- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 3 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحاج اسم فاعل والحج في اللغة القصد والقصد أحد معاني النية وهو من يقوم بفعل الحج أي القصد إلى مناسك ومشاعر حددها الشارع المقدس وبذلك يكون الحج لفظاً منقولاً كما نبه عليه اللغويون وقبله أعلام الفقه شأنه شأن بقية المنقولات كالصلاة و الزكاة .. والناس تتفاوت في قصودها و القصد المراد من المشرع هو القصد النزيه ابتداءً أي الخالص وإن شابه بعض الضمائم المباحة التي لا تضر بالعمل..
وأما ما عداها من الآفات كالعجب والرياء والسمعة فهي المحبطات أصلاً.. استغرقنا في المقدمة لما له مسيس الصلة بالعنوان ولنؤصل حقيقة أن للعمل ظاهراً وباطناً،وأن يسعى المرء للتطوير من معنوياته لا أن يراوح مكانه ويجد في الظاهر ويهمل الباطن وكما قيل فإن للعمل غايات أسمى من الوقوف عند حدَه ورسمه..
وها نحن نستعرض أهم ما ينبغي للحاج أن يتحلى به من أخلاق في هجرته إلى اله تعالى،،
أولاً: أخلاقه مع المولى تبارك وتعالى
• النية الخالصة:قال عز اسمه{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم}ولا شك أن المطلوب والمنظور إليه وقبوله هو العمل الخالص..
• العزم:وربما يأتي في الرتبة الأولى وقبل النية والمقصود به الالتفات إلى محبوبه الله عز وجل للمريد أنه توجه إليه قبل الموسم العبادي قال تعالى {فإذا عزمت فتوكل على الله}
• تصفية الحسابات بينه وبين الله تبارك وتعالى: إذ المخالف في الشراكة العبد نفسه،والله تعالى لا توجد بينه وبين عباده عداوة ولكن الناس أنفسهم يظلمون
• تجديد التوبة:من صغائر الذنوب فضلاَ عن كبائرها واليقين بالإقالة منها،والنظر لشرافة الزمان والمكان دخل كبير.
• الترقيَ في العبادة وطلب الكمال والقرب ،أي عبادة الله على جهة العشق والحب لا على جهة الرهبة والرغبة إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك
• الهجرة إليه:الهجرة النهائية وكأنه أول لقاء به وطلاق المعاصي والذنوب وربما مات في رحلته إلى المحبوب وختم له بالسعادة وشيعته ملائكة الله الموكَلين به في سفره بحسب مضامين بعض الروايات..
• استئناف العمل وتجديد العهد في اللقاء بالمحبوب في أحب وأقدس البقاع إليه في كل عام ..
• أطاعته كما يشاء والالتزام الحرفي بظاهر المناسك والمشاعر مع التوجه المعنوي الباطني وعدم تحكيم هوس العقل في جَل الأعمال فليس أبعد عن الله من عقلٍ يريد الإملاء على الله تبارك وتعالى في مجمل التكاليف..
• أن يعتقد بأن الحج حجتان حجٌ إليه بالأصالة وحج إلى رسوله وأهل بيته وأوليائه عليهم السلام بالتبع لأن القصد إليهم عليهم السلام من جملة أوامره وأنهم هم الإدلاء إليه عز وجل وأبواب معرفته..
ثانيا: أخلاقه العامة
• تصفية الحسابات مع النفس والخلق عموماً وخصوصاً ويبرأ من عيوبه ويستبرأ من غرمائه مديناً ودائناً من الجهة المالية إن كان هناك مخرجاً وسعة ويستبرأ منهم كذلك من الجهة الحقوقية في أعراضهم وأنفسهم ويبرئهم من حقوقه ابتداءً ليدل على صفاء سريرته..
• أن يستيقن بغفران الذنوب وقبول الأعمال وأنه سوف يغمس في بحر المغفرة وأنه سيكون كيوم ولدته أمه صحيفة بيضاء بشرط الندم الحقيقي..
• إظهار المروءة في السفر مع النفس والخلق، يقيل عثرة المخطي من الناس كي يقيل الله عز وجل عثراته،ويوسع صدره لأنه في رحلة إيمانية تربوية من الأصل وأن يبذل ويبسط خوانه للإخوان إن كان من أهل البسط..
• حسن الخلق ومراعاة آداب العشرة التي نصت عليها الآيات ونطقت بها الروايات والتي من أهمها: التواضع للصغير والكبير.. كظم الغيظ والتخلق بأخلاق المتحلمين .. إغاثة الملهوف المحتاج من الأخوان.. توطئة النفس وعدم التعالي على الآخرين، فإن جميع الاعتبارات ملغية في هذه الهجرة الشريفة..
• ترك ماعدا الله تبارك وتعالى من الأغيار كالأهل والوالدان والجاه والمنصب والرئاسات والتجرد لله وحده سبحانه وتعالى..
• ملاحظة معية الله عز اسمه في جميع أحواله من حين يضع قدميه على راحلته مروراً بالميقات والتلبس بالإحرام والامتثال لأحكامه الخاصة وانتهاء بآخر نسك،لأن ذكر المحبوب ومراعاة سنن الآداب في حضرته دليل التقوى والخشية والورع..
• تنزيه العمل عن الأغراض المباحة مهما أمكن وإن كانت الضمائم المباحة لا تنافي القربة كما هو مقرر في الفقه..
• التأمل في المعاني الدقيقة للنيات والتدبَر في حالات النفس وأطوارها في البقاع المقدسة والاعتراف بالعجز أمام لله سبحانه وتعالى عن إدراك كنه العمل..
• جبر ما انقضى من العمر وجبران ما تبقى منه بصالح الأعمال في أشرف البقاع وخصوصاً (عرفات) فقد ورد عن الصادقين عليهم السلام {بأن الحج عرفة}
• وإذا أراد اغتراف المزيد من معنويات وآداب الحج فينبغي عليه قراءة رسالة مولانا سيد الساجدين عليه السلام للشبلي بتأنٍ ودقة لكي تكون له راقداً وشوقاً إلى الله عز وجل.. وما سطرته أقلام الأساطين من العلماء العرفاء .. كالنراقي في جامع سعاداته والإمام الخميني في جملة من كلماته بشأن مواسم الحج والملكي التبريزي في مراقباته .. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطيبين الأطهرين ..