هل صحيح أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) تزوَّج عائشة وهي بنت ست سنين ، ودخل بها وهي بنت تسع سنين ؟
وألا يقال أن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قد فعل قبيحاً لزواجه من طفلة صغيرة ؟
الجواب:
إن ما ذكرته من زواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) من عائشة وهي في سن السادسة فهو صحيح تاريخياً .
فلاحظ ما يرويه ابن سعد في كتابه ( الطبقات ) باب ذكر أزواج الرسول ، ما هذا نصه :
عن عائشة قولها : ( تزوَّجني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في شوَّال ، سنة عشر من النبوة ، قبل الهجرة لثلاث سنين ، وأنا ابنة ست سنين .
وهاجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقدم المدينة يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة ، خَلَت من شهر ربيع الأول .
وأعرس بي في شوال على رأس ثمانية أشهر من المهاجر ، وكنت يوم دخل بي ابنة تسع سنين ) .
ولقد أجمع المؤرخون على أساس هذه الرواية وغيرها أن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) تزوج عائشة وهي ابنة ست ، ودخل بها وهي ابنة تسع .
وأما ما ذكرت مما قد يقال في قبح الزواج من الصغيرة فجوابه : أنه ليس من الصحيح القياس على زماننا اليوم ، حيث أن بنت التاسعة تُعتبر اليوم في عِدَاد الأطفال .
حتى أن البعض مِنهنَّ لا زِلْنَ يعتمِدْنَ على الأمِّ تَمام الاعتماد ، ولا تعرف من الحياة إلا الدرس والمدرسة .
ولكن لو رجعت إلى الماضي لوجدت أن الفرق كبير بَينَهُنَّ ، من حيث الرشد الجسدي ، والتدبير المنزلي ، وغير ذلك مما تحتاجه المرأة .
بل ولم يكن غريباً الزواج في مثل هذا العمر ، إذ من المتعارف في الأزمنة السالفة الزواج في مثل هذا العمر .
خصوصاً في مثل الجزيرة العربية ، حيث البيئة الحارَّة توجب سرعة بلوغ البنت وهي في هذا العمر .
وإذا أردتَ شواهد ذلك فانظر إلى بنت البادية أو القرية في عصرنا هذا ، وهي في سِنِّ التاسعة ، ولاحظ كم هو الفرق بينها وبين بنت المدينة ، من حيث البُنيَة ، والصَّلابة الجسدية ، والتدبير ، وغير ذلك.
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة