لا شك ولا ريب أن التربة الحسينية لها أهمّية خاصة عند أئمة أهل البيت (ع) كما ورد في رواياتهم، فقد ورد الاستحباب بالاستشفاء والتبرك بها، والإفطار عليها، وتقبيلها ووضعها على العين، وإمرارها على سائر الجسد، وتحنيك الأولاد بها، واستصحابها، وجعلها في المتاع، ووضعها مع الميت في الحنوط والكفن وفي القبر، واتخاذها سبحة.
الاستشفاء بالتربة الحسينية
۱- عن ابن أبي يعفور، قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (ع): يأخذ الإنسان من طين قبر الحسين (ع) فينتفع به، ويأخذ غيره ولا ينتفع به؟ فقال (ع): لا والله الذي لا إله إلا هو، ما يأخُذُهُ أحد وهو يرى أن الله ينفعه به إلا نفعه الله به[1].
٢- عن محمد بن سليمان البصري، عن أبيه، عن جعفر الصادق (ع)، قال: في طين قبر الحسين (ع) الشفاء من كل داء، وهوالدواء الأكبر[2].
3- عن يونس بن الربيع، عن جعفر الصادق (ع)، قال: إِنَّ عند رأس الحسين (ع) لتربة حمراء فيها شفاء من كل داء إلا السام[3].
4- عن أبي عبد الله البرقي عن بعض أصحابنا، قال: دفعت إلى امرأة غزلاً فقالت: ادفعه إلى حجبة مكة لتخاط به كسوة الكعبة، قال: فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة وأنا أعرفهم، فلما أن صرنا إلى المدينة دخلت على أبي جعفر الباقر (ع) فقلت له: جعلت فداك إنَّ إمرأة أعطتني غزلاً فقالت: ادفعه بمكة لتخاط به كسوة الكعبة، فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة، فقال: اشتر به عسلاً وزعفراناً، وخذ من طين قبر الحسين (ع) واعجنه بماء السماء، واجعل فيه شيئاً من عسل وزعفران، وفرقه على الشيعة ليداووا به مرضاهم[4].
5- عن أبي بكر الحضرمي، عن جعفر الصادق (ع)، قال: لو أن مريضاً من المؤمنين يعرف حق أبي عبد الله (ع) وحرمته وولايته أخذ من طين قبره مثل رأس أنملة كان له دواء[5].
6- فقه الرضا (ع): طين قبر أبي عبد الله (ع) شفاء من كل داء، وأمان من كل خوف[6].
7- عن طاووس، عن عبد الله بن عباس، عن رسول الله (ص) ـ في حديث فيه فضل زيارة الحسين (ع) إلى أن قال ـ: ألا وإنَّ الإجابة تحت قبته، والشفاء في تربته، والأئمة من ولده[7].
8ـ عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمد (ع) يقولان: إِنَّ الله تعالى عوض الحسين (ع) من قتله أن جعل الإمامة في ذريته، والشفاء في تربته[8].
9- أحمد بن فهد في عدة الداعي، قال: روي أن الله عوض الحسين (ع) من قتله أربع خصال: جعل الشفاء في تربته، وإجابة الدعاء تحت قبته، والأئمة من ذريته، وأن لا تعد أيام زائريه من أعمارهم[9].
10- عن محمد بن مسلم في حديث أنه كان مريضاً، فبعث إليه أبو عبد الله الصادق (ع) بشراب فشربه فكأنما نشط من عقال، فدخل عليه فقال: كيف وجدت الشراب؟ فقال: لقد كنتُ آيساً من نفسي فشربته، فأقبلت إليك كأنما نشطت من عقال، فقال: يا محمد إن الشراب الذي شربته فيه من طين قبور آبائي، وهو أفضل ما نستشفي به، فلا تعدل به فإنا نسقيه صبياننا ونساءنا فنرى منه كل خير[10].
11ـ والخبر المشهور عن النبي (ص): شفاء أمتي في تربتك، والأئمة في ذريتك[11].
بيان
قال الإمام الخميني في كتاب «كشف الأسرار» ـ عند قوله تعالى في الآيتين ٩٥-٩٦ من سورة طه: ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا) – ما ترجمته:
بعد أن قص الله سبحانه وتعالى قصة العجل والسامري وإحياء العجل وخواره في الآية ٩٠ من هذه السورة المباركة، ذكر في هاتين الآيتين قول موسى للسامري: كيف استطعت أن تعمل هذا العمل العظيم، أي إحياء العجل؟ فقال: لقد رأيت شيئاً لم يرَه هؤلاء الناس، فقد أخذتُ قبضة من التراب الذي تحت رجل الرسول – يعني جبرئيل ـ ونثرته على العجل فعاد حياً.
فكان هذا الأثر هو مما جعله الله لقبضة تراب، بحيث يحيا بها الميت، ولم يستطع أحد بأن يقول أن الله لا يقدر على أن يجعل الإحياء في قبضة تراب.
من هنا لا يستبعد أن يجعل الله بقدرته أعظم الآثار في التراب الذي أريق عليه دم الشهداء الخالدين – يعني دم الحسين وأصحابه (ع) – على أنه غير خفي بأن الله القادر لا يستعصي عليه أن يجعل الأثر في الشيء الذي لا أثر له، أو أن يرفع الأثر عن الشيء المؤثر؛ كما في نار نمرود التي قال الله تعالى عنها: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ)[12]،[13].
كرامة حول التربة الحسينية
قال الدربندي (ره): إن أعجب ما سمعت ما وقع في زمن بعض سلاطين الصفوية في بلدة إصفهان، وذلك أنه جاء إلى ذلك السلطان من عند ملك الإفرنج سفير من أركان دولته وأفخاذ ملته، فكان يريد أن يبين علماء الإسلام في ذلك الزمان دليلاً لنبوة نبينا (ص)، ويكون هذا الدليل بحيث يلزم ويفحم به الخصم ويقطع معاذيره ويزيل شبهاته، وكان يقول: فإن عجزتم عن استنهاض ذلك، وانحصر أمركم في الاحتجاج بالتواتر، فأقروا بأنكم لستم على شيء من الحق… .
وكان ذلك السفير ممن له حذاقة في صناعة الرياضة في علم الهيئة والحساب والنجوم والإسطرلاب ونحو ذلك، وكان كثيراً ما يدعي أنه يخبر عن أحوال الجلاس عنده، أبي عما فعلوا في بيوتهم وعما يجري عليهم من الحوادث والبلايا ونحو ذلك… .
فأمر السلطان ذات يوم بإحضار العلماء الأعلام في بلدة إصفهان، فلما حضروا في مجلس السلطان قال واحد منهم – ويقال أنه كان العارف المحدّث الكاشاني، أي صاحب الوافي والصافي -: أيها السفير المسيحي، ما أقل عقل سلطانكم وأعضاد ملتكم حيث أنفذوا في مثل هذا الأمر الأعظم مثلك، فإن صاحب هذا الشأن لابد من أن يكون أكمل رجال ملته وأعلمهم بالعلوم والفنون.
فلما سمع السفير المسيحي هذا الكلام الغليظ منه ارتعدت فرائصه، وكاد أن يهلك من شدة الغيظ وغلبة الغضب، فقال: أيها العالم الإسلامي، أربع على ضلعك ولا تجاوز قدرك، فوحق المسيح وأُمه لو كنت عرفت مقدار ما أحطت من العلوم والكمالات لكنت مذعناً بأن النساء ما قُمْنَ عن مثلي، وأنا الأحق الأولى بهذا الأمر وحدي، فعند الاشتبار تعرف مقادير كمالات الرجال، فامتحن تُصَدِّق قولي.
فعند ذلك أدخل الفاضل الكاشاني إحدى يديه إلى جيبه، ثم أخرجها مقبوضة فقال: ما في يدي هذه؟
فلما تفكر المسيحي مقدار نصف ساعة اصفر وجهه وتغير لونه، فقال الكاشاني: ما أظهر جهلك، وأبطل دعواك؟
قال السفير: وحق المسيح وأمه، إني عالم بما في يدك، ولكن تفكري وسكوتي من جهة أخرى.
فقال الكاشاني: كيف ذا؟.
قال المسيحي: ما في يدك تربة من تراب الجنّة، ولكن أتفكر في وَجْهِ وصولها إلى يدك!
فقال الكاشاني: لعلك غلطت في الحساب، أو أن قواعد علمك غير تامة.
قال السفير: لا وحق المسيح وأمه.
فقال الكاشاني: كيف يتصور ذلك؟
قال السفير: إن عجزي ليس إلا في تصور ذلك.
فقال الكاشاني: أيها السفير، إن ما في يدي تربة كربلاء، وإن نبينا (ص) قال: كربلاء قطعة من الجنة، فهل لك بد من عدم الإيمان، مع أنك قاطع بأن قواعد علمك وحسابك مما لا يتخلف عن الصدق والواقع؟
فقال السفير: صدقت أيها العالم الإسلامي، فأسلم السفير بين يديه، فهذا من بركات تربة سيد الشهداء[14].
استحباب التبرك بتربة الحسينية
۱- عن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا أبو اليسع، قال: سأل رجل أبا عبد الله الصادق (ع) وأنا أسمع؛ قال: أخذ من طين قبر الحسين (ع) يكون عندي أطلب بركته؟ قال: لا بأس بذلك[15].
٢- عن الإمام جعفر الصادق (ع) قال: إن طين قبر الحسين (ع) مسكة مباركة؛ من أكله من شيعتنا كان له شفاء من كل داء، ومن أكله من عدونا ذاب كما تذوب الألية[16].
استحباب الإفطار على التربة الحسينية
1- عن علي بن محمد النوفلي قال لأبي الحسن (ع): إني أفطرت يوم الفطر على طين القبر وتمر؟ فقال له: جمعت بين بركة وسنة[17].
2- فقه الرضا (ع): أفضل ما يفطر عليه طين قبر الحسين (ع)[18].
وقال شيخنا الطوسي: ويستحب الصيام في العشر من المحرم، فإذا كان يوم عاشوراء أمسك عن الطعام والشراب إلى بعد العصر، ثم يتناول شيئاً يسيراً من التربة[19].
استحباب تقبيل التربة الحسينية ووضعها على العين وامرارها على سائر الجسد
عن زيد أبي أسامة، قال: كنت في جماعة من عصابتنا بحضرة سيدنا الصادق (ع)، فأقبل علينا أبو عبد الله (ع) فقال: إنَّ الله تعالى جعل تربة جدي الحسين (ع) شفاء من كل داء، وأماناً من كل خوف، فإذا تناولها أحدكم فليقبلها وليضعها على عينيه وليمرها على سائر جسده[20].
استحباب تحنيك الأولاد بالتربة الحسينية
عن الحسين بن أبي العلاء، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (ع) يقول: حنكوا أولادكم بتربة الحسين (ع) فإنها أمان[21].
استحباب استصحاب التربة الحسينية ودفع الخوف
1- عن محمد بن مارد، عن عمته، قالت: سمعت أبا عبد الله الصادق (ع) يقول: إن في طين الحائر الذي فيه الحسين (ع) شفاء من كل داء، وأماناً من كل خوف[22].
2- عن جابر الجعفي، قال: سمعت الإمام محمد الباقر (ع) يقول: طين قبر الحسين (ع) شفاء من كل داء، وأمان من كل خوف، وهو لما أخذ له[23].
3ـ علي بن موسى بن طاووس في أمان الأخطار، عن الصادق (ع) أنه قيل له: تربة قبر الحسين (ع) شفاء من كل داء، فهل هي أمان من كل خوف؟
فقال: نعم؛ إذا أراد أحدكم أن يكون آمناً من كل خوف فليأخذ المسبحة من تربته ويدعو بدعاء المبيت على الفراش ثلاث مرات، ثم يُقبلها ويضعها على عينيه ويقول: «اللهم إني أسألك بحق هذه التربة، وبحق صاحبها، وبحق جده وبحق أبيه، وبحق أمه وأخيه، وبحق ولده الطاهرين، اجعلها شفاء من كل داء، وأماناً من كل خوف، وحفظاً من كل سوء».
ثم يضعها في جيبه، فإن فعل ذلك في الغداة فلا يزال في أمان الله حتى العشاء، وإن فعل ذلك في العشاء فلا يزال في أمان الله حتى الغداة[24].
4ـ عن الحسن بن علي بن أبي المغيرة، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله الصادق (ع) أنه قال: أين أنت عن طين قبر الحسين؟! فإن فيه الشفاء من كل داء، والأمن من كل خوف، إلى أن قال: إذا خفت سلطاناً أو غير ذلك فلا تخرج من منزلك إلا ومعك من طين قبر الحسين (ع)، وقل إذا أخذته: «اللهم إن هذه طينة قبر الحسين وليك وابن وليك، اتَّخَذْتُها حرزاً لما أخاف ولما لا أخاف»، فإنّه قد يرد عليك ما لا تخاف، قال الرجل: فأخذتها كما قال لي فَصَح والله بدني، وكان لي أماناً من كل ما خفت وما لم أخف كما قاله، قال: فما رأيت بحمد الله بعدها مكروها[25].
استحباب جعل التربة الحسينية في المتاع
1- عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن رجل، قال: بعث إلى أبو الحسن الرضا (ع) من خراسان بثياب رزم وكان بين ذلك طين، فقلت للرسول: ما هذا؟ قال: طين قبر الحسين (ع)، ما يكاد يوجه شيئاً من الثياب ولا غيره إلا ويجعل فيه الطين، وكان يقول: هو أمان بإذن الله[26].
2- عن محمد بن عيسى اليقطيني، قال: بعث إلى أبو الحسن الرضا (ع) رزم ثياب وغلماناً، وحجة لي، وحجة لأخي موسى بن عبيد، وحجة ليونس بن عبد الرحمن، فأمرنا أن نحج عنه، فكانت بيننا مائة دينار أثلاثاً فيما بيننا، فلما أردت أن أعبى الثياب رأيت في أضعاف الثياب طيناً، فقلت للرسول: ما هذا؟ فقال: ليس يوجه بمتاع إلا جعل فيه طيناً من قبر الحسين (ع)، ثم قال الرسول: قال أبو الحسن (ع): هو أمان بإذن الله[27].
استحباب وضع التربة الحسينية مع الميت في الحنوط والكفن وفي القبر
۱- عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، قال: كتبت إلى الفقيه (ع) أسأله عن طين القبر يوضع مع الميت في قبره، هل يجوز ذلك أم لا؟ فأجاب: يوضع مع الميت في قبره ويُخلط بحنوطه إن شاء الله[28].
۲- روی جعفر بن عيسى أنه سمع أبا الحسن (ع) يقول: ما على أحدكم إذا دفن الميت ووشدَهُ بالتراب أن يضع مقابل وجهه لبنة من طين الحسين (ع) ولا يضعها تحت رأسه[29].
3ـ عن العلامة في المنتهى أنه قال: إن امرأة كانت تزني وتضع أولادها فتحرقهم بالنار خوفاً من أهلها، ولم يعلم بها غير أمها، فلما ماتت دفنت فانكشف التراب عنها ولم تقبلها الأرض، فنقلت من ذلك المكان إلى غيره فجرى لها ذلك، فجاء أهلها إلى الصادق (ع) وحكوا له القصة، فقال لأمها: ما كانت تصنع هذه في حياتها من المعاصي؟ فأخبرته بباطن أمرها، فقال الصادق (ع): إنَّ الأرض لا تقبل هذه لأنها كانت تعذب خلق الله بعذاب الله؛ اجعلوا في قبرها شيئاً من تربة الحسين (ع)، ففعل ذلك بها فسترها الله تعالی[30].
٤- عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن صاحب الزمان (ع) أنه كتب إليه: قد روي لنا عن الصادق (ع) أنه كَتَبَ على إزار إسماعيل ابنه إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله فهل يجوز لنا أن نكتب مثل ذلك بطين القبر أو غيره؟ فأجاب: يجوز ذلك[31].
5ـ فقه الرضا (ع): ويجعل معه في أكفانه شيء من طين القبر وتربة الحسين بن علي[32].
استحباب السجود على التربة الحسينية
۱- روى معاوية بن عمار، قال: كان لأبي عبد الله الصادق (ع) خريطة ديباج صفراء فيها تربة أبي عبد الله (ع)، فكان إذا حضرته الصلاة صَبَّهُ على سجادته وسجد عليه، ثم قال: إِنَّ السجود على تربة الحسين (ع) يخرق الحجب السبع[33].
2ـ عن محمد بن علي عبد الله بن جعفر الحميري، قال: كتبت إلى الإمام الثاني عشر (ع) أسأله عن السجدة على لوح طين القبر، وهل فيه فضل؟ فأجاب: يجوز ذلك وفيه الفضل[34].
3ـ في المناقب: كان لعلي بن الحسين (ع) خريطة فيها تربة الحسين (ع) إذا قام في الصلاة تغير لونه، فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفضّ عرقاً[35].
4ـ الحسن بن محمد الديلمي في الإرشاد، قال: كان الصادق (ع) لا يسجد إلا على تربة الحسين (ع) تذللاً لله واستكانة إليه[36].
استحباب اتخاذ سبحة من التربة الحسينية والتسبيح بها وإدارتها
۱- عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، قال: كتبت إلى الفقيه (ع) أسأله: هل يجوز أن يُسبّح الرجل بطين قبر الحسين (ع)؟ وهل فيه فضل؟ فأجاب: يسبح به، فما في شيء من التسبيح أفضل منه؛ ومن فضله أنَّ المسبح ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب له ذلك التسبيح[37].
٢- عن الحسن بن علي بن شعيب المعروف بأبي صالح، يرفعه إلى بعض أصحاب أبي الحسن موسى بن جعفر (ع)، قال: دخلت إليه، فقال: لا تستغني شيعتنا عن أربع: خمرة يصلى عليها، وخاتم يتختم به، وسواك يستاك به وسبحة من طين قبر أبي عبد الله (ع) فيها ثلاث وثلاثون حبة، متى قلبها ذاكراً لله كتب له بكل حبة أربعون حسنة.
وإذا قلبها ساهياً يعبث بها كتب له عشرون حسنة)[38].
3- روى مؤلّف المزار الكبير، بإسناده عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد (ع)، قال: إن فاطمة بنت رسول الله (ص) كانت سبحتها من خيط صوف مقتل معقود عليه عدد التكبيرات، وكانت تديرها بيدها تكبر وتسبح حتى قتل حمزة بن عبد المطلب، فاستعملت تربته وعملت التسابيح فاستعملها الناس، فلما قتل الحسين صلوات الله عليه عدل بالأمر إليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية[39].
4- عن أبي القاسم محمد بن علي، عن أبي الحسن الرضا (ع)، قال: من أدار الطين من التربة فقال: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر»، مع كل حبة منها، كتب الله له بها ستة آلاف حسنة، ومحا عنه ستة آلاف سيئة، ورفع له ستة آلاف درجة، وأثبت له من الشفاعة مثلها[40].
5ـ روي عن الصادق (ع): من أدار الحجير من تربة الحسين (ع) فاستغفر به مرة واحدة، كتب الله له سبعين مرة، وإن أمسك السبحة بيده ولم يسبح بها ففي كل حبة منها سبع مرات[41].
الاستنتاج
أن هناك روايات كثيرة وردت عن أئمة أهل البيت (ع) حول التربة الحسينية، فقد أكدت على استحباب الاستشفاء والتبرك بها، وهكذا الإفطار عليها، وتقبيلها ووضعها على العين، وإمرارها على سائر الجسد، وتحنيك الأولاد بها، واستصحابها، وجعلها في المتاع، ووضعها مع الميت في الحنوط والكفن وفي القبر، واتخاذها سبحة.
الهوامش
[1] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص٤٦٠.
[2] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص٤٦٢.
[3] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص٤٦٨.
[4] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص٤٦١.
[5] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص٤٦٥.
[6] ابن بابويه القمّي، فقه الرضا (ع)، ص٣٤٥.
[7] الخزّاز، كفاية الأثر، ص١٧.
[8] الطوسي، الأمالي، ص317.
[9] ابن فهد الحلّي، عدة الداعي، ص٥٧.
[10] المجلسي، بحار الأنوار، ج60، ص157.
[11] ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج4، ص82.
[12] الأنبياء، ٦٩.
[13] الخميني، کشف الأسرار، ص٤٣.
[14] الدربندي، إكسير العبادات في أسرار الشهادات، ج1، ص523.
[15] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص٤٦٦.
[16] المجلسي، بحار الأنوار، ج101، ص132.
[17] الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج2، ص174.
[18] ابن بابويه القمّي، فقه الرضا (ع)، ص210.
[19] الطوسي، مصباح المتهجد، ص713.
[20] الطوسي، الأمالي، ص318.
[21] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص٤٦٦.
[22] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص٤٦٧.
[23] الزيات، طب الأئمة، ص٥٢.
[24] ابن طاووس، أمان الأخطار، ص٤٧.
[25] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص٤٧٣.
[26] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص٤٦٥.
[27] الطوسي، تهذيب الأحكام، ج6، ص40.
[28] الطوسي، تهذيب الأحكام، ج٦، ص٧٦.
[29] الطوسي، مصباح المتهجد، ص٦٧٨.
[30] الحلّي، منتهى المطلب، ج١، ص٤٦١.
[31] الطبرسي، الاحتجاج، ص٤٨٩.
[32] ابن بابويه القمّي، فقه الرضا (ع)، ص١٨٤.
[33] الطوسي، مصباح المتهجد، ص٦٧٧.
[34] الطبرسي، الاحتجاج، ص٤٨٩.
[35] ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج4، ص150.
[36] الديلمي، إرشاد القلوب، ج1، ص226.
[37] الطوسي، تهذيب الأحكام، ج6، ص٧٥.
[38] الطوسي، تهذيب الأحكام، ج6، ص75.
[39] المفيد، المزار الكبير، ص٣٦٦.
[40] المفيد، المزار الكبير، ص٣٦٧.
[41] الطوسي، مصباح المتهجد، ص٦٧٨.
مصادر البحث
1ـ ابن بابويه القمّي، علي، فقه الرضا (ع)، مشهد، نشر المؤتمر العالمي للإمام الرضا (ع)، تحقيق مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، الطبعة الأُولى، 1406 ه.
2ـ ابن شهرآشوب، محمّد، مناقب آل أبي طالب، النجف، المكتبة الحيدرية، طبعة 1376 ه.
3ـ ابن طاووس، علي، الأمان من أخطار الأسفار والأزمان، قم، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، الطبعة الأُولى، 1409 ه.
4ـ ابن فهد الحلّي، أحمد، عُدّة الداعي ونجاح الساعي، قم، مكتبة وجداني، بلا تاريخ.
5ـ ابن قولويه، جعفر، كامل الزيارات، تحقيق جواد القيّومي، مؤسّسة نشر الفقاهة، الطبعة الأُولى، 1417 ه.
6ـ الحلّي، الحسن، منتهى المطلب في تحقيق المذهب، مشهد، تحقيق ونشر مجمع البحوث الإسلامية، الطبعة الأُولى، 1412ه.
7ـ الخزّاز، علي، كفاية الأثر في النص على الأئمّة الاثني عشر، تحقيق عبد اللطيف الحسيني، قم، انتشارات بيدار، طبعة 1401 ه.
8ـ الخميني، روح الله، کشف الأسرار، طهران، المكتبة الإسلامية، طبعة 1327 ش.
9ـ الدربندي، آقا ابن عابد، إكسير العبادات في أسرار الشهادات، كربلاء، العتبة الحسينية المقدّسة، الطبعة الأُولى، 1415 ه.
10ـ الديلمي، حسن، إرشاد القلوب، قم، منشورات الرضي، طبعة 1415 ه.
11ـ الزيات، عبد الله، طب الأئمّة، قم، انتشارات الشريف الرضي، الطبعة الثانية، 1411 ه.
12ـ الصدوق، محمّد، من لا يحضره الفقيه، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، قم، منشورات جامعة المدرّسين، الطبعة الثانية، بلا تاريخ.
13ـ الطبرسي، أحمد، الاحتجاج، النجف، دار النعمان، طبعة 1386 ه.
14ـ الطوسي، محمّد، الأمالي، قم، دار الثقافة، الطبعة الأُولى، 1414 ه.
15ـ الطوسي، محمّد، تهذيب الأحكام، تحقيق وتعليق السيّد حسن الخرسان، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الرابعة، 1365 ش.
16ـ الطوسي، محمّد، مصباح المتهجّد، بيروت، مؤسّسة فقه الشيعة، الطبعة الأُولى، 1411 ه.
17ـ المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسّسة الوفاء، الطبعة الثانية، 1403 ه.
18ـ المفيد، محمّد، المزار الكبير، تحقيق محمّد باقر الأبطحي، بيروت، دار المفيد، الطبعة الثانية، 1414 ه.
مصدر المقالة (مع تصرف بسيط)
الأصطهباناتي، محمّد حسن، نور العين في المشي إلى زيارة قبر الحسين (ع)، قم، مؤسّسة الرافد للمطبوعات، طبعة 1432 ه.