اهتمام الإمام الباقر (ع) في تربية الشيعة وتهذيبهم

2025-01-03

13 بازدید

كان الإمام أبو جعفر محمد الباقر (ع) وسائر أئمة أهل البيت (ع) حريصين كل الحرص على تربية الشيعة وتهذيبهم، وأن تكون شيعتهم مقتدين بهديهم، ومتميّزين في سلوكهم، ومتورعين في مكاسبهم، ومتحرجين في أمور دينهم أشد ما يكون التحرج ليكونوا قدوة لبقية المسلمين بما يحملونه من طاقات إسلامية مشرقة، تضيء الطريق، وتهدي الحائر، وتدلل على واقع أهل البيت (ع).

وقد أثر عن الإمام جعفر الصادق (ع) أنه قال لبعض شيعته: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا وَرِعَ فِي دينِهِ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَى الأَمانَةَ، وَحَسَّنَ خُلُقَهُ مَعَ النَّاسِ، قِيلَ هَذا جَعْفَرِيٌّ، وَيَسُرُنِي ذَلِكَ، وَيَدْخُلُ عَلَيَّ مِنْهُ السُّرُورُ، وَقِيلَ: هذا أَدَبُ جَعْفَرٍ، وَإِذَا كَانَ عَلَى غَيْرِ ذلِكَ دَخَلَ عَلَيَّ بَلاؤُهُ وَعَارُهُ، وَقِيلَ: هذا أَدَبُ جَعْفَرٍ…[1].

ورأى الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) بعض الشيعة قد شد في سلوكه، وارتكب ما حرم الله، فوجه (ع) إليه هذه النصيحة الرائعة قائلا له: إِنَّ الْحَسَنَ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ حَسَنٌ وَمِنْكَ أَحْسَنُ، وَالْقَبِيحَ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ قَبِيحٌ وَمِنْكَ أَقْبَحُ، نَظَراً لا تُصَالِكَ بِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ[2].

حديث الإمام الباقر (ع) مع الشيعة

أما الإمام أبو جعفر الباقر (ع) فقد اهتم أشد ما يكون الاهتمام في تربية الشيعة وتهذيبهم، وقد وجه لهم النصائح الرفيعة، والتعاليم الكريمة التي يجب أن يسيروا عليها ويقتدوا بها، وهذا بعض ما أثر عنه:

وصية الإمام الباقر (ع) للشيعة  

إن من الواجب على من انتحل مبدأ أهل البيت (ع) أن يأخذ بهذه الوصية الخالدة، ويعمل بما تضمنته من بنود مشرقة ليكون مثالاً للإنسانية، وأنموذجاً يقتدى به، وهذا نص وصيته:

يا مَعْشَرَ شِيعَتنا، اسْمَعُوا وَافْهَموا وصايانا، وَعَهْدَنَا إِلَى أَوْلِيَائِنا، اصدقوا في حَدِيثِكُمْ، وَبِرُوا فِي أَيْمَانِكُمْ لِأَوْلِيَائِكُمْ وَأَعْدَائِكُمْ، وَتَوَاسَوا بِأَمْوالِكُمْ، وَتَحابُوا بِقُلُوبِكُمْ، وَتَصَدَّقُوا عَلَى فُقَرَائِكُمْ، وَاجْتَمِعُوا عَلَى أَمْرِكُمْ، وَلَا تُدْخِلُوا غِشَاً وَلَا خِيانَةً عَلَى أَحَدٍ، وَلَا تَشُكُوا بَعْدَ الْيَقِينِ، وَلَا تَوَلَّوا بَعْدَ الْإِقْدامِ جُبْناً، وَلَا يُوَلِّ أَحَدُكُمْ أَهْلَ مَوَدَّتِهِ قَفَاهُ، وَلَا تَكُونَنَّ شَهْوَتُكُمْ فِي مَوَدَّةِ غَيْرِكُمْ، وَلَا مَوَدَّتُكُمْ فِي سِوَاكُمْ، وَلَا عَمَلُكُمْ لِغَيْرِ رَبِّكُمْ، وَلَا إِيمَانُكُمْ وَقَصْدُكُمْ لِغَيْرِ نَبِيِّكُمْ، وَاسْتَعينوا بِاللَّهِ، وَاصْبِرُوا، فَإِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ.

وأضاف الله قائلاً:

إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ وَأَوْلِياءَ رَسُولِهِ مِنْ شِيعَتِنَا مَنْ إِذَا قَالَ صَدَقَ، وَإِذَا وَعَدَ وفى، وَإِذَا ائْتُمِنَ أَدَى، وَإِذا حُمِّلَ احْتَمَلَ فِي الْحَقِّ، وَإِذَا سُئِلَ الْوَاجِبَ أَعْطَى، وَإِذَا أُمِرَ بِالْحَقِّ فَعَلَ.

شِيعَتُنَا مَنْ لَا يَعْدُو عِلْمُهُ سَمْعَهُ، شَيعَتُنَا مَنْ لَا يَمْدَحُ لَنا مُعِيباً، وَلَا يُواصِلُ لَنا مُبْغِضاً، وَلَا يُجالِسُ لَنا خَائِناً، إِنْ لَقِيَ مُؤْمِناً أَكْرَمَهُ، وَإِنْ لَقِيَ جَاهِلا هَجَرَهُ.

شِيعَتُنا مَنْ لَا يَهِرُّ هَرِيرَ الْكَلْبِ، وَلَا يَطْمَعُ طَمَعَ الْغُرَابِ، وَلَا يَسْأَلُ أَحَداً إِلَّا مِنْ إِخْوَانِهِ وَإِنْ مَاتَ جَوْعاً.

شِيعَتُنا مَنْ قَالَ بِقَوْلِنَا، وَفَارَقَ أَحِبَّتَهُ فِينَا، وَأَدْنَى الْبُعَداءَ فِي حُبَّنا، وَأَبْعَدَ الْقُرَبَاءَ فِي بُغْضِنا.

ويهر بعض الجالسين من وصف الامام الباقر (ع) لشيعته وراح يقول له: أين يوجد مثل هؤلاء؟

فأجابه الإمام الباقر (ع): في أَطْرَافِ الْأَرْضِينَ، أُوْلِئِكَ الْخَفِيضُ عَيْشُهُمْ، الْقَرِيرَةُ أَعْيُنُهُمْ، إِنْ شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفوا، وَإِنْ غابوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِنْ مَرِضُوا لَمْ يُعادوا، وَإِنْ خَطَبُوا لَمْ يُزَوَّجوا، وَإِنْ وَرَدُّوا طَرِيقاً تَنَكَّبُوا، وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قالوا سَلاماً، وَيَبيتونَ لِرَبِّهِمْ سُجَدَاً وَقِياماً.

وراح بعض الجالسين يندد بالشيعة ممن عاصروا الإمام الباقر (ع) قائلاً: يابن رسول الله، وكيف بالمتشيعين بألسنتهم وقلوبهم على خلاف ذلك؟

وانبرى الإمام الباقر (ع) فأجابه: التَّمْحِيصُ يَأْتِي عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ تُفْنِيهِمْ، وَضَعَائِنَ تُبيدُهُمْ، وَاخْتِلافٍ يَقْتُلُهُمْ، أَما وَالَّذِي نَصَرَنا بِأَيْدِي مَلَائِكَتِهِ، لَا يَقْتُلُهُمُ اللهُ إِلَّا بِأَيْدِيهِمْ، فَعَلَيْكُمْ بِالْإِقْرَارُ إِذا حَدَّثْتُمْ، وَتَرْكِ الْخُصُومَةِ فَإِنَّهَا تقصيكُمْ.

وَإِيَّاكُمْ أَنْ يَبْعَثَكُمْ قَبْلَ وَقْتِ الْأَجَلِ فَتُطَلُّ دِمَاؤُكُمْ، وَتَذْهَبُ أَنْفُسُكُمْ، وَيَذُمُّكُمْ مَنْ يَأْتِي بَعْدَكُمْ، وَتَصيروا عِبْرَةً لِلنَّاظِرِينَ، وَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ فِعْلاً مَنْ فَارَقَ أَهْلَ الدُّنْيا مِنْ والِدٍ وَوَلِيٍّ وَنَاصِحٍ، وَكَافِي إِخْوَانَهُ فِي اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ حَبَشِيَاً أَوْ زَنْجِيَاً، وَإِنْ كَانَ لَا يُبْعَثُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَسْوَدٌ، بَلْ يَرْجِعُونَ كَالْبَرَدِ قَدْ غُسِلُوا بِمَاءِ الْجِنانِ، وَأَصابوا النَّعِيمَ الْمُقِيمَ.

وَجَالَسُوا الْمَلائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ، وَرافَقُوا الْأَنْبِيَاءَ الْمُرْسَلِينَ، وَلَيْسَ مِنْ عَبْدِ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنْ عَبْدٍ شُرِّدَ وَطُرِدَ فِي اللهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ، عَلَى ذَلِكَ شِيعَتُنَا الْمُنْذِرُونَ فِي الْأَرْضِ سُرُجٌ وَعَلاماتٌ، وَنورٌ لِمَنْ طَلَبَ مَا طَلَبُوا، وَقادَةٌ لأَهْلِ طَاعَةِ اللهِ، شُهَدَاءُ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ مِمَّنِ ادَّعَى دَعْوَاهُمْ، سَكَنَّ لِمَنْ أَتَاهُمْ، لُطَفَاءُ بِمَنْ والاهُمْ، سُمَحاءُ، أَعْفَاءُ، رُحَمَاءُ، فَذَلِكَ صِفَتُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ.

إِنَّ الرَّجُلَ الْعَالِمَ مِنْ شِيعَتِنا إِذا حَفِظَ لِسَانَهُ، وَطابَ نَفْساً بِطَاعَةِ أَوْلِيَائِهِ، وَأَظْهَرَ الْمُكايَدَةَ لِعَدُوِّهِ بِقَلْبِهِ، وَيَغْدُو حِينَ يَغْدُو وَهُوَ عَارِفٌ بعيوبِهِمْ، وَلَا يُبْدِي مَا فِي نَفْسِهِ لَهُمْ، يَنْظُرُ بِعَيْنِهِ إِلَى أَعْمَالِهِمُ الرَّدِيَّةَ، وَيَسْمَعُ بِإِذْنِهِ مَسَاوِنَهُمْ، وَيَدْعُو بِلِسَانِهِ عَلَيْهِمْ، مُبْغِضُوهُمْ أَوْلِيَاؤُهُ، وَ مُحِبّوهُمْ أَعْداؤُهُ.

وانطلق رجل من الحاضرين فقال للإمام الباقر (ع): بأبي أنت وأمي، ما ثواب من وصفت إذا كان يمشي آمناً، ويصبح آمناً، ويبيت محفوظاً، فما منزلته وثوابه؟

فقال: تُؤْمَرُ السَّمَاءُ بِإِظْلالِهِ، وَالْأَرْضُ بِإِكْرَامِهِ، وَالنُّورُ بِبُرْهَانِهِ.

فقيل للإمام الباقر (ع): فما صفته في الدنيا؟

قال (ع): إِنْ سُئِلَ أَعْطَى، وَإِنْ دُعِيَ أَجابَ، وَإِنْ طَلَبَ أَدْرَكَ، وَإِنْ نَصَرَ مَظْلُوماً أَعَزَّ[3].

لا أكاد أعرف وصية أثرت عن أئمة المتقين مثل هذه الوصية الحافلة بالتعاليم الرفيعة التي تسمو بالإنسان، وترفعه إلى أرقى ما يصل إليه الأبرار والمتقون، ففيها الدعوة إلى التحلي بالأخلاق الكريمة، والتجنّب عن مساوئ الأخلاق، والتخلي عن النزعات السيئة، ولو سار المسلمون على ضوئها لكانوا سادة الأمم، وقادة الشعوب.

إن هذه الوصية من كنوز الإسلام، وهي تحمل جوهره وواقعه، وما ينشده من خير ورحمة وهدى إلى الناس، فمن واجب كل مسلم أن يجعلها منهاجاً يسير عليها في حياته.

إشادة الإمام الباقر (ع) بالشيعة الأوائل

وأشاد الإمام أبو جعفر الباقر (ع) بالشيعة الأوائل، وبيّن معالي أخلاقهم، وما اتصفوا به من الصفات الرفيعة والخيرة.

فقال (ع): أَوْلِيَاؤُنَا وَشِيعَتُنا فيما مَضَى خَيْرُ مَنْ كَانُوا فِيهِ، إِنْ كَانَ إِمَامُ مَسْجِدٍ فِي الْحَيِّ كَانَ مِنْهُمْ، وَإِن كَانَ مُؤَذِّنٌ فِي الْقَبِيلَةِ كَانَ مِنْهُمْ، وَإِنْ كَانَ صاحِب وَدِيعَةٍ كَانَ مِنْهُمْ، وَإِنْ كَانَ صَاحِبُ أَمَانَةٍ كَانَ مِنْهُمْ، وَإِنْ كَانَ عَالِمٌ في النَّاسِ يَقْصُدُونَهُ لِدِينِهِمْ وَمَصالِحٍ أُمُورِهِمْ كَانَ مِنْهُمْ[4].

وألمت هذه الوصية بما اتصف به الشيعة الأوائل من النسك والورع والتقوى والحريجة في الدين، حتى نالوا ثقة الناس، فائتموا بهم في صلاتهم، وائتمنوهم على أموالهم ودينهم، وقد عرفوا بهذا السمت من الورع والصلاح، وذاع عنهم ذلك.

ومن طريف ما ينقل أن شيعياً مثل شاهداً أمام القضاء، فرد القاضي عليه شهادته لأنه من الرافضة، فأغرق في البكاء، فبهر القاضي وتوهم أن بكاءه لرد شهادته، وسأله عن ذلك، فأجابه بما مضمونه: إنك حدث عن الحق فنسبتني إلى طائفة لا ينتسب إليها إلا الأنبياء والمتقون.

صفات الشيعة

وأدلى الإمام الباقر (ع) في كثير من أحاديثه عن الصفات الرفيعة التي ينبغي أن يتحلى بها من

انتحل مذهب أهل البيت (ع) وكان من الشيعة، وهذا بعض ما أثر عنه:

1- قال (ع): ما شِيعَتُنَا إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَأَطَاعَهُ، وَمَا كانوا يُعْرَفُونَ إِلَّا بِالتَّواضع، وَالتَّخَشُعِ، وَأَداءِ الْأَمَانَةِ، وَكَثْرَةِ ذِكْرِ اللَّهِ، وَالصَّوْمِ، وَالصَّلاةِ، وَالْبِرِّ بِالْوالِدَيْنِ، وَتَعَهْدِ الْجِيرَانِ مِنَ الْفُقَرَاءِ، وَذَوِي الْمَسْكَنَةِ، وَالْغَارِمِينَ، وَالْأَيْتَامِ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ، وَكَفَّ الْأَلْسُنِ عَنِ النَّاسِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ، وَكانوا أَمَناءَ عَشَائِرِهِمْ فِي الْأَشْيَاءِ[5].

ولا يتحلى بهذه الصفات إلا الأبرار والمتقون الذين يخشون الله ويخافون عقابه.

2ـ قال (ع): إِنَّمَا شِيعَةُ عَلِيَّ الْمُتَبَادِلُونَ فِي وَلَا يَتِنَا، الْمُتَحَابُونَ في مَوَدَّتِنا، الْمُتَزاوِرُونَ لِإِحْيَاءِ أَمْرِنَا، الَّذِينَ إِذَا غَضِبُوا لَمْ يَظْلِمُوا، وَإِذَا رَضُوا لَمْ يُسْرِفُوا، بَرَكَةٌ عَلَى مَنْ جاوَرَهُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ خَالَطُوا[6].

ومن توفرت فيهم هذه الصفات من الشيعة فإنهم يكونون بركة ورحمة لمن جاورهم، وأمناً وسلماً لمن خالطهم، إذ لا تصدر منهم بادرة من بوادر الظلم سوى الخير العميم إلى الناس.

3- وتحدث الإمام الباقر (ع) مع أبي المقدام عن الشيعة شيعة الإمام أمير المؤمنين (ع)، وما اتصفوا به من معالي الأخلاق.

قال (ع): يا أَبَا الْمِقْدامِ، إِنَّمَا شِيعَةُ عَلِيَّ الشَّاحِبُونَ، النَّاحِلُونَ، الذابلون، ذابِلَةٌ شِفَاهُهُمْ، خَمِيصَةٌ بُطُونُهُمْ، مُتَغَيَّرَةٌ أَلْوَانُهُمْ، مُصْفَرَّةٌ وجوهُهُمْ، إِذا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ اتَّخَذُوا الْأَرْضَ فِراشاً، وَاسْتَقْبَلُوا الْأَرْضَ بجباهِهِمْ، كَثيرٌ سُجودُهُمْ، كَثِيرَةٌ دُمُوعُهُمْ، كَثِيرٌ دُعَاؤُهُمْ، كَثِيرٌ بُكَاؤُهُمْ، يَفْرَحُ النَّاسُ وَهُمْ يَحْزَنُونَ[7].

وهذه صفات عباد الشيعة ونساكهم أمثال عمار بن ياسر، وأبي ذر وحجر بن عدي، وميثم التمار، ونظرائهم من هداة هذه الأمة وقادتها.

نصائح الإمام الباقر (ع) للشيعة

وزود الإمام أبو جعفر الباقر (ع) الشيعة بكثير من نصائحه الرفيعة، وتعاليمه القيمة، ومن بينها:

1ـ روى جابر بن يزيد الجعفي، قال: كنا جماعة فدخلنا على أبي جعفر (ع) بعد ما قضينا مناسكنا فودعناه، وقلنا له: أوصنا بشيء يابن رسول الله (ص).

فوجه (ع) لهم هذه النصيحة القيمة.

قال الإمام الباقر (ع) : لِيُعِنْ قَوِيكُمْ ضَعِيفَكُمْ، وَلِيَعْطِفْ غَنِيُّكُمْ عَلَى فَقِيرِكُمْ، وَلِيَنْصَحِ الرَّجُلُ أَخَاهُ كَنَصِيحَتِهِ لِنَفْسِهِ، وَاكْتُمُوا أَسْرَارَنَا، وَلَا تَحْمِلُوا النَّاسَ عَلَى أَعْنَاقِنَا، وَانْظُرُوا أَمْرَنَا وَمَا جَاءَكُمْ عَنَا، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُ لِلْقُرْآنِ مُوافِقاً فَخُذُوا بِهِ، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوهُ مُوافِقاً فَرُدُّوهُ، وَإِنِ اشْتَبَهَ عَلَيْكُمُ الْأَمْرُ فَقِفُوا عِنْدَهُ، وَرُدُّوهُ إِلَيْنَا حَتَّى نَشْرَحَ لَكُمْ مِنْ ذلِكَ مَا شُرِحَ لَنَا[8].

لقد أوصاهم بمعالي الأخلاق، ودلّهم على ما يصلحهم في دنياهم وآخرتهم، كما أوصاهم بعرض ما أثر عن الأئمة (ع) من الأخبار على كتاب الله، فما وافقه فيأخذون به، وما شذ عنه فيطرحونه، وإنما عهد لهم بذلك لأن كثيراً من الأخبار قد افتعلت عليهم، فقد وضعها من لا حريجة له في الدين لتشويه واقع أهل البيت (ع) وتشويه أحكامهم.

2ـ قال الإمام الباقر (ع): عَلَيْكُمْ بِالْوَرَعِ وَالْإِجْتِهَادِ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَداءِ الْأَمَانَةِ إِلَى مَنْ انْتَمَنَكُمْ، بَرَأَ كَانَ أَوْ فَاجِراً، فَلَوْ أَنَّ قَاتِلَ عَلِيَّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ انْتَمَنَنِي عَلَى أَمَانَةٍ لأَدَّيْتُهَا إِلَيْهِ[9].

وهل هناك أسمى وأرفع من هذه النصائح القيمة التي تنشد خير الإنسان وتوازنه في سلوكه مع الناس.

3ـ وأوفد الإمام الباقر (ع) بعض أصحابه إلى جماعة من شيعته، وأمره أن يبلغهم بما يلي:

قال (ع): بَلِّغْ شِيْعَتَنَا السَّلَامَ، وَأَوْصِهِمْ بِتَقْوَى اللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِأَنْ يَعُودَ غَنِيُّهُمْ عَلَى فَقِيرِهِمْ، وَيَعُودَ صَحِيحُهُمْ عَلِيْلَهُمْ، وَيَحْضُرَ حَيُّهُمْ جَنازَةَ مَيِّتِهِمْ، وَيَتَلَاقُوا فِي بُيُوتِهِمْ فَإِنَّ لِقاءَ بَعْضِهِمْ بَعْضاً حَيَاةٌ لِأَمْرِنَا. رَحِمَ اللَّهُ امرءاً أَحْيا أَمْرَنَا وَعَمِلَ بِأَحْسَنِهِ. وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّا لَنْ نُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِلَّا بِعَمَلِ صَالِحٍ، وَلَنْ يَنالُوا وَلَا يَتَنا إِلَّا بِالْوَرَعِ وَالْإِجْتِهَادِ، وَإِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمَنْ وَصَفَ عَمَلاً ثُمَّ خَالَفَهُ إِلَى غَيْرِهِ[10].

لقد أوصاهم بالخير بجميع رحابه ومفاهيمه، وأمرهم بالتماسك والتضامن، وما يصون جماعتهم من الاختلاف والفرقة.

4ـ قال الإمام الباقر (ع): رَحِمَ اللهُ عَبْداً حَبَّبَنَا إِلَى النَّاسِ، وَلَمْ يُبَغْضُنَا إِلَيْهِمْ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْ يَرْوُونَ عَنَّا مَا نَقولُ وَلَا يُحَرِّفُونَهُ، وَلَا يُبَدِّلُونَهُ عَلَيْنَا بِرَأْبِهِمْ مَا اسْتَطَاعَ أَحَدٌ أَنْ يَتَعَلَّقَ عَلَيْهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَكِنَّ أَحَدَهُمْ يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُنيطُ إِلَيْهَا عَشْراً، وَيَتَأَوَّلُها عَلَى مَا يَرَاهُ، فَرَحِمَ اللَّهُ عَبْداً سَمِعَ مِنْ مَكْنُونِ سِرَّنا فَدَفَنَهُ فِي قَلْبِهِ، وَاللَّهِ لَا يَجْعَلُ اللهُ مَنْ عادانا وَمَنْ تَوَلَّانا فـي دارٍ واحدة[11].

وحذر (ع) بهذا الحديث من تحريف أخبارهم وتبديلها، لأنها تعود بالأضرار البالغة على أهل البيت (ع)، فإن فيها تشويهاً لسيرتهم وواقعهم.

حث الإمام الباقر (ع) على حب أهل البيت (ع)

وتحدث الإمام أبو جعفر الباقر (ع) في جملة من أحاديثه مع جماعة من شيعته عن حب أهل البيت (ع)، وما يترتب عليه من مزيد الأجر عند الله تعالى، وفيما يلي ذلك:

1- وفد عليه جماعة من شيعته من خراسان، فنظر (ع) إلى رجل منهم وقد تشققت رجلاه، فقال (ع) له: ما هذا؟

فقال: بعد المسافة يابن رسول الله، والله ما جاءني من حيث جئت إلا محبتكم أهل البيت (ع).

فقال: أَبْشِرْ فَأَنْتَ وَاللَّهِ مَعَنَا تُحْشَرُ.

وطار الخراساني فرحاً وراح يقول: معكم يابن رسول الله؟

قال (ع): نَعَمْ، مَا أَحَبَّنا عَبْدٌ إِلَّا حَشَرَهُ اللَّهُ مَعَنَا، وَهَلِ الدِّينُ إِلَّا الْحُبُّ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ[12]، [13].

٢ – وفد زياد الأسود على الإمام محمد الباقر (ع) وقد قصده من مسافة طويلة، ومكان بعيد، وقد جهد في طريقه من كثرة السير حتى تشققت رجلاه.

فقال له الإمام أبو جعفر (ع): ما هذا يا زياد؟

فقال زياد: يا مولاي، أقبلت على بكر لي ضعيف[14]، فمشيت عامة الطريق، وذلك أنه لم يكن عندي ما أشتري به مسنّاً، وإنما ضممت شيئاً إلى شيء حتى اشتريت هذا البكر.

ورق الإمام أبو جعفر الباقر (ع) على حاله، وجرت دموع عينيه، وقال له زياد: جعلني الله فداك، إني والله كثير الذنوب، مسرف على نفسي، حتى ربما قلت: قد هلكت، ثم اذكر ولايتي إياكم وحبي لكم أهل البيت فأرجو بذلك المغفرة.

فأقبل عليه الإمام (ع) بوجهه وقال له بعطف وحنان: سُبْحَانَ اللَّهِ! وَهَلِ الدِّيْنُ إِلَّا الْحُبُّ. إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعالى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ[15].

وَقَالَ: إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ[16].

وَقَالَ: يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ[17].

إِنَّ أَعْرَابِيَّاً أَتَى النَّبِيَّ (ص) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُحِبّ الْمُصَلِّينَ وَلَا أَصَلِّي، وَأُحِبُّ الصَّائِمِينَ وَلَا أَصومُ، يَعْنِي لَا أَصَلِّي وَلَا أَصومُ التَّطَوُّع – أي المندوب ـ.

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (ص): أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ.

ما الَّذِي تَبْعُونَ؟ أَمَا وَاللَّهِ لَوْ وَقَعَ أَمْرٌ يَفْزَعُ النَّاسُ لَهُ مَا فَزِعْتُمْ إِلَّا إِلَيْنَا، وَلَا فَزِعْنَا إِلَّا إِلَى نَبِيِّنا، إِنَّكُمْ مَعَنا فَأَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا وَاللَّهِ مَا يُسَاوِيكُمُ اللَّهُ وَغَيْرَكُمْ، لَا وَاللَّهِ وَلَا كَرَامَةَ[18].

3ـ قال (ع): إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتاقُ وَيَشْتَدُّ ضَوْءُها لِمُحِبَى آلِ مُحَمَّدٍ (ص) وَ شِيعَتِهِمْ، وَلَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقامِ حَتَّى تَتَقَطَّعَ أَوْصَالُهُ وَهُوَ لَا يَدِينُ بِحُبِّنا وَوَلَا يَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَا قُبِلَ مِنْهُ[19].

4- قال الإمام الباقر (ع) لجماعة من شيعته: إِنَّمَا يَغْتَبِطُ أَحَدُكُمْ إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُهُ هَا هُنا ـ وأومأ بيده إلى حلقه – يَنْزِلُ عَلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ فَيَقُولَ لَهُ: أَمَا مَا كُنْتَ تَرْجُوهُ فَقَدْ أُعْطِيتَهُ، وَأَمَّا مَا كُنْتَ تَخَافُهُ فَقَدْ أَمِنْتَ مِنْهُ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى مَنْزِلِهِ مِنَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ لَهُ: انْظُرْ إِلى مَسْكَنِكَ مِنَ الْجَنَّةِ، فَهَذَا رَسُولُ اللَّهِ (ص) وَعَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ (ع) هُمْ رُفَقاؤُكَ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ[20]،[21].

وتواترت الأخبار عن النبي محمد المصطفى (ص) وعن الأئمة الطاهرين بهذا المضمون، وقد ذكرتها مصادر الحديث والأخبار.

تسمية الشيعة بالرافضة

وحدث أبو بصير، قال: قلت لأبي جعفر (ع): جعلت فداك، اسم سمينا بـه استحلت به الولاة دماءنا وأموالنا وعذابنا.

قال (ع): ما هُوَ؟

ـ الرافضة.

قال (ع) – بعد حديث له -: إِنَّ ذلِكَ إِسْمٌ قَدْ نَحَلَكُمُوهُ اللَّهُ[22].

لقد أصبح هذا الاسم علماً للشيعة الذين هم دعاة الاصلاح الاجتماعي في الأرض، وقد أخذ يعيبهم به من لا خلاق له.

إن الشيعة لتعتز بهذا الاسم، وتفخر به، فقد أصبح لهم وساماً لحبهم وإخلاصهم لآل البيت (ع) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وقد فخر به الإمام الشافعي بقوله:

إنْ كَانَ رَفْضاً حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ ** فَلْيَشْهَدِ الثَّقَلَانِ إِنِّي رَافِضي

دعاء الإمام الباقر (ع) لشيعته

وكان الإمام أبو جعفر محمد الباقر (ع) يخلص لشيعته أعظم ما يكون الإخلاص، وكان يدعو لهم بهذا الدعاء:

یا دانٍ غَيْرَ مُتَوَانٍ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ، اجْعَلْ لِشِيعَتِي مِنَ النَّارِ وقاءً لَهُمْ، وَلَهُمْ عِنْدَكَ رِضاً، وَاغْفِرْ ذُنوبَهُمْ، وَيَسِّرْ أُمُورَهُمْ، وَاقْضِ دُونَهُمْ، وَاسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ، وَهَبْ لَهُمُ الْكَبَائِرَ الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ، يَا مَنْ لَا يَخَافُ الضَّيْمَ، وَلَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ، اجْعَلْ لِي مِنْ كُلِّ غَمَّ فَرَجاً وَ مَخْرَجاً[23].

وكان (ع) يدعو لشيعته بهذا الدعاء: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لِي رِضْوَانٌ وَوُدُّ فَاغْفِرْ لي وَلِمَنْ تَبِعَنِي مِنْ إِخْوانِي وَ شِيعَتِي، وَطَيِّبْ مَا فِي صُلْبي، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ[24].

الاستنتاج

أن الإمام الباقر (ع) اهتم أشد ما يكون الاهتمام في تربية الشيعة وتهذيبهم، وقد وجه لهم النصائح الرفيعة، والتعاليم الكريمة التي يجب أن يسيروا عليها ويقتدوا بها، كما أدلى (ع) في كثير من أحاديثه عن الصفات الرفيعة التي ينبغي أن يتحلى بها الشيعة، وحثهم على حب أهل البيت (ع)، وما يترتب عليه من مزيد الأجر عند الله تعالى، كما بيّن معنى الرافضة في تسمية الشيعة، هذا وكان (ع) يدعو للشيعة.

الهوامش

[1] الكليني، الكافي، كتاب العشرة، ج٢، ص ٦٣٦، ح٥.

[2] ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج٣، ص٣٦٢.

[3] القرشي، عيون الأخبار وفنون الآثار، ص٢٢٣ – ٢٢٥.

[4] القاضي المغربي، دعائم الإسلام، ج۱، ص۷۱.

[5] الحرّاني، تحف العقول، ص٢٩٥.

[6] الحرّاني،  تحف العقول، ص۳۰۰.

[7] الصدوق، الخصال، ص٤٤٤، ح٤٠.

[8] الطوسي، الأمالي، ص٢٣٢.

[9] الحرّاني، تحف العقول، ص۲۹۹.

[10] القرشي، عيون الأخبار وفنون الآثار، ص۲۲۳.

[11] القرشي، عيون الأخبار وفنون الآثار، ص۲۲۳.

[12] آل عمران، ۳۱.

[13] القرشي، عيون الأخبار وفنون الآثار، ص٢٢٦.

[14] البكر: الفتى من الإبل.

[15] الحجرات، 7.

[16] آل عمران، ۳۱.

[17] الحشر، 9.

[18] القرشي، عيون الأخبار وفنون الآثار، ص٢٢٦.

[19] القرشي، عيون الأخبار وفنون الآثار، ص۲۲۷.

[20] یونس، ٦٣ و ٦٤.

[21] القرشي، عيون الأخبار وفنون الآثار، ص۲۲۷.

[22] البرقي، المحاسن، ج١، ص١٥٧، ح٩٢.

[23] ابن طاووس، مهج الدعوات، ص۱۸.

[24] الكفعمي، المصباح، ص١٦١.

مصادر البحث

1ـ ابن شهرآشوب، محمّد، مناقب آل أبي طالب، النجف، المكتبة الحيدرية، طبعة 1376 ه‍.

2ـ ابن طاووس، علي، مهج الدعوات ومنهج العبادات، بيروت، مؤسّسة الأعلمي، الطبعة الثانية، 1424 ه‍.

3ـ البرقي، أحمد، المحاسن، تصحيح وتعليق جلال الدين محدّث، قم، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الثانية، 1371 ه‍.

4ـ الحرّاني، ابن شعبة، تحف العقول عن آل الرسول، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، قم، مؤسّسة النشر الإسلامي، الطبعة الثانية، 1404 ه‍.

5ـ الصدوق، محمّد، الخصال، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، قم، مؤسّسة النشر الاسلامي، طبعة 1403 ه‍.

6ـ الطوسي، محمّد، الأمالي، قم، دار الثقافة، الطبعة الأُولى، 1414 ه‍.

7ـ القاضي المغربي، النعمان، دعائم الإسلام، تحقيق آصف بن علي أصغر فيضي، القاهرة، دار المعارف، 1383 ه‍.

8ـ القرشي، أدريس، عيون الأخبار وفنون الآثار في فضائل الأئمة الأطهار، تحقيق مصطفى غالب، بيروت، دار الأندلس، الطبعة الأُولى، 1420 ه‍.

9ـ الكفعمي، إبراهيم، جنّة الأمان الواقية، المعروف بمصباح الكفعمي، النجف، دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية، 1405 ه‍.

10ـ الكليني، محمّد، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الثالثة، 1388 ش.

مصدر المقالة (مع تصرف)

القرشي، باقر، موسوعة سيرة أهل البيت (ع)، الجزء 17، تحقيق مهدي باقر القرشي، النجف، دار المعروف، الطبعة الثانية، 1433 ه‍.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *