ذكر ابن مزاحم المنقري في كتابه وقعة صفين: (قام الحسن بن علي خطيباً فقال :
الحمد لله لا إله غيره ، وحده لا شريك له ، وأثنى عليه بما هو أهله .
ثم قال :
إن مما عظم الله عليكم من حقه ، وأسبغ عليكم من نعمه ما لا يحصى ذكره ، ولا يؤدي شكره ، ولا يبلغه صفة ولا قول .
ونحن إنما غضبنا لله ولكم ، فإنه من علينا بما هو أهله أن نشكر فيه آلاءه وبلاءه ونعماءه قولا يصعد إلى الله فيه الرضا ، وتنتشر فيه عارفة الصدق ، يصدق الله فيه قولنا ، ونستوجب فيه المزيد من ربنا ، قولا يزيد ولا يبيد ، فإنه لم يجتمع قوم قط على أمر واحد إلا اشتد أمرهم ، واستحكمت عقدتهم .
فاحتشدوا في قتال عدوكم : معاوية وجنوده ، فإنه قد حضر ، ولا تخاذلوا ، فإن الخذلان يقطع نياط القلوب ، وإن الإقدام على الأسنة نجدة وعصمة ، لأنه لم يمتنع قوم قط إلا رفع الله عنهم العلة ، وكفاهم جوائح الذلة ، وهداهم إلى معالم الملة .
والصلح تأخذ منه ما رضيت به ** والحرب يكفيك من أنفاسها جرع)