- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 5 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
leblib.was@caramail.com
8 رمضان 1424
تاريخ دخول التشيع: في القرن الثاني
عدد الشيعة: 90 %
اماكن تواجدهم: منتشرين في كل الجمهورية
طلباتهم و احتياجاتهم: ظهور الحجة عجل الله فرجه
الموضوع: الشيعة عبر القرون
معلومات عامة:
لا نريد في هذا المقال أن نثبت أفضلية الشيعة ، أو فضلهم بكثرة عددهم وانتشارهم في البلدان وأكثريتهم في بعضها ، لأن الكثرة لا تكشف عن الحق ، والقِلَّة لا تدل على الضلال .
وقديماً قيل : ( إن الكِرَام قليل ) .
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذي يدور الحق معه كيفما دار : لا تزيدني كثرة الناس حولي عِزَّة ، ولا تَفَرُّقُهُم عنِّي وَحشة .
ولو كانت الكثرة تغني عن الحق شيئاً لكانت الطوائف غير الإسلامية أفضل ديناً ، وأصح عقيدة من المسلمين .
وإنما الغرض الأول أن نثبت أن الشيعة كسائر الفرق والطوائف التي لها كيانها وتأثيرها.
فإن الذين يتجاهلون وجود الشيعة وينظرون إليها كفئة قليلة يمكن استئصالها ، هم في الحقيقة بعيدون عن الواقع كل البعد ، ولا يعبرون إلا عن رغباتهم وأحلامهم .
لإن القضاء على الشيعة لن يكون إلا بالقضاء على جميع المسلمين ، ولن يكون ذلك حتى لا يبقى على وجه الأرض ديار .
لمحة تاريخية :
كانت الدول فيما مضى – شرقية كانت أم غربية – تقوم على أساس الدين ، فتخوِّل لنفسها حق التدخل في شؤون الإنسان الداخلية والخارجية ، لأنها نائبة عن الله .
ومن هنا كانت تعامل الناس على أساس أديانهم ومعتقداتهم ، لا على المؤهلات العلمية والخلقية .
فتحب أبناء دينها ، وتضطهد الآخرين ، أو تتجاهل وجودهم كرعايا ومواطنين .
ومن هنا كان التفاوت في عدد الشيعة والسنة قلة وكثرة حسب الدول القائمة الحاكمة ديناً ومذهباً .
ففي عهد الأمويين والعباسيين كان السنة أكثر عدداً من الشيعة ، وفي عهد البويهيين والفاطميين كانت الكثرة في جانب الشيعة ، وفي عهد السلجوقيين والأيوبيين والعثمانيين ازداد عدد السنة حتى أصبحوا على تعاقب الأجيال والقرون أضعاف عدد الشيعة .
والغريب حقاً أن يكون للشيعة هذا العدد بعد أن ظلوا هدفاً لاضطهاد الحكومات مئات السنين ، وتعرضوا لموجات من تعصب السنة في كثير من البلدان والأزمان .
ومن أراد التوسع في هذا المجال فعليه مراجعة كتاب ( الشيعة والحاكمون ) لمؤلفه الشيخ محمد جواد مَغنِيَّة .
من بلدان الشيعة :
إيران : ونسبة الشيعة فيها 91% ، أي أن معظم السكان هم من الشيعة . ……..
وأخيراً :
نختم كلامنا بما ذكره الشيخ أبو زهرة – وهو أحد علماء السنة المعاصرين – في آخر كتابه ( الإمام الصادق ) بعنوان : ( نمو المذهب الجعفري ومرونته ) ، حيث قال : لقد نما هذا المذهب وانتشر لأسباب :
الأول : إن باب الاجتهاد مفتوح عند الشيعة ، وهذا يفتح باب الدراسة لكل المشاكل الاجتماعية ، والاقتصادية ، والنفسية .
الثاني : كثرة الأقوال في المذهب – أي في المسائل الفقهية النظرية – ، واتِّسَاع الصدر للاختلاف ما دام كل مجتهد يلتزم المنهاج المسنون ، ويطلب الغاية التي يتغياها من يريد مَحص الشرع الإسلامي خالطاً غير مشوب بأية شائبة من هوى .
الثالث : إن المذهب الجعفري قد انتشر في أقاليم مختلفة الألوان من الصين إلى بحر الظلمات ، حيث أوروبا وما حولها ، وتفريق الأقاليم التي تتباين عاداتهم وتفكيرهم وبيئاتهم الطبيعية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، والنفسية .
إن هذا يجعل المذهب كالنهر الجاري في الأرضين المختلفة الألوان ، يحمل في سيره ألوانها واشكالها من غير أن تتغير في الجملة عذوبته . .
sadeq2000@naseej.com
7 محرم 1424
تاريخ دخول التشيع: منذ انتشار الاسلام
عدد الشيعة: 92%
الموضوع: تاريخ التشيع في ايران
معلومات عامة:
أما في ايران فمنذ أن وصلها نبأ الحادث المحزن باستشهاد الامام الحسين عليه السلام وآله وصحبه ، فقد عمت الأحزان الأوساط الايرانية من شعبية ورسمية ، نظراً لأواصر المصاهرة التي ربطت الايرانيين الفرس بأسرة الامام الحسين عليه السلام بتزوجه الأميرة شهربانو
« شاهزنان » بنت الملك يزدجرد ، التي ولدت له الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام ، مضافاً الى ولاء كبار رجال إيران للامام علي بن أبي طالب وآله وبيته ، كسلمان الفارسي وغيره .
ثم تحولت هذه الأحزان بصورة تدريجية الى مناحات ومآتم محدودة في داخل الدور وفي المجتمعات الخاصة ، وتطورت بعد ذلك ، حيث اتسعت دائرتها وأخذت تقام بصورة علنية على شكل إنشاد المراثي ، وذكر واقعة الاستشهاد ، بالاستناد الى المرويات على ألسنة الثقات ، ويحدثنا التاريخ بأن كثيراً من رؤساء قبيلة الأشاعرة وأفخاذها اضطروا الى الهجرة من الكوفة الى اصفهان ثم الى « قم » الحالية وضفاف نهرها للانتجاع ، بعد أن قتل الحجاج بن يوسف الثقفي زعيمهم الأكبر محمد بن سائب الأشعري ، وبعد أن أخذت النكبات تتوارى عليهم من قبل الحجاج وعمال الأمويين .
ومنذ استقرار هؤلاء المهاجرين التابعين للامام علي عليه السلام وآله في هذه الناحية خلال مدة عشر سنوات ـ أي من سنة «73 هـ» الى سنة «83 هـ» ـ شرعوا بإقامة أسس بناء مدينة « قم » ونشر العمران فيها ، كما بدأوا فور سكناهم هنا بإقامة المآتم والمناحات في مجتمعاتهم الخاصة ومجالسهم السرية على شهيد الطف عليه السلام خاصة أنهم كانوا قريبي عهد بالفاجعة وتفاصيلها وملابساتها ، مرددين فيها ما جرى على الامام الحسين عليه السلام وآله في مذبحة عاشوراء .
ولقد استمر هؤلاء الأشاعرة الشيعة على إحياء ذكرى الطف الحزينة في يوم عاشوراء من محرم كل سنة وإقامة العزاء فيه ، ثم تناقل الخلف عن السلف هذا التقليد الحزين ، الى أن حلت الآنسة فاطمة بنت الامام موسى بن جعفر عليهما السلام وأخت الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام هذه المدينة سنة «201 هـ» آتية من مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقاصدة أخاها الامام الرضا عليه السلام في مرو بخراسان ، ولكن الأجل لم يمهلها فكانت مدة إقامتها في هذه المدينة «17» يوماً مريضة طريحة الفراش في دار موسى بن الخزرج بن سعد الأشعري ، وبعد وفاتها دفنت في أرض كانت لهذا المضيف الجليل ، وأصبح قبرها روضة فيما بعد وللآن يقصده الجميع للزيارة والتبرك وإقامة المأتم الحسيني حوله .
وبعد دفن هذه العلوية العذراء التي اشتهرت بـ « معصومة قم » تعاظمت سلطة الشيعة الأشعريين في هذه الناحية واتسع نطاق إقامة مآتم ذكرى شهيد الطف الحزينة بين مختلف طبقات سكان هذه المدينة وما جاورها من القرى والقصبات .
وهكذا كان الاشاعرة المهاجرون من الكوفة الى هذه الناحية في إيران من الأوائل الذين بذروا بذور التشيع لآل علي عليه السلام فيها ، مستغلين موضوع استشهاد الامام عليه السلام بكربلاء ومقيمين مآتمه وعزاءه ومجالس النياحة عليه .
أما في مرو بخراسان فعلى عهد الامام الثامن علي بن موسى الرضا عليهما السلام الذي بدأ منذ أخريات القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الهجري ، فقد تعززت نهضة إقامة المآتم والمناحات واحياء ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام ، بالأخص وأن سياسة المأمون العباسي كانت تميل الى مسايرة العلويين وإطلاق الحرية لهم في إقامة شعائر الحزن والعزاء على الامام الشهيد . وقد مر ذكر تفصيل ذلك في الفصل الخاص بالمناحة على عهد الامام الرضا وابنه الامام محمد التقي عليهما السلام .
وبعد استشهاد الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام في طوس تبلورت حركة إقامة المناحات وحفلات العزاء على الامام الشهيد في إيران ، وتطورت بتطور سياسة الحكومات التي كانت تتولى السلطة في أنحاء إيران ومناطقها المختلفة بين القوة والضعف . فكانت هذه الحركة تسير سيرها المدي في بعض الاصقاع التي كانت تحكمها السلطة الموالية لآل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كالامراء البويهيين ، وتسير سيرها الجزري في الأقاليم الأخرى التي تتولى السلطة فيها حكومة تعادي العلويين وتناهضهم ، وقد استمرت هذه الحالة الى أن استولى على الحكم في إيران الملوك الصفويون ، الذين استطاعوا أن ينشئوا في إيران حكومة مركزية تسيطر على جميع الأقاليم الايرانية ، وأن يوجدوا في هذه البلاد وحدة متماسكة تحكمها حكومة مركزية قوية واحدة ، هي الدولة الصفوية .
وقد اهتم ملوك هذه الدولة الشيعية اهتماماً عظيماً بالعزاء الحسيني ومأتمه في داخل البيوت وخارجها ، وفي المساجد ، والتكايا ، والمعابد ، والأسواق ، والشوارع ، والساحات العامة ، وحتى في البلاط ودوائر الدولة ، كما تنوعت وتشعبت اساليب هذه المناحات وعمت جميع طبقات الشعب ، وأصبحت تقاليد متأصلة في النفوس ، كما أن الحكومات التي خلفت الدولة الصفوية في إيران كالأفشارية والزندية سارت على نفس نهج تلك الدولة ، في إحياء هذه الذكرى الحزينة ، وإقامة شعائرها ومتابعة تقاليدها . وخاصة على عهد الملوك القاجاريين وحتى الوقت الحاضر .