وكحّلها بأنوار الجواد
وإن هاجتك آلام البعاد
ليحيى اليوم في جذل فؤادي
به نرجو الشفاعة في المعاد
يبشر بالمسرّة كلَّ شاد؟
له الأنوار عن أفق العباد
وكم طفلٍ شأى هَام الرشاد
وفنّد رأيهم في كل ناد
ليخفق في الحواضِر والبوادي
ومن ننجو بهم يوم التنادِ
ويا سبب النجاة من العوادي
لهم رفع السماءُ بلا عماد
فروّى خافقي اذ كان صادي
ليأكل دونه شوك القتاد
بلا علم يصرّ على العناد
لمن قد كان في سنِّ الرشاد
كما اعتقدوا به أي اعتقاد
وعيسى ما تكلّم في المهاد
ولما يعتبر بمصير عاد
قطيعاً ظل في أكناف واد
اذا عانيت من محن شداد
كيومك فيه قد سعدت بلادي
تصافح بينها قبل الأيادي
كما فرض الصلاة على العباد
جميلاً يوم ميلاد الجواد
فأنت لما ابتغوا أقصى مراد
أزل عن مقلتي أثر الرقاد
ودع ذكر العراق وساكنيه
وبرّد في حنايا الصدر هماً
وبارك أمة الإسلام في من
أما تدري بأن اليوم عيد
بتاسع كوكب تجلو الدياجي
بمن نال الامامة وهو طفلٌ
بمن قد أفَحم الضلاّل طراً
بمن رفعت يداه لواءَ حمدٍ
بمن قد طُهِّروا من كلِّ رجسٍ
سليل الأكرمين ونجل طه
ورثت العلم والأخلاقَ ممن
شربت ولاءكم كأساً نميراً
عجبت لمن أبى شهداً لذيذاً
ومن عجب يحاججنا حقود
ويزعم أن أمر الدين باق
فإن كان الذي زعموه حقاً
فيحيى لم ينل حكماً صبياً
ألا بعداً لمن للحقّ عادى
لقد جحدوا الهدى حتى تراهم
امام المسلمين بكم ملاذي
امام المسلمين وأي يوم
بيومك سيدي أنست قلوب
فحبّكم على المخلوق فرض
فنعم احّبةٌ يحيون ذكراً
فوفق سعيهم يا ربِّ دوماً