نماذج من قضايا الإمام علي (ع) بعد النبي (ص) 2

2021-07-07

873 بازدید

امرأة افترت على غلام أنّه كابرها على نفسها

14 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : أُتي عمر بن الخطّاب بامرأة قد تعلّقت برجل من الأنصار وكانت تهواه ولم تقدر له على حيلة ، فذهبت فأخذت بيضة فأخرجت منها الصفرة وصبّت البياض على ثيابها بين فخذيها ، ثمّ جاءت إلى عمر فقالت : يا أمير المؤمنين ، إنّ هذا الرجل أخذني في موضع كذا وكذا ففضحني ، فهمّ عمر أن يعاقب الأنصاري ، فجعل الأنصاري يحلف وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) جالس ، ويقول : يا أمير المؤمنين ! تثبّت في أمري .

Contents
امرأة افترت على غلام أنّه كابرها على نفسهاامرأة نفت عنها ولدهاامرأتان تنازعتا في طفلدية الصبيّ على الخليفةعمر وأعرابيّرجل له رأسانرجلان احتالا في ذهاب مال امرأةخمسة أُخذوا في الزنىطلاق الزوجة في الشركمن زنى بها غلام صغيربقرة قتلت جملاًرجل قتل أخا رجلاختبار المدّعيحمل امرأة من دون افتضاض !دعوى موت الزوج في عدّة الطلاققصاص العين وهي قائمة( 27 ) الكافي : 7 / 422 / 4 ، خصائص الأئمّة ( عليهم السلام ) : 82 كلاهما عن أبي المعلّى ، تهذيب الأحكام : 6 / 304 / 848 عن أبي العلا وراجع الإرشاد : 1 / 218 وكنز الفوائد : 2 / 183 والمناقب لابن شهر آشوب : 2 / 367 .( 28 ) لَبَّبْتُ فُلاناً : إذا جمعت ثيابه عند صدره ونحره ثمّ جررته ( لسان العرب : 1 / 733 ) .( 29 ) الهجين : العربيّ ابنُ الأمة ( لسان العرب : 13 / 431 ) .( 30 ) الكافي : 7 / 423 / 6 ، تهذيب الأحكام : 6 / 304 / 849 ، خصائص الأئمّة ( عليهم السلام ) : 83 كلاهما عن عاصم بن ضمرة وراجع المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 361 .( 31 ) في المصدر : ” دونه ” ، والصحيح ما أثبتناه كما في المناقب لابن شهر آشوب .( 32 ) الإرشاد : 1 / 205 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 367 وراجع الفضائل لابن شاذان : 56 .( 33 ) استهلال الصبيّ : تصويته عند ولادته ( النهاية : 5 / 271 ) .( 34 ) الكافي : 7 / 374 / 11 ، تهذيب الأحكام : 10 / 312 / 1165 وفيه ” ما ساءه ” بدل ” ما شاء الله ” وكلاهما عن يعقوب بن سالم وراجع الإرشاد : 1 / 204 والمناقب لابن شهر آشوب : 2 / 366 وشرح نهج البلاغة : 1 / 174 .( 35 ) الظَّهْر : الإبل التي يُحمل عليها وتُركب ( النهاية : 3 / 166 ) .( 36 ) أحلاسها وأقتابها : أي أكسَيتها ( النهاية : 1 / 424 ) .( 37 ) شرح الأخبار : 2 / 306 / 626 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 363 ، بحار الأنوار : 40 / 229 / 9 ؛ كنز العمّال : 4 / 142 / 9910 .( 38 ) غطّ يَغِطّ غَطِيطاً ؛ والغَطِيط : الصوت الذي يَخرج مع نَفس النائم ( النهاية : 3 / 372 ) .( 39 ) المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 375 ، بحار الأنوار : 104 / 355 / 5 .( 40 ) الكافي : 7 / 428 / 12 ، تهذيب الأحكام : 6 / 290 / 804 ، من لا يحضره الفقيه : 3 / 19 / 3248 وفيه ” الوديعة عندها ” بدل ” الوديعة عندي ” ؛ تذكرة الخواصّ : 148 نحوه وفي ذيله ” فبلغ ذلك عمر فقال : لا أبقاني الله بعد ابن أبي طالب ” .( 41 ) الكافي : 7 / 265 / 26 ، تهذيب الأحكام : 10 / 50 / 188 وليس فيه ” رفعه ” وراجع تفسير القمّي : 2 / 96 .( 42 ) شرح الأخبار : 2 / 317 / 654 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 364 ، بحار الأنوار : 40 / 230 / 9 كلاهما عن أبي عثمان النهدي .( 43 ) المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 360 ، بحار الأنوار : 40 / 226 / 6 .( 44 ) المقنع : 537 .( 45 ) الكافي : 7 / 360 / 1 ، تهذيب الأحكام : 10 / 278 / 1087 كلاهما عن أبان بن عثمان عمّن أخبره ، من لا يحضره الفقيه : 4 / 174 / 5401 عن أبان بن عثمان من دون إسناد إلى المعصوم .( 46 ) الحُراق : ما تقع فيه النار عند القدْح ( الصحاح : 4 / 1458 ) .( 47 ) الكافي : 7 / 323 / 7 ، من لا يحضره الفقيه : 3 / 19 / 3250 عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) نحوه .( 48 ) السَّمُّ والسُّمّ : الثَّقْب ( لسان العرب : 12 / 303 ) .( 49 ) الإرشاد : 1 / 210 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 370 ، بحار الأنوار : 40 / 256 / 29 .( 50 ) شرح الأخبار : 2 / 313 / 643 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 371 ، بحار الأنوار : 40 / 237 / 13 .( 51 ) في المصدر : ” يعطونهم ” ، والصحيح ما أثبتناه كما في تهذيب الأحكام .( 52 ) الكُرسُف : القطن ( النهاية : 4 / 163 ) .( 53 ) الكافي : 7 / 319 / 1 ، تهذيب الأحكام : 10 / 276 / 1081 وفيه ” عمر ” بدل ” عثمان ” وكلاهما عن رفاعة .

فلمّا أكثر الفتى قال عمر لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا أبا الحسن ! ما ترى ؟ فنظر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى بياض على ثوب المرأة وبين فخذيها ، فاتّهمها أن تكون احتالت لذلك ، فقال : إيتوني بماء حار قد أُغلي غلياناً شديداً ففعلوا ، فلمّا أُتي بالماء أمرهم فصبّوا على موضع البياض ، فاشتوى ذلك البياض ، فأخذه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فألقاه في فيه ، فلمّا عرف طعمه ألقاه من فيه ، ثمّ أقبل على المرأة حتى أقرّت بذلك ، ودفع الله عزّ وجلّ عن الأنصاري عقوبة عمر ( 27 ) .

امرأة نفت عنها ولدها

15 – الكافي عن عاصم بن حمزة السلولي : سمعت غلاماً بالمدينة وهو يقول : يا أحكم الحاكمين ! احكُم بيني وبين أُمّي . فقال له عمر بن الخطّاب : يا غلام لِمَ تدعو على أُمّك ؟ ! فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّها حملتني في بطنها تسعة أشهر ، وأرضعتني حولين ، فلمّا ترعرعتُ وعرفت الخير من الشرّ ويميني من شمالي طردَتني وانتفت منّي ، وزعمت أنّها لا تعرفني .

فقال عمر : أين تكون الوالدة ؟ قال : في سقيفة بني فلان .

فقال عمر : عليَّ بأُمّ الغلام ، قال : فأتَوا بها مع أربعة إخوة لها وأربعين قسامة يشهدون لها أنّها لا تعرف الصبيّ ، وأنّ هذا الغلام غلام مدّع ظلوم غشوم يُريد أن يفضحها في عشيرتها ، وأنّ هذه جارية من قريش لم تتزوّج قطّ ، وأنّها بخاتم ربّها .

فقال عمر : يا غلام ما تقول ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، هذه والله أُمّي ؛ حملتني في بطنها تسعة أشهر ، وأرضعتني حولين ، فلمّا ترعرعتُ وعرفتُ الخير من الشرّ ويميني من شمالي طردتني وانتفت منّي ، وزعمت أنّها لا تعرفني .

فقال عمر : يا هذه ! ما يقول الغلام ؟ فقالت : يا أمير المؤمنين ، والذي احتجب بالنور ؛ فلا عين تراه ، وحقّ محمّد وما ولد ، ما أعرفه ولا أدري من أيّ الناس هو ، وإنّه غلام مدّع يريد أن يفضحني في عشيرتي ، وإنّي جارية من قريش لم أتزوّج قطّ ، وإنّي بخاتم ربّي .

فقال عمر : ألكِ شهود ؟ فقالت : نعم هؤلاء ، فتقدّم الأربعون القسامة فشهدوا عند عمر أنّ الغلام مدّع يريد أن يفضحها في عشيرتها ، وأنّ هذه جارية من قريش لم تتزوّج قطّ ، وأنّها بخاتم ربّها .

فقال عمر : خذوا هذا الغلام وانطلقوا به إلى السجن حتى نسأل عن الشهود ؛ فإن عدلت شهادتهم جلدته حدّ المفتري .

فأخذوا الغلام يُنطلق به إلى السجن ، فتلقّاهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في بعض الطريق ، فنادى الغلام : يا بن عمّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ! إنّني غلام مظلوم ، وأعاد عليه الكلام الذي كلّم به عمر ، ثمّ قال : وهذا عمر قد أمر بي إلى الحبس .

فقال عليّ ( عليه السلام ) : ردّوه إلى عمر ، فلمّا ردّوه قال لهم عمر : أمرت به إلى السجن فرددتموه إليَّ ؟ ! فقالوا : يا أمير المؤمنين ، أمرنا عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) أن نردّه إليك ، وسمعناك وأنت تقول : لا تعصوا لعليّ ( عليه السلام ) أمراً . فبينا هم كذلك إذ أقبل عليٌّ ( عليه السلام ) فقال : عليَّ بأُمّ الغلام ، فأتَوا بها .

فقال عليٌّ ( عليه السلام ) : يا غلام ! ما تقول ؟ فأعاد الكلام ، فقال عليّ ( عليه السلام ) لعمر : أتأذن لي أن أقضي بينهم ؟ فقال عمر : سبحان الله ! وكيف لا وقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : أعلمكم عليّ بن أبي طالب .

ثمّ قال للمرأة : يا هذه ألكِ شهود ؟ قالت : نعم ، فتقدّم الأربعون قسامة فشهدوا بالشهادة الأُولى ، فقال عليّ ( عليه السلام ) : لأقضينّ اليوم بقضيّة بينكما هي مرضاة الربّ من فوق عرشه ، علّمنيها حبيبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

ثمّ قال لها : ألكِ وليّ ؟ قالت : نعم هؤلاء إخوتي ، فقال لإخوتها : أمري فيكم وفي أُختكم جائز ؟ فقالوا : نعم يا بن عمّ محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، أمرك فينا وفي أُختنا جائز .

فقال عليّ ( عليه السلام ) : أُشهد الله وأُشهد من حضر من المسلمين أنّي قد زوّجت هذا الغلام من هذه الجارية بأربعمائة درهم ، والنقد من مالي . يا قنبر ! عليَّ بالدراهم ، فأتاه قنبر بها فصبّها في يد الغلام ، قال : خذها فصبّها في حِجْر امرأتك ، ولا تأتِنا إلاّ وبك أثر العرس – يعني الغسل – فقام الغلام فصبّ الدراهم في حِجْر المرأة ثمّ تلبّبها ( 28 ) فقال لها : قومي .

فنادت المرأة : النارَ النارَ يا بن عمّ محمّد ! ! تُريد أن تزوّجني من ولدي ، هذا والله ولدي ، زوّجني إخوتي هجيناً ( 29 ) فولدتُ منه هذا الغلام ، فلمّا ترعرع وشبّ أمروني أن أنتفي منه وأطرده ، وهذا والله ولدي ، وفؤادي يتقلّى أسفاً على ولدي . قال : ثمّ أخذت بيد الغلام وانطلقت ، ونادى عمر : وا عمراه ! ! لولا عليّ لهلك عمر ( 30 ) .

امرأتان تنازعتا في طفل

16 – الإرشاد : روَوْا أنّ امرأتين تنازعتا على عهد عمر في طفل ادّعته كلّ واحدة منهما ولداً لها بغير بيّنة ، ولم يُنازعهما فيه غيرهما ، فالتبس الحكم في ذلك على عمر ، وفزع فيه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فاستدعى المرأتين ووعظهما وخوّفهما ، فأقامتا على التنازع والاختلاف .

فقال ( عليه السلام ) عند تماديهما في النزاع : إيتوني بمنشار ، فقالت له المرأتان : ما تصنع ؟ فقال : أقُدّه نصفين ، لكلّ واحدة منكما نصفه ، فسكتت إحداهما وقالت الأُخرى : الله اللهَ يا أبا الحسن . إن كان لابدّ من ذلك فقد سمحت به لها !

فقال : الله أكبر ، هذا ابنك دونها ، ولو كان ابنها لرقّت عليه وأشفقت .

فاعترفت المرأة الأُخرى بأنّ الحقّ مع صاحبتها والولد لها دونها ( 31 ) ، فسُرّي عن عمر ، ودعا لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) بما فرّج عنه في القضاء ( 32 ) .

دية الصبيّ على الخليفة

17 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كانت امرأة بالمدينة تؤتى ، فبلغ ذلك عمر ، فبعث إليها فروّعها ، وأمر أن يُجاء بها إليه ، ففزعت المرأة فأخذها الطلق ، فانطلقت إلى بعض الدور فولدت غلاماً فاستهلّ ( 33 ) الغلام ثمّ مات ، فدخل عليه من روعة المرأة ومن موت الغلام ما شاء الله .

فقال له بعض جلسائه : يا أمير المؤمنين ، ما عليك من هذا شيء ، وقال بعضهم : وما هذا ؟ قال : سلوا أبا الحسن ، فقال لهم أبو الحسن ( عليه السلام ) : لئن كنتم اجتهدتم ما أصبتم ، ولئن كنتم قلتم برأيكم لقد أخطأتم ، ثمّ قال : عليك دِية الصبيّ ( 34 ) .

عمر وأعرابيّ

18 – شرح الأخبار عن أنس بن مالك : كنت مع عمر بمنى إذ أقبل أعرابيّ معه ظَهْر ( 35 ) ، فقال عمر : يا أنس ، سلْهُ هل يبيع الظَّهْر ؟ فقمت إليه فسألته ، فقال : نعم . فقام إليه عمر فاشترى منه أربعة عشر بعيراً . ثمّ قال : يا أنس ، ألحقها بالظَّهْر – يعني التي له – قال الأعرابيّ : يا أمير المؤمنين ، جرّدْها من أحلاسها . فقال عمر : إنّما اشتريتها منك بأحلاسها وأقتابها ( 36 ) .

فقال الأعرابيّ : يا أمير المؤمنين ، جرّدها من أحلاسها وأقتابها . فقال عمر : إنّما اشتريتها منك بأحلاسها وأقتابها . فقال الأعرابيّ : يا أمير المؤمنين ، جرّدها ؛ فما بعت منك أحلاساً ولا قتباً .

فقال عمر : هل لك أن تجعل بيننا وبينك رجلاً كنّا أُمرنا إذا اختلفنا في شيء أن نُحكّمه ؟ ثمّ قال لي عمر : انظر هل نرى عليّاً في الشِّعْب ؟ فأتيت الشعب فوجدت عليّاً ( عليه السلام ) قائماً يصلّي ومعي الأعرابيّ فأخبرته . فقام حتى أتى عمر فقصّ عليه القصّة . فقال له عليّ ( عليه السلام ) : أكنت شرطت عليه أقتابها وأحلاسها ؟ فقال عمر : لا ما اشترطت ذلك . قال : فجرِّدها له ؛ فإنّما لك الإبل .

فقال لي عمر : فجرِّدها وادفع أقتابها وأحلاسها إلى الأعرابيّ ، وألحِقها بالظَّهْر . ففعلت ( 37 ) .

رجل له رأسان

19 – المناقب لابن شهر آشوب عن سلمة بن عبد الرحمن : أُتي عمر بن الخطّاب برجل له رأسان وفمان وأنفان وقُبُلان ودبران وأربعة أعين في بدن واحد ، ومعه أُخت ، فجمع عمر الصحابة وسألهم عن ذلك فعجزوا ، فأتَوا عليّاً وهو في حائط له ، فقال : قضيّته أن يُنوَّم ؛ فإن غمّض الأعين أو غطّ ( 38 ) من الفَمَين جميعاً فبدن واحد ، وإن فتح بعض الأعين أو غطّ أحد الفمين فبدنان ، هذه قضيّته .

وأمّا القضيّة الأُخرى ، فيُطعَم ويُسقى حتى يمتلئ ، فإن بال من المبالين جميعاً وتغوّط من الغائطين جميعاً فبدن واحد ، وإن بال أو تغوّط من أحدهما فبدنان ( 39 ) .

رجلان احتالا في ذهاب مال امرأة

20 – الكافي عن زاذان : استودع رجلان امرأة وديعة وقالا لها : لا تدفعيها إلى واحد منّا حتى نجتمع عندك ، ثمّ انطلقا فغابا فجاء أحدهما إليها فقال : أعطيني وديعتي ؛ فإنّ صاحبي قد مات ، فأبت حتى كثر اختلافه ثمّ أعطته ، ثمّ جاء الآخر فقال : هاتي وديعتي ، فقالت : أخذها صاحبك وذكر أنّك قد مُتّ ، فارتفعا إلى عمر ، فقال لها عمر : ما أراكِ إلاّ وقد ضمنتِ ، فقالت المرأة : اجعل عليّاً ( عليه السلام ) بيني وبينه ، فقال عمر : اقضِ بينهما ، فقال عليّ ( عليه السلام ) : هذه الوديعة عندي ، وقد أمرتماها أن لا تدفعها إلى واحد منكما حتى تجتمعا عندها فائتني بصاحبكَ ! فلم يضمّنها وقال ( عليه السلام ) : إنّما أرادا أن يذهبا بمال المرأة ( 40 ) .

خمسة أُخذوا في الزنى

21 – الكافي عن الأصبغ بن نباتة رفعه : أُتي عمر بخمسة نفر أُخذوا في الزنى ، فأمر أن يقام على كلّ واحد منهم الحدّ ، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حاضراً فقال : يا عمر ليس هذا حكمهم ! قال : فأقِم أنت عليهم الحكم ، فقدّم واحداً منهم فضرب عنقه ، وقدّم الثاني فرجمه ، وقدّم الثالث فضربه الحدّ ، وقدّم الرابع فضربه نصف الحدّ ، وقدّم الخامس فعزّره . فتحيّر عمر ، وتعجّب الناس من فعله .

فقال عمر : يا أبا الحسن ! خمسة نفر في قضيّة واحدة ؛ أقمت عليهم خمس حدود ، ليس شيء منها يُشبِه الآخر ؟ !

فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أمّا الأوّل فكان ذمّياً خرج عن ذمّته لم يكن له حكم إلاّ السيف ، وأمّا الثاني فرجل مُحصَن كان حدّه الرجم ، وأمّا الثالث فغير مُحصَن جُلد الحدّ ، وأمّا الرابع فعبد ضربناه نصف الحدّ ، وأمّا الخامس فمجنون مغلوب على عقله ( 41 ) .

طلاق الزوجة في الشرك

22 – شرح الأخبار عن أبي عثمان البدري : جاء رجل إلى عمر بن الخطّاب فقال : إنّي طلّقت امرأتي في الشرك تطليقة ، وفي الإسلام تطليقتين ، فما ترى ؟

فسكت عمر . فقال له الرجل : ما تقول ؟ فقال : كما أنت حتى يجيء عليّ بن أبي طالب . فجاء عليّ ( عليه السلام ) فقال للرجل : قُصّ عليه قصّتك . فقال عليّ ( عليه السلام ) : هدم الإسلام ما كان قبله ، هي عندك على واحدة ( 42 ) .

من زنى بها غلام صغير

23 – الإمام الرضا ( عليه السلام ) : قضى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في امرأة محصنة فجر بها غلام صغير ، فأمر عمر أن تُرجَم ، فقال ( عليه السلام ) : لا يجب الرجم ، إنّما يجب الحدّ ؛ لأنّ الذي فجر بها ليس بمدرِك ( 43 ) .

بقرة قتلت جملاً

24 – المقنع : جاء رجل إلى عمر بن الخطّاب ومعه رجل ، فقال : إنّ بقرة هذا شقّت بطن جملي ، فقال عمر : قضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيما قتل البهائم : أنّه جُبار – والجبار الذي لا دِية له ولا قود – .

فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : قضى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : ” لا ضرَرَ ولا ضرارَ ” إن كان صاحب البقرة ربطها على طريق الجمل فهو له ضامن ، فنظروا فإذا تلك البقرة جاء بها صاحبها من السواد ، وربطها على طريق الجمل ، فأخذ عمر برأيه ( عليه السلام ) ، وأغرم صاحب البقرة ثمن الجمل ( 44 ) .

رجل قتل أخا رجل

25 – الإمام الباقر أو الإمام الصادق ( عليهما السلام ) : أُتي عمر بن الخطّاب برجل قد قتل أخا رجل ، فدفعه إليه وأمره بقتله ، فضربه الرجل حتى رأى أنّه قد قتله ، فحُمل إلى منزله فوجدوا به رمقاً فعالجوه فبرأ ، فلمّا خرج أخذه أخو المقتول الأوّل فقال : أنت قاتل أخي ولي أن أقتلك ، فقال : قد قتلتني مرّة ، فانطلق به إلى عمر فأمره بقتله ، فخرج وهو يقول : والله قتلتني مرّة !

فمرّوا على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فأخبره خبره ، فقال : لا تعجل حتى أخرج إليك ، فدخل على عمر فقال : ليس الحكم فيه هكذا ، فقال : ما هو يا أبا الحسن ؟ فقال : يقتصّ هذا من أخي المقتول الأوّل ما صنع به ، ثمّ يقتله بأخيه ، فنظر الرجل أنّه إن اقتصّ منه أتى على نفسه ، فعفا عنه وتتاركا ( 45 ) .

اختبار المدّعي

26 – الكافي عن الأصبغ بن نباتة : سُئل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن رجل ضرب رجلاً على هامته ، فادّعى المضروب أنّه لا يبصر شيئاً ولا يشمّ الرائحة ، وأنّه قد ذهب لسانه . فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إن صدق فله ثلاث ديات . فقيل : يا أمير المؤمنين ، وكيف يُعلم أنّه صادق ؟ فقال :

أمّا ما ادّعاه أنّه لا يشمّ الرائحة ؛ فإنّه يدنى منه الحُراق ( 46 ) ، فإن كان كما يقول وإلاّ نحّى رأسه ودمعت عينه . وأمّا ما ادّعاه في عينه فإنّه يقابل بعينه الشمس ؛ فإن كان كاذباً لم يتمالك حتى يغمّض عينه ، وإن كان صادقاً بقيتا مفتوحتين . وأمّا ما ادّعاه في لسانه ؛ فإنّه يُضرَب على لسانه بإبرة ، فإن خرج الدم أحمر فقد كذب ، وإن خرج الدم أسود فقد صدق ( 47 ) .

حمل امرأة من دون افتضاض !

27 – الإرشاد : إنّ امرأة نكحها شيخ كبير فحملت ، فزعم الشيخ أنّه لم يِصل إليها ، وأنكر حملها ، فالتبس الأمر على عثمان ، وسأل المرأة : هل افتضّك الشيخ ؟ وكانت بكراً ، فقالت : لا ، فقال عثمان : أقيموا الحدّ عليها ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إنّ للمرأة سَمَّين ( 48 ) : سَمّ المحيض ، وسَمّ البول ، فلعلّ الشيخ كان ينال منها فسالَ ماؤه في سَمّ المحيض فحملت منه ، فاسألوا الرجل عن ذلك ، فسُئل ، فقال : قد كنت أُنزل الماء في قُبُلها من غير وصول إليها بالافتضاض ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : الحمل له والولد ولده ، وأرى عقوبته على الإنكار له ، فصار عثمان إلى قضائه بذلك وتعجّب منه ( 49 ) .

دعوى موت الزوج في عدّة الطلاق

28 – شرح الأخبار عن محمّد بن يحيى : كان لرجل امرأتان : امرأة من الأنصار ، وامرأة من بني هاشم ، فطلّق الأنصاريّة ثمّ مات بعد مدّة ، فذكرت الأنصاريّة – التي طلّقها – أنّها في عدّتها ، وقامت عند عثمان بن عفّان بميراثها منه ، فلم يدرِ ما يحكم به في ذلك وردّهم إلى عليّ ( عليه السلام ) ، فقال : تحلف أنّها لم تحِض بعد أن طلّقها ثلاث حِيَض وترثه .

فقال عثمان للهاشميّة : هذا قضاء ابن عمّك ، قالت : قد رضيته ، فلتحلف وترث ، فتحرّجت الأنصاريّة من اليمين وتركت الميراث ( 50 ) .

قصاص العين وهي قائمة

29 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إنّ عثمان أتاه رجل من قيس بمولى له قد لطم عينه ، فأنزل الماء فيها وهي قائمة ، ليس يُبصر بها شيئاً ، فقال له : أُعطيك الدية ، فأبى ، فأرسل بهما إلى عليّ ( عليه السلام ) وقال : احكم بين هذين ، فأعطاه الدية فأبى ، فلم يزالوا يعطونه ( 51 ) حتى أعطَوه دِيَتين ، فقال : ليس أُريد إلاّ القصاص ، فدعا عليّ ( عليه السلام ) بمرآة فحماها ، ثمّ دعا بكُرسُف ( 52 ) فبلّه ثمّ جعله على أشفار عينيه وعلى حواليها ، ثمّ استقبل بعينه عين الشمس ، وجاء بالمرآة فقال : انظر ، فنظر فذاب الشحم وبقيت عينه قائمة وذهب البصر ( 53 ) .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

( 27 ) الكافي : 7 / 422 / 4 ، خصائص الأئمّة ( عليهم السلام ) : 82 كلاهما عن أبي المعلّى ، تهذيب الأحكام : 6 / 304 / 848 عن أبي العلا وراجع الإرشاد : 1 / 218 وكنز الفوائد : 2 / 183 والمناقب لابن شهر آشوب : 2 / 367 .

( 28 ) لَبَّبْتُ فُلاناً : إذا جمعت ثيابه عند صدره ونحره ثمّ جررته ( لسان العرب : 1 / 733 ) .

( 29 ) الهجين : العربيّ ابنُ الأمة ( لسان العرب : 13 / 431 ) .

( 30 ) الكافي : 7 / 423 / 6 ، تهذيب الأحكام : 6 / 304 / 849 ، خصائص الأئمّة ( عليهم السلام ) : 83 كلاهما عن عاصم بن ضمرة وراجع المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 361 .

( 31 ) في المصدر : ” دونه ” ، والصحيح ما أثبتناه كما في المناقب لابن شهر آشوب .

( 32 ) الإرشاد : 1 / 205 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 367 وراجع الفضائل لابن شاذان : 56 .

( 33 ) استهلال الصبيّ : تصويته عند ولادته ( النهاية : 5 / 271 ) .

( 34 ) الكافي : 7 / 374 / 11 ، تهذيب الأحكام : 10 / 312 / 1165 وفيه ” ما ساءه ” بدل ” ما شاء الله ” وكلاهما عن يعقوب بن سالم وراجع الإرشاد : 1 / 204 والمناقب لابن شهر آشوب : 2 / 366 وشرح نهج البلاغة : 1 / 174 .

( 35 ) الظَّهْر : الإبل التي يُحمل عليها وتُركب ( النهاية : 3 / 166 ) .

( 36 ) أحلاسها وأقتابها : أي أكسَيتها ( النهاية : 1 / 424 ) .

( 37 ) شرح الأخبار : 2 / 306 / 626 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 363 ، بحار الأنوار : 40 / 229 / 9 ؛ كنز العمّال : 4 / 142 / 9910 .

( 38 ) غطّ يَغِطّ غَطِيطاً ؛ والغَطِيط : الصوت الذي يَخرج مع نَفس النائم ( النهاية : 3 / 372 ) .

( 39 ) المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 375 ، بحار الأنوار : 104 / 355 / 5 .

( 40 ) الكافي : 7 / 428 / 12 ، تهذيب الأحكام : 6 / 290 / 804 ، من لا يحضره الفقيه : 3 / 19 / 3248 وفيه ” الوديعة عندها ” بدل ” الوديعة عندي ” ؛ تذكرة الخواصّ : 148 نحوه وفي ذيله ” فبلغ ذلك عمر فقال : لا أبقاني الله بعد ابن أبي طالب ” .

( 41 ) الكافي : 7 / 265 / 26 ، تهذيب الأحكام : 10 / 50 / 188 وليس فيه ” رفعه ” وراجع تفسير القمّي : 2 / 96 .

( 42 ) شرح الأخبار : 2 / 317 / 654 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 364 ، بحار الأنوار : 40 / 230 / 9 كلاهما عن أبي عثمان النهدي .

( 43 ) المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 360 ، بحار الأنوار : 40 / 226 / 6 .

( 44 ) المقنع : 537 .

( 45 ) الكافي : 7 / 360 / 1 ، تهذيب الأحكام : 10 / 278 / 1087 كلاهما عن أبان بن عثمان عمّن أخبره ، من لا يحضره الفقيه : 4 / 174 / 5401 عن أبان بن عثمان من دون إسناد إلى المعصوم .

( 46 ) الحُراق : ما تقع فيه النار عند القدْح ( الصحاح : 4 / 1458 ) .

( 47 ) الكافي : 7 / 323 / 7 ، من لا يحضره الفقيه : 3 / 19 / 3250 عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) نحوه .

( 48 ) السَّمُّ والسُّمّ : الثَّقْب ( لسان العرب : 12 / 303 ) .

( 49 ) الإرشاد : 1 / 210 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 370 ، بحار الأنوار : 40 / 256 / 29 .

( 50 ) شرح الأخبار : 2 / 313 / 643 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 371 ، بحار الأنوار : 40 / 237 / 13 .

( 51 ) في المصدر : ” يعطونهم ” ، والصحيح ما أثبتناه كما في تهذيب الأحكام .

( 52 ) الكُرسُف : القطن ( النهاية : 4 / 163 ) .

( 53 ) الكافي : 7 / 319 / 1 ، تهذيب الأحكام : 10 / 276 / 1081 وفيه ” عمر ” بدل ” عثمان ” وكلاهما عن رفاعة .

المصدر: موسوعة الإمام علي (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ / الشيخ محمد الريشهري