السؤال:
انشغلت لأيّام بسؤال حول الملائكة، ولم أجد الجواب عليه، أرجو منكم إرشادنا للجواب الصحيح.
والسؤال هو: هل الملائكة تموت؟ وإن كانت لا تموت فما معنى الآية ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجلاَلِ وَالْإِكْرَامِ﴾(۱)، وهناك مَن يقول: بأنّ الله يُميت ويُفني كلّ ما خلق، لكي يبرهن قدرته على فناء كلّ شيء. أرجو الإجابة مع جزيل الشكر.
الجواب
روى الشيخ الحرّ العاملي بإسناده عن أبي المغرا، قال: «حدّثني يعقوب الأحمر قال: دخلنا على أبي عبد الله(عليه السلام) نعزّيه بإسماعيل، فترحّم عليه ثمّ قال: إنّ الله عزّ وجلّ نعى إلى نبيّه(صلى الله عليه وآله) نفسه، فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾، وقال: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ المَوْتِ﴾، ثمّ أنشأ يُحدّث فقال: إنّه يموت أهل الأرض حتّى لا يبقى أحد، ثمّ يموت أهل السماء حتّى لا يبقى أحد، إلّا ملك الموت، وحملة العرش، وجبرئيل، وميكائيل.
قال: فيجيء ملك الموت حتّى يقوم بين يدي الله عزّ وجلّ، فيقول له: مَن بقى؟ ـ وهو أعلم ـ فيقول: يا ربّ لم يبق إلّا ملك الموت، وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل، فيقال له: قل لجبرئيل وميكائيل فليموتا، فتقول الملائكة عند ذلك: يا ربّ رسوليك وأمينيك! فيقول: إنّي قد قضيت على كلّ نفس فيها الروح الموت.
ثمّ يجيء ملك الموت حتّى يقف بين يدي الله عزّ وجلّ، فيقال له: مَن بقى؟ ـ وهو أعلم ـ فيقول: يا ربّ لم يبق إلّا ملك الموت، وحملة العرش، فيقول: قل لحملة العرش فليموتوا، قال: ثمّ يجيء مكتئباً حزيناً لا يرفع رأسه، فيقول: مَن بقي؟ فيقول: يا ربّ لم يبق إلّا ملك الموت، فيُقال له: مت يا ملك الموت، ثمّ يأخذ الأرض بيمينه والسماوات بيمينه ـ أي بقدرته ـ ويقول: أين الذين كانوا يدّعون معي شريكاً؟ أين الذين كانوا يجعلون معي إلهاً آخر؟»(۲).
إذاً، بموجب هذه الرواية والروايات الأُخرى الواردة في ذيل قوله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ المَوْتِ﴾(۳) أنّ الملائكة أيضاً تموت.
____________________
۱ـ الرحمن: ۲۶ ـ ۲۷.
۲_ الفصول المهمّة ۱ /۲۹۷.
۳_ آل عمران: ۱۵۸.
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة