادك بالمنائح الجزيلة وفيّ ، وأنت على كلّ شيء قدير ، وبكلّ شيء محيط ، وبعبادك خبير بصير ) .