- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 4 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
إن أئمة الشيعة الاثني عشر ابتداء من الإمام علي ( ع ) حتى الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن ( ع ) الذين تعتبرهم الشيعة بأنهم الامتداد الطبيعي للنبوة هم سادة العرب ومن صميمهم وبيت هاشم كما هو المعروف أشرف البيوتات العربية فلا حاجة للإفاضة بذلك .
يأتي بعد ذلك الرواد الأوائل من حملة علوم أهل البيت وبيوتات وأسر الشيعة الذين حملوا التشيع وبشروا به فإنهم من صميم العرب وذلك ابتداء من أقطاب مدرسة الإمام الصادق ( ع ) مثل أبان بن تغلب بن رباح الكندي ، وبيت آل أعين ، وبيت آل حيان التغلبي ، وآل عطية ، وبني دراج وغيرهم ( 1 ) ثم الطبقة التي تلي هؤلاء كالشيخ المفيد محمد بن نعمان ، والشريف المرتضى علم الهدى علي بن أبي الحسين ، والعلامة الحلي جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر ، وعبد العزيز بن نحرير البراج وجمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس وأسرة آل طاووس ، ومحمد بن أحمد بن إدريس العجلي ، ونجم الدين جعفر بن الحسن الهذلي المعروف بالمحقق وجمال الدين المقداد بن عبد الله السيوري ، والشهيد الأول محمد بن مكي والشهيد الثاني زيد الدين العاملي وغيرهم فإن كل هؤلاء من صميم العرب .
أما أصحاب الصحاح الشيعة وهم كل من محمد بن يعقوب الكليني صاحب الكافي ، ومحمد بن علي بن الحسين المعروف بابن بابويه القمي ، صاحب من لا يحضره الفقيه ، ومحمد بن الحسن بن علي الشيخ الطوسي صاحب التهذيب والاستبصار ، فإن هؤلاء لا يوجد نص على عدم عروبتهم ومن وجد دليلا على أعجميتهم فليفدنا .
وختاما لهذا الفصل أذكر أولا رأي دائرة المعارف الإسلامية فقد قالت :
إن أقدم الأئمة الكبار من الشيعة كانوا عربا خلصا وإن كانوا من اليمنيين خاصة ( 2 ) كما أذكر لكل من يريد التوسع بعض كتب التراجم الشيعية وغيرها ليطلع منها على نسبة العرب من الشيعة ومن أهم هذه الكتب : الأعلام للزركلي ، وتأسيس الشيعة لعلوم الإسلام للسيد حسن الصدر ، وأعيان الشيعة للسيد محسن الأمين العاملي .
السنة والفرس
قبل الدخول في صميم هذا الموضوع لنبدأ أولا بإيران وما هي هوية سكانها العقائدية وبالتحديد أين موقع سكانها من المذهبين السني والشيعي ففي ذلك بعض الأضواء التي لا بد منها لإنارة طريق البحث .
لقد ذكر لنا المؤرخون أن فتوحات إيران بكل أجزائها امتدت فغطت فترة الخلافة الإسلامية إلى نهاية فترة حكم الإمام علي ( ع ) وكانت هذه البلدان عندما يتم فتحها قد يتخلف بعض جنود الحملة في تلك المدن وبعض هؤلاء كانوا من الشيعة ومن الذين حملوا معهم مبادئهم وعرفوا بها ، وفي فترة حكم زياد بن أبيه للكوفة كانت في جملة تخطيطاته للقضاء على التشيع بالكوفة أن هجر خمسين ألف من الشيعة وسفرهم إلى خراسان .
ولا بد أن هؤلاء توالدوا كما أنهم بشروا بأفكارهم وعقائدهم فتبعهم على ذلك جماعة ، كما أن مدينة قم تم تمصيرها أيام الحجاج ، وذلك أن عبد الرحمن ابن الأشعث كان أمير سجستان من قبل الحجاج ثم خرج على الحجاج وقاتله وعندما فشلت حركته كان بجيشه مجموعة من علماء التابعين منهم : عبد الله ، والأحوص ، وعبد الرحمن ، وإسحاق ، ونعيم ، وهم بنو سعد بن مالك الأشعري فنزل هؤلاء على سبعة قرى في منطقة قم استولوا عليها وجعلوها سبع محلات لمدينة قم والتحق بعبد الله بن سعد ولد له كان إماميا تربى بالكوفة فنقل التشيع لأهلها فليس بها سني قط (3).
هذه هي بذور التشيع في إيران ظلت تنمو في مجال محدود حتى بداية القرن العاشر حيث تحولت بعد ذلك مناطق كثيرة للتشيع أيام الصفويين . أما البدايات منذ الفتح وإلى القرن العاشر فكانت إيران في جملتها سنية متوزعة بين المذاهب ويستثنى من ذلك جيوب صغيرة كان فيها بعض الشيعة وقد أكد ذلك مؤرخو السنة وإليك أقوالهم :
إيران السنية
1 – شمس الدين محمد بن أحمد يقول :
إقليم خراسان للمعتزلة والشيعة والغلبة لأصحاب أبي حنيفة إلا في كورة الشاش فإنهم شوافع وفيهم قوم على مذهب عبد الله السرخسي ، وإقليم الرحاب مذاهبهم مستقيمة إلا أن أهل الحديث حنابلة ، والغالب بدبيل – لعله يريد أردبيل – مذهب أبي حنيفة ، وبالجبال : أما بالري فمذاهبهم مختلفة والغلبة فيهم للحنفية ، وبالري حنابلة كثيرة ، وأهل قم شيعة والدينور غلبة لمذهب سفيان الثوري ، وإقليم خوزستان مذاهبهم مختلفة ، أكثر أهل الأهواز ورامهرمز والدورق حنابلة ، ونصف الأهواز شيعة ، وبه من أصحاب أبي حنيفة كثير ، وبالأهواز مالكيون . إقليم فارس العمل فيه على أصحاب الحديث ، وأصحاب أبي حنيفة ، إقليم كرمان المذاهب الغالبة للشافعي ، إقليم السند مذاهبهم أكثرها أصحاب الحديث ، وأهل الملتان شيعة يحيعلون في الأذان – أي يقولون حي على خير العمل – ويثنون في الإقامة – أي يقولون الله أكبر مرتين ، وأشهد أن لا إله إلا الله مرتين أيضا وهكذا – ولا تخلو القصبات من فقهاء على مذهب أبي حنيفة ( 4 ) .
2 – ابن بطوطة في رحلته قال بالتلخيص :
لما أعلن خدابنده حفيد هولاكو التشيع حمل الناس على التشيع في مطلع القرن الثامن وكان معه أحد الزنادقة الروافض ويدعى بجمال الدين بن المطهر – يعني العلامة الحلي – كتب إلى بلاد آذربايجان وكرمان وأصفهان وخراسان وشيراز والعراق بإدخال اسم علي وبعض شيعته في خطبة الجمعة ، وعدم ذكر الصحابة بها ، كان أول بلاد وصل إليها الأمر بغداد وشيراز وأصفهان ، فأما أهل بغداد فخرج منهم أهل باب الأزج يقولون لا سمعا ولا طاعة وجاؤوا للجامع وهددوا الخطيب بالقتل إن غير الخطبة وهكذا فعل أهل شيراز وأهل أصفهان .
3 – القاضي عياض في مقدمة ترتيب المدارك قال :
وقد حكى عن انتشار مذهب مالك . وأما خراسان وما وراء العراق من بلاد المشرق فدخلها هذا المذهب أولا بيحيى بن يحيى التميمي وعبد الله بن المبارك ، وقتيبة بن سعيد فكان له هناك أئمة على مر الأزمان ، وتفشى بقزوين وما والاها من بلاد الجبل ، وكان آخر من درس منه بنيسابور أبو إسحاق بن القطان وغلب على تلك البلاد مذهبا أبي حنيفة والشافعي ( 5 ) .
4 – بروكلمان قال في تاريخ الشعوب :
إن الشاه إسماعيل الصفوي بعد انتصاره على الوند توجه نحو تبريز فأعلمه علماء الشيعة التبريزيون أن ثلثي سكان المدينة الذين يبلغ عددهم ثلاثمائة ألف من السنة ( 6 ) مع لفت النظر إلى أن هذه الكمية من السنة في بلد واحد كانت في القرن العاشر وفي بدايته .
5 – المستشرق كيف يقول :
إن الفكرة الخاطئة والتي لا زالت منتشرة التي تقول بأن بلاد فارس كانت الموطن الأصلي للتشيع لا أصل لها بل الروايات التاريخية تثبت بأن الزرادشتيين كانوا أميل عموما لاعتناق المذهب السني ( 7 ) .
ولا أريد أن أطيل عليك بالإكثار من إيراد الشواهد والنصوص التي تذكر أن إيران هي معقل التسنن حتى القرن العاشر بل وحتى الآن فإن فيها مقاطعات بكاملها سنية تستمتع بكل حرياتها الدينية وهي منبثة في إيران شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، فأين موقع إيران يا ترى من التشيع والتسنن هل لهؤلاء الكتاب أن يجيبونا على هذا السؤال ، ومتى كان منطق الحقد يعقل أو يفكر .
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) طبقات ابن سعد ج 6 تراجم من سكن الكوفة من التابعين .
( 2 ) دائرة المعارف ج 14 ص 66 .
( 3 ) معجم البلدان لياقوت الحموي ج 4 ص 397 .
( 4 ) أحسن التقاسيم للشاري ص 199 .
( 5 ) ترتيب المدارك ج 1 ص 53 .
( 6 ) تاريخ الشعوب الإسلامية ص 497 .
( 7 ) دراسات في الفرق والعقائد ص 26 .
المصدر: هوية التشيع / الشيخ أحمد الوائلي