وجوه تفضيل الإمام علي على الأنبياء (عليهم السلام)

2014-12-29

2206 بازدید

السؤال:

هل عليّ بن أبي طالب أفضل من الأنبياء

الجواب:

يمكن الاستدلال لتفضيل أمير المؤمنين(عليه السلام) على الأنبياء(عليهم السلام) بوجوه كثيرة، منها:

الوجه الأوّل: مسألة المساواة بين أمير المؤمنين(عليه السلام) والنبيّ(صلى الله عليه وآله).

نستدلّ لذلك بالكتاب أوّلاً، بآية المباهلة، حيث يدلّ قوله تعالى: ﴿وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ﴾(۱) على المساواة، وليس المراد بقوله: ﴿وَأَنفُسَنَا﴾ نفس النبيّ(صلى الله عليه وآله)؛ لأنّ الإنسان لا يدعو نفسه، بل المراد به غيره، وأجمعوا على أنّ ذلك الغير كان عليّ بن أبي طالب(عليه السلام).

فدلّت الآية على أنّ نفس عليّ هي نفس النبيّ(صلى الله عليه وآله)، ولا يمكن أن يكون المراد منه أنّ هذه النفس هي عين تلك النفس، فالمراد أنّ هذه النفس مثل تلك النفس، وذلك يقتضي الاستواء في جميع الوجوه، إلّا في النبوّة والأفضلية؛ لقيام الدلائل على أنّ محمّداً كان نبيّاً، وما كان عليّ كذلك، ولانعقاد الإجماع على أنّ محمّداً كان أفضل من علي، فيبقى فيما وراءه معمولاً به.

ثمّ الإجماع دلّ على أنّ محمّداً‘ كان أفضل من سائر الأنبياء(عليهم السلام)، فيلزم أن يكون عليّ(عليه السلام) أفضل من سائر الأنبياء.

وأمّا المساواة بين أمير المؤمنين والنبيّ من السنّة، فهناك أدلّة كثيرة، وأحاديث صحيحة معتبرة، متّفق عليها بين الطرفين، صريحة في هذا المعنى ـ أي في أنّ أمير المؤمنين والنبيّ متساويان ـ إلّا في النبوّة والأفضلية.

من تلك الأحاديث، حديث النور: «كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الله تعالى، قبل أن يُخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله آدم قسّم ذلك النور جزأين، فجزء أنا، وجزء عليّ بن أبي طالب»(۲).

فهما مخلوقان من نور واحد، ولمّا كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) أفضل البشر مطلقاً، فعليّ كذلك، فهو أفضل من جميع الأنبياء.

الوجه الثاني: تشبيه أمير المؤمنين(عليه السلام) بالأنبياء السابقين.

ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قوله: «مَن أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى يحيى بن زكريا في زهده، وإلى موسى بن عمران في بطشه؛ فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب»(۳).

فهذا الحديث يدلّ على أفضلية أمير المؤمنين من الأنبياء السابقين، بلحاظ أنّه قد اجتمعت فيه ما تفرّق في أُولئك من الصفات الحميدة، ومَن اجتمعت فيه الصفات المتفرّقة في جماعة، يكون هذا الشخص الذي اجتمعت فيه تلك الصفات أفضل من تلك الجماعة.

الوجه الثالث: كون الإمام عليّ(عليه السلام) أحبّ الخلق إلى الله مطلقاً بعد النبيّ، وهذا ما دلّ عليه حديث الطير: «اللّهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك، يأكل معي هذا الطير»(۴).

وإذا كان عليّ(عليه السلام) أفضل الخلق إلى الله تعالى، فيكون أفضل من الأنبياء(عليهم السلام).

___________________

۱ـ آل عمران: ۶۱٫

۲ـ نظم درر السمطين: ۷ و۷۹، تاريخ مدينة دمشق ۴۲ /۶۷٫

۳ـ تاريخ مدينة دمشق ۴۲ /۳۱۳، مناقب الخوارزمي: ۸۳٫

۴ـ الجامع الكبير ۵ /۳۰۰، البداية والنهاية ۷ /۳۹۰، المستدرك على الصحيحين ۳ /۱۳۰، المعجم الأوسط ۲ /۲۰۷ و۶ /۹۰ و۷ /۲۶۷، تاريخ بغداد ۹ /۳۷۹٫

إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة