- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 4 دقیقة
- بواسطة : المشرف
- 0 تعليق
يذكر مؤلف الكتاب خبرا حول مولد الإمام المهدي عليه السلام واسم أمه فيقول:
ولد عليه السلام بسر من رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين من الهجرة ، روى ذلك محمد بن يعقوب الكليني ، عن علي بن محمد ( 1 ) .
وكان سنه عند وفاة أبيه عليه السلام خمس سنين ، آتاه الله سبحانه الحكم صبيا كما آتاه يحيى ، وجعله في حال الطفولية إماما كما جعل عيسى عليه السلام نبيا في المهد صبيا .
فمن الاخبار التي جاءت في ميلاده عليه السلام : ما رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن الحسين بن رزق الله ، عن موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي الرضا عليهما السلام قالت : بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام فقال :
” يا عمة ، إجعلي إفطارك الليلة عندنا ، فإنها ليلة النصف من شعبان ، فإن الله تعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجته في أرضه ” .
قال : فقلت له : ومن أمه ؟
قال : ” نرجس ” .
قلت له : جعلني الله فداك ، ما بها أثر !
فقال : ” هو ما أقول لك ” .
قالت : فجئت فلما سلمت وجلست جاءت تنزع خفي وقالت لي :
يا سيدتي كيف أمسيت ؟
فقلت : بل أنت سيدتي وسيدة أهلي .
قالت : فأنكرت قولي ، وقالت : ما هذا ؟ !
فقلت لها : يا بنية ، إن الله تبارك وتعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة .
قالت : فخجلت واستحيت ، فلقا أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي ، فرقدت ، فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ، ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ، ثم جلست معقبة ، ثم اضطجعت ، ثم انتبهت فزعة وهي راقدة ، ثم قامت فصلت ونامت .
قالت حكيمة : وخرجت أتفقد الفجر ، فإذا أنا بالفجر الأول كذنب السرحان وهي نائمة ، قالت حكيمة : فدخلتني الشكوك فصاح بي أبو محمد من المجلس فقال : ” لا تعجلي يا عمة ، فهاك الامر قد قرب ” .
قالت : فجلست فقرأت ” ألم السجدة ” و ” يس ” ، فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت : اسم الله عليك ، ثم قلت لها : هل تحسين شيئا ؟ قالت : نعم .
فقلت لها : اجمعي نفسك ، واجمعي قلبك ، فهو ما قلت لك .
قالت حكيمة : ثم أخذتني فترة وأخذتها فترة ، فانتبهت بحس سيدي ، فكشفت الثوب عنه فإذا به عليه السلام ساجدا يتلقى الأرض بمساجده ، فضممته إلي فإذا أنا به نظيف منظف ، فصاح بي أبو محمد عليه السلام :
” هلمي إلي ابني يا عمة ” .
فجئت به إليه ، فوضع يديه تحت أليتيه وظهره ، ووضع قدميه على صدره ، ثم أدلى لسانه في فيه ، وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله ثم قال :
” تكلم يا بني ” .
فقال : ” أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ” ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة عليهم السلام إلى أن وقف على أبيه ثم أحجم .
ثم قال أبو محمد عليه السلام : ” يا عمة إذهبي به إلى أمه ليسلم عليها ، وائتني به ” فذهبت به فسلم ورددته ووضعته في المجلس ، ثم قال عليه السلام : ” يا عمة إذا كان يوم السابع فائتينا ” .
قالت حكيمة : فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد عليه السلام وكشفت الستر لا تفقد سيدي فلم أره ، فقلت له : جعلت فداك ما فعل سيدي ؟
قال : ” يا عمة استودعناه الذي استودعت أم موسى موسى ) .
قالت حكيمة : فلما كان يوم السابع جئت وسلمت وجلست فقال :
” هلمي إلي ابني ” فجئت بسيدي عليه السلام وهو في الخرقة ، ففعل به كفعلته الأولى ، ثم أدلى لسانه في فيه كأنما يغذيه لبنا أو عسلا ثم قال :
” تكلم يا بني ” .
فقال عليه السلام : ” أشهد أن لا إله إلا الله ” ، وثنى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين عليهما السلام وعلى الأئمة حتى وقف على أبيه عليهم السلام ، ثم تلا هذه الآية ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) ( 2 ) .
قال موسى : فسالت عقبة الخادم عن هذا فقال : صدقت حكيمة ( 3 ) .
وروى الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( ره ) قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان القمي قال : حدثني أبو عبد الله الحسن بن يعقوب قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثنا الحسين بن علي النيسابوري . قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر ( عن السياري ) ( 4 ) قال : حدثني نسيم خادم الحسن بن علي ومارية قالا : لما سقط صاحب الزمان عليه السلام من بطن أمه سقط جاثيا على ركبتيه رافعا سبابتيه إلى السماء ، ثم عطس فقال : ” الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله ، زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة ، ولو أذن لنا في الكلام لزال الشك ” ( 5 ) .
قال إبراهيم بن محمد : وحدثني نسيم الخادم قال : قال لي صاحب الزمان – وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست – فقال : ” يرحمك الله ” ، قال نسيم : ففرحت بذلك .
فقال : ” ألا أبشرك بالعطاس ؟ ” فقلت : بلى .
فقال : ” هو أمان من الموت ثلاثة أيام ” ( 6 ) .
الهوامش
( 1 ) أورد الكليني رحمه الله تعالى في الكافي ( 1 : 431 ) بابا أسماه بمولد الصاحب عليه السلام ، ذكر في صدره : ولد عليه السلام للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، ثم أورد جملة مختلفة من الروايات مختلفة التواريخ ، إلا انا لم نعثر على الرواية المذكورة أعلاه ، والمروية علي بن محمد ، ولعله من سهو القلم ، أو اشتباهات النساخ ، والله تعالى هو العالم .
( 2 ) القصص 28 : 5 – 6 .
( 3 ) كمال الدين : 424 / 1 .
( 4 ) أثبتناه من غيبة الشيخ الطوس .
( 5 ) غيبة الطوسي : 244 / 211 ، وكذا في : كمال الدين : 430 / 5 ، الهداية الكبرى : 357 ، اثبات الوصية : 221 ، الخرائج والجرائح 1 : 457 / 2 .
( 6 ) غيبة الطوسي : 232 / 200 ، وكذا في : كمال الدين : 430 / ذيل حديث 5 و 441 / 11 ، الهداية الكبرى : 358 ، اثبات الوصية : 221 ، الخرائج والجرائح 1 : 465 / 11 و 2 . 693 / 7 .
المصدر: إعلام الورى بأعلام الهدى ج2 / الشيخ الطبرسي
الخلاصة
إن مؤلف الكتاب يذكر خبرا حول مولد الإمام المهدي عليه السلام وحول اسم أمه.