- حدّث إبراهيم بن سعد قال: حدّثنا حكم بن سعد قال:
لقيتُ أبا جعفر محمّدَ بن عليٍّ الباقر عليه السّلام وبيده عصاً يضرب بها الصخر فينبع منه الماء. فقلت: يا ابن رسول الله، ما هذا ؟! قال: نبعةٌ مِن عصا موسى التي يتعجّبون منها. ( دلائل الإمامة لمحمّد بن جرير الطبريّ الإماميّ 96 ـ وعنه: إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات للشيخ الحرّ العامليّ 64:3 / ح 82، بإسناده عن حكيم ابن أسد. وجاء في كتاب الغرفة للسيّد محمّد علي الشاه عبدالعظيميّ 41، وعلى الصفحة 130 روى عن حكم أنّه قال: لقيتُ الباقر عليه السّلام وبيده عصاً، يضرب الصخر فينبع منه الماء ).
- وحدّث أبو المفضّل محمّد بن عبدالله قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة، عن يحيى بن زكريّا، عن الحسن بن محبوب الزرّاد، عن محمّد بن سنان، عن المفضَّل بن عمر الجعفيّ، عن جابر بن يزيد الجُعفيّ قال:
مررتُ بعبدالله الحسن، فلمّا رآني سبّني وذكر الباقر عليه السّلام ( أي بسوء )، فجئتُ إلى أبي جعفر عليه السّلام، فلمّا أبصر بي تبسّم وقال: يا جابر، مررتَ بعبدالله بن حسن فسبّك وسبّني ؟! قلت: نعم يا سيّدي، ودعوتُ الله عليه. فقال لي: أوّل داخلٍ يدخل عليك هو.
فإذا هو قد دخل! فلمّا جلس قال له الباقر عليه السّلام: ما جاء بك يا عبدالله ؟! قال: أنت الذي تدّعي ما تدّعي! قال له الباقر عليه السّلام: ويلَك قد أكثرت! ثمّ قال: يا جابر، قلت: لبّيك، قال: احفرْ في الدار حَفيرة.
قال جابر: فحفرت. فقال لي ائْتِني بحطبٍ كثيرٍ وألْقهِ فيها. ففعلت، ثمّ قال: أضْرِمْه ناراً. ففعلت، ثمّ قال: يا عبدَالله بن حسن! قُمْ وادخلْها واخرجْ منها إن كنتَ صادقاً! قال عبدالله: قمْ فادخلْ أنت قَبْلي.
فقام أبو جعفر عليه السّلام ودخَلَها.. فلم يزل يدوسها برِجْله ويدور فيها حتّى جعلها رماداً، ثمّ خرج فجاءٍ وجلس، وجعل يمسح العرقَ عن وجهه، ثمّ قال: قُمْ قبّحك الله! فما أقربَ ما يحلّ بك كما حلّ بمروان بن الحكم وبولده!( دلائل الإمامة للطبريّ الإماميّ 109 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 64:3 ـ 65 / ح 87. وروى قريباً من ذلك:
ابن شهرآشوب المازندرانيّ في مناقب آل أبي طالب 185:4، وعنه الشيخ المجلسي في بحار الأنوار 261:46 / ح 62 ).
- وعن المفضَّل بن عمر قال: بينما أبو جعفر ( الباقر ) صلوات الله عليه سائرٌ مِن مكّة إلى المدينة.. إذ انتهى إلى جماعةٍ على الطريق، فإذا رجلٌ منهم قد نفق حمارُه ( أي مات )، وتبدّد متاعه، وهو يبكي. فلمّا رأى أبا جعفرٍ عليه السّلام أقبل إليه وقال له:
ـ يا ابن رسول الله، نفقَ حماري وبقيتُ منقطعاً، فادعُ اللهَ أن يُحييَ لي حماري.
فدعا أبو جعفر عليه السّلام.. فأحيا اللهُ تعالى له حمارَه. ( الثاقب في المناقب لابن حمزة 369/ح1. ورواه ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 184:4 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسيّ 260:46 / ح 61، وعوالم العلوم للشيخ عبدالله البحراني 110:19 / ح 4. وكذا نقله الحضينيّ في كتابه الهداية الكبرى 51 ـ من المخطوطة.. وفيه: قال جابر الجعفيّ: فحرّك أبو جعفر عليه السّلام شفتَيه بما لم يسمعه أحد منهم، فإذا نحن بالحمار وقد انتفض، فأخذه صاحبه وحمل عليه رَحْلَه.. وسار معنا حتّى دخل مكّة. عنه: إثبات الهداة للحر العاملي 62:3 / ح 75 ).
- وعن أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا عبدالله بن عبدالرحمان بن أبي نجران، عن أبي محمّد الثماليّ، عن إسحاق الجريريّ قال:
قال الباقر عليه السّلام: يا جريري، أرى لونك قد فقع، أبِكَ بواسير ؟!
قلت: نعم يا ابن رسول الله، وأسأل اللهَ عزّوجلّ ألاّ يحرمني الأجر.
قال: فأصِفُ لك دواءً ؟
قلت: يا ابن رسول الله، لقد عالجتُه بألف وأكثر من دواء.. فما انتفعت بشيءٍ من ذلك، وإنّ بواسيري تشخب دماً!
قال: وَيْحك يا جريريّ، فأنا طبيبُ الأطبّاء، ورأس العلماء، ورأس الحكماء، ومَعدِن الفقهاء، وسيّدُ أولادِ الأنبياء على وجه الأرض.
قلت: كذلك يا سيّدي ومولاي.
قال: إنّ بواسيرك أُناث تشخب دماً.
قلت: صدقتَ يا ابن رسول الله.
فذكرني على الدواء واستعملته.. فوَالله الذي لا إله إلاّ هو، ما فعلته إلاّ مَرّةً واحدةً حتّى برئ ما كان بي، فما أحسستُ بعد ذلك بدمٍ ولا وجع. فعُدتُ إليه مِن قابل، فقال لي: يا إسحاق قد بَرِئتَ والحمد لله. ( طبّ الأئمّة عليهم السّلام لابنَي بسطام ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 199:62 / ح 5 ).
- وعن محمّد بن مسلم قال: خرجتُ إلى المدينة وأنا وَجِع، فقيل له ( أي للإمام الباقر عليه السّلام ): محمّد بن مسلم وَجِع. فأرسل إليّ أبو جعفر عليه السّلام إناءً مع غلام، مغطّى بمنديل، فناولنيه الغلام وقال لي: اشربْه؛ فإنّه أمرَني ألاّ أبرحَ حتّى تشربه.
فتناولته.. فإذا رائحة المِسْك منه، وإذا شراب طيّبُ الطعم بارد، فلمّا شربتُه قال لي الغلام: يقول لك مولاي: إذا شربتَه فتعال. ففكّرت فيما قال لي وما أقدر على النهوض قبل ذلك على رِجْلي، فلمّا استقرّ الشراب في جوفي، فكأنّما أُنشِطتُ مِن عِقال، فأتيتُ بابه فاستأذنتُ عليه فصوّت بي: صحّ الجسم، أُدخُلْ. فدخلتُ عليه وأنا باكٍ، فسلّمت عليه وقبّلت يده ورأسه، فقال لي: وما يُبكيك يا محمّد ؟ فقلت: جُعلت فداك، أبكي على اغترابي وبُعد شقّتي وقلّة القدرة على المُقام عندك أنظر إليك. فقال لي: أمّا قلّة القدرة فكذلك جعل اللهُ أولياءَنا وأهلَ مودّتنا، وجعل البلاء إليهم سريعاً.
وأمّا ما ذكرتَ من الغُربة.. فإنّ المؤمن في هذه الدنيا لغريب، وفي هذا الخلق منكوس حتّى يخرجَ مِن هذه الدار إلى رحمة الله. وأمّا ما ذكرتَ مِن بُعد الشُّقّة، فلَك بأبي عبدالله عليه السّلام ( أي الإمام الحسين سلام الله عليه ) أُسوة، بأرضٍ نائية عنّا بالفرات. وأمّا ما ذكرتَ مِن حُبِّك قُربَنا والنظرَ إلينا، وأنّك لا تقدر على ذلك، واللهُ يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه.
( كامل الزيارات لأبي القاسم جعفر بن محمّد بن قُولَويه 275 / ح 7. مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 181:4. رجال الكشّي أو اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي 167/ الرقم 281. الاختصاص للشيخ المفيد 52 ـ 53. وعن بعض هذه المصادر: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 257:46 / ح 59 و 333:46 / ح 18، وعوالم العلوم للشيخ عبدالله البحرانيّ 385:19 / ح 1، وإثبات الهداة للحرّ العاملي 58:3 /ح 60).
- وروى ابن الصبّاغ المالكيّ المذهب.. عن أبي بصير أنّه قال: قلت يوماً للباقر: أنتم ذريّة رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قال: نعم، قلت: رسول الله وارث الأنبياء جميعهم، ووارث جميع علومهم؟ قال: نعم، قلت: فأنتم ورثة جميع علوم رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قال: نعم، قلت: فأنتم تقدرون أن تُحْيُوا الموتى وتُبرئوا الأكمه والأبرص، وتُخبِروا الناس بما يأكلون في بيوتهم ؟ قال: نعم، نفعل ذلك بإذن الله تعالى.
ثمّ قال: أُدنُ منّي يا أبا بصير. وكان أبو بصير مكفوفَ النظر، قال: فدنوت منه.. فمسح يده على وجهي، فأبصرتُ السهلَ والجبل والسماء والأرض، فقال: أتُحبّ أن تكونَ هكذا تُبصر وحسابُك على الله، أو تكونَ كما كنتَ ولك الجنّة ؟ قلت: الجنّة أحبُّ إليّ.
قال أبو بصير: فمسح بيده على وجهي، فعدتُ كما كنت. ( الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة لابن الصبّاغ المالكي 199 ـ طبعة الغري. نور الأبصار للشبلنجي الشافعيّ 194 ـ الطبعة العثمانيّة بمصر، أو ص 291 ـ الطبعة الحديثة. دلائل الإمامة للطبري الإمامي 226 / ح 17. الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 274:1 / ح 5. إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي 503:1 ـ 504. بصائر الدرجات للصفّار القمّي 289/ح1. الكافي للكليني 391:1 / ح 3. الهداية الكبرى للحضيني 243. مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 184:4. الثاقب في المناقب لابن حمزة 373/ح1. رجال الكشّي أو اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي 174/ الرقم 298. إثبات الوصيّة للمسعوديّ 152. وعن بعض هذه المصادر: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 237:46 / ح 13، و 201:81 / ح 59، وإثبات الهداة للحرّ العاملي 40:3 / ح 6 و ص 68 ـ 69 عن الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي ).